المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



النصّ على إمامة محمّد الجواد ( عليه السّلام )  
  
1299   02:36 صباحاً   التاريخ: 2023-03-18
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 10، ص159-162
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن موسى الرّضا / قضايا عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 28-7-2016 2908
التاريخ: 27-7-2016 2991
التاريخ: 28-7-2016 3532
التاريخ: 27-7-2016 3247

نصّ الإمام الرضا ( عليه السّلام ) على إمامة ابنه محمّد الجواد قبل أن يولد واستمر بالتنصيص عليه رغم السنوات القليلة التي عاشها الجواد مع أبيه الرضا ( عليه السّلام ) .

وإليك صورة من تسلسل هذه النصوص وتدرّجها بحسب مراحلها الزمنية .

1 - عن صفوان بن يحيى قال : « قلت للرضا ( عليه السّلام ) : قد كنّا نسألك قبل أن يهب اللّه أبا جعفر ( عليه السّلام ) فكنت تقول : يهب اللّه لي غلاما ، فقد وهبه اللّه لك ، فأقرّ عيوننا ؛ فلا أرانا اللّه يومك ، فإن كان كون فإلى من ؟

فأشار بيده إلى أبي جعفر ( عليه السّلام ) وهو قائم بين يديه .

فقلت : جعلت فداك ، هذا ابن ثلاث سنين ؟

فقال : ما يضرّه من ذلك فقد قام عيسى ( عليه السّلام ) بالحجة وهو ابن ثلاث سنين »[1].

وهذه الواقعة يمكن تحديدها بسنة ( 198 ه ) أي بعد ولادة الإمام الجواد ( عليه السّلام ) ( 195 ه ) بثلاث سنين .

ولكن هذا النصّ صريح في انّ الإمام كان يشير إلى امامة ابنه الجواد ( عليه السّلام ) حتى قبل ولادته .

نعم كان الإمام الرضا ( عليه السّلام ) يوجه الانظار إلى امامة ولده الجواد ( عليه السّلام ) إمّا تلميحا أو تصريحا ، فمن أقواله في ذلك :

2 - « هذا المولود لم يولد مولود أعظم بركة على شيعتنا منه »[2].

وقد نستفيد من هذا النصّ أنه كان قد صدر من الإمام الرضا ( عليه السّلام ) بعيد ولادة الجواد ( عليه السّلام ) .

3 - وعن معمر بن خلّاد قال : سمعت الرضا ( عليه السّلام ) وذكر شيئا ، فقال : « ما حاجتكم إلى ذلك ، هذا أبو جعفر قد أجلسته مجلسي وصيّرته مكاني إنّا أهل بيت يتوارث أصاغرنا عن أكابرنا القذة بالقذة »[3].

4 - وعلى الرغم من ابتعاد الإمام الرضا ( عليه السّلام ) عن المدينة الّا انه كان دائم الاتصال بابنه الجواد ( عليه السّلام ) وكان يخاطبه في رسائله بالتعظيم والتوقير ، وما كان يذكر محمدا ابنه الّا بكنيته فيقول : « كتب اليّ أبو جعفر ، وكنت اكتب إلى أبي جعفر » . . . فيخاطبه بالتعظيم ، وكانت ترد كتب أبي جعفر ( عليه السّلام ) في نهاية البلاغة والحسن ، ويضيف الراوي - أبو الحسين بن محمد بن أبي عباد - أنه سمع الرضا ( عليه السّلام ) يقول : « أبو جعفر وصيّي وخليفتي في أهلي من بعدي »[4].

وكان يبدي له التوجيهات والارشادات لكي يفهم أتباع أهل البيت ( عليهم السّلام ) بانّها جاءت في مقام اعداده للإمامة من بعده ، وجاءت معللة برفع اللّه تعالى له ، فقد كتب اليه : « يا أبا جعفر ، بلغني انّ الموالي إذا ركبت أخرجوك من الباب الصغير فانّما ذلك من بخل بهم لئلا ينال منك أحد خيرا ، فأسئلك بحقي عليك لا يكن مدخلك ومخرجك الّا من الباب الكبير ، وإذا ركبت فليكن معك ذهب وفضة ثم لا يسألك أحد إلّا أعطيته ، ومن سألك من عمومتك ان تبره فلا تعطه أقل من خمسين دينارا والكثير إليك ، ومن سألك من عماتك فلا تعطها أقل من خمسة وعشرين دينارا ، والكثير إليك ، اني أريد أن يرفعك اللّه ، فانفق ولا تخش من ذي العرش اقتارا »[5].

وكانت النصوص على امامة الجواد ( عليه السّلام ) عديدة ومتظافرة ، اختلفت في ظاهرها بسبب اختلاف الظروف السياسية والاجتماعية التي تحيط بالامام الرضا ( عليه السّلام ) وبابنه الجواد ( عليه السّلام ) وباتباعه وأنصاره ، وبسبب اختلاف أصحابه في الوعي ودرجة التلقي ، وكتمان السر ، وقربهم وبعدهم عن الإمام ( عليه السّلام ) من حيث الولاء السياسي والعاطفي .

5 - عن جعفر بن محمد النوفلي قال : « أتيت الرضا ( عليه السّلام ) فسلمت عليه ، ثم جلست ، وقلت : جعلت فداك ان أناسا يزعمون أنّ أباك حيّ ، فقال : كذبوا لعنهم اللّه . . . فقلت له : ما تأمرني ؟ قال : عليك بابني محمّد من بعدي ، وامّا انا فإني ذاهب في وجه الأرض لا أرجع منه . . . »[6].

وجاء في بحار الأنوار نقلا عن المصدر نفسه : « فإني ذاهب في وجه لا أرجع منه »[7].

6 - وعن البزنطي قال : قال لي ابن النجاشي : « من الإمام بعد صاحبك ؟

فأحب أن تسأله حتى أعلم . فدخلت على الرضا ( عليه السّلام ) فأخبرته ، فقال لي : الإمام ابني »[8].

7 - واجتمع جماعة عند الإمام الرضا ( عليه السّلام ) فلما نهضوا قال لهم : « ألقوا أبا جعفر فسلّموا عليه وأحدثوا به عهدا ، ثم قال : يرحم اللّه المفضل انه لكان ليقنع بدون ذلك »[9].

وفسّر العلامة المجلسي قوله ( عليه السّلام ) : « ليقنع بدون ذلك ، أي : بأقلّ مما قلت لكم في العلم بأنه امام بعدي ، ونبّههم إلى أن غرضه النصّ عليه ، ولم يصرّح به تقية واتقاء »[10].

وقد نصّ ( عليه السّلام ) على امامة الإمام الجواد ( عليه السّلام ) بالشكل الذي تثبت إمامته عند المقربين من الإمام ( عليه السّلام ) واتباعه المخلصين ، والكوادر الرسالية التي اعدّها للمستقبل ، ووكلائه الثقاة .

وقد اعدّ الإمام ( عليه السّلام ) طليعة من الكوادر لاسناد منهج أهل البيت ( عليهم السّلام ) واسناد امامة الإمام الجواد ( عليه السّلام ) ومنهم : عمّه علي بن الإمام جعفر الصادق ( عليه السّلام ) ، وصفوان بن يحيى ، وأحمد بن محمد بن أبي نصر .

وانقاد اتباع الإمام الرضا ( عليه السّلام ) للإمام الجواد ( عليه السّلام ) وانقادت القاعدة الشعبية لإمامته الّا من شذّ منهم ، واستقرت الإمامة على الإمام الجواد ( عليه السّلام ) طبقا للنصوص المتظافرة عليه من قبل أبيه وجده وأجداده ، ولم تخف إمامته حتى عند الحكومة العباسية وولاتها وقوّادها .

 

[1] الكافي : 1 / 321 ، الفصول المهمة 265 .

[2] الكافي : 1 / 321 .

[3] الكافي : 1 / 320 ، الفصول المهمة : 265 .

[4] الصراط المستقيم : 2 / 166 ، وبحار الأنوار : 50 / 18 .

[5] عيون أخبار الرضا : 2 / 8 .

[6] بحار الأنوار : 48 / 260 ، و 49 / 285 .

[7] بحار الأنوار : 50 / 18 .

[8] الكافي : 1 / 320 .

[9] الكافي : 1 / 320 .

[10] بحار الأنوار : 50 / 25 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.