أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-06-2015
2212
التاريخ: 14-06-2015
1454
التاريخ: 12-06-2015
1556
التاريخ: 14-06-2015
1948
|
1. ليس المراد من الآية: إننا واعدنا موسى في أربعين ليلة، كي يستلزم ذلك تعدد الوعد وتكراره؛ لأن هذا إنما يحصل فيما إذا لم يكن هناك مضاف مقدر وكانت أربعين" نفسها ظرفاً، والحال أن تقدير الآية هو: "وإذ واعدنا موسى انقضاء أربعين ليلة الذي يشير إلى مجموع التعبيرين بالوعد اللذين وردا في الآية: {وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلَاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً} [الأعراف: 142] وعلى هذا الأساس فإن الوعد واحد وهو عبارة عن انقضاء ضيافة الأربعين ليلة.
2. خصوصية العدد أربعين من حيث كونها أمراً جزئياً. هي غير قابلة للإثبات بالدليل العقلي ولا قابلة للإبطال به وفي هذا الخصوص يكون قول المعصوم (عليه السلام) معتبراً وحجة، وقد ثبتت في أحاديث أهل البيت (عليهم السلام) آثار خاصة للعدد أربعين.
3. التعبير عن أربعين يوم وليلة بـ أربعين ليلة يستند إلى عدة جهات وتحوز الجهات المعنوية منها على أهمية خاصة؛ حيث: أ: إن النهار، الذي يكون ظرف "السبح الطويل"، هو بحكم الليل حيث إن "ناشئة الليل هي شديدة الوطء. ب: كان إمساك موسى الكليم يستمر في الليل أيضاً. لكن ليس كل إمساك بالطبع هو الصوم المصطلح عليه فقهيّاً وعبادياً؛ كما أنه على فرض كون إمساك كليم الله المتصل في الليل والنهار من سنخ الصوم الفقهي، فإن التأسي به بحاجة إلى إمضاء في شريعة الإسلام وإن كان بصورة عدم الردع، ولا يتوفّر مثل هذا الإمضاء، بل إن صوم الوصال ممنوع منعاً باتاً. وبناءً على ذلك فإن هذا النمط من التنسك المنسوخ هو ضرب من الانحراف، وليس صراطاً مستقيماً. ج: قال البعض: السر في قول: أربعين ليلة تعبيراً عن أربعين وليلة يكمن في يوم الأشهر القمرية هو رؤية الهلال وأن بدايتها تكون ليلاً (1).
4. لكل أربعينية فيضها الخاص بها، لكن الذي رُوي عن أربعينية النبي موسى الكليم الله فهو أنها كانت ثلاثين يوماً من ذي القعدة والعشرة الأولى من ذي الحجة؛ هذا وإن عدها البعض ثلاثين يوماً من ذي الحجة والعشرة الأولى من المحرم؛ لأت العدد أربعين مهم هنا. لذا فإنّه إذا افتقر ذي القعدة إلى السلخ (اليوم الأخير من الشهر) فلابد من ضمّ أحد عشر يوماً من ذي الحجة لإتمام العدد المذكور.
5. أنه في هل ابتدأ التكليم الإلهي بعد انقضاء الأربعين أم حصل في أثنائها فهذا ما ليس بواضح تماماً. وقد تلقي البحوث الروائية للآيات القادمة الضوء على جانب من هذا الموضوع بالطبع إن إفاضة العلوم والمعارف هي مصداق للتكليم الإلهي (2) هذا وإن لم ترافقها ألفاظ معينة.
6. إن الوعد عد لموسى الكليم بالضيافة ذات الأربعين ليلة كانت من أفضل النعم التي أنعمها الله تعالى على بني إسرائيل؛ إذ أن هذه النعمة العظيمة كانت المقدمة والطليعة لتلقي التوراة، كما أنها كانت بعد نعمة جليلة بالنسبة لشخص النبي موسى (عليه السلام) أيضاً؛ وذلك لأنه في غضون تلك الليالي الأربعين كان لموسى الحوار مع ربه وقد بلغ في مجال القرب منه عز وجل بحيث سمح لنفسه أن يسأل الله الرؤية والنظر الباطنيين: {رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ} [الأعراف: 143] ؛ إذ من غير الممكن قطعاً أن يكون مراد موسى الكليم المطالبة بالنظر الحسي. فالنبي أسمى وأرقى من أن يطلب من الباري سبحانه أن نفسه بحيث يراه هو بعين الجارحة فأنّى لموسى أن يسأل ذلك وهو الذي استقبح على بني إسرائيل قولهم: {لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً} [البقرة: 55] ، بل إنه كان قد طلب من الله عز وجل المقام الذي كان لأمير المؤمنين حيث يقول: "أفأعبد ما لا أرى" (3)، فأجاب الله قائلاً: هذا المقام ليس مقامك فاكتف بما أعطيناك (4) وكن من الشاكرين: {فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ} [الأعراف: 144] وسيأتي في سورة "الأعراف" تفصيل هذه القصة ومعنى الرؤية في أرني و لن تراني وهل إن المراد منها الرؤية الحسية بعين الجارحة أم الرؤية القلبية.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1. تفسير روح البيان، ج3، ص 227
2. تفسير صدر المتألهين، ج3، ص 369.
3. نهج البلاغة، الخطبة 179.
4. إن من جملة ما أعطي لموسى هو شرح الصدر حين سأل الله: ﴿رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي) ، (سورة طه، الآية 25) فأجابه الباري تعالى بالقول: ﴿قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَى، (سورة طه، الآية 36).
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|