أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-10-2014
1277
التاريخ: 18-11-2014
1778
التاريخ: 10-10-2014
3299
التاريخ: 27-11-2014
1581
|
كان المسلمون في العهد الأوّل يقرأون القرآن كما يتلقّونه من صحابة الرسول ( صلّى الله عليه وآله ) ، ومن بعدهم من التابعين ، ممّن حلّ في بلدهم من الأئمّة الكِبار :
فممّن كان بالمدينة : سعيد بن المسيّب ، وعروة بن الزبير ، وسالم بن عبد الله العدوي ، ومعاذ بن الحارث ، وعبد الرحمان بن هرمز ، ومحمد بن مسلم بن شهاب ، ومسلم بن جندب ، زيد بن أسلم .
وبمكّة : عبيد بن عمير ، وعطاء ، وطاووس ، ومجاهد ، وعكرمة ، وعبد الله بن أبي ملكة .
وبالكوفة : علقمة ، والأسود ، ومسروق ، وعبيدة ، وعمرو بن شرحبيل ، والحارث بن قيس ، والربيع بن خثيم ، وعمرو بن ميمون ، وأبو عبد الرحمان السلمي ، وزرّ بن حبيش ، وعبيد بن نضيلة ، وأبو زرعة ، وسعيد بن جبير ، وإبراهيم النخعي ، والشعبي .
وبالبصرة : عامر بن عبد قيس ، وأبو العالية ، وأبو رجاء ، ونصر بن عاصم ، ويحيى بن يعمر ، وجابر بن زيد .
وبالشّام : ابن أبي شهاب ، وخليد بن سعيد ـ صاحب أبي الدرداء ـ .
* * *
هؤلاء وأضرابهم كانوا علماء الأمّة في البلاد ومَراجع المسلمين في شتّى نواحي المعارف الإسلامية آنذاك ، ولكن من غير ما اختصاص بفنّ أو بثقافة خاصّة من أنحاء الثقافات المعروفة ذلك العهد .
ثمّ تجرّد قوم لفنِّ القراءة ، والأخْذ والتلقّي والإقراء ، سِمة اختصاصيّة ، واعتنوا بذلك أتمّ عناية واشتهروا في قراءة القرآن وإقرائه ، حتّى صاروا في ذلك أئمّة يُقتدى بهم ويُرحَل إليهم ويؤخَذ عنهم .
وهكذا أجمَع المسلمون من أهل البلاد ، وكان أهل كلّ بلد يأخذون من القارئ الذي حلّ بينهم ، ويتلقَّون قراءتهم بالقبول ، ولم يختلف عليهم اثنان ؛ ولتصدّيهم للقراءة نُسبت إليهم .
وممّن اشتهر منهم بالمدينة : أبو جعفر يزيد بن القعقاع ، ثمّ شيبة بن نصاح ، ثمّ نافع بن أبي نعيم .
وبمكّة : عبد الله بن كثير ، وحميد بن قيس ، ومحمّد بن محيصن .
وبالكوفة : يحيى بن وثّاب ، وعاصم بن أبي النجود ، وسليمان الأعمش ، ثمّ حمزة ، ثمّ الكسائي .
وبالبصرة : عبد الله بن أبي إسحاق ، وعيسى بن عمر ، وأبو عمرو بن العلاء ثمّ عاصم الجحدري ، ثمّ يعقوب الحضرمي .
وبالشام : عبد الله بن عامر ، وعطيّة بن قيس ، وعبد الله بن المهاجر ، ثمّ يحيى بن الحارث الذماري ، ثمّ شريح بن يزيد الحضرمي .
* * *
والقرّاء بعد هؤلاء كثروا وتفرّقوا في البلاد وانتشروا ، وخلَفتْهم أُممٌ بعد أُمَم ، واختلفت صفاتهم وسيرتهم في الأخذ والتلقّي والقراءة والإقراء ، فكان منهم المُتقِن للتلاوة ، مشهوراً بالرواية والدراية ، ومنهم المقتصر على وصْفٍ من هذه الأوصاف ، وكثُر بينهم لذلك الاختلاف ، وقلّ الضبط ، واتّسع الخرْق ، وكاد الباطل يلتبس بالحقّ ـ على حدّ تعبير ابن الجزري ـ (1) ، فقام جهابذة علماء الأمّة وكبار الأئمّة ، فبالغوا جهدهم في التمحيص ، وتمييز الصحيح عن السقيم ، والمشهور عن الشاذّ ، بأصولٍ أصّلوها ، وقواعد رصَفوها ، وأصبحت القراءة بذلك فنّاً من الفنون ، له قواعد مُتقَنة وأصولٍ محكَمة ، وفيه الاجتهاد والاختيار ، وقد شرحنا طرفاً من ذلك في فصلٍ سابق .
* * *
وأوّل إمام معتبر تصدّى لضبط ما صحَّ من القراءات ، وجمْعها في كتابٍ بشكلٍ مبسّط وبتفصيل هو : أبو عبيد القاسم بن سلام الأنصاري (ت224هـ) تلميذ الكسائي ، قال ابن الجزري (2) : وجعلهم ـ فيما أحسب ـ خمسة وعشرين قارئاً ، بما فيهم السبعة الّذين اشتهروا فيما بعد .
وجاء بعده أحمد بن جبير بن محمد أبو جعفر الكوفي نزيل أنطاكية (ت 258هـ) ، جمَع كتاباً في القراءات الخمسة ، من كلّ مِصرٍ واحداً .
ثمّ القاضي إسماعيل بن إسحاق (ت 282 هـ) صاحب قالون ألّف كتاباً في القراءات ، جمَع فيه قراءة عشرين إماماً .
وبعده الإمام أبو جعفر الطبري (ت 310هـ) ، جمع كتاباً حافلاً سمّاه ( الجامع ) في نيّف وعشرون قراءة .
وبعده ـ بقليل ـ ألّف أبو بكر محمّد بن أحمد الداجوني (ت 324 هـ) كتاباً في القراءات ، وأدخل معهم أبا جعفر ، أحد العشرة .
وكان في إثره أبو بكر أحمد بن موسى ( ابن مجاهد ) (ت 324هـ) ، أوّل مَن اقتصر على القراءات السبعة فقط .
وقام الناس في زمانه وبعده فألّفوا على منواله : كأحمد بن نصر الشذائي (ت370هـ) ، وأحمد بن الحسين بن مهران (ت381هـ) ، وزاد على السبعة بقيّة العشرة ، ومحمّد بن جعفر الخزاعي (ت408هـ) مؤلّف ( المنتهى ) ، جمعَ فيه ما لم يجمعه مَن قبْلَه ، وانتدب الناس لتأليف الكتُب في القراءات بحسب ما وصل إليهم وصحّ لديهم .
* * *
هذا ، ولم يكن بالأندلس ولا ببلاد المغرب شيء من هذه القراءات ، إلى أواخر المئة الرابعة ، فرحل منهم مَن روى القراءات بمِصر ، وكان أبو عمَر أحمد بن محمّد الطلمنكي (ت429هـ) ـ مؤلّف ( الروضة ) ـ أوّل مَن أدخلَ القراءات إلى الأندلس .
ثمّ تبعهُ أبو محمد مكّي بن أبي طالب القيسي (ت437هـ) ، مؤلِّف : ( التبصرة ) و( الكشف عن وجوه القراءات السبع ) وغير ذلك .
ثمّ الحافظ أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت444هـ) ، مؤلّف : ( التيسير ) و( جامع البيان ) وغير ذلك .
وفي دمشق ألّف الأستاذ أبو علي الحسن بن علي الأهوازي (ت446هـ) كتباً في القراءات والطُرق إليها .
وفي هذه الحدود ، رحل من المغرب أبو القاسم يوسف بن علي الهذلي (ت465هـ) إلى المشرق وطاف البلاد ، وروى عن أئمّة القراءة ، حتّى انتهى إلى ما وراء النهر ، وقرأ بغزنة وغيرها ، ألّف كتابه ( الكامل ) جمعَ فيه خمسين قراءة عن الأئمّة المعروفين ، و1459 رواية وطريقاً إليهم ، قال : وجملة مَن لقيتُ في هذا العلم 365 شيخاً من آخِر المغرب إلى باب فرغانة يميناً وشمالاً ، وجبلاً وبحراً .
ثمّ كان أبو معشر عبد الكريم بن عبد الصمد الطبري بمكّة (ت478هـ) ، مؤلّف كتاب ( التلخيص ) في القراءات الثمان ، و ( سوق العروس ) وفيه 1550 رواية وطريقاً .
قال ابن الجزري : وهذان الرجُلان أكثر مَن عَلِمنا جمعاً في القراءات ، لا نعلم أحداً بعدهما جمَعَ أكثر منهما إلاّ أبا القاسم عيسى بن عبد العزيز الأسكندري (ت629هـ) ، فإنَّه ألّف كتاباً سمّاه ( الجامع الأكبر والبحر الأزخر ) يحتوي على 7000 رواية وطريق .
قال : ولا زال الناس يؤلِّفون في كثير القراءات وقليلها ، ويرْوون شاذّها وصحيحها بحسب ما وصل إليهم أو صحّ لديهم ، ولا ينكر أحد عليهم ، بل هم متّبعون في ذلك سبيل السلَف ، حيث القراءة سُنَّة متَّبعة يأخذها الآخِر عن الأوَّل ، ويقرأون بما جاء في : ( الكامل ) للهذلي ، أو ( سوق العروس ) للطبري ، أو ( الإقناع ) للأهوازي ، أو كفاية أبي العزّ ، أو مبهج سبط الخيّاط ، أو روضة المالكي ، ونحو ذلك ، على ما فيه من ضعيف وشاذّ ، عن السبعة والعشرة وغيرهم ، فلا نعلم أحداً أنكر ذلك ، ولا زعم أنّه مخالف لشيء من الأحرُف المأثورة (3) .
_______________________
(1) راجع النشر في القراءات العشر : ج1 ، ص9 .
(2) المصدر السابق : ص34 .
(3) النشر في القراءات العشر : ج1 ، ص36 .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|