المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
{ان أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه}
2024-10-31
{ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا}
2024-10-31
أكان إبراهيم يهوديا او نصرانيا
2024-10-31
{ قل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم الا نعبد الا الله}
2024-10-31
المباهلة
2024-10-31
التضاريس في الوطن العربي
2024-10-31

Circular Chromosome
22-12-2015
أضرار تلوث الهواء داخل المباني (الهواء الداخلي)
30-10-2021
الليكاندات السداسية السن
2024-07-17
المؤلفة قلوبهم من قريش
27-3-2021
الكروموسوم المساعد Accessory Chromosome
30-3-2017
يؤثر طراز الحياة في مستوى كوليسترول المصل
12-9-2021


معيار تفوق الاسلام  
  
1278   02:17 صباحاً   التاريخ: 2023-05-11
المؤلف : الشيخ محمد تقي فلسفي
الكتاب أو المصدر : الشاب بين العقل والمعرفة
الجزء والصفحة : ج1 ص334 ــ 336
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الروحية والدينية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 25/12/2022 1253
التاريخ: 25-6-2022 1282
التاريخ: 28-6-2021 2189
التاريخ: 30-1-2017 2235

إن الإسلام دين الحق الذي يضمن للبشرية سعادتها ، هو دين منزه من الأوهام والخرافات، يهدي الناس إلى سبيل الخير والفلاح ، وهذه الخصوصيات تشكل معيار تفوق الإسلام على غيره من الأديان. هذا ما أكده القرآن الكريم ووعد بانتصار الإسلام على سائر الأديان الاخرى.

قال تعالى: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ } [التوبة: 33].

إذن ، فالدين الإسلامي قد حدد وبكل وضوح السبيل الأمثل لهداية الحس الديني لدى الشباب، وهو كما ذكرنا شرط أول وأساس لإرضاء ميولهم إلى المعرفة الدينية . كما أن ما جاء به الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) يمكنه أن يكون خير هادٍ للحس الديني لدى الشباب على مر العصور والدهور، يرضي ميولهم على أحسن وجه ويضمن لهم سعادتهم في الدنيا والآخرة.

تنمية الرغبات الدينية :

ثمة شرط معنوي آخر يساعد على تحديد الأهواء النفسية لدى الشاب ، وهو تنمية رغبته في المعرفة الدينية. إذ من الضروري اللجوء إلى شتى الوسائل العلمية والعملية لتنمية الحس الديني عند الشاب ، والعمل على تعزيزه وتقويته ، ليصبح قادراً على مقاومة الغرائز والشهوات وتمردها .

فالحس الديني الذي يولد في أعماق الشاب بشكل طبيعي ومفاجئ أثناء أزمة البلوغ ، أشبه ما يكون بنواة لثمرة ما ، إذا زرعتها في أحضان الأرض وسقيتها واعتنيت بها ، فإنها ستنبت شجرة مثمرة ، وإلا بقيت نواة لا نفع فيها ولا فائدة .

والحس الديني هو كحس حب الجمال تمتد جذوره بالفطرة إلى أعماق الإنسان. وإذا ما أردنا أن نقوي هذا الحس ليرتقي إلى مصاف غيره من الأحاسيس القوية ، علينا أن نرعاه وننميه حتى يبلغ الكمال المنشود .

إحياء فطرة الايمان:

لقد ركز الإسلام اسس التربية الوجدانية والمعنوية للشباب على أساس تنمية أحاسيسهم الدينية وإحياء فطرتهم الإيمانية ، وعلى رأسها الإيمان بالله وقد تحدثت الآيات القرآنية والروايات والأحاديث الإسلامية عن الإيمان بالله على أنه أساس سعادة الإنسان في الحياة.

والإسلام لم يأت ليفرض عن جهل الإيمان بالله على الناس وخاصة الفتيان والشباب ، بل دعاهم إلى طرح هذا الموضوع في محكمة العقل ، والتمعن في آيات الله البينات ، ليدركوا وجوده ويؤمنوا بذاته المقدسة .

وبعبارة أخرى، فإن الفتى يجتاز عدة أشواط على طريق معرفة الله حتى يبلغ منزل الإيمان، وهو القاعدة التي ينطلق منها في توجهه الديني ، ومن هذه الأشواط : أولاً : رغبة المعرفة الفطرية التي تكمن في ذات كل طفل، ثانياً: وثوب الحس الديني الذي يبدأ في سن الـ 12 ، وهو ما يدفع الفتى نحو معرفة ذاته والتدقيق والتحقيق بشأن خالق الكون ، ثالثاً : التدقيق في آيات الله البينات ومناقشتها بحكمة وتعقل، رابعاً : الإيمان بالله والتقرب إليه والتعلق به تبارك وتعالى. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.