Organization Characteristic And Definition

تعتبر المنظمة (Organization) وحدة اجتماعية هادفة حيث إن المنظمات قديمة قدم الإنسان، فمن طبيعة الإنسان أنه لا يستطيع العيش بمعزل عن غيره، ويعتبر انتماء الفرد للمنظمة ضرورة إنسانية تنبثق عن طبيعة السلوك الاجتماعي والثقافي للإنسان، وتعمل على ديمومة وجود الفرد في الجماعة، وتعـد ظاهرة انتشار المنظمات الحكوميـة (Non-Governmental) وغــير الحكوميـة (Governmental) إحدى أهم سمات الحياة الإنسانية المعاصرة، وتصاحب المنظمة الإنسان طيلة فترة حياته، حيث إنه يعيش في عدد منهـا، سـواء أكانت كبيرة أم صغيرة، فرعية أم رئيسية، كما تصاحب المنظمـة الفـرد في كل قطاعات ومؤسسات المجتمـع عـلى حـد سـواء. فمثلاً الأسرة، المدرسة، الجامعة، الوزارات الحكومية المستشفى، شركات المقاولات والبناء (Contractors Firms) ، كلها منظمات يعيش فيها الفرد ويتفاعل من خلالها مع الجماعات.

برزت دراسة المنظمة في مطلع القرن العشرين حيث اكتسبت توجهـا جـاراً ومنتظماً وتزايد هذا الاهتمام بعد الكساد الكبير الذي شهدته الاقتصاديات الغربيـة في بداية الثلاثينات، حيث ظهر عدم فاعلية واضحة في إدارة المنظمات كـان مـن بـين أسبابه الرئيسية عدم دراسة وفهم طبيعة العنصر الإنساني، كما أن من بين العوامـل التي أدت إلى زيادة الاهتمام بدراسة المنظمة تعاظم دور النقابات، وتوسع حجـم المنظمات والشركات، والإنتاج (Productivity) على النطاق الواسع، وزيادة درجة تعقيد المنظمة وتفاعلها المتزايد مع المتغيرات المتحركة للبيئة الأوسع التي توجد فيها المنظمة، هذا إلى جانب المنافسة (Competition) بين مختلف الشركات والمؤسسات لتحقيق مستويات أعلى من كفاءة الأداء (Efficiency) وتحقيق الأرباح.

ومن أهم مجالات المنظمة دراستها لعوامل البيئة الخارجية ( External Environmental Factors) التي تعمل فيها وتتفاعل معها. وتتكون هذه البيئة من مجموعات مترابطة ومتكاملة من العوامل الاقتصادية، والسياسية، والقانونية، والتكنولوجية، والاجتماعية والثقافية. وفي إطار البيئة الخارجية هذه، فإن أهم ما تتوجه به نظرية المنظمة دراسة المدخلات الأساسية (Input) لها وخصوصا الموظفين والعاملين، أما بالنسبة لأوجه نشاط المنظمة فتشمل الاتصالات (Communication)، القيادة (Leadership)، اتخاذ القرارات ( Decision Making)، التحفيز (Motivation)، الصراع (Conflict)، التخطيط (Planning)، والرقابة (Controlling). أما بالنسبة لمخرجات المنظمة (Output) فهي قدرتها على تحقيق أهدافها بكفاءة عالية وأقل تكلفة وأعلى جودة.

لقد أدى الاهتمام الواسع بدراسة هذه المتغيرات البينية إلى ظهور عدة مدارس فكرية أدت إلى تطور كبير في نظرية المنظمة (Organization Theory)، ولقد اختلفت هذه المدارس باختلاف المنطلقات والاتجاهات التي توجهت نحوها. وقد أسهمت الأبحاث والدراسات الأولية في بلورة الاتجاه التقليدي (Classic) في دراسة نظرية المنظمة الذي كان من روادها: ماكس فيبر (1920 - 1864 ,Weber) وفردريك تايلر (1915 - 1850 ,Taylor) ، وهنري فايول ( 1925 - 1841 .Fayol) وغيرهم من الباحثين. كما تأثرت نظرية المنظمة بالاتجاهات الإنسانية في التفكير مما مهد السبيل إلى ظهور المدرسة الإنسانية أو السلوكية ( Human Or Behavioral School) التي ركزت على الإنسان على أساس أنه العنصر المهم في مدخلات أية منظمة أو شركة.

لقد أعطت النظريات التقليدية مفهوم المنظمة مساراً شبه جامد (Rigid) في العلاقات الهيكلية الرسمية وذلك من خلال نظرتها إلى المنظمة على أنها عبارة عن هيكل يتكون من العلاقات، والأهداف، وتقسيم العمل، نطاق الإشراف والتحكم، والهيكل التنظيمي (Organizational Structure) أما المدرسة السلوكية فقد أعطت للمنظمة مفهوما ينسجم مع منطلقاتها الفكرية التي اعتمدت على الاهتمام بتحقيق الرضا للأفراد العاملين، ورفع مستواهم الفني والمعنوي، على أساس أن المنظمة أو المؤسسة هي عبارة عن مجموعة من الأفراد ذوي أهداف مشتركة، كما شهدت المرحلة الحالية تطورات واسعة في نظرية المنظمة، ومن بينها النظرة إلى المنظمة بأنها نظام مفتوح (Open System) يعمل في بيئة متحركة تؤثر وتتأثر بالبيئة التي تعمل بها، وفي إطار مختلف متغيراتها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والتكنولوجية والقانونية.