أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-07-08
1188
التاريخ: 5-7-2021
1681
التاريخ: 3-12-2015
2336
التاريخ: 2023-05-05
1163
|
إنّ الاستسقاء هو طلب السقي والإرواء. هذا الاقتراح في هيئة الطلب قد أبدي أولاً من قبل بني إسرائيل لموسى (عليه السلام) ثم عرض ثانياً من قبل موسى الكليم (عليه السلام) في محضر الله سبحانه وتعالى ما جاء بهذا الخصوص في سورة "الأعراف" ناظر إلى طلب اليهود من موسى (عليه السلام) : {وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى إِذِ اسْتَسْقَاهُ قَوْمُهُ أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانْبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ وَظَلَّلْنَا عَلَيْهِمُ الْغَمَامَ وَأَنْزَلْنَا عَلَيْهِمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} [الأعراف: 160] أما ما طُرح في الآية مورد البحث فهو طلب موسى (عليه السلام) من الذات الإلهية المقدسة، هذا وإن لم يصرح باسمه جل وعلا: وإذ استسقى موسى لقومه...}.
والاستسقاء متعلق بثلاثة عناصر محوريّة:
الأول هو السائل المستسقي.
والثاني هو المسؤول.
والثالث هو المسؤول عنه.
وما ذكر في الآية مدار البحث هو خصوص السائل، أي حضرة موسى (عليه السلام) حيث صرح باسمه ومورد السؤال، أي الماء المشار إليه ضمناً في عنوان الاستسقاء؛ إذ أت معنى الاستسقاء يوحي بخصوصيّة المسؤول عنه وهو الماء. أما المسؤول، الله سبحانه فلم يعيَّن صراحة مع أنّه معلوم ضمناً؛ وذلك لأن موسى الكليم لا يوجه مثل هذا الطلب إلى غير الله تعالى.
لم تكن لاستسقاء اليهود من موسى صبغة المناجاة، في حين أن استسقاء موسى من الباري تعالى كان له طابع عبادي؛ كما أنه شرعت في الإسلام من أجل هذا الطلب صلاة خاصة وقد أورد العظماء من أهل الحكمة في هذا الصدد مباحث من أجل دعم هذا الأصل الذي يتولى ربط النظام التشريعي بالنظام التكويني (1).
ما يُستفاد من آية سورة الأعراف هو أن قوم موسى (عليه السلام) هم الذين استسقوا وليس موسى نفسه، أما ما يمكن استظهاره من الآية مورد أجل قومه، لا من أجله الله كان البحث فهو أن استسقاء موسى هو ولعل عدم استسقاء موسى لنفسه هو من باب: {يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ} [الشعراء: 79]، او من باب القدرة على التحمّل والصبر الكامل لذلك الصبار الشكور.
تنويه: قد يمكن الاستنباط من قول الله عز وجل: استسقى موسى لقومه أنه في أحداث طلب الإراءة كان مطلوب موسى نظره هو وليس نظر قومه؛ وذلك لأن الله لم يقل في قصة سؤال الإراءة: إن موسى سأل الإراءة لقومه كي ينظروا هم بالطبع كما قد ذكرت بعض موارد الرؤية سابقاً وسيتطرق إلى بعض معارفها فيما بعد في ذيل الآية: {رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ} [الأعراف: 143]، فإن قصد حضرة موسى من النظر هو النظر المتعلق بما وراء الطبيعة والنظر الشهودي وليس المشاهدة الطبيعية والحصولية والحسية.
لم يكن استسقاء القوم مصحوباً بالكرامة، ومن هذا المنطلق فإن الله جل شأنه قد أسنده في سورة الأعراف" إلى كل من رافق موسى (عليه السلام) فقال: إذ اسْتَسْقَهُ قَوْمُهُ بيد أن استسقاء موسى من ربه كان مقروناً بالكرامة. على هذا الأساس فإن الله تعالى قد أسنده إلى الكليم فقط بقوله: وإذ استسقى موسى (عليه السلام) لقومه أي في هذا الاستسقاء، وهو الطلب الثاني، لم يشارك أحد كليم الله فيه بل إن موسى (عليه السلام) قد طلبه لوحده واستجيب دعاؤه بنزول الوحي من الله .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1. إلهيات الشفاء، ص 439 .
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|