أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-12-2015
4901
التاريخ: 2023-10-28
958
التاريخ:
5001
التاريخ: 6-05-2015
8536
|
اليوم في القرآن
...إن المقصود من اليوم في أكثر الاستعمالات القرآنية له هو عالم الآخرة كما في: {يوم الدين}، {الْيَوْمَ الْآخِرَ} [العنكبوت: 36] ، {وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ} [غافر: 51] ، {يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئًا وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ} [الانفطار: 19] وليس المقصود من اليوم هو النهار(1) في مقابل الليل أو ما يقابل الشهر والسنة. ولا بمعني مجموع الليل والنهار" بل هو بمعنى "الظهور"، كما أن اليوم في الآية الكريمة: {كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ } [الرحمن: 29] ليس المقصود منه أن الله في كل يوم وليلة أو في كل نهار له شأن، لأن اليوم نفسه شأن من الشؤون الإلهية وفعل من أفعاله سبحانه. إذن معنى "كل يوم" هو "كل ظهور" ويوم القيامة يعني ظهور ذلك.
وفي القيامة تعود الكثرة إلى الوحدة، ويتضح للجميع أن الذي يدير العالم واحد، وبظهور التوحيد تنتهي أوهام التثنية والتثليث، خلافا لبداية الخلق حيث ظهور الكثرة من الوحدة، فهناك يكون الحديث عن يومين"، و"أيام" و"ستة أيام"(2). إذن، فاليوم ليس في مقابل الليل، ولا أطول هذا اليوم! قال: والذي نفس محمد بيده انه ليخفف على المؤمن، حتى يكون أخف عليه من صلاة مكتوبة يصليها في الدنيا" (بحار الانوار، ج 7، ص123).
2. يقول الله سبحانه بالنسبة إلى خلق العالم انه خلق مجموع النظام الموجود في ستة أيام: {هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} [الحديد: 4] (3)، لأنه خلق الأرض في يومين: {خلق الأرض في يومين} اليوم والليلة ولا السنة ولا الشهر، لأنه عندما تطوى السماوات والأرض كما يطوى ويلف الكتاب، هنالك لا تبقى حركة وضعية ولا انتقالية للأرض ولا لكوكب آخر حتى يتكون من حركتها نهار وليل ويوم وشهر وعام، بل يطوى بساط المتحرك والحركة.
وعلى هذا، فإن اليوم في يوم الدين والآيات المتعلقة بالقيامة عندما يفسر بالظهور يجب أن يبين ظهور أي شيء هو المراد.
الذي يظهر من الآيات الكثيرة التي تتحدث عن "يوم الدين" هو أن القيامة يوم ظهور الدين، مثل قوله تعالى: {وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ (14) يَصْلَوْنَهَا يَوْمَ الدِّينِ (15) وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغَائِبِينَ} [الانفطار: 14 - 16] ، وبما أن للدين معاني ومصاديق كثيرة ومختلفة من جملتها "الجزاء" لذلك يقال ليوم القيامة: إنه يوم "الجزاء" أيضا، لكن الجزاء جزء من أجزاء الدين فقط (بالمعنى الشامل للدين) الذي استعمل في الآية: {إن الدين عند الله الإسلام}(1) ونظائرها. وفي القيامة يظهر الدين بجميع أبعاده وجوانبه.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1. ولهذا فان كلمة يوم في يوم القيامة ليس لها تثنية ولا جمع بل انه يوم القيامة بالنسبة للكثير من الناس يمتد الى خمسين ألف سنة: { {فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ} [المعارج: 4] ، لكنه بالنسبة للمؤمنين بمقدار الصلاة الواجبة لا اكثر. والنبي الأكرم (صلى الله عليه واله وسلم) قال في جواب من سأله: "يا رسول الله ما أطول هذا اليوم! قال: والذي نفس محمد بيده انه ليخفف على المؤمن، حتى يكون أخف عليه من صلاة مكتوبة يصليها في الدنيا" (بحار الانوار، ج 7، ص123).
2. يقول الله سبحانه بالنسبة إلى خلق العالم انه خلق مجموع النظام الموجود في ستة أيام: {هو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش} (سورة الحديد، الآية 4)، لأنه خلق الأرض في يومين: {خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ} [فصلت: 9] ، وخلق السماوات السبع في يومين أيضا: {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ} [فصلت: 11]. {فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ} [فصلت: 12] ، وما بين السماوات والأرض خلقه في يومين أيضا. اما تغيير نظام الدنيا في النفخة الأولى والمجيء بنظام جديد في النفخة الثانية فسيكون خلال يوم واحد: {يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ} [الأنبياء: 104] ، ويقول في موضع آخر: {وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} [الزمر: 67] ، وفي موضع آخر يقول: {يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ} [إبراهيم: 48] كل هذه الأحداث تقع في يوم واحد والمقصود من اليوم هو الظهور.
3. سورة الانفطار، الآيات 14 - 11 عبر القرآن الكريم عن احراق الفجار في نار جهنم بعبارة (يصلون) تارة، وأخرى بعبارة (تصلية)، وهناك فرق بين هذين التعبيرين فالتعبير الأول بمعنى الاحتراق السطحي والخارجية والثاني بمعنى الانصهار والاحتراق الداخلي والباطني.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|