المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01

SI Units : Length and Mass
21-2-2019
تفسير آية (146-149) من سورة الأعراف
20-6-2019
العلاقات
13-2-2022
في ما يحتاجه العامل بالانساب
12-5-2019
عوامل توطن الخدمات - خصائص الخدمة - أهمية الخدمات وقدرتها على المنافسة
15-2-2021
محددات الصناعة - التشريعات البيئية
12-11-2020


عبد الله بن رواحة  
  
3478   10:39 صباحاً   التاريخ: 27-09-2015
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج1، ص260-263
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 27-1-2016 2995
التاريخ: 12-08-2015 3662
التاريخ: 27-1-2016 4001
التاريخ: 22-06-2015 2377

هو عبد اللّه بن رواحة بن امرئ القيس (1) من بني مالك بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج، وأمه كبشة بنت واقد بن عمرو بن الإطنابة من الخزرج أيضا. وكان عظيم القدر في الجاهلية سيدا.
أسلم عبد اللّه بن رواحة وشهد بيعة العقبة الثانية (آذار 622 م) وكان أحد النقباء الاثني عشر، ثم عمل على نشر الاسلام في المدينة، فأصبح عظيم القدر أثيرا عند الرسول. ولقد زاد في مكانته أنه كان يخطّ فاتخذه الرسول كاتبا. وكذلك كان شاعرا يرد على المشركين هجاءهم لرسول اللّه وتهجّمهم على الاسلام.
وكان لعبد اللّه بن رواحة مقدرة عسكرية ظاهرة. شهد مع رسول اللّه معركة بدر الكبرى (رمضان 2 ه‍-نيسان 622 م)، ولم يشهد بدرا الصغرى (ذي القعدة من سنة 4 ه‍-نيسان 624 م) لأن الرسول استخلفه مكانه على المدينة. ثم شهد معركة أحد والخندق والحديبية وما بعدها حتى استشهد في مؤتة.
في جمادي الاولى من سنة 8 ه‍ (أيلول 629 م) جهّز الرسول سريّة (2) إلى مؤتة قوامها ثلاثة آلاف رجل لسبر قوة الدفاع الرومي (البيزنطي) في الشام. وكان الرسول يدرك أهمية هذه الحملة والخطر الذي يمكن أن تتعرض له فجعل لها ثلاثة أمراء (قوّاد): زيد بن حارثة، فإن أصيب (قتل) فيكون مكانه جعفر بن أبي طالب، فان أصيب فعبد اللّه بن رواحة. واتّفق أن كان هرقل امبراطور الروم في البلقاء (شرق الاردنّ) من أرض الشام، راجعا من قتال الفرس، في مائة ألف. ثم انضم اليه مائة ألف من عرب الشام من بني لخم وجذام والقين وبهراء وبليّ. وكان المسلمون قد أصبحوا في معان ولم يبق لهم مفرّ من القتال فانحازوا إلى قرية مؤتة وأقاموا فيها خطوط قتالهم. ولكن القوتين لم تكونا متكافئتين فاستشهد عدد كبير من المسلمين. كما استشهد زيد بن حارثة ثم جعفر بن عبد المطلب ثم عبد اللّه بن رواحة.
ووجد المسلمون أن لا فائدة من الاستمرار في القتال فأجمعوا على خالد بن لوليد وولّوه عليهم، فانسحب خالد بمن بقي من الجيش.
عبد اللّه بن رواحة من الشعراء والرجّاز المحسنين المجيدين، وهو من طبقة حسّان بن ثابت وكعب بن مالك. وقد كان في الجاهلية يناقض قيس بن الخطيم، أما في الاسلام فكان يمدح الرسول ويردّ على شعراء المشركين.
-المختار من شعره:
قال عبد اللّه بن رواحة يرثي نافع بن بُديل (بالتصغير)، وقد استشهد في بئر معونة (4 ه‍):
رحم اللّه نافع بن بديل... رحمة المبتغي ثواب الجهاد
صابر صادق وفيّ، إذا ما... أكثر القوم قال قول السّداد (3)
وقال يهجو أبا سفيان، بعد غزوة بدر الثانية (سنة 4 ه‍):
وعدنا أبا سفيان بدرا فلم نجد... لميعاده صدقا، وما كان وافيا
تركنا بها أوصال عتبة وابنه...وعمرا أبا جهل تركناه ثاويا (4)
عصيتم رسول اللّه، أفٌّ لدينكم...وأمركم السيء الذي كان غاويا
فاني، وان عنّفتموني، لقائل... فدى لرسول اللّه أهلي وماليا
أطعناه لم نعدله فينا بغيره...شهابا لنا في ظلمة الليل هاديا (5)
وقال في أثناء غزوة مؤتة:
جلبنا الخيل من أجإ وفرع...تغرّ من الحشيش لها العكوم (6)
حذوناها من الصوّان سبتا... أزلّ كأنّ صفحته أديم (7)
أقامت ليلتين على معان... فأعقب بعد فترتها جموم (8)
فرحنا والجياد مسوّمات... تنفّس من مناخرها السموم (9)
فلا وأبي، مآب لنأتينها...وان كانت بها عرب وروم
فعبّأنا أعنّتها فجاءت...عوابس والغبار لها بريم (10)
بذي لجب كأنّ البيض فيه... إذا برزت قوانسها النجوم (11)
فراضية المعيشة طلّقتها...أسنّتنا فتنكح أو تئيم (12)
_____________________
1) هو غير أبي شجرة عبد اللّه بن رواحة بن عبد العزى السلمي (الشعر والشعراء 197).
2) السرية (بفتح السين وكسر الراء وتشديد الياء) غزوة لم يكن الرسول فيها.
3) إذا قال الناس قولا كثيرا (قليل الصواب) قال هو قولا (قليلا) كثير الصواب.
4) تركنا بها أوصال الخ: قتلنا عتبة بن أبي سفيان. أبو جهل هو عمرو بن هشام بن المغيرة. ثاويا: باقيا (ميتا).
5) لم نعدله: لم نعدل به أحدا (لم نجد له شبيها).
6) أجأ: جبل في بلاد طيء. فرع (بالضم): مكان قرب المدينة. تغر: تملأ. العكوم جمع عكم: الحزمة أو العدل (بكسر العين).
7) حذوناها: جعلنا لها حذاء. السبت: النعل الرقيق. أزل: أملس لا يعلق به شيء. الأديم: الجلد، الأرض المستوية. -يقول: جعلنا الخيل تسير على أرض من الصوان (الحجارة القاسية الصلبة) (التي يصعب المسير عليها) كأنها تسير على أرض مستوية يسهل السير فيها.
8) الفترة: الفتور (التعب). جموم، يقصد جماما (بالفتح): الراحة، استعادة النشاط.
9) مع أن خيلنا مسومة (معدة للحرب ومعودة الحرب) فان نفسها أصبح حارا (تعبت).
10) فعبأنا أعنتها: رتبنا صفوفها للحرب (العنان: الرسن، اللجام). البريم ما كان له لونان: أكدر. -كثر غبار الحرب على الخيل حتى تبدل لونها.
11) اللجب: كثرة الصوت. بذي لجب: في جيش كثير العدد تحدث فيه أصوات كثيرة. البيضة: الخوذة، حديد يلبس في الرأس. القوانس: أعلى البيض. -قوانسها تلمع كأنها النجوم (لاشتداد الظلام من كثافة غبار الحرب).
12) رب امرأة (من الاعداء) كانت راضية بمعيشتها مع زوجها فجئنا نحن فسبيناها أي أسرناها (إذا كانت شابة) ثم تزوجناها؛ أو قتلنا زوجها فأصبحت أيما (أرملة)، إذا كانت مسنة.
 




دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.