أقرأ أيضاً
التاريخ: 28-7-2016
2908
التاريخ: 27-7-2016
2991
التاريخ: 28-7-2016
3532
التاريخ: 27-7-2016
3247
|
نصّ الإمام الرضا ( عليه السّلام ) على إمامة ابنه محمّد الجواد قبل أن يولد واستمر بالتنصيص عليه رغم السنوات القليلة التي عاشها الجواد مع أبيه الرضا ( عليه السّلام ) .
وإليك صورة من تسلسل هذه النصوص وتدرّجها بحسب مراحلها الزمنية .
1 - عن صفوان بن يحيى قال : « قلت للرضا ( عليه السّلام ) : قد كنّا نسألك قبل أن يهب اللّه أبا جعفر ( عليه السّلام ) فكنت تقول : يهب اللّه لي غلاما ، فقد وهبه اللّه لك ، فأقرّ عيوننا ؛ فلا أرانا اللّه يومك ، فإن كان كون فإلى من ؟
فأشار بيده إلى أبي جعفر ( عليه السّلام ) وهو قائم بين يديه .
فقلت : جعلت فداك ، هذا ابن ثلاث سنين ؟
فقال : ما يضرّه من ذلك فقد قام عيسى ( عليه السّلام ) بالحجة وهو ابن ثلاث سنين »[1].
وهذه الواقعة يمكن تحديدها بسنة ( 198 ه ) أي بعد ولادة الإمام الجواد ( عليه السّلام ) ( 195 ه ) بثلاث سنين .
ولكن هذا النصّ صريح في انّ الإمام كان يشير إلى امامة ابنه الجواد ( عليه السّلام ) حتى قبل ولادته .
نعم كان الإمام الرضا ( عليه السّلام ) يوجه الانظار إلى امامة ولده الجواد ( عليه السّلام ) إمّا تلميحا أو تصريحا ، فمن أقواله في ذلك :
2 - « هذا المولود لم يولد مولود أعظم بركة على شيعتنا منه »[2].
وقد نستفيد من هذا النصّ أنه كان قد صدر من الإمام الرضا ( عليه السّلام ) بعيد ولادة الجواد ( عليه السّلام ) .
3 - وعن معمر بن خلّاد قال : سمعت الرضا ( عليه السّلام ) وذكر شيئا ، فقال : « ما حاجتكم إلى ذلك ، هذا أبو جعفر قد أجلسته مجلسي وصيّرته مكاني إنّا أهل بيت يتوارث أصاغرنا عن أكابرنا القذة بالقذة »[3].
4 - وعلى الرغم من ابتعاد الإمام الرضا ( عليه السّلام ) عن المدينة الّا انه كان دائم الاتصال بابنه الجواد ( عليه السّلام ) وكان يخاطبه في رسائله بالتعظيم والتوقير ، وما كان يذكر محمدا ابنه الّا بكنيته فيقول : « كتب اليّ أبو جعفر ، وكنت اكتب إلى أبي جعفر » . . . فيخاطبه بالتعظيم ، وكانت ترد كتب أبي جعفر ( عليه السّلام ) في نهاية البلاغة والحسن ، ويضيف الراوي - أبو الحسين بن محمد بن أبي عباد - أنه سمع الرضا ( عليه السّلام ) يقول : « أبو جعفر وصيّي وخليفتي في أهلي من بعدي »[4].
وكان يبدي له التوجيهات والارشادات لكي يفهم أتباع أهل البيت ( عليهم السّلام ) بانّها جاءت في مقام اعداده للإمامة من بعده ، وجاءت معللة برفع اللّه تعالى له ، فقد كتب اليه : « يا أبا جعفر ، بلغني انّ الموالي إذا ركبت أخرجوك من الباب الصغير فانّما ذلك من بخل بهم لئلا ينال منك أحد خيرا ، فأسئلك بحقي عليك لا يكن مدخلك ومخرجك الّا من الباب الكبير ، وإذا ركبت فليكن معك ذهب وفضة ثم لا يسألك أحد إلّا أعطيته ، ومن سألك من عمومتك ان تبره فلا تعطه أقل من خمسين دينارا والكثير إليك ، ومن سألك من عماتك فلا تعطها أقل من خمسة وعشرين دينارا ، والكثير إليك ، اني أريد أن يرفعك اللّه ، فانفق ولا تخش من ذي العرش اقتارا »[5].
وكانت النصوص على امامة الجواد ( عليه السّلام ) عديدة ومتظافرة ، اختلفت في ظاهرها بسبب اختلاف الظروف السياسية والاجتماعية التي تحيط بالامام الرضا ( عليه السّلام ) وبابنه الجواد ( عليه السّلام ) وباتباعه وأنصاره ، وبسبب اختلاف أصحابه في الوعي ودرجة التلقي ، وكتمان السر ، وقربهم وبعدهم عن الإمام ( عليه السّلام ) من حيث الولاء السياسي والعاطفي .
5 - عن جعفر بن محمد النوفلي قال : « أتيت الرضا ( عليه السّلام ) فسلمت عليه ، ثم جلست ، وقلت : جعلت فداك ان أناسا يزعمون أنّ أباك حيّ ، فقال : كذبوا لعنهم اللّه . . . فقلت له : ما تأمرني ؟ قال : عليك بابني محمّد من بعدي ، وامّا انا فإني ذاهب في وجه الأرض لا أرجع منه . . . »[6].
وجاء في بحار الأنوار نقلا عن المصدر نفسه : « فإني ذاهب في وجه لا أرجع منه »[7].
6 - وعن البزنطي قال : قال لي ابن النجاشي : « من الإمام بعد صاحبك ؟
فأحب أن تسأله حتى أعلم . فدخلت على الرضا ( عليه السّلام ) فأخبرته ، فقال لي : الإمام ابني »[8].
7 - واجتمع جماعة عند الإمام الرضا ( عليه السّلام ) فلما نهضوا قال لهم : « ألقوا أبا جعفر فسلّموا عليه وأحدثوا به عهدا ، ثم قال : يرحم اللّه المفضل انه لكان ليقنع بدون ذلك »[9].
وفسّر العلامة المجلسي قوله ( عليه السّلام ) : « ليقنع بدون ذلك ، أي : بأقلّ مما قلت لكم في العلم بأنه امام بعدي ، ونبّههم إلى أن غرضه النصّ عليه ، ولم يصرّح به تقية واتقاء »[10].
وقد نصّ ( عليه السّلام ) على امامة الإمام الجواد ( عليه السّلام ) بالشكل الذي تثبت إمامته عند المقربين من الإمام ( عليه السّلام ) واتباعه المخلصين ، والكوادر الرسالية التي اعدّها للمستقبل ، ووكلائه الثقاة .
وقد اعدّ الإمام ( عليه السّلام ) طليعة من الكوادر لاسناد منهج أهل البيت ( عليهم السّلام ) واسناد امامة الإمام الجواد ( عليه السّلام ) ومنهم : عمّه علي بن الإمام جعفر الصادق ( عليه السّلام ) ، وصفوان بن يحيى ، وأحمد بن محمد بن أبي نصر .
وانقاد اتباع الإمام الرضا ( عليه السّلام ) للإمام الجواد ( عليه السّلام ) وانقادت القاعدة الشعبية لإمامته الّا من شذّ منهم ، واستقرت الإمامة على الإمام الجواد ( عليه السّلام ) طبقا للنصوص المتظافرة عليه من قبل أبيه وجده وأجداده ، ولم تخف إمامته حتى عند الحكومة العباسية وولاتها وقوّادها .
[1] الكافي : 1 / 321 ، الفصول المهمة 265 .
[2] الكافي : 1 / 321 .
[3] الكافي : 1 / 320 ، الفصول المهمة : 265 .
[4] الصراط المستقيم : 2 / 166 ، وبحار الأنوار : 50 / 18 .
[5] عيون أخبار الرضا : 2 / 8 .
[6] بحار الأنوار : 48 / 260 ، و 49 / 285 .
[7] بحار الأنوار : 50 / 18 .
[8] الكافي : 1 / 320 .
[9] الكافي : 1 / 320 .
[10] بحار الأنوار : 50 / 25 .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|