أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-9-2020
2018
التاريخ: 13/11/2022
1685
التاريخ: 30-1-2023
1144
التاريخ: 2023-05-29
1290
|
طرق صياغة القصة الخبرية لحادث داخلي
من الاصول التي يجب إتباعها في كتابة القصة الخبرية على وجه العموم تقسيم الخبر نفسه إلى أجزاء يستقل كل منها بجانب من جوانبه أو بحقيقة من حقائقه، وإذا كانت هذه القاعدة ضرورية في كتابة الاخبار بوجه عام، فإنها أكثر ضرورة في الواقع للخبر المحلي بوجه خاص، ذلك أن الاخبار المحلية عرضة للتغيير المستمر من لحظة إلى أخرى، والمطبعة لا تمهل المحرر حتى يعيد صياغة الخبر المحلي من أوله إلى آخره، فهي لا تدع له أكثر من الوقت الذي يسمح له بحذف فقرة وإثبات أخرى مكانها، أو إضافة في فقرة جديدة لم تكن موجودة في الاصل إذا لزم هذا الإجراء.
وندع هذه القاعدة جانباً لننظر في الطرق التي يمكن أن نتبعها في كتابة الخبر الداخلي، أو صياغة القصة الإخبارية التي تمد القراء بحقائق هذا الخبر.
وهنا نستطيع أن نضع أيدينا على طرق ثلاث، وهي:
1. طريقة الترتيب الزمني المعدول.
2. طريقة الترتيب الزمني المعكوس.
3. التشويق المسرحي (او التغلب على فتور القارئ).
وسوف يتم شرح كل طريقة
1. بطريقة الترتيب الزمني المعدول
يمكننا أن ننشر الخبر الآتي بالصيغة التالية:
)أ( حدث أمس في طريق مصر الجديدة أن أخرج سائق (المترو) رأسه من العربة، وكان المترو سائراً بسرعة كبيرة، فاصطدم رأس السائق بعمود من أعمدة الكهرباء، فقتله في الحال، وقذف به في الطريق وبقى المترو سائراً إلى الامام بنفس السرعة.
)ب( وشد ما انزعجت سيدة في غرفة (السيدات) حين رأت المترو يسير وحده بدون سائق في الطريق، فصرخت صرخات عالية لفتت إليها أنظار الركاب الذين ارتبكوا ارتباكاً شديداً، وصرخ النساء بعدها صرخات مدوٍّية كذلك.
)ج ( وتقدم الكمساري وهو لا يعرف شيئاً عن القيادة وطفق يحاول وقف المترو حتى وقف لحسن الحظ في تلك اللحظة الدقيقة.
)د( وكان وقوف المترو لحسن الحظ أيضاً قبيل المنحنى السابق لمحطة روكسي مباشرة بما لا يزيد عن ثلاثين بوصة.
)هـ ( ولو وصل المترو بسرعته إلى هذا المنحنى الحاد قبيل محطة روكسي لانقلب بركابه، ولا صبح ضحايا الحادث يعدون بالعشرات.
2. بطريق الترتيب الزمني المعكوس .
يمكننا أن ننشر الخبر بالصيغة التالية:
)أ( نجا ركاب المترو في طريق مصر الجديدة من الموت بأعجوبة حين وقف المترو
فجأة عن السير قبيل المنحنى السابق لمحطة روكسي بما لا يزيد عن ثلاثين بوصة.
)ب( ولو وصل المترو بسرعته السابقة إلى هذا المنحنى الحاد قبيل محطة روكسي لانقلب بركابه، ولأصبح ضحايا الحادث يعدون بالعشرات.
)ج (أما الذي تنبه إلى ذلك فسيدة في (الحريم) صرخت صراخاً عالياً حين لاحظت أن المترو يسير وحده بدون سائق وبسرعة عظيمة، فلفتت إليها أنظار الركاب الذين اضطربوا اضطراباً شديداً، وصرخ النساء منهم صرخات مدوية كذلك.
)د( وإذ ذاك تقدم الكمساري وهو لا يعرف شيئاً عن القيادة وطفق يحاول وقف المترو حتى وقف لحسن الحظ في تلك اللحظة الدقيقة.
)هـ ( أما السبب في سير المترو بهذه الصورة فهو أن السائق كان قد أخرج رأسه من العربة، فاصطدم بعمود من أعمدة الكهرباء، فقتله في الحال وقذف به بعيداً عن مكانه.
3. بطريقة التشويق المسرحي
تستطيع الصحيفة أن تنشر الخبر بالصيغة الآتية:
(ا) صرخت سيدة في غرفة (السيدات) بالمترو في طريق مصر الجديدة حين رأت أن هذا المترو يسير وحده بدون، سائق وبسرعة عظيمة.
)ب( واضطرب الركاب، وعلا صراخ النساء والاطفال، وشعر الجميع بالخطر الداهم، خصوصاً أن المترو يقترب سريعاً من المنحنى السابق لمحطة روكسي، التي هي أولى محطات مصر الجديدة.
)ج ( ولو وصل المترو إلى هذا المنحنى الحاد لانقلب بركابه جميعاً ولعظمت فداحة الحادث، وأصبح الضحايا يعدون بالعشرات.
)د( وشاءت الاقدار أن يجري الكمساري إلى مكان السائق، وعلى الرغم من أنه يجهل كل شيء عن القيادة، فإنه أخذ يحاول وقف المترو عن السير. والعجيب أن المترو وقف في تلك اللحظة الدقيقة، وكان وقوفه قبل المنحنى الحاد بما لا يزيد عن ثلاثين بوصة.
)هـ ( واتضح فيما بعد أن السبب في سير المترو على هذه الصورة هو أن السائق كان قد أخرج رأسه من العربة، فاصطدم بعمود من أعمدة الكهرباء، فقتل في الحال، وقذف به بعيداً عن القضبان.
تعليق على الطرق الثلاث
إذا نظرت معي أيها القارئ إلى الطريقة الاولى وهي طريقة الترتيب الزمني المعدول لاحظت أنها أسهل الطرق جميعاً بالنسبة للمحرر وللقارئ في وقت معاً، أما المحرر فإنه لم يعمل فكره كثيراً في تقسيم الخبر إلى وقائع، وترتيبها بحسب وقوعها ترتيباً زمنياً لا تصرف فيه، وأما القارئ فإنه لم يجد عسرا في تتبع القصة الخبرية على هذا الوجه.
غير أن الطريقة الاولى تفتقر إلى العنصر الدرامي، والعناية فيها بجميع أجزاء الخبر متساوية تقريبا، مع أن المتبع عادة هو المخالفة في هذه العناية، وذلك بتقديم بعض الاجزاء وتأخير الاخرى، والاهتمام ببعض الاجزاء أكثر من الاهتمام بالأخرى، وهكذا.
على أن أهم ما يوجه إلى هذه الطريقة الاولى من نقد هو أنها مبنية في الواقع على نظام الهرم المعتدل. وقد سبق أن قلنا عن هذا النظام إنه يصلح لنشر المقال، ولكنه لا يصلح دائماً لكتابة الاخبار. ومعنى ذلك أن إتباع هذه الطريقة الاولى في صياغة الاخبار من شأنه ألا يجعل الفرق واضحاً أو مفهوماً بين صياغة الخبر وصياغة المقال، وفي ذلك ما فيه من الخلط بين الفنون الصحفية من حيث الصياغة.
والقائل بهذه الطريقة الاولى من أساتذة الصحافة هو الاستاذ نيل Nela ، ولكنا لا نوافقه على ما ذهب إليه من الإشارة إليها على أنها من بين الطرق الثلاث المتبعة في صياغة القصة الخبرية، بل نميل إلى القول بالطريقتين الاخيرتين إلى أن يأتي الوقت الذي يبتدع فيه المحررون النابهون طائفة من الطرق الاخرى.
وإذا نظرت معي أيها القارئ في الطريقة الثانية وهي طريقة الترتيب الزمني المعكوس وجدتها تعني بنتيجة الحادثة أولاً فتأتي بها في أول القصة، ثم تتدرج منها إلى الوقائع التي أدت إليها.
وهذه الطريقة الثانية أكثر إتباعا في الصحة السيارة، وإن احتاجت من المحرر إلى جهد أكبر، ووقت أطول.
أما الطريقة الثالثة والاخيرة وهي طريقة التشويق فإنها أفضل الطرق جميعاً، وفيها يستطيع المحرر أن يتغلب على فتور القارئ، وذلك بأن يوفر له العنصر الدرامي، وفيها كذلك إهمال تام للعنصر الزمني، إذ المهم في هذه الحالة هو الحادث نفسه وصورة وقوعه، وحتى النتيجة نفسها تأتي في الاهمية بعد الصورة أو الكيفية أو العنصر الدرامي في مثل هذه القصة.
غير أن هذه الطريقة الاخيرة تتطلب من التحرير تفكيراً أطول؛ ومهارة أكبر، ولذا لا يحسنها في الواقع إلا كاتب بارع، أو محرر متمرن، وهو بهذه البراعة، وهذه المرانة قادر على التصرف في القصة الخبرية تصرفاً صحفياً سليماً جارياً في الوقت نفسه مع الأصول والقواعد التي أشرنا إليها.
وقبل الفراغ من هذا الفصل يجدر بنا أن ننبه القارئ هنا إلى أننا في تطبيق الطرق الثلاث على
صياغة الخبر إنما عنينا بشيء واحد فقط، وهو كتابة صدر الخبر والطرق المتبعة غالباً في كتابة هذا الصدر، وأهملنا العناية (بالعنوان) من جهة و(صلب الخبر) من جهة ثانية.
والحقيقة التي لا نزاع فيها أن صدر الخبر أهم في نظر الصحيفة ونظر القارئ من صلب الخبر، لان هذا الاخير وهو الصلب هو مكان التفاصيل التي تملأ بها الصحيفة فراغها غالباً، وهي لذلك إنما تكتب دائماً )بالبنط( الدقيق أو الخفيف، ويقع جزء منها في الصحيفة التي كتب فيها صدر الخبر، وتقع الاجزاء الباقية من هذه التفاصيل في الصفحات الاخرى من الصحيفة. أما القراء فلا يمضي منهم في قراءة هذه التفاصيل عادة إلا من يسمح له وقته بهذه القراءة، ومن هنا جاء اهتمام الصحيفة دائماً بصدور الاخبار دون جسومها أو أصلابها، وكان الجهد الفني الذي يبذل في كتابة هذه الاصلاب أقل بكثير جداً من الجهد الفني الذي يبذل في كتابة الصدور.
وذلك ما أردنا أن نلفت إليه نظر القارئ حتى يفهم أن القصة الإخبارية على الصورة التي قدمناها له يجب أن تكون لها بقية تقصر وتطول حسب التفاصيل التي استطاع مخبر الصحيفة جمعها وتزويد صحيفته بها حتى تستطيع كتابة القصة كاملة.
وللصحيفة ذاتها بعد ذلك أن تتصرف في هذه التفاصيل فتكتب منها ما تريد في الطبعة الخاصة بالعاصمة، وتكتب منها ما تريد أيضاً في الطبعة الخاصة بالأقاليم، وإن كان المتبع في الغالب أن طبعة الاقاليم حيث يتسع الوقت أمام الجمهور القارئ تكون مزودة بقدر أكبر من التفاصيل التي لا تتسع لها طبعة العاصمة، وحيث لا يتسع الوقت فيها للقارئ لكي يأتي على هذه التفاصيل من أولها إلى آخرها.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
الأمين العام للعتبة العسكرية المقدسة يستقبل شيوخ ووجهاء عشيرة البو بدري في مدينة سامراء
|
|
|