أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-11-08
974
التاريخ: 5-3-2017
1486
التاريخ: 28-2-2016
1332
التاريخ: 2023-03-18
971
|
هناك اعتراض أكثر جدية على الوصف الذي قدمته إلى الآن، وهو يتلخص في أنني افترضت أن الكون ذو شكل منتظم مثالي وأنه مليء بمادة متجانسة الكثافة. من الواضح أن هذا افتراض مبالغ في المثالية. تخيل أن كرة مشوهة الشكل تنكمش دون حدود هذه المرة لن تتجمع النقاط المختلفة المنتشرة على سطح الكرة بصورة أنيقة منظمة في نقطة واحدة، ما لم تتحرك بمعدلات متباينة وتتفق على أن تلتقي في المركز في نفس اللحظة. هل من المرجح حدوث هذا؟ كلا، إن الجزيئات غير المنتظمة المتحركة وفق معادلات النسبية العامة لن تتجمع في العموم في نقطة واحدة، بل الأرجح أن يخطئ بعضها بعضًا. ماذا سنرى إذن حين نعرض الفيلم الكوني بشكل معكوس، ونشاهد أجزاءه وهي تفشل في الالتقاء معا ثم نواصل العرض؟ ما سنجده هو أن المكونات المتجمعة ستدخل في حالة من الهرج ثم تبدأ في التباعد بعضها عن بعض مجددًا. إن عرض الفيلم الكوني للأمام من نقطة بعيدة في الماضي سيكشف لنا عن وجود كون ينكمش من حجم كبير، ثم ينهار بعنف إلى كثافة مرتفعة للغاية، ثم يفور مرة ثانية. لقد حل الارتداد العظيم Big Bouce محل الانفجار العظيم.
هل يمكن أن يكون الكون الفعلي على هذا النحو؟ من الناحية المنطقية لا يوجد ما يمنع ذلك، إلا أن هذا سيثير عددًا من المشكلات العلمية. أول هذه المشكلات هي أننا بدلا من مشكلة: لماذا حدث الانفجار العظيم؟ جئنا بمشكلة أخرى هي: لماذا كان هناك كون منكمش، جميع أجزائه في أماكنها الصحيحة، وتتحرك معًا بصورة سليمة كي تلتقي في تجمعات كثيفة وتحاكي الانفجار العظيم؟ كيف أتى هذا الكون المنكمش إلى الوجود من الأساس؟ إن الرد بأنه كان موجودًا على الدوام ليس بالجواب الوافي. إننا لا نفسر وجود الشيء بقولنا إنه كان موجودًا على الدوام من التنويعات على هذه الفكرة نماذج الكون الدوري أو ذي الارتدادات المتعددة، الذي فيه يتمدد الفضاء نتيجة انفجار عظيم، ويصل إلى نقطة قصوى، ثم ينكمش ثانية في ارتداد عظيم، ويطلق موجة ثانية من التمدد، ثم الانكماش وهكذا، بلا نهاية. ومجددًا، لا يمكن تفسير وجود مثل هذا الكون فقط بقولنا إنه كان موجودًا ويواصل الارتداد على الدوام.
هناك اعتراض آخر يتعلق بما يُدعى القانون الثاني من قوانين الديناميكا الحرارية. في أكثر صور هذا القانون شمولا يركز على العمليات غير القابلة للانعكاس، أي شيء يمكنه السير في اتجاه ما وليس أي اتجاه آخر. مثال على ذلك انهيار أحد النجوم إلى ثقب أسود؛ إذ يستحيل الحصول على النجم مجددًا. إن أي عملية غير قابلة للانعكاس في الكون وتجري بمعدل محدد (على سبيل المثال، احتراق أحد النجوم أو انهياره) ستصل إلى حالتها النهائية بمعدل محدد. وفي هذه الحالة، إذا كان عمر الكون كبيرًا بشكل لانهائي فينبغي أن يكون في حالته الأخيرة الآن. فمثل الساعة التي تستنفد بطاريتها كان من المفترض بساعة الكون العظيمة أن تكون قد مشكلة أخيرة بشأن نظرية الارتداد العظيم هي أنه في ظل نطاق عريض من الظروف، سيتكون نوع ما من نقاط التفرد (وذلك وفق نظرية النسبية العامة). من الصحيح أن نقطة التفرد لن يمكنها هنا إعاقة الكون بالكامل؛ بمعنى أن بعض المادة المنجذبة قد تخطئها، لكن هذا يعني أننا لا يمكننا تجنب مواجهة قضية أن الزمكان كان له حد في الماضي فقط بأن نجعل الكون يفتقر للتجانس. وإذا كان من الحتمي أن نواجه نقطة التفرد على أية حال فحري بنا أن نجعلها نقطة تفرد شاملة لانفجار عظيم بدلا من نقطة تفرد مراوغة لارتداد عظيم.
كان الوصف السابق هو الوصف المقبول حين كنت أدرس بالجامعة في الستينيات. قيل وقتها إن الانفجار العظيم كان حدثًا بدون سبب؛ لأن تفرد الزمكان الذي كان يحيط به يشير إلى انهيار كل من الزمكان والنظريات الفيزيائية، وهذا يجعل أي تفكير عن الأسباب والنتائج لا معنى له. بدا أن هذا التفسير يضع نشأة الكون خارج نطاق العلم إلى الأبد. إلا أن علماء الكونيات كانوا في بداية سعيهم وحسب، وعزمت بعض النظريات العلمية على إيجاد تفسير علمي لمولد الكون. وقد تحقق التقدم من ناحية غير متوقعة.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|