المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17761 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

وقعة حنين
6-2-2017
التـسويـق عـبـر الانتـرنـت
6/10/2022
إنشاء إعلامي
27-10-2019
حكم الماء القليل بين النابع وغيره
6-12-2016
وصفة النسبية العامة
2023-07-02
معنى اللمز
2024-06-19


مِلاك صحّة القراءة  
  
1491   06:52 مساءاً   التاريخ: 10-10-2014
المؤلف : محمد هادي معرفة
الكتاب أو المصدر : تلخيص التمهيد
الجزء والصفحة : ج1 ، ص367-383 .
القسم : القرآن الكريم وعلومه / علوم القرآن / القراء والقراءات / رأي المفسرين في القراءات /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-10-2014 1944
التاريخ: 2023-12-03 1264
التاريخ: 30-04-2015 1690
التاريخ: 30-04-2015 2241

بعد ، فإذ قد تبيّن حديث تواتر القرآن ، وثبات نصّه الأصل مدى الأجيال ، فإنّ مِلاك صحّة القراءة هي : موافقة ذاك النصّ المحفوظ لدى عامّة المسلمين .

وتتحقّق هذه الموافقة في كلّ قراءة إذا ما توفّرت فيها الشروط التالية :

أوّلاً : موافقتها مع الثبْت المعروف بين عامّة المسلمين ، في مادّة الكلمة وصورتها وموضعها من النَظم القائم ، حسب تعاهد المسلمين خَلَفاً عن سلَف .

ثانياً : موافقتها مع الأفصح في اللغة والأفشى في العربية ، ويُعرف ذلك بالمقارنة مع القواعد الثابتة يقيناً من لغة العرب الفصحى .

ثالثاً : أن لا يعارضها دليل قطعي ، سواء أكان برهاناً عقلياً ، أم سُنّة متواترة ، أمْ رواية صحيحة الإسناد مقبولة عند الأئمّة .

فإذا اجتمعت في قراءة هذه الشروط جميعاً فإنّها هي القراءة المختارة ، الجائزة في الصلاة وغيرها ، أمّا الفاقدة لجميعها أو لبعضها فإنّها تصبح شاذّة ، ولا أقلّ من الشكّ في ثبوتها قرآناً ، فلا تجوز قراءتها في صلاة ولا في غيرها بعنوان أنّها قرآن .

وتوضيحاً لهذه البنود الثلاثة نعرض ما يلي :

* * *

أمّا موافقة الثبْت المعروف ففي أمور ثلاثة حسبما أشرنا :

1 ـ في مادّة الكلمة الأصلية : ففي مثل قوله تعالى : { فَتَبَيَّنُوا } من التبيّن ، أو هي ( فتثبّتوا ) من التثبّت (1) أيّهما النصّ الأصل ؟ .

وكذا قوله : ( نُنشِزُهَا ) بالزاي ، أو ( ننشرها ) بالراء (2) .

وقوله : ( إِذْ تَلَقَّوْنَهُ ) بفتح اللام والقاف المشدّدة من التلقّي بمعنى الأخْذ ، أو ( تلِقُونه ) بكسر اللام وضمّ القاف من وَلقَ الكذِب (3) .

وقوله : { ادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ } بضمّ الهمز وتشديد الميم المفتوحة بمعنى المُدّة ، أو ( بعد أمَه ) بفتح الهمز وتخفيف الميم المفتوحة والهاء بمعنى السفَه (4) .

وقوله : { فُزِّعَ ) بالزاي والعين من التفزيع وهو إزالة الفزع بمعنى الخوف ، أو وقوله : { يَقُصُّ الْحَقَّ } بالصاد ، أو ( يقضي الحقّ ) بالضاد مع الياء (5) .

وقوله : { وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ } بالضاد بمعنى ( بخيل ) ، أو بالظاء بمعنى ( متّهم ) (6) .

وقوله : { وَلا يَأْتَلِ أُوْلُوا الْفَضْلِ مِنكُمْ } بتقديم الهمز على التاء وتخفيف اللام بمعنى القصور ، أو ( يتألّ ) بتقديم التاء على الهمز وتشديد اللام بمعنى الحَلْف (7) .

وقوله : { فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ } أو ( فامضوا إلى ذكر الله ) (8) .

ومن هذا الباب القراءة بالزيادة والنقصان ، نحو قوله تعالى : ( وما عملت أيديهم ) أو ( وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ } بزيادة هاء الضمير (9) .

وقوله : { فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ } أو ( إنّ الله الغنيّ الحميد ) بإسقاط ضمير الفصل (10) .

وقوله : { تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ } أو ( من تحتها الأنهار ) بزيادة ( من ) (11) .

وتقدّمت أمثلة كثيرة على ذلك (12) .

لا شكّ أنّ الصحيح في مثل ذلك : هي إحدى القراءتين وتكون الأخرى باطلة ؛ لأنّ المصحف أوّل ما شُكّل ونُقّط كان تشكيله وتنقيطه على أحد الأمرين ، وهو الّذي كان معروفاً ومتعاهداً بين عامّة المسلمين ، ولم يكن أبو الأسود ولا تلميذاه متردّدين في وضع العلائم المذكورة ، وثبت الكلمات والحروف وفْق مرتكزهم العامّ ، كما تلقّوها يداً بيد من غير ترديد أصلاً .

وإنّما الاختلاف جاء من قِبل اجتهاد القرّاء المتأخّرين ، شيئاً خارجاً عن النصّ الأصل المعروف عند عامّة الناس .

ومن ثمّ لمّا سأل الفضيل بن يسار الإمام الصادق ( عليه السلام ) عن حديث ( نزل القرآن على سبعة أحرف ) قال : ( كذبوا أعداء الله ، ولكنّه نزل على حرف واحد من عند الواحد ) (13) .

ثمّ لتعيين هذا الحرف الواحد جعل الإمام ( عليه السلام ) المقياس معهود عامّة المسلمين قال : ( اقرأ كما يقرأ الناس ) ، وفي رواية أخرى : ( اقرأوا كما عُلّمتم ) (14) .

فجعل المقياس ( كما يقرأ الناس ) أي عامّة المسلمين ، ولم يَعتبر من قراءة القرّاء شيئاً ، والرواية الأخرى أصرح ( كما عُلّمتم ) أي تعاهدتموه جيلاً عن جيل وأمّة عن أمّة ، لا قراءة أفراد وآحاد .

وعلى ضوء هذا المقياس فقراءة ( ننشزها ) بالزاي هي الصحيحة ؛ لأنّ ثبْت المصحف قديماً وحديثاً ـ والّذي تعاهدته الأمّة ـ هو بالزاي .

وهكذا الصحيح : ( فتبيّنوا ) ، و( بعد أمّة ) ، و( فُزّع ) ، و( يقصّ ) وهكذا ، لنفس التعليل ، والقراءة الأخرى ساقطة عندنا وغير جائزة إطلاقاً .

أمّا الجماعة فحيث وجدوا أنفسهم تجاه أمر واقع ، وهو حجّية القراءات ـ ولاسيّما السبع ـ جميعاً ، ومن ثمّ جعلوا يؤوّلون بركن ( موافقة المصحف ) بزيادة قيد ( ولو احتمالاً ) .

وما ذاك إلاّ تعليل بعد الوقوع ، وتطبيق للمقياس على القراءات ، لا عَرْض القراءات على المقياس .

ونحن في فُسحة عن هذا المأزق ، بعد أن لا نرى من حجيّة القراءات سوى واحدة ، وهي الّتي وافقَت ثبْت المصحف المعروف ، وغيرها ساقطة رأساً .

* * *

2 ـ في صورة الكلمة : ونعني بها بُنية الكلمة الاشتقاقية ، ففي مثل قوله تعالى : { رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا } بصيغة الطلب ، أو ( باعدَ ) بصيغة الماضي (15) ، حيث المادّة واحدة ، والاختلاف في بُنية الكلمة الاشتقاقية ، يتردّد الأمر ـ لا محالة ـ في اختيار إحدى القراءتين .

وكذا قوله : { قَالَ أَعْلَمُ } بصيغة المتكلّم ، أو بصيغة الأمر (16) .

وقوله : { وَهَلْ نُجَازِي إِلاّ الْكَفُورَ } بصيغة المتكلّم المعلوم ، أو ( يُجازى ) بصيغة الغائب المجهول (17) .

وقوله : { حَتَّىَ يَطْهُرْنَ } ثلاثياً بمعنى انقطاع الدم ، أو ( يطّهّرن ) مزيداً فيه من باب التفعّل على معنى التطهّر بالماء (18) .

وقوله : { أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاء } من باب المفاعلة كناية عن الجماع ، أو ( لمَستم ) بمعنى مطلق الإمساس (19) .

ومن هذا القبيل : اختلاف إعراب الكلمة بما يؤدّي إلى اختلاف المعنى ، كقوله : { وَأَرْجُلَكُمْ } بالخفْض فيجب المسْح ، أو بالنصب فيجب الغَسل (20) على احتمال مرجوح ـ عطفاً على مدخول ( فاغسلوا ) ـ زيّفه الشيخ أبو جعفر الطوسي بإيفاء وتفصيل (21) ، وأمّا النصب عطفاً على المحلّ من مدخول ( وامسحوا ) ، فهو الصحيح المختار حسبما يأتي .

وقوله : { فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ } برفع ( آدم ) فاعلاً ، ونصب ( كلمات ) مفعولاً به ، أو بنصب ( آدم ) ورفع ( كلمات ) بمعنى أنّ الكلمات استنقذت آدم من سخط ربّه (22) .

وقوله : { إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء } برفع اسم الجلالة ونصب العلماء ، أو بالعكس (23) .

وفي مثل هذا الاختلاف أيضاً تكون أحدى القراءتين صحيحة والأخرى باطلة ، على أصولنا حسبما تقدّم .

لكن وجه الاختيار هنا يختلف عن صورة اختلاف المادّة ، فقد يكون وجه الاختيار هو العُرف العامّ كما هناك ، وقد يكون بالاعتبار القطعي ، وقد يكون بمرجّح رواية صحيحة الإسناد ، أو نحو ذلك ممّا سنتعرّض له .

ففي مثل : ( باعِد ) نختار صيغة الطلب لإجماع القرّاء المعروفين ، وإجماعهم طريق إلى معرفة النصّ الأصل المعروف بين عامّة المسلمين .

وفي : ( أعلم ) نختار صيغة المتكلّم ؛ حيث قراءة الأكثريّة ، ولاعتبار عدم وجود مَن يَطلب منه العلم سوى نفسه .

وفي : ( نجازي ) نرجّح قراءة النّون بقرينة صدر الآية : { ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ} [سبأ: 17] .

وفي : ( يطهُرن ) نرجّح التخفيف ؛ نظراً لأنّ شرط جواز إتيانهنّ بلا كراهة أمران : انقطاع الدم ، والاغتسال ، وأمّا على قراءة التشديد فيبقى أمر انقطاع الدم مسكوتاً عنه .

وفي : ( لامَستم ) يكون الترجيح مع الألف ؛ لأنّه إجماع المحقّقين من الفقهاء ، وعليه روايات أهل البيت ( عليهم السلام ) .

وفي : ( أرجلَكم ) نختار النصب ؛ لأنّ وجه الخفْض عطفاً على لفظ المجرور يتنافى والنظرة الفقهية القائلة بوجوب الاستيعاب في مسح الرجلين طولاً ؛ نظراً لبيان حَدَّي الممسوح في الآية ، على ما يأتي في نهاية المقال ، مضافاً إلى ورود روايات أهل البيت ( عليهم السلام ) بذلك ، وهم أدرى بما في البيت .

وأمّا قراءة نصب ( آدم ) ورفع ( كلمات ) ، فيستبشعها الذوق السليم ، فضلاً عن مخالفتها لمتبادر أذهان العموم في أمثال هذه التراكيب ، ومثلها قراءة أبي حنيفة المستنكَرة .

نعم ، ليس الاختلاف في مثل قراءة : ( كفواً ) ، أو ( هزءاً ) ، أو ( هيت لك ) (24) ، أو ( أُفّ ) (25) ، أو في مثل الإمالة ، والإشباع ، والتخفيف ، والتحقيق ، والإشمام ، والرَوم وأمثال

ذلك من هذا الباب ، إذ إنّها اختلافات في اللهجات وفي الأداء والتعبير ، وقد أجاز النبي ( صلّى الله عليه وآله ) للعرب أن تقرأ القرآن بلهجاتها المختلفة ، حسبما فسّرنا حديث ( أُنزل القرآن على سبعة أحرف ) بذلك ، كما ورد قوله ( صلّى الله عليه وآله ) : ( فاقرأوا كيف شئتم ) (26) .

وعليه : فبأيّها قُرئت كانت صحيحة ، اللّهمّ إلاّ إذا خرجت عن متعارف العامّة إلى حدٍّ يُستبشَع منه ، كما في أكثر إدغامات أبي عمرو والمَدّ الزائد والتحقيق البالغ والنبْر ونحو ذلك ، فإنّها غير جائزة ولا تصحّ القراءة بها في الصلاة إطلاقاً .

* * *

3 ـ في موضع الكلمة : فالقراءة بالتقديم والتأخير باطلة ؛ لأنّها خارجة عن الرسم المعهود بين المسلمين ، كما في قوله تعالى : {فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ} [التوبة: 111] ، قرأ حمزة والكسائي بتقديم المفعول على الفاعل ، والباقون بتقديم الفاعل على المفعول ، والثانية هي المشهورة (27) وكقراءة أبي بكر : ( وجاءت سكرة الحقّ بالموت ) ، والقراءة المأثورة هي : {وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ} [ق: 19] (28) .

ولا شكّ أنّ الترجيح في مثل هذا الاختلاف أيضاً مع المشهورة والأخرى باطلة ، لمخالفتها الرسم والمتعاهَد بين عامّة المسلمين جميعاً .

* * *

وأمّا موافقة الأفصح في اللغة والأفشى في العربيّة ؛ فلأنّ القرآن نزل على درجة أعلى من البلاغة ، ويستحيل أن يستعمل كلمة يمجّها الذوق العربيّ السليم ، أو يخالف قياساً تسلّمته العرب الفصحى عادة طبيعية متعارفة ؛ وإلاّ لكانت العرب تستغرب من القرآن في بدْء أمرِه ، أو تستنكر منه ما يبطل به التحدّي الّذي يصرخ به القرآن علانية على رؤوس الأشهاد .

إنّ إجازة القراءات الضعيفة وإسنادها إلى العهد الأوّل ، إجرام بشأن القرآن الكريم وحطّ من عظمته الغالية .

إنّنا لا نجيز مثل : تاءات البزّي (29) ، وإدغامات أبي عمرو (30) ، ونبْرات الكسائي (31) ، ومَدّات حمزة ، وكثير من تكلّفات ابتدعها القرّاء تفنّناً بالقرآن وابتعاداً عن مألوف العرب الّذين نزل القرآن على لُغتهم ، وعلى أساليب كلامهم الدارج الفصيح .

وقد قال تعالى : {قُرْآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ} [الزمر: 28] ، {وَهَذَا كِتَابٌ مُصَدِّقٌ لِسَانًا عَرَبِيًّا} [الأحقاف: 12] ، {كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} [فصلت: 3] ، فقد شاء الله أن لا يكون في القرآن عِوَج ، ولكنّ القرّاء تكلّفوا فاعوجّوا بكثير من كلماته المستقيمة !! .

وفي ضوء هذا البيان نُخطّئ ـ صريحاً ـ كثيراً من قراءات القرّاء المعروفين جاءت على خلاف أساليب لُغة العرب الفصحى ، فإنّ رعاية كتاب ــ هو لأمّةٍ كبيرة ـ أَولى من رعاية نفَر كانت تعوزهم المعرفة بأساليب الكلام الفصيح ، وقد طعن ابن قتيبة في قرّاء لَحَنوا في القراءة ، ممّن ليس لهم طبع اللغة ولا علم التكلّف ، فهفَوا في كثير من الحروف وزلّوا وقرأوا بالشاذّ وأخلّوا (32) .

فقراءة الحسن ـ وهو من الأربعة ـ : ( وما تنزّلت به الشياطون ) غلط بلا ريب (33) .

وكذلك قراءة ابن عامر ـ وهو من السبعة ـ : ( قتل أولادَهم شركائهم ) (34) بإضافة ( قتل ) إلى ( شركائهم ) ، وفصل ( أولادهم ) ـ وهو مفعول به ـ بين المضاف العامل والمضاف إليه الفاعل .

قال أبو البركات ابن الأنباري : وأمّا نصب ( أولادهم ) وجرّ ( شركائهم ) ، فهو ضعيف في القياس جدّاً ... ومثل هذا لا يكون في اختيار الكلام بالإجماع ، واختلفوا في ضرورة الشِعر ، فأجازه الكوفيّون وأباهُ البصريّون ، وهذه القراءة ضعيفة في القياس بالإجماع (35) .

وهكذا قراءة حمزة ـ من السبعة ـ : {وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ} [النساء: 1] ، بخفْض ( الأرحام ) عطفاً على العائد المجرور . قال أبو محمّد : وهو قبيح عند البصريّين ، قليل في الاستعمال ، بعيد في القياس ؛ لأنّ المضمر في ( به ) عوَض من التنوين ، ولأنّ المضمر المخفوض لا ينفصل عن الحرف ولا يقع بعد حرف العطف ، ولأنّ المعطوف والمعطوف عليه شريكان ، فكما لا يجوز ( واتّقوا الله الّذي تساءلون بالأرحام ) ، فكذلك لا يجوز الخفْض عطفاً (36) ؛ لأنّ الضمير المعطوف عليه ـ على هذا التقدير ـ عائد ، ولا يصلح المعطوف أن يحلّ محلّ العائد .

وقراءة قنبل ـ صاحب قراءة ابن كثير ـ : ( أرسِله معنا غداً يرتعي ويلعب ) بإثبات الياء في ( يرتعي ) وإسكان الباء في ( يلعب ) (37) ، في حين أنّه يجب الجزم في جواب الطلب ، فَرفعُ ( يرتعي ) وجزم ( يلعب ) ممّا يدلّ على أنّ لا معرفة له بأصول العربية إطلاقاً ، كما قال ابن قتيبة : وما أقلّ مَن سَلِم من هذه الطبقة في حرفه من الغلط والوهْم (38) .

وكذا قراءته : ( إنّه مَن يتّقي ويصبر ) بإثبات الياء في الفعل الأوّل وإسكان الثاني (39) ، ولا وجه لهذا الافتراق في حين أنّهما معاً في حيّز ( من ) الجازمة ، بدليل الفاء بعدها .

وقد تقدّم كثير من قراءات وقعت موضع إنكار أئمّة العربيّة ، كانت مخالفة لقواعد اللغة التي تجري عليها لغة العرب الفصحى (40) .

وإنّا لنُحكّم قواعد العربية الفصحى على قراءات القرّاء ، حيث لا نأتمن وقوفهم على أصول اللغة ، ولا معرفتهم التامّة بأساليب الكلام البليغ الفصيح (41) .

دفاع مثلوم :

قرأ أبو عمرو بن العلاء : ( بارئكم ) ، و( يأمركم ) ، و( ينصركم ) ، و( يشعركم ) ونحو ذلك بالإسكان ، حيث وقع في القرآن (42) ، وهو إسقاط لحركة إعرابية من غير سبب معروف ؛ وعُلِّل بأنّه شبَّه حركة الإعراب بحركة البناء ، فأسكنَ حركة الإعراب استخفافاً لتوالي الحركات ، تقول العرب : ( أراك منتفخاً ) بسكون الفاء .

قال أبو محمّد : وهو ضعيف مكروه ، قال : فإنّه فرّق بين حركة الإعراب التي تدلّ على معنى ، وبين حركة البناء التي لا تدلّ على معنى ، وأيضاً فإنّ حركة الإعراب تتغيّر حسب تغيّر المعنى ، فلم يجز أن يلحقها تغييرٌ آخَر ، وحركة البناء ثابتة ، فجاز أن تتغيّر بالإسكان استخفافاً ، وإسكان حرف الإعراب بعيد ضعيف ، وإسكان حركة البناء إذا استثقلت مستعمل كثير ، قال : والاختيار تمام الحركات ؛ لأنّه الأصل ، وعليه جماعة القرّاء ، ولأنّ الإسكان إخلال بالكلام وتغيير للإعراب (43) ، وقد أنكر سيبويه قراءة الإسكان ، ورآها باطلة في مذهب العرب الأصيل (44) .

هذه قراءة أبي عمرو الرديئة ، وهذا كلام جهابذة الفنّ وأساطين العربية المعترَف بهم لدى الأئمّة أجمَع .

ولكنّ أبا عمرو الداني ـ في كتابه ( جامع البيان ) ـ بعد أن ذكر إسكان ( بارئكم ) و( يأمركم ) في قراءة أبي عمرو ، وبعد حكاية إنكار سيبويه لذلك ، قال : والإسكان أصحّ في النقل وأكثر في الأداء ، وهو الّذي أختارُه وآخُذ به ـ إلى أن قال : ـ وأئمّة القرّاء لا تعتمد في شيء من حروف القرآن على الأفشى في اللغة والأقيس في العربية ، بل على الأثبت في الأثر والأصحّ في النقل ، والرواية إذا ثبتت عندهم لا يردّها قياس عربية ولا فُشُوّ لُغة ؛ لأنّ القراءة سُنّة متّبعه يلزم قبولها والمصير إليها .

قال الزرقاني ـ تعقيباً على هذا الكلام ـ : وهذا كلام وجيه ؛ فإنّ علماء النحو إنّما استمدّوا قواعده من كتاب الله وسنّة رسوله وكلام العرب ، فإذا ثبتت قرآنية القرآن بالرواية المقبولة كان القرآن هو الحكَم على علماء النحْو وما قعّدوا من قواعد ، ووجب أن يرجعوا هم بقواعدهم إليه ، لا أن نرجع نحن بالقرآن إلى قواعدهم المخالفة نُحكّمها فيه ، وإلاّ كان ذلك عكساً للآية ، وإهمالاً للأصل في وجوب الرعاية (45) .

قلت : عدم اعتماد القرّاء على الأفشى في اللّغة والأقيس في العربية ، إنّما هو لضآلة معرفتهم بأصول الكلام الفصيح ، ومن ثمّ خلطوا وخبَطوا ، كما خلَط أبو عمرو الداني مسألة ( أصالة القرآن ) بمسألة ( القراءات ) ، وتبِعه في هذا التخليط الغريب الأستاذ الزرقاني تقليداً من غير تفكير .

إذ المتّبع هو نصّ القرآن الأصل المتواتر بين المسلمين ، وعليه اعتمد أئمّة العربية في استقاء القواعد العامّة المعتمد عليها . أمّا القراءات فشيء يرجع إلى اجتهادات القرّاء ، واللحن متفشٍّ بينهم ، وما أقلّ مَن سَلِم من هذه الطبقة من الغلط والوهْم ، ولا يجعل لحْن اللاحنين حجّة على الكتاب ، على حدّ تعبير ابن قتيبة (46) .

إنّا إذا وجدنا لحناً في قراءة قارئ نقوم في وجهه دفاعاً عن سلامة القرآن عن الاعوجاج ، عِلماً بأنّ القرآن نزل على الصحيح الأفصح { قُرْآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ} [الزمر: 28] .

ويُعذَر القوم حيث حسِبوا من أنفسهم تجاه أمر واقع ، ومن ثمّ زعموا من كلّ قراءة أنّها متّبعة ، وفاتَهم أن لا مستند لهذا التعبّد الأعمى ، ولا تثبُت قرآنيّة القرآن بقراءةٍ رُويت عن فلان أو فلان ، وقد أوضحنا أن لا سنَد لآحاد القراءات متّصلاً إلى النبي ( صلّى الله عليه وآله ) ، ولا مَساس لها بمسألة ( تواتر القرآن ) إطلاقاً .

إذاً فتحكيم القواعد على القراءات ليس تحكيماً لها على القرآن ، بل تحكيماً للتوصّل إلى واقع القرآن ، فكلّ قراءة وافقَت الأفصح في اللغة والأفشى في العربية ، وتوفّرت فيها سائر الشرائط ، نعتبرها صحيحة ونتسلّمها قرآناً ، بكاشف هذا التوافق .

والقواعد ـ الّتي نعتبرها مقاييس لمعرفة القرآن ـ هي المعترف بها لدى الجميع ، والّتي تسالَمت عليها علماء اللّغة والأدب ، المستقاة من كلام العرب الأصيل ، الأمر الّذي يوجد عند نُحاة البصرة أكثر وأدقّ ممّا عند الكوفيّين ، ومن ثمّ فإنّ وقْفة مثل ( الداني ) المغربي في وجه مثل ( سيبويه ) غريبة جدّاً .

ونتساءل القوم : بماذا أنكر الإمام أحمد على حمزة قراءاته ، لولا أنّه وجدها خارجة عن أساليب التعبير العربيّ الأصيل في مَدّاته ، وتوالي سكَناته وما إلى ذلك ؟! .

وهل نتسلّم قراءة مَن قرأ : ( قل لو شاء الله ما تلَوته عليكم ولا أدرأتكم به ) بالهمز لمجرّد أنّها قراءة بعض المتقدّمين (47) ؟ في حين أنّها تقلِب معنى الآية ؛ لأنّها من ( درى ) بمعنى عَلِم ، لا من ( دَرأ ) بمعنى دفَع .

وقراءته أيضاً : ( وما تنزّلت به الشياطون ) وهي غلط محض (48) .

وقراءة ابن محيصن : {فَلَا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْدَاءَ} [الأعراف: 150] بفتح تاء المضارعة ونصب ( الأعداء ) ، وإنّما هو من أشمت الله العدوّ ، ولا يقال : شمت الله العدوّ (49) .

وقراءة ابن عامر : ( كُن فَيَكُونُ ) [البقرة : 117][ آل عمران : 47 و 59][ الأنعام : 73][ النحل : 40][ مريم : 35][ يس : 82][ غافر : 68] بالنصب ، ومن الغريب أنّ مثل الكسائي تابعَه في النحل ويس (50) .

وقد أجمع المحقّقون على أنّ النصب هنا ضعيف ، كما اتّفق باقي القرّاء على الرفع ؛ لأنّ ( كن ) ليس أمراً على حقيقته ، لأنّه ليس خطاباً لموجود ، وإنّما معناه : فإنّما يكوِّنه فيكون (51) .

وهكذا قراءات ضعيفة ـ تقدّم بعضها ـ من السبعة وغيرهم تَشي بضَعف مقدرة قُرّائها ، وأنكرها المحقّقون من العلماء النقّاد ، سواء في مجال الفقاهة أمْ في حقل الأدب الرفيع ، فكيف نوافق على قرآنيّتها ونضرب بجميع الأصول والقواعد عَرْض الجدار ؟! فالّذي تقتضيه قواعد التمحيص هو النظر في منشأ القراءة ، فإن كانت عن مستند وثيق وعن دراية صحيحة الأصول تُقبَل ويُعترَف بقرآنيّتها أيضاً ، وكلّ قراءة خالفَت أصول التمحيص الصحيح فهي ضعيفة شاذّة يجب نبذها رأساً ، سواء أكانت عن السبعة أمْ عن غيرهم ، وتقدّم كلام أئمة التحقيق في ذلك .

* * *

وأمّا عدم المعارضة بالأقوى حجّة ؛ فلأنّ القراءة إنّما تكون حجّة إذا لم يعارضها حجّة أقوى ، حسب قانون ( التعادل والترجيح ) في باب الأصول .

فمثل : ( أرجلكم ) قراءةً بالخفْض ، وإن قرأ بها بعض كِبار القرّاء ، لكنّها حيث كانت معارضة للدليل الأقوى فهي مرفوضة كما رفضَها جمهور المسلمين ، وكانت علامة الثبْت الأُولى ، والَّتي كان عليها ثبْت المصاحف هي علامة النصب .

أمّا الدليل الأقوى الذي يرجِّح النصب على الخفْض فهو : اعتبار الاستيعاب ـ طولاً ـ في مسْح الأرجُل ؛ نظراً لذِكر الحدّ ـ بدءً ومنتهى ـ في الآية الكريمة ( من رؤوس أصابع الأقدام إلى الكعبين ) .

ولتوضيح هذا الجانب من المسألة الفقهيَّة المستنبطة من الآية الكريمة لابدَّ من تمهيد مقدَّمة ، هي :

أنَّ مادَّة ( مسَح ) يتعدّى بنفسه إلى المفعول به ، ولا يحتاج في تعدِيَته إلى إضافة حرف في مدخوله ، لكن زيادة الباء في هذا الموضع من الآية كانت لنُكتةٍ ، وهي : أنَّها لو لم تُزَد هنا لاستدعى إضافة الفعل ( مسَح ) إلى متعلّقِه ، استيعاب المسح لمحلّه استدعاءً بالطبع .. كما في كلِّ فعلٍ أُطلق بالنسبة إلى متعلَّقِه ، كما في {فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ} [المائدة: 6] استدعى استيعاب الغَسل لجميع صفحة الوجه طولاً وعرضاً ، ومن ثمَّ لو لم يقيَّد الغَسل في اليدين بقوله ( إلى المرافق ) ، لاستدعى استيعاب جميع اليد حتّى المِنكَب .

وعليه : فلو لم تُزَد الباء ، وقيل : ( وامسحوا رؤوسكم ) لاستدعى مسح الرأس كلِّه ، نظير الوجه ، حرفاً بحرف ، فزِيدت ؛ لتكون دليلاً على كفاية مجرَّد المَسْح الملصَق بالرأس ، فلو وضَع المتوضّئ رأس إصبعه على رأسه وجرَّها جرّاً خفيفاً ، فقد صدق ( لصوق المَسْح بالرأس ) ، والامتثال يقتضي الإجزاء ـ كما في الأصول ـ ولا امتثال عقيب الامتثال .

هذا في الرأس ، أمّا في الرِجْل ، فلمّا جاء ذِكر الحدّ للمَسْح كان ذلك دليلاً على إرادة استيعاب ما بين الحدّين ( رؤوس أصابع القدَم ـ الكَعْبان ) طولاً ، ومن ثمَّ فإنَّه معطوف على مدخول ( وامسحوا ) بلا زيادة الباء ، أي محلّ المجرور ظاهريّاً ، وهو النَصب .

* * *

نعم ، ليس النصب عطفاً على مدخول ( فاغسلوا ) ، كما زعمه القائل بغَسل الأرجُل ؛ استناداً إلى قراءة النصب في الآية ، وهو فهمٌ مخطئ واستنباط معوَجّ ، بعد ملاحظة أنَّ العطف مع الفصل بالأجنبي مرفوض أو مرجوح في اللغة ، ولا يُحمَل عليه القرآن الكريم .

* * *

أمّا الروايات الواردة عن أئمَّة أهل البيت ( عليهم السلام ) ، التي تمسَّك بها الشيخ الطوسي ( قدّس سرّه ) (52) دليلاً على ترجيح قراءة الخفْض ، فالصحيح منها لا دلالة فيها على ذلك ؛ لأنّها وردَت بلفظ بأنَّ ( القرآن نزل بالمَسْح ) (53) ، وهي تلتئم مع قراءة النصب على ما أوضحنا بيانه ، ولا دليل فيها على إرادة قراءة الخفْض .

نعم ، وردت رواية ضعيفة ـ لا حجّية في سنَدها بعد وجود الضِعاف فيه ـ بأنَّها بالخفْض (54) ، وهي لا تصلُح مستنداً لتأويل الآية على غير وجهها ، فتدبَّر .

وهذا من إفادات شيخنا الراحل العلاّمة الشيخ محمّد رضا الأصفهاني ( طاب ثراه ) .

___________________________

(1) الحجرات : 6 ، قرأ حمزة والكسائي بالثاء ، وقرأ الباقون بالباء . ( الكشف : ج 1 ص 394 ) .

(2) البقرة : 259 ، قرأ الكوفيّون وابن عامر بالزاي ، وقرأ الباقون بالراء . ( الكشف : ج 1 ص 310 ) .

(3) النور : 15 ، الثانية قراءة محمّد بن السميقع  ، والأُولى قراءة الباقين . ( القرطبي : ج 12 ص 204 ) .

(4) يوسف : 45 ، الثانية منسوبة إلى ابن عبّاس ، والأُولى قراءة الباقين . ( القرطبي : ج 9 ص 201 ) .

(5) الأنعام : 57 ، الأُولى قراءة نافع ، وابن كثير ، وعاصم ، والثانية قراءة الباقين . ( القرطبي : ج 6 ص 439 ) .

(6) التكوير : 24 ، الثانية قراءة ابن كثير ، وأبي عمرو ، والكسائي ، والأُولى قراءة الباقين . ( الإتحاف : ص 434 ) .

(7) النور : 22 ، الثانية قراءة أبي جعفر . ( الإتحاف : ص 323 ) .

(8) الجمعة : 9 ، الثانية قراءة ابن الخطّاب وابن شهاب . ( القرطبي : ج 18 ص 102 ) .

(9) يس : 35 ، الثانية هي المعروفة وعليها ثبت مصحف الكوفة . ( الكشّاف : ج 2 ص 437 ) .

والأُولى قراءة حمزة ، والكسائي ، وأبي بكر . ( الكشف : ج 2 ص 216 ) .

(10) الحديد : 24 ، الثانية قراءة نافع ، وابن عامر ، وكذلك ثبَت إسقاطها في مصاحف المدينة والشام ، والأُولى قراءة الباقين ، وكذلك مصاحف الكوفة والبصرة ومكّة . ( الكشف : ج 2 ص 312 ) .

(11) التوبة : 100 ، الثانية قراءة ابن كثير وفْق ثبْت مصحف مكّة بالإثبات . ( الإتحاف : ص 244 ) .

(12) راجع : ص 298 فما بعد .

(13) الكافي : ج 2 ص 630 .

(14) راجع وسائل الشيعة : ج 4 ص 821 ـ 822 .

(15) سبأ : 19 ، الثانية قراءة يعقوب من العشرة ، والأُولى قراءة الباقين . ( الإتحاف : ص 331 ) .

(16) البقرة : 259 ، الثانية قراءة حمزة والكسائي ، والأُولى قراءة الباقين . ( الكشف : ج 1 ص 412 ) .

(17) سبأ : 17 ، الثانية قراءة نافع ، وابن كثير ، وأبي عمرو ، وابن عامر ، وأبي بكر ، وأبي جعفر ، والأُولى قراءة الباقين . ( الإتحاف : ص 359 ) .

(18) البقرة : 222 ، قرأه الحرَميان ، وأبو عمرو ، وابن عامر ، وحفْص مضموم الهاء مخفّفاً ، وقرأ الباقون بفتح الهاء مشدّداً . ( الكشف : ج 1 ص 294 ) .

(19) النساء : 43 ، الثانية قراءة حمزة والكسائي ، والأُولى قراءة الباقين . ( الكشف : ج 1 ص 391 ) .

(20) المائدة : 6 ، الثانية قراءة نافع ، وابن عامر ، والكسائي ، وحفص ، والأُولى قراءة الباقين . ( الكشف : ج 1 ص 406 ) .

(21) راجع التهذيب : ج 1 ص 66 ـ 75 .

(22) البقرة : 37 ، الثانية قراءة ابن كثير ، والأُولى قراءة الباقين . ( الكشف : ج 1 ص 237 ) .

(23) فاطر : 28 ، الثانية قراءة أبي حنيفة . ( تفسير القرطبي : ج 14 ص 344 ) .

(24) قُرئ بكسر الهاء وفتح التاء ، وبفتح الهاء وضمّ التاء ، وبفتحهما ، وبالهمز بدل الياء مع ضمّ التاء ، وبفتح الهاء وكسر التاء ، وبالجمع بين الياء والهاء . ( مجمع البيان : ج 5 ص 222 ) .

(25) قُرئ بضمّ الهمز وفتح الفاء المشدّدة من غير تنوين ، وبكسر الفاء منوّنة وبالكسر من غير تنوين ، وبضمّ الفاء من غير تنوين ، وبتخفيف الفاء أيضاً . ( مجمع البيان : ج 6 ص 408 ) .

(26) راجع تأويل مشكل القرآن : ص 34 .

(27) تفسير القرطبي ، ج 8 ص 268 .

(28) نفس المصدر : ج 17 ص 12.

(29) تقدّم ذلك في صفحة : 263 ، كان يشدّد التاء الواقعة في أوائل الأفعال في حالة الوصل في مثل قوله تعالى : ( وَلا تَنَابَزُوا ) ، و ( فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ ) ، و ( لِتَعَارَفُوا ) ... إلى أحد وثلاثين موضعاً في القرآن ، وهو من الجمع بين الساكنَين على غير حده ، وهو تكلّف محض خارج عن قانون لغة العرب في سهولة التعبير والأداء . ( راجع التيسير : ص 83 ، والنشر : ج 2 ص 232 ، والمرشد الوجيز : ص 174 ).

(30) كان أبو عمرو لا يدغم المِثْلين إذا اجتمعا في كلمة واحدة ، نحو : ( جباههم ) ، و( بشركِكم ) ، و( أتعدانني ) ، سوى موضعَين : أحدهما في البقرة آية 200 ( مَّنَاسِكَكُمْ ) ، والثاني في المدّثر آية 42 ( مَا سَلَكَكُمْ ) فأدغم الكاف في الكاف .

أمّا إذا كان المِثلان من كلمتين فكان يدغم الأوّل في الثاني ، سواء سكَن ما قبله أو تحرّك في جميع القرآن ، نحو : ( لاَ أَبْرَحُ حَتَّى ) ، و ( يَشْفَعُ عِنْدَهُ ) ، و ( قِيلَ لَهُمْ ) ، و ( نُسَبِّحَكَ كَثِيراً ) ، و ( النَّاسَ سُكَارَى ) ، و ( خِزْيِ يَوْمِئِذٍ ) ، وهو من الجمع بين الساكنَين ، وإسقاط لحركة الكلمة الإعرابية أو الحركة القياسية من غير سبب معروف عند العرب . ( راجع التيسير : ص 20 ) .

(31) تقدّم في صفحة 264 ، وقد نهى النبي ( صلّى الله عليه وآله ) عنه ، فضلاً عن كونه كالمتقيئ ممّا يستبشعه الذوق وينفر منه الطبع . ( راجع النهاية : ج 5 ص 7 ، واللطائف : ج 1 ص 67 ـ 68 ) .

(32) راجع تأويل مشكل القرآن : ص 58 ـ 63 .

(33) راجع البحر المحيط : ج 7 ص 46 ، والكشّاف : ج 3 ص 129 ، والقراءة المأثورة ( وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ ) الشعراء : 210 .

(34) والقراءة المشهورة : ( قَتْلَ أَوْلاَدِهِمْ شُرَكَاؤُهُمْ ) الأنعام : 137 .

(35) البيان في غريب إعراب القرآن ، ج 1 ص 243 ـ 342 .

(36) الكشف عن وجوه القراءات السبع : ج 1 ص 375 ـ 376 .

(37) التيسير : ص 131 ، المرشد الوجيز : ص 175 ، القراءة المأثورة ( يَرْتَعْ ) يوسف : 12 .

(38) تأويل المشكل : ص 61 .

(39) المرشد الوجيز : ص 175 ، والقراءة المعروفة ( يَتَّقِ ) يوسف : 90 .

(40) راجع ص 262 ـ 268 من هذا الجزء .

(41) راجع تأويل المشكِل لابن قتيبة : ص 61 . والمرشد الوجيز : ص 174 .

(42) النشر : ج 2 ص 212 .

(43) الكشف : ج 1 ص 241 .

(44) راجع كتاب سيبويه : ج 2 ص 308 .

(45) مناهل العرفان : ج 1 ص 422 .

(46) تأويل المشكل : ص 58 و 61 .

(47) هي قراءة الحسن . ( راجع البحر المحيط : ج 4 ص 133 ) ، والقراءة المأثورة : ( وَلاَ أَدْرَاكُم ) يونس : 16 .

(48) انظر تفسير القرطبي : ج 13 ص 142 ، والقراءة المأثورة : ( الشَّيَاطِينُ ) الشعراء : 210 .

(49) تأويل المشكل لابن قتيبة : ص 61 ، وانظر البحر المحيط : ج 4 ص 296 .

(50) انظر التيسير : ص 76 .

(51) راجع التفصيل في غريب إعراب القرآن لابن الأنباري : ج1 ، ص119 ـ 120 ، والكشف : ج1 ، ص261 .

(52) في التهذيب : ج1 ، ص70 . والخلاف : ج1 ، ص16 ـ كتاب الطهارة ـ المسألة رقم 39 .

(53) وسائل الشيعة : ج1 ، ص294 ـ 297 .

(54) تهذيب الأحكام : ج1 ، ص70 ، رقم 188 .




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .