المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17607 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
الاقليم المناخي الموسمي
2024-11-02
اقليم المناخ المتوسطي (مناخ البحر المتوسط)
2024-11-02
اقليم المناخ الصحراوي
2024-11-02
اقليم المناخ السوداني
2024-11-02
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01

الروابط البلازمية Plasmodesmata
21-2-2017
إنتاج المبيدات الفطرية
3-10-2016
Epsilon Conjecture
8-7-2020
Quality Control of mRNA Translation Is Performed by Cytoplasmic Surveillance Systems
20-5-2021
قاعدة الملازمة بين حكم العقل والشرع
7-7-2019
الإسلام وبناء المجتمع
2024-10-29


شفعاء الدنيا والآخرة  
  
1481   03:37 مساءً   التاريخ: 2023-04-09
المؤلف : الشيخ عبدالله الجوادي الطبري الاملي
الكتاب أو المصدر : تسنيم في تفسير القران
الجزء والصفحة : ج4 ص272 - 288
القسم : القرآن الكريم وعلومه / العقائد في القرآن / مقالات عقائدية عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 6-05-2015 8295
التاريخ: 26-09-2014 5555
التاريخ: 25-09-2014 5464
التاريخ: 10/9/2022 1290

كما ان الشفاعة تنقسم إلى تكوينية وتشريعية فإن الشفعاء ينقسمون كذلك إلى هذين القسمين:

ففي الشفاعة التكوينية فإن كل العلل والأسباب الوجودية للوساطة بين الله تعالى والموجود الإمكاني، سواء في الدنيا أو في الآخرة، هم شفعاء تكوينيّون عند الله؛ لأنه واسطة فيض بين الله عز وجل ومخلوقاته.

والشفاعة التشريعية تنقسم إلى شفاعة في الدنيا وأخرى في الاخرة، وهناك شفعاء متعددون ممن تقبل شفاعتهم.

أ- شفعاء الشفاعة التشريعية في الدنيا

1- الملائكة: الذين ما شفاعتهم إلا استغفارهم؛ لأن الاستغفار هو بحد ذاته نحو من أنحاء الشفاعة؛ لأنه يكون مصحوباً بالمغفرة الإلهية: {وَالْمَلَائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَلَا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [الشورى: 5]

والنقطة الجديرة بالاهتمام في هذه الآية هي إطلاق الاستغفار وشموله لكل ساكني الأرض من المشركين والمؤمنين، لكنها مقيدة بالمؤمنين بقرينة بعض الآيات؛ إحداها الآية التي تقول: إن الملائكة لا يتكلمون إلا بإذن الله: {بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ * لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ} [الأنبياء: 26-27] ، وهناك آية أخرى تدلّ على عدم رضا الله بالعفو عن المشركين: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ} [النساء: 48]. إذن ففعل الملائكة متأخر عن إذن الله وما لا يريده الله فهم لا يريدونه أيضاً. والقرينة الثالثة الآية: {وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى} [الأنبياء: 28] التي تصرّح بأن الملائكة لا تشفع إلا لمن يكون دينه مرضيّاً لدى الله عز اسمه.

من الممكن أن تكون الآية {الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا} [غافر:7] هي أيضاً مقيّدة لهذا الإطلاق، وإن كانت الآيتان هما من قبيل "المثبتين" ولا يمكن أن تكون إحداهما مقيدة للأخرى.

كما أنه تستفاد من بعض الروايات ملاحظة وهي أن الملائكة تستغفر لكل من تراه على وجه الأرض، ولما كانت رؤية هؤلاء مبنية على أن للشيء المرئي نوراً، وأنه ليس لغير المؤمن من نور، فإن استغفارهم لا يشمل المشركين؛ لأن هؤلاء لا يكونون مرئيين بالنسبة للملائكة، وإن ما جاء في الرواية من أنه: "نوروا بيوتكم بتلاوة القرآن... فإن البيت إذا كثر فيه تلاوة القرآن كثر خيره، واتسع أهله، وأضاء لأهل السماء كما تضيء نجوم السماء لأهل الدنيا" (1) إنما هو ناظر إلى هذه الملاحظة ذاتها. ففي إثر تنور البيت بنور القرآن وما إلى ذلك فإن ملائكة السماء تعاين أهل ذلك البيت وتستغفر لهم.

تنويه: مع أن الحديث يدور عن الاستغفار إلا أنه لا أصل الاستغفار منحصر بمغفرة الذنوب كي يكون تشريعياً، ولا فعل الملائكة هو في نطاق الشريعة؛ وذلك لأن الملائكة ليسوا كالإنسان من حيث أنه مشمول بالمناهج التشريعية. بالطبع إن كون الإنسان  الذي يكون مشفوعاً له قبل الملائكة - مجرماً إنما هو في حيّز الشريعة وإن احتياجه للمغفرة يرتبط بنظام التشريع، وبالنتيجة فإن شفاعة الملائكة ستكون متعلقة بالجرم التشريعي، بيد أن نفس فعل الملائكة ليس هو تشريعياً.

2- الأنبياء: يوحي ظاهر بعض الآيات أن أنبياء الله كانوا قد استغفروا لبعض المجرمين الخاصين وقد أمضي لهم مثل هذا الطلب. نظير ما ورد عن النبي عيسى (عليه السلام) حيث قال مخاطباً ربّه: إلهي! إن أنت عذبت فذلك من حقك؛ لأنك المولى وهم عبادك ومن حق المولى المجرمين على عبده الآبق أن يتعقبه ،ويجازيه، لكنّك إن تغفر لهم فإنّك العزيز الحكيم: {إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [المائدة: 118]، ونظير ما جاء في حق إبراهيم الخليل حيث قال: إلهي! من اتبعني فإنه مني لا محالة ومن عصاني فإنك يقيناً غفور رحيم: فَمَن تَبَعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ، وما ورد عن يعقوب له حين قال له بنوه: {أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ} [يوسف: 97] فأجابهم: {سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [يوسف: 98]

وكذلك ما جاء بخصوص الرسول الأكرم (صلى الله عليه واله وسلم) من أن المؤمنين إذا تابوا بعد ارتكاب المعصية وجاؤوا إليك وقمت أنت بالاستغفار لهم فسيجدون أن الله تواب رحيم {وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا} [النساء: 64]

تنويه: إن الآيات التي تبيّن شؤون هداية الأنبياء وتبشيرهم وإنذارهم تعد جملة آيات شفاعتهم التشريعية في الدنيا.

3- التوبة: إن من أكثر الشفعاء تأثيراً في الدنيا هي التوبة؛ وذلك لأن نفوذ شفاعة الشفعاء من أمثال الأنبياء والملائكة تنحصر في حالات عدم الشرك والكفر والنفاق وهي لا تشمل إلا الموحدين والمسلمين الذين دنستهم الخطايا. يقول القرآن الكريم في هذا الصدد: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} [النساء: 48]، ويقول أيضاً: {اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ} [التوبة: 80]، وبخصوص أولئك الذين كانوا يقولون بصراحة: {سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَوَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُنْ مِنَ الْوَاعِظِينَ} [الشعراء: 136] فهو يقول: {سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ} [البقرة: 6] كما وجاء في موطن آخر: {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ} [التوبة: 113]. والسر في عدم فائدة استغفار الآخرين لهم يعود إلى أنهم كفروا بالله وبرسوله وأن الله لا يهدي الكفار والفسقة إلى هدفهم ومبتغاهم: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} [التوبة: 80]. والحال أنهم إذا ما تابوا وتخلّوا عن شركهم ونفاقهم فسينجون من هذا المنطلق يقول أمير المؤمنين (عليهم السلام) : "لا شفيع أنجح من التوبة"(2)، كما ويقول القرآن الكريم على نحو العموم: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا} [الزمر: 53] ويقول أيضاً: {وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ } [الزمر: 54]، وإن من مسلمات فقهنا أن: "الإسلام يجب ما قبله" (3).

بطبيعة الحال إن نقطة امتياز الشفعاء من قبيل الأنبياء والملائكة عن التوبة هي أن شفاعة هؤلاء مؤثرة حتى في القيامة والحال أن التوبة تختص بالدنيا. من هنا يقول القرآن الكريم: {وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ} [النساء: 18]؛ وذلك لأن التوبة هي عمل، وموطن العمل هو الدنيا وليس الآخرة: "اليوم عمل ولا حساب وغداً حساب ولا عمل" (4).

وخلاصة القول، فإنّه في المعاد يوجد العلم، وهذا العلم يزدهر ويُبدل من الحصولي إلى الحضوري .... الخ بينما الإيمان، والتوبة، وأمثالهما مما يُعد عملاً اختيارياً فهما ليسا مما يقدر عليه أي أحد.

4. المؤمنون: تدل بعض الآيات على أن المؤمنين هم أيضاً من الشفعاء، حيث يتحدث الله عن دعائهم واستغفارهم لبعضهم البعض: {وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} [الحشر: 10]

5. القرآن: يقول عز من قائل بخصوص شفاعة القرآن الكريم: من يتبع القرآن فإن الله سيبين له بهذه الواسطة سبل النجاة؛ {يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ} [المائدة: 16]. وإن أحاديث أهل البيت له قد طرحت شفاعة القرآن الدنيا والآخرة بشكل مبسوط؛ كما يقول أمير المؤمنين (عليه السلام) فيما يتعلق بشفاعة القرآن في الدنيا واعلموا أن هذا القرآن هو الناصح الذي لا يغش، والهادي الذي لا يُضل، والمُحدّث الذي لا يكذب، وما جالس هذا القرآن أحد إلا قام عنه بزيادة أو نقصان زيادة في هدى، أو نقصان من عمى ..."(5).

6. الإيمان: يطرح العلامة الطباطبائي هذه الآية: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [الحديد: 28] كدليل على شَفَاعةَ الإيمان (6). طبعاً بالالتفات إلى جملة اتقوا في الآية المذكورة فإن الإيمان المقصود هنا هو ذلك الإيمان المصحوب بالتقوى (ولعله يُعد من شؤون العمل الصالح). في هذا الصدد تكون الآية 31 من سورة الأحقاف مناسبة: {يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ} [الأحقاف: 31] حيث جعلت إجابة دعوة الباري عز وجل والإيمان به وسيلتين للمغفرة.

7. العمل الصالح: هناك آيات كثيرة تدلّ على شفاعة العمل الصالح؛ نحو قوله تعالى: {إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} [الأنفال: 29]، و {قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ} [الزمر: 10] و {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [آل عمران: 31]، و {إِنْ تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ} [التغابن: 17]. بالطبع من الممكن أيضاً طرح آيات جمة تدل على شفاعة العمل الصالح المصحوب بالإيمان؛ نظير: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} [الأحزاب: 70-71]، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ} [الصف: 10 - 12].

كما وتستفاد شفاعة العمل الصالح من روايات أهل بيت العصمة أيضاً؛ ففيما يخص الصلاة فقد رُوي عن الإمام الصادق عن أجداده الطاهرين (عليهم السلام) عن رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) أنه قال: "ما من صلاة يحضر وقتها إلا نادى ملك بين يدي الناس: "قوموا إلى نيرانكم التي أوقدتموها على ظهوركم فأطفئوها بصلاتكم"(7). يُفهم من هذه الرواية أن الذنب هو نار وهذه النار إن لم يُسارع إلى إطفائها فستستوعب حياة العاصي برمتها ومن الممكن أن توصله إلى حد لا تبقى معه أرضيّة للتوبة أو الشفاعة في المستقبل، وإن الصلاة - التي هي من المصاديق البارزة للعمل الصالح - هي سبب لإنطفاء هذه النار.

تنويه: 1. يُستشف من بعض الروايات أن الظرف المكاني أو الزماني للعمل الصالح يشفع أيضاً؛ نظير المساجد والمشاهد المشرفة وسائر الأماكن المباركة وكذا بعض الليالي أو الأيام المقدسة (8).

ما قيل إلى الآن يتعلق بشفعاء الشفاعة التشريعية في الدنيا، وإن كان هناك بحث حول كون شفاعة الملائكة تشريعية، حيث أشير إليه إجمالاً، وكذا كون شفاعة الزمان والمكان تشريعية.

2. للأخلاق، التي عمل صالح للقلب، سهم وافر في استعداد المشفوع له واستحقاقه.

ب: شفعاء الشفاعة التشريعية في الآخرة

1. الملائكة: {الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ * رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ * وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ وَمَنْ تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ} [غافر: 7-9]

وعلى الرغم من احتمال كون المراد من يومذه هو الدنيا والمراد من {السيئات} هو المعاصي وأن الملائكة تطلب من الله أن يحفظ المؤمنين من المعاصي في الدنيا، بيد أنّه بالالتفات إلى جملة {وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ} [غافر: 7] وجملة وأدخلهم جنات عدن وما جاء بعد هذه الآية: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنَادَوْنَ لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ} [غافر: 10] الذي يرتبط بالقيامة، فيمكن القول إن المقصود من يومئذ هو القيامة لا الدنيا، وأن المراد من السيئات هو الحوادث العظيمة للقيامة وعذابها، أن {وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ} [الشورى: 40] مُثْلُهَا ، حيث جاءت السيئة الثانية هنا للدلالة على مطلق ما يتأثر الإنسان منه ولا يريحه، وإن كانت بالنسبة للحاكم الإلهي عدلاً وحسنة، لقد اشير فيما سبق إلى أن فعل الملائكة هو غير تشريعي، وإن كانوا مشفعون للحرم التشريعي الصادر من المشفوع له.

2. أصحاب الأعراف: هؤلاء هم جماعة خاصة من المؤمنين يكونون مشرفين على "الأعراف حيث بدخل أمرهم وشفاعتهم إلى الجنة جماعة أخرى من أصحاب الأعراف بعد أن كانوا متحيرين في الأعراف: {وَنَادَى أَصْحَابُ الْأَعْرَافِ رِجَالًا يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيمَاهُمْ قَالُوا مَا أَغْنَى عَنْكُمْ جَمْعُكُمْ وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ * أَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لَا يَنَالُهُمُ اللَّهُ بِرَحْمَةٍ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ} [الأعراف: 48، 49]

واستخدام لفظة {رجالاً} يدل على أن أفراد هذه الجماعة الخاصة ليسوا هم من الملائكة؛ كما أن شفاعتهم تدل على أنهم مختلفون عن الأشخاص العاديين؛ وذلك لأنه في ذلك اليوم لا يتكلم أحد إلا بإذن الله؛ فليس له حق التكلم لا تشريعاً، حيث إن بساط التشريع يُطوى مع انقراض الدنيا، ولا تكويناً؛ والسبب هو أن الجميع في مثل ذلك اليوم يكونون محكومين أذلاء في مقابل الله الحاكم العزيز: {يَوْمَ يَأْتِ لَا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ} [هود: 105] من هذا المنطلق فقد طبقت كلمة "رجال" في روايات أهل البيت على الأئمة له.

3. القرآن: يُستشف من بعض الروايات أن أحد شفعاء القيامة هو القرآن. يقول أمير المؤمنين استتباعاً لما روي عنه بخصوص شفاعة القرآن في الدنيا: "واعلموا أنه شافع مُشفّع، وقائل [ماحل] مُصدق، وأنه من شفع له القرآن يوم القيامة شُفّع فيه، ومَن مَحَلَ به القرآنُ يوم القيامة صدق عليه (9)"(10).

على أساس بعض الأحاديث فإن القرآن يتمثل . يوم القيامة بوجه نوراني فيجتاز صفوف المسلمين والشهداء والأنبياء والرسل والملائكة وكلما وصل صفاً يقول أهل هذا الصف متعجبين: من هذا الذي أصاب من النور والجمال ما لم نصب ؟! "... ثم يجاوز حتى ينتهي إلى رب العزة تبارك وتعالى فيخر تحت العرش فيناديه تبارك وتعالى: يا حجتي في الأرض وكلامي الصادق الناطق ارفع رأسك وسل تعط واشفع تشفع ..."(11). يستفاد من جملة ما يُستفاد من هذه الرواية ومن مثيلاتها أن حقيقة القرآن مهيمنة على أنبياء السلف؛ وذلك لأنه إذا أذعنا بأن مقام كل نبي هو بمقدار كتابه، فبما أن القرآن الكريم هو مهيمن على كتب أنبياء السلف، كما قد جاء ذلك في قوله عز من قائل: {وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ} [المائدة: 48]، إذن فسيكون مهيمناً كذلك على نفس هؤلاء العظماء (الأنبياء) الذين ، مساوون لحقائق تلك الكتب.

تجدر الإشارة هنا إلى أن شفاعة القرآن هي  كشفاعة غيره من الشافعين  من قبيل جبران النقائص وليس كما يقول بعض شراح نهج البلاغة في ذيل العبارة المنقولة منه حيث يقولون: "والمراد بشفاعة القرآن أنه يشهد بلسان الحال أن هذا المؤمن قد ائتمر بأمره وانتهى بنهيه" (12) ؛ إذ أن تلك هي شهادة القرآن، وليست شفاعته.

4. الشهداء: طبقاً للآية: {وَلَا يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [الزخرف: 86] فَإِن من جملة شفعاء يوم القيامة هم أولئك الذين شهدوا بالحق في الحياة الدنيا وكانوا شهداء على الأعمال.

5. المؤمنون: يُستنتج من ضم الآية: {وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُولَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ} [الحديد: 19] إِلَى الآية: {وَلَا يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [الزخرف: 86] أن المؤمنين هم أيضاً من شفعاء يوم القيامة؛ وإن كان المؤمنون - بهذا البيان  هم ليسوا شفعاء في عرض الشهداء؛ أي إن المؤمن إذا يشفع فهو من باب أنه شاهد حق، وليس صرفاً من باب الإيمان. إذن فمن أجل إثبات شفاعة المؤمن "بما هو مؤمن" لابد من الاستدلال بآيات أخر.

6. الأنبياء في حال كون الآيات: {وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ * وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى{ [الأنبياء: 26و28] شاملة للأنبياء العظام أيضاً - ومن باب أن واحداً ممن يُحسب من ولد الرحمن هو النبي عيسى (كما يصرح بذلك العلامة الطباطبائي) (13) فإنّه يُخلص إلى نتيجة مفادها أن أنبياء السلف، بقطع النظر عن شفاعتهم من حيث كونهم شهداء، هم من شفعاء يوم القيامة من جهة العبادة والكرامة اللتين يتمتمعون بهما: {بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ} [الأنبياء: 26]

7. النبي الأكرم يُستشف من الوعد الذي وعد الله سبحانه و تعالى به رسوله المكرم الله له بأن يبلغه المقام المحمود: {وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا} [الإسراء: 79]

من غير أن يذكر أي قيد أو خصوصية لذلك المقام، أن حضرته يتمتع بأعلى درجات الشفاعة؛ بحيث أن الناس كافة، بما فيهم سائر الشفعاء، يحظون بشفاعته، وببيان آخر، فإن القيد الوحيد الذي ذكر "للمقام" في الآية المذكورة هو كونه "محموداً"، من غير أن يصرح بحامد له؛ أي إن قيد المقام هو المحمود المطلق. إذن فالجميع حامدون له. هذا النحو من الإطراء والثناء هو علامة على أنّ الكلّ ينتفعون من مثل هذا المقام وهذا يستلزم أن يكون صاحب هذا المقام رحمة للعالمين وشفيعاً لهم أجمعين. من هنا فإنه جاء في ذيل الآية الكريمة أعلاه أن "المقام المحمود" هو مقام الشفاعة وأن جميع البشر، بما فيهم الأنبياء، يرجون شفاعة الرسول الخاتم الله وبيان ثالث، فإن كانت شفاعة النبي مختصة بالمذنبين لكان محموداً من قبل المذنبين فحسب، وليس محموداً مطلقاً.

على هذا الأساس، وطبقاً لكلام الإمام الباقر، فإن الآية: {وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى} [الضحى: 5] هي أرجى آية عند أهل البيت (14)؛ وذلك لأن هذه الآية تدل على أن الله سبحانه وتعالى سيعطي النبي عطاء حتى يرضى ، وإنه من المسلَّم أن الرسول الذي {رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} [الأنبياء: 107] {بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} [التوبة: 128] لن يرضى بأن يحترق جماعة من المؤمنين العاصين في نار جهنم إلا أن ينقذهم أجمعين بشفاعته. تنويه: الإنسان الكامل، لاسيما الرسول الخاتم (صلى الله عليه واله وسلم) له بصرف النظر عن قدرته على الشفاعة وحقه فيها - هو مظهر للرأفة الإلهية. فمثل هذا الإنسان الكامل الشفيع الرؤوف لن يكون على استعداد لأن يرى فريقاً من أمته ينصهرون في نار جهنم وهم يستغيثون ثم لا يهرع لإغاثتهم. ومن الممكن العثور على مثل هذا المبحث العريق العاطفي في كتاب الميزان القيم باختلاف طفيف في التحرير والتقرير.(15)

النقطة التي تستحوذ على الأهمية في هذه الاستغاثة والإغاثة هي أن النصاب اللازم لوصول صوت الاستغاثة إلى السمع المبارك للإنسان المغيث هو عين ما جاء في النصوص الدينية المقدسة، وإلا فمن الممكن أن يكون بعض المجرمين المسودة قلوبهم نائين كل النأي عن لياقة تلقي الرحمة حتى إن اسمهم وذكرهم، وأنينهم، وتضرعهم لتغَيَّب عن مسرح حضور واطلاع الإنسان الكامل، ولن يذكر هذا الإنسان الكامل أمثال هؤلاء المجرمين العاصين أبداً (مثلما لم يذكر النبي نوح ولده الكافر إطلاقاً) ومن هذا المنطلق فإنه لن يتأثر. ولعل هذا المعنى الدقيق قابل للاستخلاص من الحديث المروي في هذا الصدد.

روى الطبرسي له في الاحتجاج أنّه سُئل الإمام الصادق (عليه السلام) : "... فكيف تنعم أهل الجنة بما فيها من النعيم وما منهم أحد إلا وقد فقد ابنه، أو أباه، أو حميمه، أو أمه؟ فإذا افتقدوهم في الجنة لم يشكوا في مصيرهم إلى النار، فما يصنع بالنعيم من يعلم أن حميمه في النار ويعذب؟ قال : إن أهل العلم قالوا إنهم ينسون ذكرهم [أي إن المؤمن من أهل الجنة ينسى أنه كان لديه ابن كافر، أو أخ منافق، أو حميم ملحد[ وقال بعضهم: انتظروا قدومهم ورجوا أن يكونوا بين الجنة والنار في أصحاب الأعراف" (16)؛ أي إن مجرد افتقادهم في الجنة لا يدل على كونهم في جهنم؛ فهم يرجون أنّهم في الأعراف وسيردون الجنة لاحقاً. والغرض هو أن رأفة حضرة النبي الخاتم لله لا تدع شخصاً مجرماً ومفسداً من أمته يحترق في النار فيما إذا لم يكن هذا الشخص قد بلغ حداً من المعاصي يبحث يجعله منسيّاً عند النبي ، وإلا فإن سعة رحمة هذا العظيم لن تشمل هذا الآثم.

8. الله سبحانه وتعالى: يُستشف من الحديث: "آخر من يشفع هو أرحم الراحمين" (17) أن آخر وأعلى شفيع هو ذات الله أرحم الراحمين.

تنويه: أ: المراد من كون الذات الإلهية المقدسة آخر من يشفع أنه إذا لم يقدر أي أحد على العفو أو تخفيف العذاب في مقطع من المقاطع أو على الإدخال إلى الجنة أو رفع درجتها في مورد من الموارد فإن آخر سلطة تبت في الموضوع وأعلى جهة في اتخاذ القرار هو الله عز وجل.

ب: على الرغم من أن منشأ الحاجة إلى الشفاعة هو عدم الامتثال للأحكام الشرعية، لكنه لا يمكن تحديد شفاعة الله جل شأنه ضمن حيز التشريع؛ لأن كل ما ينجزه الله تعالى، إن كان في الدنيا أو في الآخرة، فهو من سنخ التكوين لا التشريع بل وحتى إرادته التشريعية فهي تعود إلى إرادة التشريع التي هي عين التكوين.

ج: لا تُحد شفاعة الله جل وعلا بأي حد خارجي؛ وذلك لأنه ليس في خارج مشيئة الله شيء كي يكون له سهم في تحديد صلاحية الله سبحانه وإرادته. والشيء الوحيد الذي من شأنه أن يحدها من الداخل، أي إرادة ذات الله، هو أصل إيمان المشفوع له؛ فإن الله يقول: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} [النساء: 48]. لذا، فالقيود المطروحة في شفاعة غير الله هي غير مطروحة في الشفاعة الإلهية؛ ككون الشفيع ممن أذن له، أو المشفوع له ممّن ارتضي دينه؛ أي إذا كان المشفوع له حائزاً على أصل الإيمان لكنه خالي الوفاض من العمل الصالح فقد يكون محط مغفرة الله تعالى وإن كان مثل هذا المسلم الفاسق غير مرضي الدين.

_______________________

(1) راجع الكافي، ج 2، ص 610؛ وعدة الداعي، ص 328؛ وبحار الأنوار، ج 89، ص200.


(2) نهج البلاغة، الحكمة 371

(3) عوالي اللآلي، ج 2، ص 224؛ وبحار الأنوار، ج 81 ، ص316.

(4) الأمالي للمفيد، ص 105؛ وبحار الأنوار، ج 74، ص 423.

(5) نهج البلاغة، الخطبة 176، المقطع 7.

(6) الميزان، ج 1، ص 172

(7) الأمالي للصدوق، ص 401؛ وبحار الأنوار، ج 79، ص 209.

(8) راجع بحار الأنوار، ج 97، ص 394

(9) مَحَل به: أي شكاه، وصُدَّق عليه: أي قبلت شهادته ضده.

(10) نهج البلاغة، الخطبة 176، المقطعان 10 و 11.

(11) الكافي، ج 2، ص 596؛ وكتاب الوافي، ج5، 1694، ح8956 وبضعة أحاديث أخر هذا الباب بهذا المضمون أيضاً.

(12) في ظلال نهج البلاغة، ج 2، ص 530.

(13) الميزان، ج 1، ص 172

(14) تفسير فرات الكوفي، ص570-571، وبحار الأنوار، ج 8 ، ص 57.

(15) الميزان، ج 1، ص178.

(16) الاحتجاج، ج 2، ص 248 - 249؛ وتفسير نور الثقلين، ج5،ص484

(17) راجع الزهد، ص 97 - 98؛ وبحار الأنوار، ج8، ص 361.




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .