أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-1-2016
2162
التاريخ: 19-12-2020
2077
التاريخ: 28-11-2018
1707
التاريخ: 2024-08-28
437
|
وقال أمير المؤمنين (عليه السلام): (وحق الولد على الوالد أن يحسن اسمه ويحسن أدبه ويعلمه القرآن)(1).
فالتأديب والتربية في نظر أولياء الله سلام الله عليهم أجمعين من المسؤوليات الحتمية التي تقع على عاتق الإنسان ، وأحد أهم أركان سعادة الإنسان.
قال الإمام الصادق (عليه السلام): (إن أجلت في عمرك يومين فاجعل أحدهما لأدبك لتستعين به على يوم موتك)(2).
بالتربية السليمة للأبناء، يقضي الآباء والأمهات أكبر دَين وطني وإنساني بذمتهم ، ويؤدون أهم الواجبات الإسلامية الملقاة على عاتقهم. ويعتبر الإسلام التربية السليمة للأبناء أشرف وأسمى خدمة يسديها الآباء والأمهات لأبنائهم، وفي هذا المجال ورد الكثير من الروايات والأحاديث :
عن امير المؤمنين (عليه السلام): (ما نَحَلَ والِدٌ وَلَداً نَخلاً أفضل من أدبٍ حَسَنٍ(3)، (ونحل هنا بمعنى أهدى) .
وعنه (عليه السلام) : (حسن الأدب أفضل نسب وأشرف سبب)(4) .
وعن الإمام الصادق (عليه السلام) :(إن خير ما ورث الآباء لأبنائهم الأدب لا المال)(5).
وقال أمير المؤمنين (عليه السلام) : (لا ميراث كالأدب)(6) .
أما الإمام السجاد (عليه السلام) فيستعين بالله سبحانه وتعالى على مسؤولية تربية الأبناء، إذ يناجي ربه في جانب من دعائه : (وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم)(7).
ومن وصايا أمير المؤمنين (عليه السلام) لابنه الإمام الحسن (عليه السلام): (فبادرتك بالأدب قبل ان يقسو قلبك ويشتغل لبك)(8).
إذن ، فالتربية الأسروية تعتبر العامل الأقوى في بناء عواطف الإنسان وتنمية رغباته وميوله. وسلوك الآباء والأمهات سواء كان إيجابياً أو سلبياً يساهم في تحديد رسم الشخصية المعنوية للأبناء، ويأخذ بيدهم إلى طريق الهداية أو الضلال. والتربية التي يتلقاها الأبناء خلال فترة الطفولة تنعكس على تصرفاتهم وسلوكهم خلال فترة الشباب.
إن العامل التربوي الثاني في تكوين نفسية الطفل وتنمية عواطفه وميوله، هو الظروف التي تكتنف المحيط الاجتماعي الذي يعيش فيه الطفل، فالطفل يتأثر دائما بالمجتمع المحيط به ، وتترك عادات المجتمع والصفات الحسنة أو السيئة التي تسوده آثاراً عميقة في نفسية الطفل، تتضح معالمها ونتائجها خلال مرحلة الشباب.
وهناك عوامل متعددة كالمحيط الاجتماعي والأخلاق والتربية العامة تترك آثاراً عميقة في نفوس الناس وأفكارهم ، كتأثير العوامل الطبيعية مثل أشعة الشمس والبرد والحر والرطوبة والجفاف وغير ذلك من عوامل على جسم الإنسان وأخلاقه أحياناً . وكل إنسان شاء أم أبى لابد وأن يتأثر بالمحيط الاجتماعي الذي يولد ويترعرع فيه .
«إن لكل كائن ترتبط نشاطاته بنشاطات الآخرين محيطاً اجتماعياً، وكل ما يفعله وما يستطيع فعله مرتبط بما يطلبه الآخرون أو يتوقعونه منه» .
«إذن، فالكائن المرتبط بالآخرين لا يستطيع القيام بنشاط ما دون الأخذ بعين الاعتبار نشاطات الآخرين التي تعتبر في حكم الشروط الضرورية لنشاطه، وكل حركة تصدر منه تؤثر في الآخرين. وإذا أردنا تحديد نشاطات شخص ما وتقييمها بمعزل عن نشاطات الآخرين نكون قد ابتعدنا عن الواقع».
«كلنا قادرون على ملاحظة دور المجتمع في تكوين العادات الظاهرية للفرد، وهذا الأمر لا يعني الإنسان وحده، بل إن بعض الحيوانات كالكلاب والجياد تكتسب عادات جديدة نتيجة احتكاكها بالإنسان ، مما يؤدي إلى حصول تغييرات في حياتها الأولية))(9).
______________________________
(1) نهج البلاغة، الفيض، 1264.
(2) روضة الكافي، ص 150.
(3) مستدرك الوسائل ج2، ص 625 .
(4) غرر الحكم، ص379.
(5) روضة الكافي، ص 150 .
(6) نهج البلاغة، الفيض، ص1129.
(7) الصحيفة السجادية ، (دعاؤه لولده) .
(8) نهج البلاغة، الفيض، ص903.
(9) مقدمه اى بر فلسفه آموزش ويرورش (مقدمة على فلسفة التربية والتعليم) ،ص 16.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|