المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الاخلاق و الادعية
عدد المواضيع في هذا القسم 6234 موضوعاً
الفضائل
آداب
الرذائل وعلاجاتها
قصص أخلاقية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
{آمنوا وجه النهار واكفروا آخره}
2024-11-02
{يا اهل الكتاب لم تكفرون بآيات الله وانتم تشهدون}
2024-11-02
تطهير الثوب والبدن والأرض
2024-11-02
{ودت طائفة من اهل الكتاب لو يضلونكم}
2024-11-02
الرياح في الوطن العربي
2024-11-02
الرطوبة النسبية في الوطن العربي
2024-11-02

لا تتشاجر على أشياء تافهة
9-2-2020
نشأة الزراعة العضوية في العالم
24-4-2018
فضيلة الإنفاق في سبيل اللّه
26-11-2014
anticipation (n.)
2023-05-23
Maxazyme
6-1-2019
الترجمة والترجمان
2023-08-01


عبادة المؤمن  
  
1485   09:23 صباحاً   التاريخ: 2023-03-26
المؤلف : كمــال معاش.
الكتاب أو المصدر : سعادة المؤمن
الجزء والصفحة : ص113 - 129
القسم : الاخلاق و الادعية / الفضائل / فضائل عامة /

إنّ الله عز وجل مدح الكثير من العباد في قرآنه المجيد سيما الأنبياء منهم، حيث وصفهم بالعباد، لأن العبادة تمثيل أبرز سمة لامعة في سمائهم المشرق، فهم ينقطعون إليه تعالى تاركين أجسادهم وأرواحهم تتوغل في ملكوته العظيم، حيث درجات الكمال العظيمة، وما المؤمن إلا نور من هذا الشعاع القدسي الذي يسمو دائما وأبداً من اجل هذا الكمال المطلوب، وقد جاءت الأحاديث الشريفة تؤكد ذلك منها:

عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : (إن رسول الله (صلى الله عليه واله) رفع رأسه إلى السماء فتبسم. فقيل له يا رسول الله رأيناك رفعت رأسك إلى السماء فتبسمت؟ قال: نعم عجبت لملكين هبطا من السماء إلى الأرض يلتمسان عبداً مؤمناً صالحاً في مصلى كان يصلي فيه ليكتبا له عمله في يومه وليلته فلم يجداه في مصلاه، فعرجا إلى السماء فقالا: ربنا عبدك المؤمن فلان التمسناه في مصلاه لنكتب له عمله ليومه وليلته فلم نصبه فوجدناه في حبالك. فقال الله عز وجل: اكتبا لعبدي مثل ما كان يعمله في صحته من الخير في يومه وليلته ما دام في حبالي. فإن علي أن أكتب له أجر ما كان يعمله في صحته إذا حبسته عنه(1).

عن أبي حمزة عن أبي جعفر (عليه السلام) قال : (قال رسول الله (صلى الله عليه واله): إذا قام العبد المؤمن في صلاته، نظر الله إليه - أو قال : أقبل الله عليه - حتى ينصرف، وأظلته الرحمة من فوق رأسه إلى أفق السماء ، والملائكة تحفه من حوله إلى أفق السماء ، ووكل الله به ملكاً قائماً على رأسه يقول له: أيها المصلي لو تعلم من ينظر إليك ومن تناجي ما التفت ولا زلت من موضعك أبداً)(2).

عن زيد النرسي في أصله قال: سمعت أبا الحسن (عليه السلام) يقول: (إذا رفعت رأسك من آخر سجدتك في الصلاة قبل أن تقوم، فاجلس جلسة، ثم بادر بركبتيك إلى الأرض قبل يديك، وابسط يديك بسطاً، واتّك عليهما ثم قم، فإن ذلك وقار المرء المؤمن الخاشع لربه، ولا تطيش من سجودك مبادراً إلى القيام كما يطيش هؤلاء الأقشاب في صلاتهم)(3).

عن عمر بن يزيد قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: (إذا أحسن المؤمن عمله ضاعف الله عمله لكل عمل سبعمائة، وذلك قول الله تبارك وتعالى: {وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ} فأحسنوا أعمالكم التي تعملونها لثواب الله. فقلت له: وما الإحسان؟ قال فقال: إذا صليت فأحسن ركوعك وسجودك، وإذا صمت فتوق كل ما فيه فساد صومك، وإذا حججت فتوق ما يحرم عليك في حجك وعمرتك، قال: وكل عمل تعمله لله فليكن نقياً من الدنس)(4).

عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لجبرائيل (عليه السلام): عظني. فقال: يا محمد عش ما شئت فإنك ميت، وأحبب من شئت فإنك مفارقه، واعمل ما شئت فإنك ملاقيه، شرف المؤمن صلاته بالليل وعزه كفه عن أعراض الناس)(5).

عن جعفر بن محمد عن آبائه (عليهم السلام) في وصية النبي (صلى الله عليه واله) لعلي (عليه السلام) قال: (يا علي أنين المؤمن تسبيح، وصياحه تهليل، ونومه على الفراش عبادة، وتقلبه من جنب إلى جنب جهاد في سبيل الله فإن عوفي مشى في الناس وما عليه من ذب)(6).

عن أبي عبد الله عن آبائه عن أمير المؤمنين (صلوات الله عليهم) قال: (أفضل عبادة المؤمن انتظار فرج الله)(7).

عن الليثي عن جعفر بن محمد (عليه السلام) قال: (امتحنوا شيعتنا عند ثلاث: عند مواقيت الصلاة كيف محافظتهم عليها، وعند أسرارهم كيف حفظهم لها عند عدونا، وإلى أموالهم كيف مواساتهم لإخوانهم فيها(8).

عن جميل بن دراج عن بعض أصحابه عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: (أيما مؤمن حافظ على الصلوات المفروضة فصلاها لوقتها فليس هذا من الغافلين)(9).

عن السكوني عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (قال رسول الله (صلى الله عليه واله): لايزال الشيطان ذعراً من المؤمن ما حافظ على الصلوات الخمس لوقتهن، فإذا ضيعهن تجرأ عليه فأدخله في العظائم)(10).

عن إبراهيم الكرخي عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال سمعته يقول: (لا يجمع الله عز وجل المؤمن الورع والزهد والإقبال إلى الله عز وجل في الصلاة في الدنيا إلا رجوت له الجنة) ثم قال: (وإني لأحب الرجل منكم المؤمن إذا قام في صلاة فريضة أن يقبل بقلبه إلى الله ولا يشغل قلبه بأمر الدنيا، فليس من مؤمن يقبل بقلبه في صلاته إلى الله إلا أقبل الله إليه بوجهه، وأقبل بقلوب المؤمنين إليه بالمحبة له بعد حب الله عز وجل إياه)(11).

عن السكوني عن جعفر عن آبائه عن النبي (صلى الله عليه واله) قال: (ثلاثة راحة المؤمن: التهجّد آخر الليل ولقاء الإخوان والإفطار من الصيام)(12).

قال (عليه السلام): (إذا دخل المؤمن في المسجد، فيضع رجله اليمنى. قالت الملائكة: غفر الله لك، وإذا خرج فوضع رجله اليسرى. قالت الملائكة: حفظك الله وقضى لك الحوائج وجعل مكافأتك الجنة)(13).

عن أبي ذر (رضي الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه واله): (يا أبا ذر ما من مؤمن يقوم إلى الصلاة إلا تناثر عليه البر ما بينه وبين العرش، ووكل به ملك ينادي: يا ابن آدم لو تعلم ما لك في صلاتك ومن تناجي ما سئمت وما التفت)(14).

عن جعفر بن محمد (عليه السلام) قال: (سهر ليلة في العلة التي تصيب المؤمن عبادة سنة)(15).

عن الرضا (عليه السلام) قال: (عليكم بصلاة الليل، فما من عبد مؤمن يقوم آخر الليل، فيصلي ثماني ركعات وركعتي الشفع وركعة الوتر واستغفر الله في قنوته سبعين مرة، إلا أجير من عذاب القبر ومن عذاب النار، ومد له في عمره ووسع عليه في معيشته، ثم قال: إن البيوت التي يصلى فيها الليل يزهر نورها لأهل السماء، كما يزهر نور الكواكب لأهل الأرض)(16).

قال أنس عن النبي (صلى الله عليه واله) أنه قال : (ما من مؤمن يبكي من خشية الله تعالى إلا غفر الله له ذنوبه، وإن كان أكثر من نجوم السماء وعدد قطر البحار، ثم قرأ: {فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلًا وَلْيَبْكُوا كَثِيرًا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [التوبة: 82](17).

عن الصادق (عليه السلام) أنه قال: (ما من مؤمن إلا وله مثال في العرش، فإذا اشتغل بالركوع والسجود ونحوهما فعل مثاله مثل فعله، فعند ذلك تراه الملائكة عند العرش ويصلون ويستغفرون له، وإذا اشتغل العبد بمعصية أرخى الله تعالى على مثاله ستراً لئلا تطلع الملائكة عليها، فهذا تأويل يا من أظهر الجميل وستر القبيح)(18).

قال رسول الله (صلى الله عليه واله): (سيد الأعمال في الدارين العقل، ولكل شيء دعامة ودعامة المؤمن عقله، فبقدر عقله تكون عبادته)(19).

عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال: (قال رسول الله (صلى الله عليه واله) نظر المؤمن في وجه أخي المؤمن حبا له عبادة)(20).

قال النبي (صلى الله عليه واله): (يا أبا ذر ما دمت في الصلاة فإنك تقرع باب الملك، ومن يكثر قرع باب الملك يفتح له.

يا أباذر ما من مؤمن يقوم إلى الصلاة إلا تناثر عليه البر ما بينه وبين العرش، ووكل الله به ملكاً ينادي يا ابن آدم لو تعلم ما لك في صلاتك ولمن تناجي لما سئمت ولا التفت إلى شيء).

وفيما أوحى الله تعالى إلى ابن عمران: يا موسى عجل التوبة وأخر الذنب وتأن في المكث بين يدي في الصلاة، ولا ترجع غيري، واتخذني جنة للشدائد وحصناً لملمات الأمور)(21).

قيل: إن رجلاً في زمان بني إسرائيل نام عن صلاة الليل، فلما انتبه لام نفسه. فقال: هذا منك وبطريقك وتفريطك حرمت عبادة ربي، فأوحى الله إلى موسى (عليه السلام): (قل لعبدي هذا إني قد جعلت لك ثواب مائة سنة بلومك نفسك)(22).

عن أبي ذر (رحمه الله) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه واله) فيما أوصى إليه: (يا أبا ذر: إن الله جعل قرة عيني في الصلاة وحببها إليكما حبب إلى الجائع الطعام وإلى الظمآن الماء، وإن الجائع إذا أكل الطعام شبع، والظمآن إذا شرب الماء روي، وأنا لا أشبع من الصلاة.

يا أبا ذر: إن الله بعث عيسى بن مريم (عليه السلام) بالرهبانية وبعثت بالحنيفية السمحة وحبب إلي النساء والطيب، وجعلت في الصلاة قرة عيني.

يا أبا ذر: ما دمت في الصلاة فإنك تقرع باب الملك ومن يكثر قرع باب الملك يفتح له.

يا أبا ذر: ما من مؤمن يقوم إلى الصلاة إلا تناثر عليه البر ما بينه وبين العرش، ووكل به ملك ينادي: يا ابن آدم لو تعلم ما لك في صلاتك؟ ومن تناجي ما سئمت وما التفت.

يا أبا ذر: ما من رجل يجعل جبهته في بقعة من بقاع الأرض إلا شهدت له بها يوم القيامة.

يا أباذر: ما من صباح ولا رواح إلا وبقاع الأرض ينادي بعضها بعضاً يا جارة هل مر بك اليوم ذاكر لله عز وجل؟ أو عبد وضع جبهته عليك ساجداً لله؟ فمن قائلة لا ومن قائلة نعم، فإذا قال: نعم اهتزت وانشرحت وترى أن لها الفضل على جارتها)(23).

قال (عليه السلام) : (إن لكل شيء زينة وزينة الإسلام الصلوات الخمس، ولكل شيء ركن وركن المؤمن الصلوات الخمس، ولكل شيء سراج وسراج قلب المؤمن الصلوات الخمس، ولكل شيء ثمن وثمن الجنة الصلوات الخمس، ولكل شيء براءة وبراءة المؤمن من النار الصلوات الخمس، ولكل شيء أمان وأمان المؤمن من القطيعة والفرقة الصلوات الخمس، وخير الدنيا والآخرة في الصلاة، وبها يتبين المؤمن من الكافر والمخلص من المنافق، وهي عماد الدين وملاذ الجسد وزين الإسلام ومناجات الحبيب للحبيب وقضاء الحاجة وتوبة التائب وتذكرة المنية والبركة في المال وسعة الرزق ونور الوجه وعز المؤمن واستنزال الرحمة واستجابة الدعوة واستغفار الملائكة ورغم الملحدين وقهر الشياطين وسرور المؤمن وكفارة الذنوب وحصن المال وقبول الشهادة وعمران المساجد وزين البلد والتواضع لله ونفي الكبر واستكثار القصور ومهور حور العين وغرس الأشجار وهيبة الفجار ونثار الرحمة من الله)(24).

سئل الباقر (عليه السلام) عن وقت صلاة الليل فقال: (هو الوقت الذي جاء عن جدي رسول الله (صلى الله عليه واله) أنه قال : إن لله تعالى منادياً ينادي في السحر، هل من داع فأجيبه ؟ هل من مستغفر فأغفر له؟ هل من طالب فأعطيه؟ ثم قال: هو الوقت الذي وعد فيه يعقوب بنيه أن يستغفر لهم وهو الوقت الذي مدح فيه المستغفرين فقال: {وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ} ، وإن صلاة الليل آخره أفضل من أوله وهو وقت الإجابة، والصلاة فيه هدية المؤمن إلى ربه، فأحسنوا هداياكم إلى ربكم يحسن الله جوائزكم، فإنه لا يواظب عليها إلا مؤمن صديق(25).

عن أبي سلمة عن أبي سعيد الخدري (رضي الله عنه) عن النبي (صلى الله عليه واله) قال: (أتاني جبرائيل (عليه السلام) مع سبعين ألف ملك بعد صلاة الظهر، وقال: يا محمد إن الله تعالى يقرئك السلام وأهدى إليك هديتين لم يهدهما إلى نبي قبلك. قال: يا جبرائيل وما الهديتان قال الصلوات الخمس في الجماعة. قلت: يا جبرائيل وما لأمتي في الجماعة.

قال: يا محمد إذا كانا اثنين كتب الله تعالى لكل واحد بكل ركعة مائة وخمسين صلاة، وإذا كانوا ثلاثة كتب الله تعالى لكل واحد بكل ركعة مائتي وخمسين صلاة، وإذا كانوا أربعة كتب الله تعالى لكل واحد بكل ركعة ألف ومائتي صلاة، وإذا كانوا خمسة كتب الله تعالى بكل واحد ألفاً وثلاثمائة صلاة، وإذا كانوا ستة كتب الله تعالى بكل ركعة ألفين وأربعمائة صلاة، وإذا كانوا سبعة كتب الله تعالى بكل ركعة أربعة آلاف وثمانمائة صلاة، وإذا كانوا ثمانية كتب الله لكل واحد بكل ركعة تسع مائة ألف وستمائة صلاة، وإذا كانوا تسعة كتب الله لكل واحد بكل ركعة تسعة عشر ألف صلاة، وإذا كانوا عشرة كتب الله لكل واحد بكل ركعة سبعين ألفاً وألفين وثمانمائة صلاة، وإذا زاد على العشرة فلو صار بحار الأرض والسماوات كلها مداداً والأشجار أقلاماً والثقلان والملائكة كتاباً، لم يقدروا أن يكتبوا ثواب ركعة واحدة.

يا محمد : تكبيرة يدركه المؤمن مع الإمام خير من سبعين حجة وألف عمرة سوى الفريضة.

يا محمد: ركعة يصليها المؤمن مع الإمام خير له من أن يتصدق مائة ألف دينار على المساكين، وسجدة يسجدها مع الإمام خير له من عبادة سنة، وركعة يركعها المؤمن مع الإمام خير له من مائتي رقبة يعتقها في سبيل الله، وليس على من مات على السنة والجماعة عذاب القبر ولا شدة يوم القيامة.

يا محمد: من أحب الجماعة أحبه الله والملائكة أجمعين)(26).

قال الصادق (عليه السلام): (لا تجتمع الرغبة والرهبة في قلب إلا وجبت له الجنة، فإذا صليت فأقبل بقلبك على الله عز وجل، فإنه ليس من عبد مؤمن يقبل بقلبه على الله عز وجل في صلاته ودعائه إلا أقبل الله عز وجل عليه بقلوب المؤمنين إليه وأيده مع مودتهم إياه بالجنة)(27).

عن أبي حمزة عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: (قال رسول الله (صلى الله عليه واله) إذا قام العبد المؤمن في صلاته نظر الله إليه - أو قال: أقبل الله عليه - حتى ينصرف وأظلته الرحمة من فوق رأسه إلى أفق السماء، والملائكة تحفه من حوله إلى أفق السماء، وكّل الله به ملكاً قائماً على رأسه يقول له أيها المصلي لو تعلم من ينظر إليك ومن تناجي ما التفت ولا زلت من موضعك أبداً)(28).

روي عن الحسن بن علي بن أبي طالب (عليه السلام) أنه قال: جاء نفر من اليهود إلى النبي (صلى الله عليه واله) فسأله أعلمهم عن مسائل، فكان مما سأله أنه قال أخبرني عن الله عز وجل لأي شيء فرض الله عز وجل هذه الخمس الصلوات في خمس مواقيت على أمتك في ساعات الليل والنهار؟ فقال النبي (صلى الله عليه واله): (إن الشمس عند الزوال لها حلقة تدخل فيها، فإذا دخلت فيها زالت الشمس فيسبّح كل شيء دون العرش بحمد ربي جل جلاله، وهي الساعة التي يصلي عليّ فيها ربي جل جلاله ففرض الله علي وعلى أمتي فيها الصلاة وقال: {أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا} [الإسراء: 78] وهي الساعة التي يؤتى فيها بجهنم يوم القيامة، فما من مؤمن يوافق تلك الساعة أن يكون ساجداً أو راكعاً أو قائماً إلا حرم الله جسده على النار، وأما صلاة العصر فهي الساعة التي أكل آدم (عليه السلام) فيها من الشجرة فأخرجه الله عز وجل من الجنة فأمر الله عز وجل ذريته بهذه الصلاة إلى يوم القيامة، واختارها لأمتي، فهي من أحب الصلوات إلى الله عز وجل، وأوصاني أن أحفظها من بين الصلوات، وأما صلاة المغرب فهي الساعة التي تاب الله عز وجل فيها على آدم  (عليه السلام) وكان بين ما أكل من الشجرة وبين ما تاب الله عز وجل عليه ثلاث مائة سنة من أيام الدنيا، وفي أيام الآخرة يوم كألف سنة ما بين العصر إلى العشاء، وصلى آدم (عليه السلام) ثلاث ركعات: ركعة لخطيئته، وركعة لخطيئة حواء، وركعة لتوبته، ففرض الله عز وجل هذه الثلاث ركعات على أمتي، وهي الساعة التي يستجاب فيها الدعاء ، فوعدني ربي عز وجل أن يستجيب لمن دعاه فيها، وهي الصلاة التي أمرني ربي بها في قوله تبارك وتعالى: {فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ} وأما صلاة العشاء الآخرة، فإن للقبر ظلمة وليوم القيامة ظلمة أمرني ربي عز وجل وأمتي بهذه الصلاة لتنور القبر، وليعطيني وأمتي النور على الصراط، وما من قدم مشت إلى صلاة العتمة إلا حرم الله عز وجل جسدها على النار، وهي الصلاة التي اختارها الله تعالى وتقدس ذكره للمرسلين قبلي، وأما صلاة الفجر فإن الشمس إذا طلعت تطلع على قرني الشيطان، فأمرني ربي - عز وجل - أن أصلي قبل طلوع الشمس صلاة الغداة وقبل أن يسجد لها الكافر لتسجد أمتي لله عز وجل وسرعتها أحب إلى الله عز وجل ، وهي الصلاة التي تشهدها ملائكة الليل وملائكة النهار)(29).

روي أنه جاء نفر من اليهود إلى رسول الله (صلى الله عليه واله) فسأله أعلمهم عن مسائل فأجابه (صلى الله عليه واله)- إلى أن قال: (أما الجماعة فإن صفوف أمتي كصفوف الملائكة، والركعة في الجماعة أربع وعشرون ركعة كل ركعة أحب إلى الله عز وجل من عبادة أربعين سنة، فأما يوم الجمعة فيجمع الله فيه الأولين والآخرين للحساب، فما من مؤمن مشى إلى الجماعة إلا خفف الله عليه أهوال يوم القيامة ثم يأمر به إلى الجنة)(30).

عن أبي ذر عن رسول الله (صلى الله عليه واله) - في وصيته له قال: بعدما ذكر فضل الصلاة في المسجد الحرام ومسجد النبي، وأفضل من هذا كله صلاة يصليها الرجل في بيته حيث لا يراه إلا الله عز وجل يطلب بها وجه الله تعالى:

(يا أبا ذر : ما دمت في صلاة فإنك تقرع باب الملك، ومن يكثر قرع باب الملك يفتح له.

يا أبا ذر: ما من مؤمن يقوم إلى الصلاة إلا تناثر عليه البر ما بينه وبين العرش، ووكل به ملك ينادي: يا ابن آدم لو تعلم ما لك في صلاتك ومن تناجي ما سئمت ولا التفت.

يا أبا ذر: إن الصلاة النافلة تفضل في السر على العلانية كفضل الفريضة على النافلة.

يا أبا ذر: ما يتقرب العبد إلى الله بشيء أفضل من السجود الخفي.

يا أبا ذر: اذكر الله ذكراً خاملاً. قلت: وما الذكر الخامل؟ قال : الخفي.

- إلى أن قال : - يا أبا ذر إن ربك يباهي الملائكة بثلاثة نفر: رجل يصبح في أرض قفر فيؤذن ثم يقيم ثم يصلي فيقول ربك عز وجل للملائكة: انظروا إلى عبدي يصلي ولا يراه أحد غيري، فينزل سبعون ألف ملك يصلون وراءه ويستغفرون له إلى الغد من ذلك اليوم، ورجل قام من الليل يصلي وحده فسجد ونام وهو ساجد، فيقول الله تعالى: انظروا إلى عبدي روحه عندي وجسده في طاعتي ساجد، ورجل في زحف ففر أصحابه وثبت هو فقاتل حتى قُتل)(31).

عن زيد بن ثابت قال أتى رجل من الأعراب إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال إنا نكون في هذه البادية بعيداً من المدينة ولا نقدر أن نأتيك في كل جمعة فدلني على عمل فيه فضل صلاة الجمعة إذا رجعت إلى أهلي أخبرتهم به فقال رسول الله (صلى الله عليه واله): (إذا كان ارتفاع النهار فصل ركعتين تقرأ في أول ركعة الحمد مرة وقل أعوذ برب الفلق سبع مرات واقرأ في الثانية الحمد مرة واحدة وقل أعوذ برب الناس سبع مرات فإذا سلمت فاقرأ آية الكرسي سبع مرات ثم قم فصل ثماني ركعات وتسليمين واقرأ في كل ركعة منها الحمد مرة وإذا جاء نصر الله والفتح مرة وقل هو الله أحد خمساً وعشرين مرة فإذا فرغت من صلاتك فقل سبحان رب العرش الكريم ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم سبعين مرة فو الذي اصطفاني بالنبوة ما من مؤمن ولا مؤمنة يصلي هذه الصلاة يوم الجمعة كما أقول إلا وأنا ضامن له الجنة ولا يقوم من مقامه حتى يغفر له ذنوبه ولأبويه ذنوبهما)(32).

عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده الحسين بن علي (عليه السلام) عن رسول الله (صلى الله عليه واله) أنه قال - في حديث: (وأما يوم الجمعة، فهو يوم جمع الله فيه الأولين والآخرين يوم الحساب، ما من مؤمن مشى بقدميه إلى الجمعة إلا خفف الله عليه أهوال يوم القيامة بعدما يخطب الإمام، وهي ساعة يرحم الله فيها المؤمنين والمؤمنات)(33).

روي أنه جاء نفر من اليهود إلى رسول الله (صلى الله عليه واله) فسألوه عن سبع خصال.

فقال : (أما يوم الجمعة فيوم يجمع الله فيه الأولين والآخرين ، فما من مؤمن مشى فيه إلى الجمعة إلا خفف الله عليه أهوال يوم القيامة، ثم يؤمر به إلى الجنة)(34).

عن أبي جعفر محمد بن علي  (عليه السلام) أنه قال: (في يوم الجمعة ساعة، لا يسأل الله عبد مؤمن فيها شيئاً إلا أعطاه الله، وهي من حين تزول الشمس إلى حين ينادى بالصلاة)(35).

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) بحار الأنوار: ج22 ص83 ح32، الكافي: ج3، ص113، ح1، وسائل الشيعة: ج22، ص83 ، ح32.

(2) فلاح السائل: ص160، الفصل19 ، الكافي: ج3 ، ص265 ، ح5، وسائل الشيعة: ج4 ، ص32 ، ح4437.

(3) بحار الأنوار: ج82 ، ص184، مستدرك الوسائل: ج4 ، ص456 ، ح5148.

(4) بحار الأنوار: ج68 ، ص447 ، ح7، المحاسن: ج1 ، ص254 ، ح283، مستدرك الوسائل: ج4 ، ص443 ، ح5121.

(5) بحار الأنوار: ح74 ، ص21 ، ح5، من لا يحضره الفقيه: ج1 ص471، ح1360، وسائل الشيعة: ج8 ، ص152 ، ح10281.

(6) بحار الأنوار: ج74 ، ص53 ، من لا يحضره الفقيه: ج4 ، ص263، وسائل الشيعة: ج2 ، ص400 ، ح2461.

(7) بحار الانوار: ج52 ، ص131، ح33، المحاسن: ج1 ، ص291 ، ح440.

(8) بحار الأنوار: ج65 ، ص149 ، ح1 ، الخصال: ج1 ، ص103 ، وسائل الشيعة: ج4 ، ص112 ح4650.

(9) المحاسن: ص51، ح74، الكافي: ج3، ص270، ح14، وسائل الشيعة: ج4، ص108، ح4637.

(10) بحار الأنوار: ج79 ص227 ح54، شرح نهج البلاغة: ج10 ص 201 ، الكافي: ج3 ص269 ح8 ، وسائل الشيعة: ج4 ص28 ح4426.

(11) ثواب الأعال: ص135.

(12) مصادقة الإخوان: ص24، وسائل الشيعة: ج12 ص22 ح15538.

(13) جامع الأخبار: ص69 الفصل33.

(14) آمالي الشيخ الطوسي : ص529، مستدرك الوسائل:ج3 ، ص32، ح2947، وسائل الشيعة: ج5 ص296 ح6589.

(15) بحار الانوار: ج78 ، ص186 ، وسائل الشيعة: ج2 ، ص403 ، ح2471.

(16) مستدرك الوسائل: ج6 ، ص331 ، ح6933، روضة الواعظين: ج2 ، ص320.

(17) جامع الأخبار: ص97 الفصل 54 ، مستدرك الوسائل: ح11 ص244 ح12878.

(18) بحار الأنوار :ج54 ، ص354، مفتاح الفلاح: ص201.

(19) بحار الأنوار: ج1 ص96 ح52، مستدرك الوسائل: ج11 ص 207 ح12752.

(20) بحار الأنوار: ج71 ، ص280، الجعفريات: ص194 ، مستدرك الوسائل: ج9 ، ص152، ح10527.

(21) بحار الأنوار: ج81 ، ص258 ، ح57، عدة الداعي: ص155 ، أعلام الدين: ص192.

(22) إرشاد القلوب : ج1 ص98 .

(23) بحار الأنوار : ج79 ص233 ، ح58.

(24) جامع الاخبار: ص 72 الفصل33.

(25) بحار الأنوار: ج84، ص222، ح32، مستدرك الوسائل: ج6، ص328، 6921، إرشاد القلوب: ج1 ص92.

(26) بحار الأنوار: ج85 ، ص14 ، ح26، جامع الأخبار: ج76 ، الفصل36، مستدرك الوسائل: ج6 ، ص443 ، ح7184.

(27) من لا يحضره الفقيه: ج1 ص209 ح632 ، وسائل الشيعة: ج5 ص477 ح7106.

(28) مستدرك الوسائل: ج4 ، ص 101 ، ح4233، الكافي: ج3 ، ص265 ح5.

(29) آمالي الشيخ الصدوق : ص189 ، من لا يحضره الفقيه: ج1 ، ص211 ، ح643، وسائل الشيعة: ج4 ، ص14 ، ح4391.

(30) آمالي الشيخ الصدوق: ص 195 ، روضة الواعظين : ج2 ، ص335، وسائل الشيعة: ج8 ، ص287 ، ح10684.

(31) وسائل الشيعة: ج5 ص 296 ح6589.

(32) مصباح التهجد: ص317، وسائل الشيعة: ج7 ، ص369 ، ح9603.

(33) الاختصاص: ص39، مستدرك الوسائل: ج6 ، ص 41 ، ح6379.

(34) بحار الأنوار: ج86 ، ص218 ،ح64، وسائل الشيعة: ج7 ، ص298 ح9390.

(35) بحار الانوار: ج86 ص279، مستدرك الوسائل: ج6 ص19 ح6324.




جمع فضيلة والفضيلة امر حسن استحسنه العقل السليم على نظر الشارع المقدس من الدين والخلق ، فالفضائل هي كل درجة او مقام في الدين او الخلق او السلوك العلمي او العملي اتصف به صاحبها .
فالتحلي بالفضائل يعتبر سمة من سمات المؤمنين الموقنين الذين يسعون الى الكمال في الحياة الدنيا ليكونوا من الذين رضي الله عنهم ، فالتحلي بفضائل الاخلاق أمراً ميسورا للكثير من المؤمنين الذين يدأبون على ترويض انفسهم وابعادها عن مواطن الشبهة والرذيلة .
وكثيرة هي الفضائل منها: الصبر والشجاعة والعفة و الكرم والجود والعفو و الشكر و الورع وحسن الخلق و بر الوالدين و صلة الرحم و حسن الظن و الطهارة و الضيافةو الزهد وغيرها الكثير من الفضائل الموصلة الى جنان الله تعالى ورضوانه.





تعني الخصال الذميمة وهي تقابل الفضائل وهي عبارة عن هيأة نفسانية تصدر عنها الافعال القبيحة في سهولة ويسر وقيل هي ميل مكتسب من تكرار افعال يأباها القانون الاخلاقي والضمير فهي عادة فعل الشيء او هي عادة سيئة تميل للجبن والتردد والافراط والكذب والشح .
فيجب الابتعاد و التخلي عنها لما تحمله من مساوئ وآهات تودي بحاملها الى الابتعاد عن الله تعالى كما ان المتصف بها يخرج من دائرة الرحمة الالهية ويدخل الى دائرة الغفلة الشيطانية. والرذائل كثيرة منها : البخل و الحسد والرياء و الغيبة و النميمة والجبن و الجهل و الطمع و الشره و القسوة و الكبر و الكذب و السباب و الشماتة , وغيرها الكثير من الرذائل التي نهى الشارع المقدس عنها وذم المتصف بها .






هي ما تأخذ بها نفسك من محمود الخصال وحميد الفعال ، وهي حفظ الإنسان وضبط أعضائه وجوارحه وأقواله وأفعاله عن جميع انواع الخطأ والسوء وهي ملكة تعصم عما يُشين ، ورياضة النفس بالتعليم والتهذيب على ما ينبغي واستعمال ما يحمد قولاً وفعلاً والأخذ بمكارم الاخلاق والوقوف مع المستحسنات وحقيقة الأدب استعمال الخُلق الجميل ولهذا كان الأدب استخراجًا لما في الطبيعة من الكمال من القول إلى الفعل وقيل : هو عبارة عن معرفة ما يحترز به عن جميع أنواع الخطأ.
وورد عن ابن مسعود قوله : إنَّ هذا القرآن مأدبة الله تعالى ؛ فتعلموا من مأدبته ، فالقرآن هو منبع الفضائل والآداب المحمودة.