أقرأ أيضاً
التاريخ: 30-09-2015
2153
التاريخ: 29-09-2015
2785
التاريخ: 23-7-2016
17550
التاريخ: 27-7-2017
3045
|
ما
نهاية السريالية وما أسدت إلى الأدب؟ يقول كليبر هيدنز تحت عنوان: الأدب الفرنسي
من 1918-1948: لقد كان عطاء السريالية للشعر الفرنسي ضعيفاً وهو يرى
أن نقطة ضعف السريالية تكمن في انغلاق الشاعر من رؤاه الخاصة وعالمه المجهول
معبراً بأشعار لا تعدو كونها قرزماتٍ أدبية بدائية إلى حدٍ بعيد. ثم يضيف: ولكنْ
يجب الاعتراف بفضل اكتشافها واستصلاحها بقاعاً جديدة(1) وجاء في
الموسوعة الفرنسية (لاروس): في الوقت الحاضر لا توجد مجموعات سريالية
كالمعهود من قبل؛ ولكن روحها لم تمت.. لقد بقيت في رفض التسلط بمختلف أنواعه
والبحث بكل وسيلة لتحرير الأرواح المعوّقة....
والحق
أن السريالية بقيت أصلاً في كل حركات التمرّد الشبابيّة والأدبية ولاسيما في الشعر
والرواية المعاصرين حيث يستمد الرفض والقرف والغرابة والدهشة والغموض واللامعقول
والعنف والجنس والتجريب الباحث عن أشكال إبداعية جديدة دائمة التجدُّد، لا تكون
أبداً في خدمة الدولة أو الدين أو الإنتاج الصناعي الذي يمرُّ أمام الإنسان الكادح
سريعاً، على البساط الدائر، ولا يستطيع أن يمسك به.
فهل
كانت السريالية يوتوبيا أو ضرباً من اللامعقول؟ يمكن الإجابة بنعم إذا نظرنا إلى
الفروق الشاسعة والحواجز العتيدة بين الواقع الراهن والمشروع السرياليّ. ويمكن
القول بأنها أملٌ أو يقين إذا اعتبرنا هذا الواقع بعيداً عن تحقيق رغبات الإنسان
العميقة.
إن
السريالية رسّخت قضية تحطيم القيود والسّدود والحدود وتحدّت الممنوعات، وبحثت
باستمرار عن التجدّد والتغيّر في تيار الصيرورة، حيث أرادت أن يبقى العالم دوماً
مثل طاولة نظيفة يمكن أن يولد عليها كل شيء. وهذا من أسس ما يُدعى
بالحداثة الأدبية. وربما كانت السريالية نفسها ضحيَّة هذا المبدأ حين تلاشت
تدريجياً تاركة أصداءَها في عالم الأدب وعالم الحياة هنا وهناك.. فلا شيءَ يفنى بل
يتغيّر.
___________________
(1) كلبير هيدنز: تاريخ الأدب الفرنسي 1949-Editions
SFELT ص: 442-443