أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-09-2015
2152
التاريخ: 29-09-2015
2026
التاريخ: 27-7-2017
6776
التاريخ: 29-09-2015
1785
|
الفلسفة
الوجودية:(1)
الوجودية
فلسفة نظرية ومزاج وطرازٌ سلوكيّ. كانت قد نشأت على يد الفيلسوف الدانمركي
كيركيجارد (1855) الذي نحا فيها منحىً مسيحياً، ويمكن القول إن لها جذوراً أبعد
لدى بعض الروائيين مثل فلوبير ودستويفسكي والشاعر الألماني الرومانسي هولدرلين
(1843) الذي برزت في أشعاره مسألة الصراع مع الأقدار والقطيعة بين السماء والبشر.
ولكن الوجودية تبلورت كمذهبٍ في أثناء الحرب العالمية الثانية وتجلّت لها تأثيرات
واسعة في الأدب الفرنسيّ وكثير من الأدباء الأوربيين.
تقوم
الوجودية على البحث في مسألة الوجود الإنسانيّ Existence
وعلاقته بالوجود الخارجي (الكون والمجتمع) وموقفه من هذا الوجود؛ وتتلخص مبادئها
في النقاط التالية:
1-الانطلاق من الذات التي هي مركز المبادرة ومقر الوجدان والشعور.
2-الإنسان موجود متكامل أي بعقله ومشاعره، وجسده وروحه.
3-المعارف والخبرات نسبية دوماً، ولا توجد حدود حاسمة نهائية
لها؛ بل تبقى فيها ثغرات وفجوات. وليس هناك حقيقة مطلقة...
4-تشتبك الذات الفردية بالعالم الخارجي اشتباك تفاعل. وكل من هذين
الطرفين شرط لوجود الطرف الآخر؛ وهذا هو الواقع.
5-للواقع المعيش، أي الراهن، أهمية مركزية، اليوميّ هو الهامّ ولا عبرة
للماضي لأنه غير موجود. أما المستقبل فيجب أن نوجده نحن وشعار الوجوديّ هو: (أنا
الآن وهنا) والفرد متواصل مع العالم الخارجي من خلال وجوده وحواسّه ومشاعره وجسده.
6-الحريّة هي الوجود الإنسانيّ، ولا إنسانية من دونها. وهذه
الحرية تعمل ضمن المعايير الفرديّة لا ضمن المعايير الأخلاقية والسياسية والدينية
السائدة.
7-يتخذ الفرد قراره وموقفه. وهذا الموقف ذو قيمة مستقبلية لأنه
اتجاه في عملية تجديد المستقبل حين تتلاقى القناعات والمواقف في نقطة واحدة.
8-ترفض الوجودية بدئياً كلّ الأشكال الجاهزة والموروثة
والسائدة؛ لأنها قيود وأثقال تمنع الحرية الفردية. ولذا فهي تنبذ الدين، أما
الماركسية فلم تنسجم معها انسجاماً كاملاً، وإن كانت تلتقي معها في جوانب
الواقعية. لقد أخضعتها كغيرها للنقد واحتفظت بحق الفرد في المخالفة والانتقاء
وحرصت على ألاّ تذوب حريته في إطار الجماعة.
9-هنالك وجوديات عديدة، بعدد منظرّيها، ولكنها تتفق جميعاً في
التركيز على الموضوعات الآتية:
الحرية؛
الموقف الإرادي، المسؤولية، الفرد، الإثم؛ الاغتراب؛ الضياع؛ التمزّق؛ اليأس؛
القرف؛ السأم؛ الاستلاب؛ الخيبة؛ الرفض؛ القلق، الموت... وكل ما يمتُّ بصلةٍ إلى مأساة الإنسان الوجوديّة.
_____________________
(1) للتوسُّع انظر: الوجودية -جون ماكوري؛
ترجمة: إمام عبد الفتاح؛ سلسلة عالم المعرفة.