المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9093 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
{ان أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه}
2024-10-31
{ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا}
2024-10-31
أكان إبراهيم يهوديا او نصرانيا
2024-10-31
{ قل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم الا نعبد الا الله}
2024-10-31
المباهلة
2024-10-31
التضاريس في الوطن العربي
2024-10-31

حدود سلطة رئيس الدائرة في تخويل اختصاصه بفرض العقوبة الانضباطية
2024-07-12
السقيفة
18-4-2020
ابن حزم الكبير ( الأندلسي)
7-2-2018
اختلاط الحلال بالحرام
27-11-2016
الامام (عليه السلام) يسقط الشبهات
17-04-2015
تلازم الإِيمان والعمل
5-10-2014


الإمام الهادي (عليه السلام) و المنتصر باللّه  
  
1585   03:44 مساءً   التاريخ: 2023-04-17
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 12، ص 113-118
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن محمد الهادي / قضايا عامة /

المنتصر باللّه ( 247 - 248 هـ )

هو محمّد بن المتوكل بن المعتصم ابن الرشيد ، أمه أم ولد رومية اسمها حبشيّة . بويع له بعد قتل أبيه في شوال سنة ( 247 ه ) وخلع أخويه المعتزّ والمؤيد من ولاية العهد وقالوا عنه : انّه أظهر العدل والانصاف في الرعيّة فمالت إليه القلوب مع شدّة هيبتهم له ، وكان كريما حليما وممّا نقل عنه قوله :

لذّة العفو أعذب من لذّة التشفّي وأقبح أفعال المقتدر الانتقام . ولكنّه لم يمتّع بالخلافة إلّا أشهرا معدودة دون ستة أشهر .

وقال الثعالبي : ومن العجائب أن أعرق الأكاسرة في الملك - وهو شيرويه - قتل أباه فلم يعش بعده إلّا ستة أشهر . وأعرق الخلفاء في الخلافة - وهو المنتصر - قتل أباه فلم يمتع بعده سوى ستة أشهر[1]

المنتصر والعلويين

وكان المنتصر ليّنا مع العلويين المظلومين في عهد أبيه . فعطف عليهم ووجّه بمال فرّقه عليهم وكان يؤثر مخالفة أبيه في جميع أحواله ومضادة مذهبه طعنا عليه ونصرة لفعله .[2]

وكان محسنا لآل أبي طالب حيث رفع عنهم ما كانوا فيه من الخوف والمحنة بمنعهم من زيارة قبر الحسين ( عليه السّلام ) ورد على آل الحسين فدكا .

فقال يزيد المهلبي في ذلك :

ولقد بررت الطالبية بعدما * ذموا زمانا بعدها وزمانا ورددت ألفة هاشم فرأيتهم * بعد العداوة بينهم إخوانا[3]

يقول أبو الفرج عنه : وكان المنتصر يظهر الميل إلى أهل البيت ( عليهم السّلام ) ويخالف أباه في افعاله فلم يجر منه على أحد منهم قتل أو حبس أو مكروه[4].

ولما ولي المنتصر صار يسب الأتراك ويقول : هؤلاء قتلة الخلفاء فعملوا عليه وهموا به فعجزوا عنه لأنه كان مهيبا شجاعا فطنا متحرزا فتحيلوا إلى أن دسّوا إلى طبيبه ابن طيفور ثلاثين ألف دينار في مرضه فأشار بفصده ثم فصده بريشة مسمومة فمات[5].

المستعين ( 248 - 252 ه )

هو أحمد بن المعتصم بن الرشيد فهو أخو المتوكّل ، ولد سنة ( 221 ه ) وأمه أم ولد اسمها مخارق ، اختاره القوّاد بعد موت المنتصر ، ثم تنكّر له الأتراك لمّا نفى باغر التركي الذي فتك بالمتوكل ، وقتل وصيفا وبغى . ولهذا خافهم وانحدر من سامراء إلى بغداد ، فأرسلوا إليه يعتذرون ويخضعون له ويسألونه الرجوع فامتنع ، فقصدوا الحبس وأخرجوا المعتز وبايعوه وخلعوا المستعين ، ثم جهّز جيشا كثيفا لمحاربة المستعين واستعد أهل بغداد للقتال مع المستعين .

الثورات في عصره

لم يدم حكم المستعين سوى أربع سنوات وأشهر ، وقد تميّزت فترة حكمه بالاضطرابات التي تعود إلى قوّة الأتراك وضعفه أمامهم ، كما تعود إلى الظلم والإجحاف بالأمة إلى جانب تنازع العباسيين على السلطة ، وإليك فهرسا بما وقع في أيام حكم من وثبات وثورات :

1 - وثبة في الأردن بقيادة رجل من لخم .

2 - وثب في حمص أهلها بعاملهم كيدر الاشروسني .

3 - وثبة الجند في سامراء وضربة لاوتاش التركي وهو أحد القادة .

4 - وثبة المعرة بقيادة القصيص وهو يوسف بن إبراهيم التّنوخي .

5 - وثبة الجند بفارس بعاملهم الحسين بن خالد .

6 - وثبة إسماعيل بن يوسف الجعفري الطالبي في المدينة .

فوقعت بينهما وقعات ودام القتال أشهرا وغلت الأسعار وعظم البلاء وانحل أمر المستعين فسعوا في الصلح على خلعه وقام في ذلك إسماعيل القاضي وغيره بشروط مؤكدة ، فخلع المستعين نفسه في أول سنة اثنتين وخمسين ومائتين وأشهد عليه القضاة وغيرهم فاحدر إلى واسط فأقام بها تسعة اشهر محبوسا موكلا به أمين ثم ردّ إلى سامراء .

وأرسل المعتز إلى أحمد بن طولون ان يذهب إلى المستعين فيقتله فقال : واللّه لا اقتل أولاد الخلفاء ، فندب له سعيد الحاجب فذبحه في ثالث شوال من السنة وله احدى وثلاثون سنة[6].

المعتز ( 252 - 255 ه )

هو محمد بن المتوكل ، ولد سنة ( 232 ه ) ، بويع له وعمره تسع عشرة سنة ، ولم يل الخلافة قبله أحد أصغر منه ، وهو أول خليفة أحدث الركوب بحلية الذهب ، فقد كان الخلفاء قبله يركبون بالحلية الخفيفة من الفضّة .

كان المعتز مستضعفا من قبل الأتراك وألعوبة بأيديهم . وأول سنة تولى فيها السلطة مات اشناس الذي كان الواثق قد استخلفه على السلطة وخلف خمسمائة ألف دينار ، فأخذها المعتز وخلع خلعة الملك على محمد بن عبد اللّه ابن طاهر ، وقلده سيفين ، ثم عزله وخلع خلعة الملك على أخيه وتوجّه بتاج من ذهب وقلنسوة مجوهرة ، ووشاحين مجوهرين وقلده سيفين ، ثم عزله من عامه ونفاه إلى واسط ، وخلع على بغا الشرابي وألبسه تاج الملك فخرج على المعتز بعد سنة فقتل وجيء إليه برأسه .

وفي رجب من هذه السنة خلع المعتز أخاه المؤيد من العهد وضربه وقيده فمات بعد أيام ، فخشى المعتز ان يتحدث عنه انه قتله أو احتال عليه ، فأحضر القضاة حتى شاهدوه وليس به اثر ، وكان المعتز مستضعفا مع الأتراك ، فاتفق ان جماعة من كبارهم أتوه وقالوا :

يا أمير المؤمنين اعطنا ارزاقنا لنقتل صالح بن وصيف ، وكان المعتز يخاف منهم فطلب من أمه ( قبيحة ) مالا لينفقه فيهم ، فأبت عليه وشحّت نفسها ، ولم يكن بقي في بيوت المال شيء بينما كانت أمه تملك الأموال العظيمة ، حيث أنفقت على صالح بن وصيف مالا عظيما بعد قتله ، ولهذا اجتمع الأتراك على خلعه ، ووافقهم صالح بن وصيف ، ومحمد بن بغا ، فلبسوا السلاح وجاءوا إلى دار الخلافة فبعثوا إلى المعتز أن اخرج إلينا ، فبعث يقول : قد شربت الدواء وأنا ضعيف ، فهجم عليه جماعة وجرّوا برجله وضربوه بالدبابيس ، وأقاموه في الشمس في يوم صائف ، وهم يلطمون وجهه ويقولون : اخلع نفسك ، ثم احضروا القاضي بن أبي الشوارب والشهود وخلعوه ، ثم احضروا من بغداد إلى دار الخلافة - وهي يومئذ سامراء - محمد ابن الواثق ، وكان المعتز قد أبعده إلى بغداد فسلّم المعتز إليه الخلافة وبايعه[7].

ومات المعتزّ بعد خلعه من الخلافة بطريقة غريبة ؛ بعد خمس ليال من خلعه ، حيث أدخلوه الحمّام ، فلما اغتسل عطش فمنعوه الماء ، ثم اخرج فسقوه ماء بثلج فشربه وسقط ميتا ، وذلك في شهر شعبان المعظم سنة خمس وخمسين ومائتين .

اضطهاد الشيعة :

لقد ذكر المؤرخون موقف المعتز المعادي لآل محمد ( صلّى اللّه عليه واله ) واضطهادهم واضطهاد شيعتهم ومن نماذج سيرته أنه أعمل السيف في العلويين وآخرين حتّى ماتوا في سجونه ، وممّن قتل في عهده :

1 - جعفر بن محمد الحسيني وقد قتل في وقعة حدثت بالري بينه وبين أحمد بن عيسى عامل محمد بن طاهر[8].

2 - إبراهيم بن محمد العلوي فقد قتله طاهر بن عبد اللّه في وقعة كانت بينه وبين الكوكبي بقزوين[9] ، وغير هؤلاء كثير ممن أعمل ولاة العباسيين فيهم السيف والقتل .

أما من مات في الحبس فكثير أيضا ، منهم : عيسى بن إسماعيل الحضرمي وأحمد بن محمد الحسيني[10].

 

[1] تاريخ الخلفاء : 356 - 358 .

[2] مقاتل الطالبيين : 396 ونحوه في تاريخ الخلفاء : 417 .

[3] تاريخ الخلفاء : 417 ، 418 .

[4] مقاتل الطالبيين : 419 .

[5] تاريخ الخلفاء : 419 .

[6] تاريخ الخلفاء للسيوطي : 358 - 359 .

[7] تاريخ الخلفاء للسيوطي : 359 - 360 .

[8] مقاتل الطالبيين : 434 .

[9] المصدر السابق : 433 .

[10] مقاتل الطالبيين : 434 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.