المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01



تأديب الأولاد في الأفعال  
  
1195   11:47 صباحاً   التاريخ: 2023-04-08
المؤلف : الأستاذ مظاهري
الكتاب أو المصدر : تربية الطفل في الاسلام
الجزء والصفحة : ص211 ــ 220
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الأبناء /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-7-2022 2707
التاريخ: 31-8-2022 2110
التاريخ: 5-9-2021 2321
التاريخ: 2023-04-09 1141

بحثنا عن تربية وتأديب الأولاد وهذا بحث مهم وان كنتم ترجون سعادة الدنيا والآخرة لأولادكم فعليكم ان تهتموا ببحث اليوم، وان تعملوا به أنتم ايضاً. هناك روايات عديدة تعتبر تأديب الأولاد من حقوقهم التي على والديهم. (ان يحسن أدبه) وعن علي (عليه السلام): (لا ميراث كالأدب)(1). وهناك شعر في الديوان المنسوب اليه (عليه السلام) يقول فيه:

ليس اليتيم من مات والده                 بل اليتيم يتيم العلم والادب

وقال شاعر عن الأدب:

نطلب من الله التوفيق في الأدب               فالغير مؤدب محروم من فيض الرب

والغير مؤدب لا يسيء الى نفسه فقط     بل سيشعل بناره جميع الآفاق

اي لا يشقي نفسه فقط بل الآخرين ايضاً وقد يرمي بحجر في البئر. لا يستطيع عقلاء القوم ان يخرجوه منه. ان الأدب تعني الفصاحة والبلاغة التي في علم الأدب فالذي يتكلم جيداً وفي الوقت المناسب يدعونه مؤدباً في الكلام، ايضاً ان الأدب قسمين. قسم يتعلق باللسان، والثاني يتعلق ببحث اليوم بالأدب في التعامل والفعل. على الانسان ان يكون مؤدباً في اعماله وعلى الوالدين ان يسعوا لكي يكون ولدهم مؤدباً في افعاله وان يلتزم بالفصاحة والبلاغة. اي ان يعمل جيداً وبشكل مناسب ويتجنب الأفعال السيئة. وهناك مصاديق عديدة للأدب في الافعال وسنشير الى بعض مصاديقها اليوم:

ـ يجب ان يكون طفلكم نظيفاً مثلكم. ولقد أصر الاسلام كثيراً على النظافة وجميعكم تعرفون هذا الحديث الذي جعل النظافة جزء من الايمان (النظافة من الإيمان).

الاسلام لا يكترث لثمن الثياب بل المجند من الثياب الرخيصة الثمن. انما اهتم كثيرا بنظافة الثياب. فاذا كانت قبة القميص مثلا متسخة وباد عليها ذلك. فالإسلام يقول: هناك نقص في اسلامك. وإذا كان ولدكم متسخ الوجه واليدين، فبالإضافة إلى أن هذا يضر بشخصيته ويجعله لا يكترث بالنظافة فانه لن يملك شخصية في المستقبل. الاسلام يقول لكم ايها الآباء والأمهات انكم قد قصرتم في تأديب اولادكم يجب ان يتأدبوا من ناحية النظافة. قد تكونوا شاهدتم في بعض الأحيان بعض الأولاد وقد غطاهم التراب عندما يدخل الأب إلى البيت يحاول ان يتجنب النظر إلى ثيابه ووجهه القذر فكيف يمكنه تقبيله، فمن واجب الأم ان تهيئ نفسها وولدها قبل مجيء الأب الى البيت لكي يحمله ويقبله ويلاطفه عند مجيئه ليزول عنه تعب عمله خارج البيت.

هنا الأدب يجب ان يتعلمه الولد منذ نعومة اظافره، إذا تعود على الثياب القذرة فلن يهتم بنظافة ثيابه إذا بلغ الخمسين او الستين من عمره فيدخل بثيابه القذرة وحذاءه المتوحل إلى البيت ولا يكترث لذلك. فاذا أصبح الطفل كهذا الشخص فان ذلك من تقصير الوالدين.

مراعاة نظافة وسلامة الفم

قد نلتقي احياناً بشخص تنبعث من فمه رائحة كريهة وهذا امر مذموم جداً في الاسلام حتى ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) قد قال: (لولا ان اشق على أمتي لأمرتهم بالسواك)(2)، فان اساس هذه الرائحة الكريهة عدم السواك ولو ان الانسان التزم بما امره الاسلام ان يفعل اثناء الوضوء اي التمضمض ثلاثة مرات لتخلص من هذه الرائحة.

راقب وضعك قبل الدخول إلى المجلس

قد يصدر من الرجل رائحة كريهة ومن المذموم ان يدخل بهذه الرائحة إلى المجلس قد يدخل الشاب او العجوز فيضايق المجلس بالرائحة المتعفنة التي تنبعث من عرقه او جواربه فهذا لا ينسجم مع كونه مسلماً فالإسلام لا يقبل بذلك للمسلم. فإذا لم ترد ان تضع الطيب فاحذر الرائحة الكريهة يقول القرآن: {يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} [الأعراف: 31]، وقد يكون ما نقول نحن الطلبة ان لا خصوصية للمسجد ويجب ان تلقى من الخصوصية فيصبح معنى الآية أنك عندما تدخل إلى المجتمع. كن نظيفاً واحذر ان تنبعث رائحة كريهة من فمك او عرقك او رجلك. لئلا يتأذى الآخرين ايضاً. على الانسان ان يغسل رجليه وجواربه يومياً. كان يقول استاذنا الكبير المرحوم آية الله العظمى البروجردي في مناسبة. ان اكتساب الشخصية ليس أمراً واجباً انما ان يفقدها فذلك حرام. هذا الكلام من مرجع تقليد. لذلك فان عدم الاهتمام بالنظافة يضر بشخصية الانسان وهذا تحت عنوان ثانوي يعد حراماً.

كما يستفاد من فتاوى الفقهاء انه محرم على الانسان ان يقوم بشيء يحقره في المجتمع. اي ان تدخلوا مثلا إلى مجلس ورائحة كريهة تنبعث من فمكم فيتأذى أحدهم وينفر من المسلمين فان هذا الفعل حرام. لأنكم قد حقرتم شخصيتكم امامه وهذا يعد حراماً حسب فتوى آية الله البروجردي (قدس سره) وكذلك برأي الروايات.

كان النبي (صلى الله عليه وآله) ينظر إلى المرآة إذا اراد الخروج وإذا لم تكن موجودة فانه كان ينظر إلى الماء.

وقد جاء في رواية ان عائشة قالت للنبي (صلى الله عليه وآله) وهي تمزح: (يا رسول الله ليس على الرجل ان يتزين فأجابها ـ صلى الله عليه وآله ـ: على المرء ان يخرج نظيفاً من بيته لئلا يغتابه الناس). فإذا خرج الانسان متسخاً من بيته واغتابه الآخرون فسيذهبوا لذنبهم إلى جهنم ولكنه يعد شريكهم في الذنب.

كونوا نظيفين فان الاسلام يحب النظافة كثيراً، لدينا في الروايات ان النبي (صلى الله عليه وآله) كان يدفع مالاً كثيراً للعطر وكذلك نجد في الروايات ان اصحاب النبي (صلى الله عليه وآله) كانوا يعرفون من رائحة الطيب الخاصة ان النبي (صلى الله عليه وآله) قد مر من هذا المكان. لا يقول الاسلام ان ترتدي ثياباً من الدرجة الأولى لكن يقول انه من المستحب ان ترتدي ثيابا بيضاء اللون وإن قد يبدو عليها الوسخ بسرعة بينما قد ترتدي الثياب الملونة شهر او شهرين ولا يبدو عليها الوسخ.. والغسل المستحب التي قد اوصى بها في الأيام المختلفة كليالي شهر رمضان المبارك وفي اليوم الثالث والعشرين ويوم عاشورا وتاسوعا وفي الاعياد وذلك كي نحافظ على النظافة. وهناك الغسل إذا أردنا الدخول إلى المجتمع حتى لو كانت ثيابنا رخيصة الثمن فإنه لا أهمية لذلك. فشخصية الإنسان ليست بثيابه الغالية انما بثيابه النظيفة. عليكم ان تربوا اولادكم على الأدب، وعلى النظافة. احذروا ان يأكلوا بأيديهم المتسخة.

مراعاة آداب المائدة

انتبهوا عندما يجلس الجميع إلى المائدة ان يأكلوا بالملاعق او ايديهم المغسولة. للمائدة آداب عديدة جداً. وقد ألف العلماء الكبار كتب في ذلك. كالعلامة المجلسي (قدس سره) والمرحوم فشاركي (قدس سره) لقد ذكروا ان على الانسان ان يصغر لقمته. وعلموا اولادكم ذلك منذ طفولتهم. فان اللقمة الكبيرة تضر بشخصية الانسان في المجتمع قد ينظرون اليه ويضحكون، فيشعر بالاحتقار علموا اولادكم وأنفسكم ان تمضغوا الطعام بهدوء. وبغض النظر عن ان اللقمة الكبيرة والمضغ بسرعة يضران من الناحية الطبية فانه مذموم شرعاً، ولماذا لا يراعي الطفل ذلك؛ لأن والديه لم يعلموه هذه الآداب. ولم يعترضوا على كلامه وفمه مملوء بالطعام. فينثر من ذلك على المائدة والآخرين وهذا غير لائق اكان في البيت ام في مكان عام.

لذلك يوصي الاسلام ان نبدأ الطعام بـ (بسم الله الرحمن الرحيم) وعندما تبلع اللقمة ان تقول (الحمد لله) رب العالمين حتى انه لا يعقل ان تقول (الحمد لله رب العالمين) عند المضغ.

قد تشاهدون احياناً اولاداً لا يعرفون كيف يأكلون فان ذلك من تقصير الوالدين.

يضع الطفل رأسه قريب من الصحن يأكل نصفه ويوقع نصفه الآخر في الصحن ثم يأكله هذا ليس صحيحاً انه من تقصير الأم ان لا تعلم ابنها كيف يأكل ومن تقصير الأب. عندما يرى ابنه يتكلم بصوت عالٍ وقت الطعام وينثر الطعام من فمه ولا يقول له شيئاً ان عدم الاعتراض والاكتراث هذا سيؤدي إلى اهراق ماء الوجه.

آداب الحضور في المجالس

حتى في الجلوس يجب ان يجلس الأنسان بشكل مؤدب. وكثير من لا يعرف آداب الجلوس خاصة اولئك الذين يرتدون السراويل الضيقة فلا يتمكنون من الجلوس متربعين او مستقيم في جلسته فيجلس بشكل سيء. لماذا لم تعلم ابنك او ابنتك منذ اليوم الأول كيفية الجلوس؟. هناك البعض عندما يجلسون يلعبون بأيديهم او لحيتهم او انفهم اوعينهم. وهذا خطأ. على الإنسان ان يجلس مستقيماً والا فهذه التصرفات السيئة تصبح عادة ولن تزول. ابداً.

يروون انه كان عند الخليفة نديم يلعب بلحيته دائماً، فأمره الخليفة بترك ذلك. فأصبح يضع يده دائماً في جيبه ففرح الخليفة لذلك. وأمر بجائزة له. فقال له نديمه: لا اريد جائزة لكن اسمح لي بما منعتني عنه فهذه أفضل جائزة بالنسبة لي ولقد تعود على ذلك وترك العادة أمر صعب جداً. إذا اعتاد الانسان والعياذ بالله قد يضع اصبعهم في انفه ولو بحضور شخصية محترمة فهذا تقصير منه؟..

كما يقول أحد علماء النفس: ان الاصبع والأنف كالزوجة والزوج اي يجب الا يقتربا إلى بعضهما البعض امام أحد. ما أقبح هذه العادة وقد يقوم بها امام جمع وعلى المائدة. فكم هذا قبيح وهذا تقصير منه؟ انه من تقصير الأب والأم.

لو نصحت ولدها منذ اليوم الأول الذي يرتكب فيه مثل هذا العمل ثم غضبت منه في المرة الثانية ومنعته من ذلك فلن يصبح عادة لديه. ولن يرتكبه امام أحد وعلى المائدة حيث قد يأكل بيده القذرة هذه. وهذا الشخص سيدعونه غير مؤدباً. حتى لو لم يكن هناك اشكال شرعي لا يحق له ان يبصق البلغم بين الناس. او ان ينف انفه لا يحق له ذلك، لأن المجلس يخص ـ الآخرين. حتى ان البعض قد رأى ان هناك اشكال في ان يدخن الأشخاص في المجلس لأن الهواء يخص الآخرين وأنت تلوثه. بينما سيتنشق الجميع هذا الهواء قد يقوم البعض بهذه الأعمال على المائدة بينما يجب ان يؤكل الطعام بنشاط مع التحدث بكلام لطيف. ليصبح الطعام جيداً للمعدة. والا فستنفر الناس منك. ومن المعلوم إلى ماذا يؤدي ذلك.

من هو المريض؟!

قد يمشي بعض الأشخاص احياناً وهم رافعين اكتافهم ويلوحون بأيديهم اي بتكبر ولقد اعتبرهم الرسول (صلى الله عليه وآله) مجانين. دخل مجنون ذات يوم إلى المسجد فارتفعت اصوات الناس فسأل النبي (صلى الله عليه وآله) عن ذلك فقالوا مجنون فقال (صلى الله عليه وآله): (ما هذا بمجنون ألا أخبركم بالمجنون حق الجنون؟ المتبختر في مشيه الناظر في عطفيه، المحرك جبينه بمنكبيه، فذاك المجنون وهذا المبتلى)(3). يقول القرآن: {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا * وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا} [الفرقان: 63، 64].

وهذه اول صفة يصف بها القرآن المؤمن. حيث يعدد في سورة الفرقان عدة صفات للمؤمن وهذه اولها. اي انه يمشي بهدوء وبوقار وطمأنينة. على المرأة ان تكون كذلك وعلى الرجل ايضاً. والشيء الذي اود ذكره للأمهات وآمل ان يهتموا به كثيراً ان ينتبه الوالدين لبناتهم ويعلمونهن كيفية المشي.

الصفات الممتازة للنساء

نقرأ في الروايات ان هناك ثلاث صفات مذمومة للرجال لكنها حسنة للنساء:

1ـ التكبر. فالتكبر سيء للرجل ولكنه جيد بالنسبة للمرأة.

2ـ الخوف. فالشجاعة أمر حسن بالنسبة للرجال لكنه مذموم للنساء.

3ـ البخل. وسند هذه الرواية جيد ايضاً. وينقل المرحوم الحر العاملي (قدس سره) صاحب الوسائل هذه الرواية إلى جانب روايات أخرى معتبرة من حيث السند.

ما معنى الرواية؟ هل معناها ان تتفاخر المرأة على سائر النساء وتمدح بنفسها وثيابها وتتطاول على زوجها؟! طبعاً انه هذا ليس معنى الرواية. او هل المقصود بالخوف ان تبكي المرأة في الليل من الخوف. او ان تبخل على أولادها بالطعام حتى يمرضوا؟! طبعاً إن هذا ليس معنى الرواية ولا المقصود منها؟ ايتها السيدة ان الاسلام يقول لك. انه عليك ان تتكبري امام الرجل الأجنبي وان تتكلمي بشكل قاطع وجدي. كما يقول القرآن الكريم: {يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا} [الأحزاب: 32]، فأولاً عليكِ ان تحذري الذهاب إلى السوق (المحلات) مهما استطعت وعندما تذهبين عليك ان تتكلمي بجدية وحسم وتكبر ولا تصغري نفسك بالتبسم والتليين في الكلام والا فلا قدر الله قد يذهب ذلك بعفتك. إذا قال الاسلام انه يجب ان تملك المرأة الخوف. اي ان تمشي المرأة بعض الاحتياط. عليها الا تخرج من البيت في الساعة التاسعة او العاشرة مساء وان تخاف الاجنبي فلا تتشجع وتقول من هذا لكي يقدر ان يعمل لي شيئا؟! لا تقولي انه صاحب المحل هذا ليس بالشخص الذي يمكنه ان يقول لي شيئاً؟ لا تفكري هكذا. عليك ان تخافي وتحذري في عفتك. كالشخص الذي يملك جوهرة ثمينة عليه ان يخشى عليها ويسعى على حفاظها. فيضعها في مكان امين ولا يخرج بها او يسافر لوحده.

فمعنى الرواية ايتها السيدة انت تملكين جوهرة متلألأة اي شخصيتك وعفتك وكل شيء لديك يتعلق بعفتك. وكلما قلت هذه العفة كلما نزلت من شخصيتك فاخشي واحذري من فقدان هذه الجوهرة.

وكوني بخيلة ايضاً، اي بخيلة في العفة وماذا يعني ذلك؟. قد تكون المرأة كريمة في عفتها والعياذ بالله. قد تخرج ويرى جميع الناس مفاتنها. او قد ترتدي العباءة وتكون سخية في ارائة شعرها وأحياناً قد تكون سخية في التبسم. الاسلام يقول ان جميع هذه الأمور خطأ. عليك ان تكوني بخيلة كما تبخلين في حفظ الجواهر. وكما تبخلين لحفظ قطعة الخبز لولدك الى ان يجوع. إنك تملكين العفة لئلا لا قدر الله ان تفقديها ببسمة وتهدري ماء وجهك. فيقع الطلاق وتتفكك الاسرة وتكوني قد اهدرت كل شيء ببسمة اهدرت نفسك وعشيرتك. وهذا معنى البخل المذكور في الرواية(4).

وهناك رواية أخرى تفيد النساء ايضاً كثيراً (من بلغ أربعين ولم يستعص فقد عصى؟! فما المقصود من هذه الرواية هل على من بلغ الأربعين ان يخرج من البيت ممسكاً بالعصا والا فيكون مذنباً. وايضاً هذه الرواية قد نقلها صاحب الوسائل (قدس سره) وسندها جيد. لقد فسر هذه الرواية استاذنا الكبير قائد الثورة العظيم في ابحاثه الأخلاقية ان الانسان عندما يبلغ الأربعين من عمره فانه يصبح في منحدر القبر فانه حتى الأربعين يكون في صعود وعندما ينتهي من الأربعين يبدأ بالانحدار. حتى اننا نقرأ في الروايات ان الملائكة تخاطب لكي تشدد على اصحاب الأربعين        فلا تنفع الشهوة والغفلة وعليه ان يمشي بعصا الاحتياط، على الرجل في الأربعين من عمره ان ينتبه لكسبه وأن يكون محتاطاً لا غير مبالٍ لأنه قد يكون الليلة الأولى في قبره.

ايها التجار؟ خاصة الذين يختلطون منكم بالنساء. نقرأ في الروايات إذا وقع نظر أحدكم على امرأة أجنبية فستملىء عينه بالنار اولاً ثم يلقونه في جهنم يوم القيامة يا من بلغتم الأربعين وما زلتم تختلطون بالنساء عليكم ان تمشوا بعصا الاحتياط وهذا الكلام يتعلق بالروحانيين، بالحرس، بالإداريين (بالموظفين) وبمن يخدمون الثورة الاسلامية عليكم ان تمشوا بعصا الاحتياط والا فإذا قصر أحدكم سيعتبر الأعداء ان هذا من تقصير الثورة. إذا لم يعمل موظف بوظيفته، واعترض الناس عليه. لن يقولوا ان هذا الموظف ما زال من العهد الطاغوتي بل سيقولون هذا من الجمهورية الاسلامية ما زلنا ننتظر من الصباح امام غرفة الموظف والرئيس ولم نحصل شيئاً ويعتبرون ذلك من تقصير الثورة. ان هذا إثر عظيم وسيجتمع الشهداء حول هؤلاء الافراد يوم القيامة ويطالبونهم اننا قدمنا دماء للثورة وأنتم تضرون بها.

ايتها السيدات! عليكن ان تمشين بعصا الاحتياط في حياتكم خاصة الشابات منكن قد تذهب إلى صلاة الجمعة لوحدها فيلحق بها شاب ويرى اعداء الثورة ذلك قد يظنون بهم الظنون مع ان شيئاً لم يكن سيحدث انما كان الشاب ذاهب إلى بيته ويثيرون على ذلك الشائعات ان الشاب الفلاني كان مع الفتاة الفلانية والعياذ بالله.

وقد يضر بمستقبلها عدم الاحتياط هذا فلا تستطيع الزواج من شخص جيد على الفتيات ان يمشين بعصا الاحتياط وكثيرا ما نجد انهن يضررن بشخصياتهن بعدم احتياطهن كما يقول القرآن: {فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ} [الأحزاب: 32].

ارجو من النساء الا يتواجدن في الأزقة حتى لو كان هناك ازدحام فكيف إذا كانت خالية. قد يحدث شيئاً نقول نحن الطلبة قد يكون الاحتمال قوي اما المحتمل ضعيف فلا يجب علينا ان نحتاط واحياناً قد يكون العكس اي الاحتمال ضعيف والمحتمل قوي فعلينا ان نحتاط.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ غرر الحكم، فصل86، جملة48. 

2ـ البحار، ج76، ص126.

3ـ معاني الأخبار، ص226.

4ـ البحار، مجلد103، ص238. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.