المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

سعاد بن سليمان التميمي الجماني
9-10-2017
طرق نجاح حملات العلاقات العامة
4-8-2022
الصّحوة الإِسلامية المعاصرة وزيادة الحاجة إلى تفسير القرآن
17-10-2014
مصطلحات علم الكلام
12-08-2015
رغبة الشباب في التحرر والاستقلال
2023-02-19
مشكلات المدن
5-6-2022


حب الجمال في عالم اليوم  
  
1141   02:01 صباحاً   التاريخ: 2023-05-17
المؤلف : الشيخ محمد تقي فلسفي
الكتاب أو المصدر : الشاب بين العقل والمعرفة
الجزء والصفحة : ج1 ص30 ــ 31
القسم : الاسرة و المجتمع / معلومات عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-09-20 276
التاريخ: 2024-10-05 198
التاريخ: 2023-03-05 1191
التاريخ: 24/11/2022 1426

إن الناس يرغبون في ان يكون كل شيء حولهم جميلاً ، يعيشون في منازل جميلة ومرتبة ويرتدون أجمل الملابس ويزينون الوجه ويسرحون الشعر ويقتنون أجمل الأثاث ويركبون أجمل المراكب ويغرقون منازلهم بأجمل الزهور والورود ويقتنون من الطاولات وحتى صيدليات المنازل أجملها، فالأموال التي تصرف اليوم في البلدان المتطورة على الجماليات والكماليات إن لم تكن أكثر مما يصرف على ضروريات العيش فإنها دون شك لا تقل عنها.

إزدهار الثقافة وإدراك الجمال :

مما لا شك فيه أن ازدهار الثقافة وارتفاع مستوى التعليم في أي مجتمع كانا يشكلان عاملاً مؤثراً في تنمية الحس الجمالي ورفع درجة حب الجمال لدى ذلك المجتمع ، ولكن يجب أن لا ننسى الدور الهام الذي أدّاه ويؤديه مشاهير الكتاب والشعراء بفضل حن أقلامهم وتفتح قريحتهم في تنمية حب الجمال لدى الناس، فهؤلاء قد أدركوا جمال الطبيعة من مختلف جوانبها بنظرات ثاقبة وذوق رفيع ، واستوقفتهم مشاعرهم وأحاسيسهم عند كل ما لم تدركه عامة الناس ، وهم يقومون بدورهم بتجسيد رؤاهم في قالب شعري وعبارات وجمل غاية في الجمال والإبداع ، ونقلوها إلى المجتمعات مصورة في لوحات فنية رائعة ساهمت في تفتح حس الجمال لديها.

جمال الطبيعة :

(وطبعاً هناك أناس بدائيون وأطفال وأشخاص غير مثقفين ممن ينشدون إلى أنكر الأصوات وأفقع الألوان لا يترك فيهم جمال الغابات والأشجار وجمال غروب الشمس أدنى أثر).

إن حب الطبيعة والاستمتاع بجمالها أخذ يشق طريقه نحو التكامل بفضل مؤلفات مشاهير الكتّاب وأشعار عظماء الشعراء ولوحات كبار الفنانين والرسامين. إن كثيراً من الناس كانوا قبل (جان جاك) يجهلون جمال الجبال، وكانوا قبل (ريستآل) لا يعرفون لجمال قطع الغيوم الليلية التي تسبقها نسمات منعشة معنى. إذن كان لهؤلاء الادباء والفنانين الأثر البالغ في تفتح ذوق الإنسان وإحساسه ، وجعله يدرك جمال العالمين الخارجي والداخلي الذي لم يكن قبل ذلك يدركه أو يعرفه) . 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.