المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01



الاسلام وغرائز الشاب  
  
1051   03:03 مساءً   التاريخ: 2023-04-20
المؤلف : الشيخ محمد تقي فلسفي
الكتاب أو المصدر : الشاب بين العقل والمعرفة
الجزء والصفحة : ج1 ص352 ــ 353
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الروحية والدينية /

استفاد الإسلام من قوة العقل والعلم والتربية إلى جانب قوة الإيمان بالله العظيمة وقوة الحس الديني ، في كبح غرائز الشاب وتعديل ميوله ورغباته.

لقد أيقظ الإسلام روح الخوف والرجاء في نفوس أتباعه ، بعد أن زرع فيهم الإيمان برحمة الله ولطفه وشدة عقابه ، ودعاهم إلى طاعة أوامر الله وتجنب معصيته. ولكنه ركز في دعوته على قوة الإيمان بالله والأمل برحمته أكثر من عقاب الله والخوف من عذابه.

وقد سعى الإسلام عبر السبل المنطقية والعبادات اليومية ، إلى ترسيخ حب الله تدريجياً في ضمير الشاب ، ليكون سداً منيعاً بوجه النزوات والغرائز ، أي أنه عمد إلى كبح الإحساس بالإحساس .

أسمى الأحاسيس الدينية :

يعتبر الإسلام حب الله سبحانه وتعالى والإيمان به من أسمى الأحاسيس الدينية. والمؤمن الحقيقي هو الذي يطغى حب الله في ضميره وقلبه على سائر الأحاسيس والرغبات ، فيحب كل شيء بمقدار لا يفوق حبه لله تبارك وتعالى.

إن من يفوق حبه لنفسه وماله ، لزوجه وولده ، لعمله وتجارته وما إلى ذلك من شؤون الحياة ، حبه لله ، فهو ليس بمؤمن حقيقي ولا يمكنه أن يدعي الإيمان أو يفخر به .

قال تعالى:

{قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} [التوبة: 24].

فالإيمان بالله وحبه تبارك وتعالى يبنيان في قلب المؤمن قلعة حصينة تحفظه من السقوط في مستنقع المعاصي والرذائل بسبب تمرد غرائزه وشهواته ، وتطرد من نفسه روح الشر والانتقام إذا ما غضب .

قال تعالى: {وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ} [الشورى: 37].

الإنسان الكامل:

قال الإمام علي بن الحسين السجاد (عليه السلام): الرجل كل الرجل نعم الرجل هو الذي جعل هواه تبعاً لأمر الله(1) .

تعديل الحس الديني:

لا يفوتنا أن نقول: إن الحس الديني والدعاء والعبادة ينبغي تعديلها واستخدامها وفق معيار صحيح ، شأنها شأن سائر الرغبات والأحاسيس الاخرى . فالإسلام الذي حذر من الإفراط في إرضاء الرغبة الجنسية وحب المال والجاه وما شاه ذلك ، يحذر أيضاً من الإفراط في إشباع الحس الديني ، وقد أكد الأئمة الأطهار (عليهم السلام) ضرورة الاعتدال في العبادة.

الاعتدال في العبادة:

جاء في وصية أمير المؤمنين لولده (عليهما السلام): واقتصد يا بني في معيشتك واقتصد في عبادتك(2).

وروي عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال : اجتهدت في العبادة وأنا شاب فقال لي أبي: يا بني دون ما أراك تصنع فإن الله عز وجل إذا أحب عبداً رضي منه باليسير(3).

______________________________

(1) مجموعة ورام ج 2 ، ص 100 .

(2) بحار الأنوار ج15 ، القسم 2 ،ص 173.

(3) الكافي ج2، ص87 . 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.