المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



حوار الإمام الرضا (عليه السلام) مع متكلمي الفرق الإسلامية  
  
1449   03:11 مساءً   التاريخ: 2023-03-23
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 10، ص218-220
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن موسى الرّضا / التراث الرضوي الشريف /

عن الحسن بن الجهم ، قال : « حضرت مجلس المأمون يوما وعنده عليّ ابن موسى الرضا ( عليه السّلام ) وقد اجتمع الفقهاء وأهل الكلام من الفرق المختلفة فسأله بعضهم ، فقال له : يا بن رسول اللّه بأيّ شيء تصح الإمامة لمدّعيها ؟

قال ( عليه السّلام ) : بالنصّ والدليل ، قال له : فدلالة الإمام فيما هي ؟ قال في العلم واستجابة الدّعوة ، قال : فما وجه إخباركم بما يكون قال : ذلك بعهد معهود إلينا من رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) قال : فما وجه إخباركم بما في قلوب الناس .

قال ( عليه السّلام ) : أما بلغك قول الرسول ( صلّى اللّه عليه واله ) اتقوا فراسة المؤمن فإنّه ينظر بنور اللّه قال : بلى ؛ قال : وما من مؤمن إلّا وله فراسة ينظر بنور اللّه على قدر إيمانه ، ومبلغ استبصاره وعلمه ، وقد جمع اللّه الأئمة منّا ما فرّقه في جميع المؤمنين ، وقال عز وجل في محكم كتابه : إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ فأوّل المتوسمين رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) ثم أمير المؤمنين ( عليه السّلام ) من بعده ثمّ الحسن والحسين والأئمة من ولد الحسين ( عليهم السّلام ) إلى يوم القيامة .

قال فنظر إليه المأمون فقال له : يا أبا الحسن زدنا ممّا جعل اللّه لكم أهل البيت فقال الرضا ( عليه السّلام ) : إنّ اللّه عزّ وجل قد أيدنا بروح منه مقدّسة مطهرة ليست بملك لم تكن مع أحد ممّن مضى إلّا مع رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) وهي مع الأئمة منّا تسدّدهم وتوفقهم وهو عمود من نور بيننا وبين اللّه عزّ وجلّ .

قال له المأمون : يا أبا الحسن بلغني أنّ قوما يغلون فيكم ويتجاوزون فيكم الحدّ ؟ فقال الرضا ( عليه السّلام ) : « حدّثني أبي موسى بن جعفر ؛ عن أبيه ، عن جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي ، عن أبيه عليّ بن الحسين ، عن أبيه الحسين بن عليّ عن أبيه علي بن أبي طالب ( عليهم السّلام ) قال : قال رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) : لا ترفعوني فوق حقّي فإنّ اللّه تبارك وتعالى اتّخذني عبدا قبل أن يتخذني نبيا .

قال اللّه تبارك وتعالى : ما كانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِباداً لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِما كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتابَ وَبِما كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ ، وَلا يَأْمُرَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْباباً أَ يَأْمُرُكُمْ بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ .

قال ( عليه السّلام ) : « يهلك فيّ اثنان ولا ذنب لي ، محبّ مفرط ومبغض مفرّط وأنا أبرء إلى اللّه تبارك وتعالى ممن يغلو فينا ويرفعنا فوق حدّنا كبراءة عيسى بن مريم ( عليه السّلام ) من النصارى ، قال اللّه تعالى : وَإِذْ قالَ اللَّهُ يا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَ أَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّي إِلهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قالَ سُبْحانَكَ ما يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ ما لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ ما فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ ما فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ ما قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا ما أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً ما دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ[1].

وقال عزّ وجل : لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْداً لِلَّهِ وَلَا الْمَلائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وقال عز وجل : مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كانا يَأْكُلانِ الطَّعامَ ومعناه إنهما كانا يتغوّطان ، فمن ادّعى للأنبياء ربوبية وادّعى للأئمة ربوبية أو نبوة أو لغير الأئمة إمامة فنحن منه براء في الدنيا والآخرة .

فقال المأمون : يا أبا الحسن فما تقول في الرّجعة فقال الرضا ( عليه السّلام ) : إنها لحقّ قد كانت في الأمم السالفة ونطق به القرآن وقد قال رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) يكون في هذه الأمة كلّ ما كان في الأمم السالفة حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة قال ( عليه السّلام ) إذا خرج المهدي من ولدي نزل عيسى بن مريم ( عليه السّلام ) فصلّى خلفه .

وقال ( عليه السّلام ) : قال رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) إنّ الإسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا فطوبى للغرباء . قيل : يا رسول اللّه ثمّ يكون ماذا ؟ قال : ثمّ يرجع الحق إلى أهله .

فقال المأمون يا أبا الحسن فما تقول في القائلين بالتناسخ ؟

فقال الرضا ( عليه السّلام ) : من قال بالتناسخ فهو كافر باللّه العظيم مكذّب بالجنة والنار .

قال المأمون : ما تقول في المسوخ ؟

قال الرضا ( عليه السّلام ) : أولئك قوم غضب اللّه عليهم ، فمسخهم ، فعاشوا ثلاثة أيام ثم ماتوا ولم يتناسلوا ، فما يوجد في الدنيا من القردة والخنازير وغير ذلك مما وقع عليهم اسم المسوخيّة فهو مثل ما لا يحلّ أكلها والانتفاع بها .

قال المأمون : لا أبقاني اللّه بعدك يا أبا الحسن ، فو اللّه ما يوجد العلم الصحيح إلا عند أهل هذا البيت وإليك انتهت علوم آبائك فجزاك اللّه عن الإسلام وأهله خيرا .

قال الحسن بن الجهم : فلما قام الرضا ( عليه السّلام ) تبعته فانصرف إلى منزله ، فدخلت عليه وقلت له : يا ابن رسول اللّه ، الحمد للّه الذي وهب لك من جميل رأي أمير المؤمنين ما حمله على ما أرى من إكرامه لك وقبوله لقولك .

فقال ( عليه السّلام ) : يا بن الجهم لا يغرنّك ما ألفيته عليه من إكرامي والاستماع منّي فإنه سيقتلني بالسمّ وهو ظالم إليّ إني أعرف ذلك بعهد معهود إليّ من آبائي عن رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) ، فاكتم هذا ما دمت حيا .

قال الحسن بن الجهم : فما حدّثت أحدا بهذا الحديث إلى أن مضى ( عليه السّلام ) بطوس مقتولا بالسمّ ودفن في دار حميد بن قحطبة الطائي في القبة التي فيها قبر هارون الرشيد إلى جانبه[2].

 

[1] المائدة ( 5 ) : 117 .

[2] عيون أخبار الرضا : 2 / 200 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.