المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



حاجة الشاب للهداية  
  
1057   10:21 صباحاً   التاريخ: 2023-04-16
المؤلف : الشيخ محمد تقي فلسفي
الكتاب أو المصدر : الشاب بين العقل والمعرفة
الجزء والصفحة : ج1 ص267 ــ 273
القسم : الاسرة و المجتمع / المراهقة والشباب /

ليس من اليسير على الشاب العمل على تعديل ميوله النفسية وقياس رغباته الغريزية وإشباع جميع رغباته الدفينة بشكل متعادل ومتناسق، واستثمار كل طاقاته، والتزود بما يمكنه من أن يعيش حياة سليمة ، وكل ذلك يدخل في إطار بناء الذات.

فالفتى المراهق الذي يعاني - من جهة - من قصور في النمو الطبيعي والمكتسب لعقله، ومن جهة أخرى من وقوعه أسير فورة أحاسيسه وهياجها ، لن يكون قادراً على تحديد كل ما يصب في مصلحته ، أو تحديد طريق الفلاح الذي يضمن له سعادته . لذا عليه أن ينتفع من تعاليم الإسلام السامية ويستعين بهدي العلماء والمربين الأكفاء للسير في هذا الطريق المليء بالمخاطر والمزلّات ، وعليه أيضاً أن يستنير بنور العلم والمعرفة لتجنب الزلل والانحراف.

الحاجة إلى المعرفة:

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من عمل على غير علم كان ما يفسد أكثر مما يصلح(1).

وعن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال : يا كميل ،ما من حركة إلا وأنت محتاح فيها إلى معرفة(2).

وعن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال: العامل على غير بصيرة كالسائر على غير الطريق لا يزيده سرعة السير الا بعدا(3).

لقد ارتأينا أن نخصص جانبا من بحثنا لبيان مسألة تعديل الميول، ونوجهه إلى جيل الشباب، حتى يتعرفوا على أنفسهم حق المعرفة ويطلعوا على ميولهم الباطنية حق اطلاع ، ويتمكنوا من إشباع كل رغباتهم الدفينة دون إفراط أو تفريط ، ويستنيروا بنور الدين والعلم وهم يسلكون الطريق نحو السعادة ، ليكونوا في مأمن من مخاطر هياج ميولهم النفسية وتمرد غرائزهم . 

مصادر الرغبات :

تنشأ الرغبات الموجودة داخل كل إنسان بالفطرة من مصادر مختلفة. فجذور بعض هذه الرغبات تمتد إلى غريزة حب الذات والغريزة الجنسية وغيرها من الغرائز الفطرية ، وجزء من هذه الرغبات يولد مع بلوغ الإنسان. والبعض الآخر له علاقة بالمعرفة الفطرية والضمير الأخلاقي للإنسان ، بينما نرى بعض هذه الرغبات ينشأ عن تفكير العقل ودرجة الذكاء. وفي بحثنا هذا سنتطرق إلى كافة الميول الباطنية لجيل الشباب.

القوى المحركة:

إن هذه الرغبات الفطرية والميول الطبيعية تشكل القوة المحركة للإنسان في جميع مجالات الحياة. فهذه الرغبات والميول هي التي تدفع بالإنسان إلى السعي من أجل اكتساب الملذات أو طرد الآلام.

وهناك مسألة مهمة ينبغي على الشباب الإلتفات إليها وهي أن القوى الدافعة والمحركة للميول والرغبات الكامنة في ذات الانسان، لا تتساوى جميعها بالفعل والتأثير ، بحيث ان اندفاعة بعضها تكون قوية جداً ، بينما تكون عند البعض الآخر متوسطة أو ضعيفة إلى حد ما.

ففي باطن كل شاب تكمن غريزة الشهوة والجنس من جهة، وحب الصدق والأمانة والوفاء بالعهد من جهة ثانية ، لكن الفرق بين هذه وتلك، هو أن دوافع الشهوة والقوى المحركة للإنسان نحو إشباع غريزته الجنسية تكون أقوى بكثير من ميوله الفطرية التي تدفعه نحو الصدق والأمانة والوفاء بالعهد.

تصاعد الغريزة الجنسية :

إن تأثير الغريزة الجنسية على نفوس الشباب أشبه ما يكون بالنار المستعرة ، فإذا ما تمردت وتجاوزت حدود المصلحة وتركت طليقة دون قيود تحد من هياجها ، فإنها تكون قادرة على أن تحرق جذور كل الفضائل الإنسانية والسجايا الأخلاقية ، وتقضي بالتالي على سعادة الإنسان.

مركز إثارة الرغبات:

«لا بد للغريزة الجنسية أن تنفذ إلى ضمير الإنسان لاسيما الفتى الشاب ، ويبدأ في داخله صراع بين الدوافع الغريزية ، لكن هذه الغريزة - أي الغريزة الجنسية - يكون لها تأثير قوي جداً يمنحها المركزية في إدارة رغبات سائر أعضاء جسم الإنسان بشكل مباشر . أما تأثيرها غير المباشر فهو أكبر من ذلك بكثير ، حيث تبدو تأثيراتها واضحة على سلوك الإنسان وخصاله ، فلو تملكت هذه الغريزة جانباً محدوداً من أحاسيس الإنسان في سن الـ 13 أو الـ 14 ، فإنها بعد مضي ثلاث أو أربع سنوات ستتملك كل أحاسيسه وجوارحه ، وتصبح مركز انطلاق لجميع خصاله»(4) .

إثارة الشهوة والغضب:

ليست الغريزة الجنسية هي وحدها أقوى من صحوة الضمير الأخلاقي والعقل، بل تتبعها في ذلك دوافع كل الغرائز الكامنة في ذات الإنسان. ففي الحالات العادية التي يكون فيها الإنسان بعيداً عن الغرائز وفورتها، يستطيع سماع نداء الضمير والعقل، والتمييز بين الخير والشر، ولكن عندما تثور الغرائز ويطفح كيلها ،وعندما تهتز الشهوة ويهيج الغضب ، ويبدأ كل منها نشاطه ، فإن الإنسان يقع أسير صراع هذه الغرائز ، ولا يعود بمقدوره سماع نداء العقل والضمير .

تناقض الرغبات:

إن المشكلة الأساس التي يعاني منها بنو البشر عامة وجيل الشباب خاصة فيما يتعلق بمسألة إشباع الرغبات هي تناقض هذه الرغبات في ذات الإنسان. فهناك رغبات متعددة في ذاتنا ليست على وفاق فيما بينها ، وإشباع أي منها بإفراط ودون حساب ، معناه كبت أخرى ، وهذا ما يترك أثراً سلبياً على حياة الانسان وتطلعه نحو السعادة .

التقصير المضر والافراط المفسد :

قال أمير المؤمنين علي (عليه السلام) : لقد علق بنياط هذا الإنسان بضعة هي أعجب ما فيه وذلك القلب وله مواد من الحكمة وأضداد من خلافها فإن سنح له الرجاء أذله الطمع وإن هاج به الطمع أهلكه الحرص وإن ملكه اليأس قتله الأسف وإن عرض له الغضب اشتد به الغيظ وإن أسعده الرضا نسي التحفظ وإن غاله الخوف شغله الحذر وإن أتسع له الأمن استلبته العزة وإن أصابته مصيبة فضحه الجزع وإن أفاد مالاً اطغاه الغنى وإن عضته الفاقة شغله البلاء وإن جهده الجوع قعد به الضعف وإن أفرط به الشبع كظته البطنة فكل تقصير به مضر وكل إفراط له مفسد(5) .

تعديل الرغبات:

إن السبيل الوحيد الذي يمكن من خلاله إزالة التناقض والصراع بين الرغبات والميول، وإشباع كل من الرغبات الفطرية للإنسان في المكان والمقدار المناسبين ، هو تعديل الرغبات وتحجيم الميول الباطنية .

إن الإفراط في استخدام بعض الغرائز وإشباع بعض الرغبات النفسية ، غالباً ما يجر الشباب نحو الزلل والانحراف. والهدف من البرامج الدينية والعلمية في تربية الشباب، هو إرشادهم إلى الطريقة الفضلى التي يمكنهم اتباعها أثناء استخدام غرائزهم أو الاستجابة لرغباتهم ، وتحذيرهم من الإفراط والتقصير لتجنيبهم مخاطر الزلل والانحراف.

ومن هنا جاء تأكيد الإسلام القاطع على تجنب عبادة الهوى وضرورة تعديل الرغبات النفسية ، كما أن ضرورة تحجيم هذه الرغبات تعتبر من النواحي العقلية والعلمية والتربوية والأخلاقية والصحية والاجتماعية من الأصول الثابتة التي لا يمكن تجاهلها .

غض الطرف عن الرغبات المحرمة:

إذا أراد الإنسان أن يهنأ في عيشه ، وتكون له حياة سليمة ومستقرة ، ينبغي عليه أن يغض الطرف عن الرغبات المحرمة ، ويتجنب الأعمال اللاإنسانية ، فليس بمقدور الإنسان الذي يفلت غرائزه ويمنح رغباته النفسية مطلق الحرية ، أن يواصل حياته الفردية والاجتماعية ، ويؤمن لنفسه سبل الفلاح والنجاح .

المطالبة بمكارم لأخلاق:

قال أمير المؤمنين علي (عليه السلام): لو كنا لا نرجو جنة ولا نخشى ناراً ولا ثواباً ولا عقاباً لكان ينبغي لنا أن نطالب بمكارم الأخلاق فإنها مما تدل على سبيل النجاح(6).

ولكي يعي الشباب ضرورة تعديل رغباتهم النفسية في كافة شؤونهم الحياتية ، ويولوها قسطاً وافراً من اهتماماتهم ، أرى لزاماً أن اشير هنا وبشكل مقتضب إلى بعض النقاط .

تعديل رغبة المريض :

إن من الواجبات المهمة الملقاة على عاتق الأطباء في برامجهم العلاجية للمرضى، هو السعي لتعديل رغباتهم. فالمريض يريد الشفاء من المرض والسلامة من جهة ، ويرغب في تناول مختلف أنواع الطعام من جهة أخرى، وإذا ما أراد هذا المريض أن يلبي رغبته نحو الطعام دون قيد أو شرط ، ويتناول كل ما يثير شهيته ، فإنه يخالف بذلك رغبته في الشفاء من المرض ، لأن بعض الأطعمة مضر له ويزيد من شدة مرضه .

والطبيب الحكيم بمقدوره أن يدرس نفسية المريض ويحاول تعديل رغبته نحو الطعام ، فيجيز ما هو مناسب له من الطعام ويمنع عنه ما يضره منه ، وبعمله هذا يكون الطبيب قد أشبع رغبة المريض في الطعام بالمقدار المناسب آخذاً بعين الاعتبار رغبته في تحقيق الشفاء العاجل ، أي أنه استطاع من خلال البرنامج الغذائي الذي فرضه على المريض ، أن ينفي التناقض الذي كان قائماً بين رغبة المريض نحو الطعام ورغبته في الشفاء من المرض.

كذلك تعتبر مسألة تعديل رغبات الناس من واجبات المشرع العادل للقانون لحفظ حقوق الناس وبسط العدالة الاجتماعية. فكل إنسان يحمل رغبتين متناقضتين، إحداهما تنشد الحرية ، والاخرى تتوق إلى الأمن والاستقرار. وإذا ما أراد الإنسان إشباع رغبته في الحرية دون قيد أو شرط ، أي أنه يفعل ما يحلو له ، عليه أن يغض النظر عن رغبته في تحقيق الأمن والاستقرار، لا بل يقمعها، لأن الحرية المطلقة لا يمكن أن تلتقي مع الأمن والاستقرار .

التوازن ين الحرية والأمن:

والمشرع العادل للقانون يجري محاسبة دقيقة يقوم على أساس نتائجها بتعديل الرغبة في الحرية. فيجيز للإنسان ممارسة حريته الفردية ضمن إطارها الصحيح وبالشكل الذي لا يتعارض والأمن الاجتماعي ولا يتضارب مع حرية الآخرين. ويكون بعمله هذا قد حقق رغبة الانسان في التحرر والحرية بالمقدار السليم، وحافظ على رغبته في التنعم بالأمن والاستقرار، وأزال كل تناقض بين هاتين الرغبتين.

رغبة اللذة والسلامة:

إن من توجيهات عقل الإنسان ، تعديل الرغبات . فالإنسان يرغب من جهة في الاستمتاع بملذات الحياة، ومن جهة أخرى يرغب في المحافظة على سلامته ونشاطه. إذن هناك تناقض بين الرغبتين، فبعض الملذات كسكرة الهيروئين والكحول وغيرها لا يمكن أن يتوافق مع رغبة الإنسان في البقاء سالماً نشيطاً معافى ، وفي مثل هذه الحالات يتدخل العقل لتعديل رغبة اللذة ، فيقنع الإنسان بالاستمتاع بالملذات المفيدة أو على الأقل غير الضارة ، ويحذره من الإتيان بالضارة منها. ويكون العقل بتوجيهه هذا قد ضمن إشباع رغبة اللذة بالمقدار السليم، وحافظ على رغبة الإنسان في ديمومة سلامته ونشاطه، وبالتالي نافياً كل تناقض بين الرغبتين.

ونستنتج من خلال الأمثلة الثلاثة التي أوردناها ضرورة تعديل الرغبات من الناحية الطبية والصحية والاجتماعية والعقلية . كما أن هناك ضرورة حتمية لتحديد هوى النفس في شتى مجالات الحياة ، لأننا من دون ذلك لا يمكننا أن نهنأ بحياة سليمة إن على الصعيد الفردي أو الاجتماعي .

_____________________________

(1و2) تحف العقول، ص47 ، 171.

(3) الكافي ج1، ص43.

(4) ماذا أعرف؟ البلوغ، ص46.

(5) نهج البلاغة، الفيض، ص1126.

(6) آداب النفس ج1، ص26. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.