المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01

تغير Variation
3-11-2015
A-DNA
29-11-2015
تناقض بني اسرائيل في مواقفهم
10-10-2014
Additional Effective Mass Concepts
17-5-2017
كمية الماء في الأرض وعلاقتها بالري
24-7-2016
احكام هاء الكناية
2023-06-03


مسؤولية التربية  
  
2021   02:03 صباحاً   التاريخ: 19-12-2020
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : دنيا الفتيات المـراهقـات
الجزء والصفحة : ص21–26
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-4-2021 2385
التاريخ: 9-1-2016 2354
التاريخ: 1-6-2018 1820
التاريخ: 29-8-2022 1407

بلاء الغفلة

 إن قسماً كبيراً من الإبتلاءات التي يواجهها المرء تعود في أسبابها الى عاملي الجهل والغفلة. فرغم أن الجهل يعد بلاءً كبيراً إلا أنّ البعض قد يكون معذوراً بهذا الشأن ، غير أن هذا العذر يكاد يكون غير مقبول فيما يخص الغفلة التي تتولد عنها أخطاء أكبر في بعض الموارد.

أجل ، نحن نعترف بأن أغلب أولياء الأمور ، خصوصاً في بلدان العالم الثالث ومنها بلادنا ، لا يعرفون شيئا عن الحالات النفسية الخاصة بمراحل نمو أبنائهم ، وبالتالي فإنهم لا يستطيعون التعامل معهم كما ينبغي أو كما تتطلبه الحالة، فضلاً عن مساهمتهم في مضاعفة تعقيدات بعض المسائل في أحايين كثيرة.

لكن المشكلة الأهم هي إغفالهم للأشياء التي يعونها. فعلى سبيل المثال ، إن أولياء الأمور جميعاً يدركون ضرر البيئات الإجتماعية المنحرفة ، ويعرفون جيداً إن هناك أشخاصاً فاسدين ومفسدين ، في جميع المجتمعات ، يتعرضون الى أعراض الآخرين ، ومع ذلك يمرون على هذه المسألة مرّاً عابراً غافلين عن أن الخطر يكمن على بعد أمتار من بناتهم.

تجاهل الأبناء

 المسالة المهمة الأخرى هي أن بعض الأبناء يتم تجاهلهم من قبل أسرهم ولا يولون الإهتمام كما يجب ويفترض . فالبعض يهتم بجمع الأموال وبأثاث البيت وديكوراته أكثر من إهتمامه بأبنائه. ومع أن الأموال وزخارف الدنيا هي وسائل ينبغي إستخدامها في سبيل نمو وتقدم الإنسان ، إلا أنها أصبحت هدفاً بحد ذاتها لدى هؤلاء وأهم من الأبناء ومن الاعتناء بتربيتهم.

قد يكون هناك إهتمام بالأبناء لدى هذا البعض ، لكنه إهتمام بتوفير المأكل والملبس فقط ، وليس بالبعد العاطفي والنفسي ، إن إزالة الغبار عن أثاث البيت وتنظيف زجاجات الأبواب والنوافذ وما الى ذلك هي من الأعمال اليومية المعتادة لدى الأمهات والآباء غير أن إزالة الغبار عن قلوب أبنائهم والاعتناء بهم تربوياً لا وجود لها في جدول أعمالهم.

ومن المناسب أن نضيف هنا أن الأبناء يتم تجاهلهم وعدم الإهتمام بهم داخل الأسرة أحياناً بسبب جنسيتهم ، أو قبح اشكالهم ، أو لنقص عضوي فيهم .وأن العلاقة التي تربط أولياء الأمور بهم لا تتجاوز حدود توفير الطعام واللباس دون أن يلتفت هؤلاء مثلا الى إن إنجاب الذكور أو الإناث هو أمر خارج عن إرادة الزوجين ، وقدر إلهي مقدّر.

وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يقول الله تعالى :«من لم يرض بقضائي ولا يؤمن بقدري ، فليبحث له عن اله غيري»(1).

ضرورة الإهتمام بهم

 يمكن تناول أمر الإهتمام بهذا الجيل ضرورة والاعتناء بتربيته من جهات عديدة منها:

1ـ من ناحية وجوب تربية الأبناء كحق مسلم لهم عند الأبوين كما يفرضه الشرع والأخلاق(2).

2ـ من ناحية كون الأبوين مسلمين ويجب عليهما القيام بدورهما مع أبنائهما من خلال أمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر(3).

3ـ من ناحية كون الإساءة أو الإحسان في المجتمع تترك آثارها على حياة أعضاء المجتمع الآخرين أيضا ، وبحكم إذا ما أثيرت فتنة في المجتمع أو ثقبت سفينة في البحر ، لا يسلم الآخرون من عواقبها أيضا(4).

4ـ من ناحية وجوب تلبية دعوة الإسلام ووصايا الأئمة التي تقول: عليكم بالأحداث فإنهم أسرع الى كل خير (5).

من المسؤول ؟

الجميع مسؤولون في أمر هداية وإرشاد الجيل الحدث في المجتمع ، خصوصاً فئة الأناث اللاتي هم أمهات الغد ومربيات الرجال والنساء في المستقبل من حياة المجتمع . وبالأصل أن الناس ـ بحسب الرؤية الإسلامية ـ أمانات بأيدي بعضهم ... فالولد أمانة الله بيد الوالدين (6)، والزوجة أمانة بيد الزوج (7) و ...

وهكذا لا يحق لأحد تجاهل أمر تربية الأبناء حتى وإن كانوا أبناء الغير فإذا ما تعرض أحدهم الى خطر أو مفسدة ما فإن الواجب يحتم على الجميع المبادرة الى حمايته ، وتقديم العون له ، ودفع الشرور والآثام عنه ، وتوجيهه الى سبل الخير والرشاد.

إن الأبوان مسؤولان عن تربية أبنائهما بالدرجة الأولى بحكم ولايتهما عليهم ، وبالدرجة الثانية عامة الناس في مختلف المواقع والأوساط الإجتماعية والمؤسسات الحكومية ... على الجميع أن يعطف إهتمامه نحو تهذيب وإرشاد هذا الجيل بشكل خاص.

فعند القيام بالواجبات الملقاة على عاتق الجميع تجاه هذا الجيل ، ينبغي تمثل الأجواء التي تعيش فيها الفتيات المراهقات ومحاولة التأثير الإيجابي فيها.

1ـ إن قسماً من الإهتمامات يجب أن ينعطف نحو الحياة الفردية لهن ويمكن في هذا المجال السعي الى :

ــ التربية والنمو البدني ، إيجاد المهارة في الأعضاء ، والمقاومة في الجسم ، والتوازن الغريزي ، والسلامة الصحية.

ــ التهذيب الذهني ، التوجيه الفكري ، البناء العقلي ، وتنمية الذكاء ، والحافظة ، والخيال ، والتركيز.

ــ التهذيب الأخلاقي ، ضبط وترشيد الهياج العاطفي، وتوجيهه الوجهة الصحيحة بوضعه في سبيل الحب والبغض في الله.

2ـ وقسم من الإهتمامات يجب أن ينصب على الجوانب الإجتماعية ومنها :

ــ تنمية الإهتمامات الإجتماعية ، الصداقات البريئة ، التمييز بين الصديق والعدو ، الخلق الحسن ، الجرأة والشهامة ، حب الخير للآخرين ، إجتناب المعاصي والمحرمات ، التوازن في السلوك ، التواضع في المشي ، و ...

3ـ وقسم آخر من الإهتمامات ، يجب تركيزه على :

 ــ علاقة الإنسان بالله سبحانه وتعالى بإعتبارها علاقة مالك ومملوك ورب عليم بما يضر عباده أو ينفعهم ، رؤوف عليهم رحيم.

فهم المراهقة

إن أول ما ينبغي إدراكه عند تربية الفتيات المراهقات هو فهم هذه الفئة وما يدور في عالمها من هواجس ومشاعر ورغبات مختلفة ، وذلك من أجل التعامل مع كل موقف أو حالة بما يناسبه أو يناسبها.

لقد قسّم العلماء أعضاء هذه الفئة السنية الى مجموعات مختلفة وعديدة ومنهم أشبرانجر الذي قسمهم الى ثمان مجاميع (8) هي:

ــ مجموعة تهتم بالقوة العضلية وبالطبيعة ، ويمكن تشخيصها من خلال سعيها لإمتلاك القوة وتعزيزها والبحث عن السلامة والصحة في الحياة.

ــ مجموعة نشطة ، تعشق الجمال ، ويشترك أغلب المراهقين في هذه الخصوصية.

ــ مجموعة يغلب عليها التفكير والتردد الذهني وتنظر الى العالم نظرة إستفهامية. ولا نعدم وجود مثل هكذا أشخاص في أوساط المراهقين والمراهقات.

ــ مجموعة نشطة ، ينصب إهتمامها في الغالب على التطور وتحقيق مزيد من النجاحات في الحياة.

ــ مجموعة تحب المغامرات والشهرة ، وتنزع نحو التسلط على الآخرين .

ــ مجموعة تميل الى الحياة الإجتماعية والى الإيثار والالفة والانسجام في علاقاتها مع الآخرين. إن هذه الفئة نادرة في الأوساط المراهقة.

ــ مجموعة خلوقة وغضوبة في الوقت ذاته ، وتمتاز بحساسية مفرطة تجاه القضايا الأخلاقية ، وقد تثور بشدة عند رؤية أدنى تجاوز لحدود الخلق الملتزم.

ــ مجموعة المتدينين التي نلاحظ نماذج منها في أوساط المراهقين بأشكال وهيئات مختلفة.

فمن خلال التقسيمات المارة ، يمكن تشخيص أمزجة الأفراد في هذه المرحلة السنية ، والتعامل مع تصرفاتها وسلوكياتها وإبداء ردود الفعل تجاهها بما يناسبها.

التواصل مع مستجدات التربية

ينبغي تذكير أولياء الأمور والمربين بنكتة هامة هنا وهي ضرورة التواصل مع الأساليب المستجدة في التربية وعدم الإكتفاء بطرق وأساليب المعالجة القديمة التي قد تكون غير ناجحة في بعض الحالات والمراحل ، لأن الشخصية بحسب رأي موريس دبس وملاحظات علماء التربية ، تمر بأدوار مختلفة ومتغيرة في مرحلة البلوغ ، وتصدر منها أفعال وتصرفات غريبة أحياناً (9).

ففي العمل مع الفتيات في هذه المرحلة السنية ، نعتقد أن من الضروري للأم ، أو التي تنشط في الحقل التعليمي النسوي ، أن تختلي بنفسها بين فترة وأخرى ، وتستحضر مختلف الحالات التي كانت قد مرت بها وهي في مثل هذه السن ، وذلك من أجل أن تكون في صورة الأجواء النفسية التي تعيشها هذه الفئة ولتتحرك في معالجتها انطلاقاً منها.

_____________________________

(1) بحار الأنوار باب التوكل والتفويض.

(2) رسالة الحقوق ، الإمام السجاد عليه السلام.

(3) سورة ال عمران : 110 .

(4) إشارة الى قصة من ديوان المثنويات لمولوي (فارسي).

(5) غرر الحكم ، علي عليه السلام.

(6) وإنك مسؤول عما وليته ، مكارم الأخلاق ، ص 232.

(7) إشارة الى دعاء الزفاف : اللهم إني بأمانك أخذتها.

(8) النظريات الأساسية حول المراهقة ، ص 118

(9) البلوغ لموريس دبس ، ص 73.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.