أقرأ أيضاً
التاريخ: 3-05-2015
54236
التاريخ: 1-12-2014
3048
التاريخ: 30-04-2015
26590
التاريخ: 1-05-2015
44143
|
سورة الحمد من وجهة نظر القرآن والعترة (عليهم السلام)
إن سورة الحمد المباركة التي هي فاتحة الكتاب، ومستهل كلام الله سبحانه قد كرمها الله في كلامه المجيد حتى جعلها في مصاف "القرآن العظيم" فقال تعالى: {وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ} [الحجر: 87] وفي الأحاديث النبوية وكلمات العترة الطاهرين علي ذكرت بأسماء وصفات مثل (أعظم جامعة للحكمة) و(كنز من كنوز العرش) و(أشرف ما أخر من كنوز العرش) و(سورة الشفاء) و (النعمة العظمى والثقيلة) و(أفضل سورة في القرآن)، فقد جاء في الأحاديث: "ليس شيء من القرآن والكلام جمع فيه من جوامع الخير والحكمة ما جمع في سورة الحمد"(1)، "إن فاتحة
الكتاب أشرف ما في كنوز العرش"(2)، "فاتحة الكتاب شفاء من كل داء"(3)، فأفرد الامتنان علي بفاتحة الكتاب"(4).
والنبي الأكرم (صلى الله عليه واله وسلم) عندما اقترح تعليم السورة على جابر بن عبد الله الأنصاري وصفها له بأنها أفضل سور كتاب الله حيث قال له: "ألا أعلمك أفضل سورة أنزلها الله في كتابه؟" قال: فقال له جابر: بلى بأبي أنت وأمي يا رسول الله علمنيها. فعلمه الحمد أم الكتاب(5). وفي حديث آخر أوضح ملاك: هذا التفضيل أيضا فقال: "لو أن فاتحة الكتاب وضعت في كفة الميزان ووضع القرآن في كفة لرجحت فاتحة الكتاب سبع مرات"(6)، وأيضا قارنها ام النبي (صلى الله عليه واله وسلم) مع الكتب السماوية فقال: "والذي نفسي بيده، ما أنزل الله في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزبور ولا في القرآن مثلها، هي أم الكتاب"(7).
هذه السورة التي تبتدئ بتعظيم اسم الله الرحمن الرحيم، وتستمر بحمد الله وعد صفات جماله وجلاله وحصر العبادة والاستعانة به، وتختتم بطلب الهداية من حضرة كبريائه وعظمته، مع كل ما فيها من تلخيص واختصار، قد تضمنت الباب المعارف القرآنية الواسعة؛ لأن الخطوط العامة والأصول الثلاثية للمعارف الدينية، وهي معرفة المبد؟ ومعرفة الرسالة ومعرفة المعاد، التي هي أساس هداية السالكين نحو صلاح الدنيا والآخرة، وسورة الحمد قد بينت هذه الأصول بأقل الألفاظ وأوضح المعاني، ودلت على طريق سلوك الإنسان نحو ربه.
وسورة فاتحة الكتاب المباركة كلام الله سبحانه، ولكنه يتحدث نيابة عن العبد السالك، الذي وجه روحه نحو ذات الله المقدسة، وراح يناجيه مناجاة المحب الواله.
وفي هذه السورة يعلم الله سبحانه السالكين نحوه أدب التحميد وأسلوب إظهار العبودية وطريقة التحدث بين العبد السالك والرب المالك، وجعل ذلك عمودا للدين حيث: "لا صلاة إلا بفاتحة الكتاب"(8)، فهي تتلى بصورة الفرض عشر مرات في اليوم والليلة للمتقربين بالفرائض، وتتلى أضعاف ذلك العدد للراغبين في قرب النوافل.
ولو لم تكن سورة الحمد متضمنة لخلاصة المعارف القرآنية وهي أسرار المبد! والمعاد وعلم سلوك الإنسان نحو الله، لم تقرن في الكتاب الإلهي مع القرآن العظيم، ولم تذكر بتلك العظمة في أحاديث أئمة وقدوات السلوك إلى الله (أهل البيت عليهم السلام ).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1. البحار، ج 82 ص 54.
2. نور الثقلين، ج 1، ص6.
3. مجمع البيان، ج 1، ص 87
4. تفسير البرهان، ج1، ص41، نور الثقلين، ج1، ص6.
5. تفسير البرهان، ج 1، ص2.
6. جامع أحاديث الشيعة، ج15، ص89.
7. جامع الأخبار، الفصل 22، ص43، مجمع البيان، ج 1، ص 88.
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|