المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



ماهية التقليد والاستهزاء  
  
1143   09:15 صباحاً   التاريخ: 2023-03-15
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : الاسرة والمشاكل الأخلاقية للأطفال
الجزء والصفحة : ص181 ــ 184
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-6-2021 2494
التاريخ: 15-1-2016 2099
التاريخ: 13-12-2016 2248
التاريخ: 20-4-2016 2584

ان التقليد والسخرية يعبر عن سلوك غير عادي. وأحياناً ينشأ من عوامل نفسية. وأحياناً من عوامل اجتماعية. حيث يخضع المصاب بهذه الصفة إلى اختلالات واضطرابات يكون معها في مجموعة المرضى المصابين بمرض (بسيكونورتيك). وهذا الأمر يبرز أحياناً نتيجة فقدان أحد الأعزاء.

والبعض يعتقد بان هذا الابتلاء ناجم عن الشعور بالظلامية والطفل هنا يسعى للتخلص أو التقليل من الخوف والاضطراب والهيجان الناتج عن هذا الشعور. والبعض يرى بأن هذا الامر بعد ارضية للممارسات الهستيرية. أو تمارض يحمل في طياته عامل حب الذات والأنانية.

ويمكن أن نحسب هذا الأمر بعنوان ردود فعل لجبر النواقص والاحباطات التي يتعرض لها الطفل. فيتجلى هذا الأمر بصورة سعي لأجل اثارة غضب أحد الاشخاص من خلال بيان نقصه بشكل علني. طبعاً الاصل هو ان الطفل لديه طرقاً وأساليب اخرى لهذه المسألة. ولكن ولعدم توفيقه في اعمال هؤلاء فإنه يلجأ إلى الاساليب الخاطئة والطرق الملتوية.

تصور وشعور هؤلاء

هؤلاء يحملون مشاعر واحساسات متضادة ومتباينة، فاحياناً يشعرون بالحقارة والعجز. ومن اجل التغلب على هذه الصفة فإنه يتوسل بأية طريقة. فيتظاهر بالحماقة والخفة وكل الاساليب الطفولية، واحياناً يتظاهر بكونه شخصاً موفقاً ومتفوقاً ويشعر بأنه شخصاً مهماً وشجاعاً لأنه استطاع ان ينفذ في الآخرين ويؤثر عليهم أو يجذبهم إلى طريقته وسلوكه.

وعلى هذا الأساس يعتري هؤلاء شعوران. أولهما الاحساس بالاستعلاء والثاني الاحساس بعدم الأمن.

وهنا نقول حتى ولو كان شعوره بالاستعلاء تصنعياً، فإن الغرض من هذا الشعور هو القضاء على عقدة الحقارة والتغطية على الذلة والمسكنة التي تعتريه.

اما إذا تركناه ليحصل على النجاح والتوفيق بنفسه فتعود له الثقة بنفسه، فإن هذه الصفة ستتأصل في نفسه وسيستمر على هذا المنوال والاسلوب.

المقاصد والاهداف

مثل هؤلاء الأطفال دائماً يحاولون ابتكار واختراع اساليب التقليد والسخرية، فيخلطون اطوار مختلفة وغريبة وذلك بغية لفت نظر واعجاب الآخرين، هؤلاء يتصورون بأنهم إذا ما قاموا بأعمال وسلوك وإدراك طفولي فإنهم سينجحون في اعمالهم ويصبحوا معروفين لدى الناس. وعلى هذا الأساس فإنهم يحبذون العيش في عالم الطفولة.

وفي بعض الاوقات تصدر هذه الممارسات بغية الحصول على اللذة والنجاة من العزلة واللاأبالية. وأحياناً لغرض النجاة من الاضطراب والهيجان الروحي. وفي موارد اخرى لغرض جلب توجّه والتفات الاخرين أو كسب الشهرة والصيت.

وكل ذلك يشير إلى ان هناك فراغ يعيشه الطفل ويريد ان يركن إلى الهدوء والراحة مما يعانيه، حيث يعاني من شيء باطني يسبب له عدم الراحة والاذى ويرغب دائماً في التخلص منه بواسطة التقليد والاستهزاء والتهريج والذي يحمل بعدا جبرياً للشخص.

شمولية هذا الأمر

ان التقليد والسخرية امر لا يخص فئة دون اخرى ان ميزان هذه الصفة في المجتمع يصل إلى حد الشيوع. طبعاً لدى الأطفال الذين يعيشون اوضاعاً مضطربة وغير عادية. وهذه الحالة موجودة عند البنين والبنات وتكون قوية لدى البنات وبالأخص اثناء النزاع والعراك وذلك بسبب العواطف القوية التي تتصف بها البنات. والبنات أنفسهن على اطلاع باوضاعهن بالنسبة لهذا الامر وبالأخص عندما يردن ايذاء الطرف المقابل فإنهن يلجأن إلى هذا الاسلوب.

وأحياناً نشاهد هذه الحالة لدى الشباب وحتى الكبار وبالأخص في حالة الغضب من الآخرين ـ وفي الحقيقة ن السخرية والاستهزاء والتهريج يمثل مظهراً من مظاهر الغضب والخصومة لان التقليد والسخرية تثير غضب الطرف الآخر بشكل ملحوظ. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.