أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-04-27
856
التاريخ: 2023-05-24
907
التاريخ: 2023-04-30
841
التاريخ: 30-6-2016
1772
|
استدل الجلدكي تجريبيًا على أنَّ الحرارة تنشأ إما عن الحركة أو سقوط الضوء أو وقوع الجسم بالقرب من النار، لكنه يشترط أن يكون هذا الجسم مُهَيَّاً بشكل عام لامتصاص الحرارة، وإلا فإنه سيكون جسمًا عازلاً: دَلَّت التجربة على أنَّ أسباب الحرارة الاستضاءة والحركة ومجاورة النار، إذا كان القابل الشيء من ذلك قابلا للحرارة، وأما إذا لم يكن قابلا لها فلا.» 55
وقد عقد الباحث أحمد الدمرداش مُقارنةً ناقدة غير دقيقة بين الجلدكي، والكونت رمفورد، وجول، وأن الجلدكي لم يشرح تجارب مثل تلك التي قَدَّمَها هذان العالمان، ثم يُعَمِّم نقده على كل جهود العلماء العرب والمسلمين في مجال الحرارة قائلًا: «عيب التفسير عند العرب لمفهوم الحرارة أنه ينبني على إدراكات كيفية، وليس على إدراكات قياسية ترتبط فيما بينها بمعادلات رياضية، كما حدث عند العالم الإنجليزي جوزيف بلاك، والأمريكي بنيامين طومسون والإنجليزي جول ثم الإنجليزي توماس يونغ الذي أعطى أبعادًا رياضية للطاقة طبقًا للمفهوم النيوتوني.» 56 ومأخذنا على هذه المقارنة يعود لعدة أسباب:
(1) نعلم أنَّ الجلدكي كيميائي أكثر منه فيزيائيا، وكان علم الكيمياء يرتكز – بحسب منهجية جابر بن حيان – على التجربة والمشاهدة أكثر من اعتمادها على الرياضيات والتنظير.
(2) بالنسبة للرياضيات وتطبيقها على الظاهرات الفيزيائية، فقد عُرِفَ عن العرب وغيرهم في العصور الوسطى استخدامهم للهندسة أكثر من الجبر أو غيره من العلوم الرياضية وطبقوها على البصريات، ولم تكن المنظومات الرياضية بذلك التقدم الذي كان لدى الأوروبيين في القرنين السابع عشر والثامن عشر، خصوصًا بعد ظهور التفاضل والتكامل، والذي سَمَح لهم بتطبيق الرياضيات على ظواهر الحرارة وكيفية انتشارها.
(3) إنَّ التراكم المعرفي الذي كان لدى العرب – بشكل عام – كان من جهود اليونانيين والعرب أنفسهم، بينما حصد الأوروبيون جهود الجميع، ثُم بنَوا عليها، وطوَّروا من مناهجهم البحثية العلمية ومؤسساتهم العلمية، فتوصلوا بشكل طبيعي لأفضل مما توصل إليه العرب، خصوصًا بعد تأكيدهم على فكرة عدم قبول أي تفسير لأي ظاهرة فيزيائية دون دعم ذلك رياضيا.
لذلك فإننا نرى عدم مؤاخذة العُلماء العرب والمسلمين على ما قَدَّمُوه أو بذلوه من جهود فردية لدى تعاملهم مع الظاهرات الطبيعية؛ ففي النهاية هم أسرى لموقعهم التاريخي والظروف الاجتماعية والاقتصادية، والسياسية المحيطة بهم، كما هو حال معظم العلماء العاملين في الدول العربية في الوقت الحاضر.
____________________________________________________
هوامش
55- الدمرداش، أحمد سعيد، علم الفيزيقا عند العرب، ص 374.
56- المرجع السابق نفسه، ص 374.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|