المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9093 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

مفاعل مُوَلد breeder reactor
16/2/2018
Beta Integral
21-5-2019
مناقشة حول طباعة القرآن حسب النزول أو برواية اخرى
20-6-2016
عثة جريش الذرة Sitotroga cerealella
7-2-2016
فضيلة تلاوة سورة الممتحنة
27-11-2014
ابن الكيزاني
26-1-2016


من التراث الكلامي للإمام العسكري ( عليه السّلام )  
  
1361   06:24 مساءً   التاريخ: 2023-05-22
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 13، ص202-205
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسن بن علي العسكري / التراث العسكري الشريف /

التوحيد في نصوص الإمام العسكري ( عليه السّلام )

1 - روى الكليني ، مسندا عن يعقوب بن إسحاق قال : كتبت إلى أبي محمّد ( عليه السّلام ) أسأله : كيف يعبد العبد ربه وهو لا يراه ؟ فوقّع ( عليه السّلام ) : يا أبا يوسف جلّ سيّدي ومولاي والمنعم عليّ وعلى آبائي أن يرى .

قال : وسألته : هل رأى رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) ربّه ؟ فوقّع ( عليه السّلام ) : إنّ اللّه تبارك وتعالى أرى رسوله بقلبه من نور عظمته ما أحبّ[1].

2 - وروى عن سهل ، قال : كتبت إلى أبي محمّد ( عليه السّلام ) سنة خمس وخمسين ومائتين : قد اختلف يا سيّدي أصحابنا في التوحيد ، منهم من يقول :

هو جسم ومنهم من يقول : هو صورة ، فإن رأيت يا سيّدي أن تعلّمني من ذلك ما أقف عليه ولا أجوزه فعلت متطوّلا على عبدك .

فوقّع بخطّه ( عليه السّلام ) : سألت عن التوحيد وهذا عنكم معزول ، اللّه واحد أحد ، لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد ، خالق وليس بمخلوق تبارك وتعالى ما يشاء من الأجسام وغير ذلك وليس بجسم ، ويصوّر ما يشاء وليس بصورة جلّ ثناؤه وتقدست أسماؤه أن يكون له شبه ، هو لا غيره ، ليس كمثله شيء وهو السميع البصير .[2]

2 - أهل البيت ( عليهم السّلام ) والإمامة عند الإمام العسكري ( عليه السّلام )

لقد أشاد الإمام ( عليه السّلام ) بفضل أهل البيت الذين هم مصدر الوعي ، والإيمان في دنيا الإسلام ، حيث قال ( عليه السّلام ) :

« قد صعدنا ذرى الحقائق بأقدام النبوة ، والولاية ، ونوّرنا السبع الطرائق بأعلام الفتوة ، فنحن ليوث الوغى ، وغيوث الندى ، وفينا السيف والقلم في العاجل ، ولواء الحمد والعلم في الآجل ، وأسباطنا خلفاء الدين ، وحلفاء اليقين ، ومصابيح الأمم ، ومفاتيح الكرم فالكريم لبس حلة الاصطفاء لما عهدنا منه الوفاء ، وروح القدس في جنان الصاقورة[3] ذاق من حدائقنا الباكورة[4] وشيعتنا الفئة الناجية ، والفرقة الزاكية ، صاروا لنا ردء وصونا ، وعلى الظلمة إلبا . . وسينفجر لهم ينابيع الحيوان ، بعد لظى النيران ، لتمام الرواية ، والغواشي من السنين . . »[5].

2 - قال أحمد بن إسحاق : دخلت على مولانا أبي محمّد الحسن بن عليّ العسكريّ ( عليهما السّلام ) فقال : يا أحمد ما كان حالكم فيما كان فيه النّاس من الشكّ والارتياب ؟ فقلت له : يا سيّدي لمّا ورد الكتاب لم يبق منّا رجل ولا امرأة ولا غلام بلغ الفهم إلّا قال بالحقّ ، فقال : احمد اللّه على ذلك يا أحمد أما علمتم أنّ الأرض لا تخلو من حجّة وأنا ذلك الحجّة - أو قال : أنا الحجّة - .[6]

3 - قال أحمد بن إسحاق : خرج عن أبي محمّد ( عليه السّلام ) إلى بعض رجاله في عرض كلام له : ما مني أحد من آبائي ( عليهم السّلام ) بما منيت به من شكّ هذه العصابة فيّ ، فإن كان هذا الأمر أمرا اعتقدتموه ودنتم به إلى وقت ثمّ ينقطع فللشكّ موضع ، وإن كان متّصلا ما اتّصلت أمور اللّه عزّ وجلّ فما معنى هذا الشكّ ؟ ![7]

الإمام المهدي ( عليه السّلام ) في تراث الإمام الحسن العسكري ( عليه السّلام )

روي عن الحسن بن ظريف أنه قال : اختلج في صدري مسألتان أردت الكتاب فيهما إلى أبي محمد ( عليه السّلام ) فكتبت أسأله عن القائم ( عليه السّلام ) إذا قام بما يقضي وأين مجلسه الذي يقضي فيه بين الناس ؟ وأردت أن أسأله عن شيء لحمّى الرّبع فأغفلت خبر الحمّى . فجاء الجواب :

« سألت عن القائم فإذا قام قضى بين الناس بعلمه كقضاء داود ( عليه السّلام ) لا يسأل البيّنة ، وكنت أردت أن تسأل لحمّى الربع فأنسيت ، فاكتب ورقة وعلّقه على المحموم فإنّه يبرأ بإذن اللّه إن شاء اللّه : يا نارُ كُونِي بَرْداً وَسَلاماً عَلى إِبْراهِيمَ . قال : فعلّقنا عليه ما ذكر أبو محمد ( عليه السّلام ) فأفاق[8].

وبشر الإمام العسكري ( عليه السّلام ) ، خواص شيعته بولادة الحجة المنتظر الإمام المهدي ( عليه السّلام ) ؛ ضمن مكاتباته إليهم ، أو حينما كانوا يحضرون عنده .

وقد مرّت علينا مجموعة من هذه النصوص في الفصل الثاني من الباب الرابع عند بحث عن متطلبات الجماعة الصالحة في عصر الإمام العسكري ( عليه السّلام )[9].

 


[1] الكافي : 1 / 95 والتوحيد : 108 .

[2] الكافي : 1 / 103 والتوحيد : 108 .

[3] الصاقورة : السماء الثالثة .

[4] الباكورة : أول ما يدرك من الفاكهة .

[5] بحار الأنوار : 78 / 338 .

[6] كمال الدين : 222 .

[7] كمال الدين : 222 .

[8] الكافي : 1 / 509 .

[9] تبلغ نصوص الإمام الحسن العسكري حول الإمام المهدي ما يناهز الأربعين نصّا . راجع معجم أحاديث الإمام المهدي ( عليه السّلام ) الجزء الرابع .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.