المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



كيف تحقّقت البيعة بولاية العهد ؟  
  
1479   03:31 مساءً   التاريخ: 2023-03-11
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 10، ص132-136
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن موسى الرّضا / موقفه السياسي وولاية العهد /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-8-2016 3016
التاريخ: 19-05-2015 3172
التاريخ: 7-8-2016 3705
التاريخ: 16-10-2015 3329

بعد قبول الإمام الرضا ( عليه السّلام ) بولاية العهد مضطرا ، جمع المأمون خواصه من الامراء والوزراء والحجّاب والكتّاب وأهل الحل والعقد ، وأمر الفضل بن سهل أن يخبرهم حول ولاية العهد ، وان يلبسوا الخضرة بدلا من السواد ، ثم أعطاهم استحقاقاتهم من الأموال لسنة متقدمة ثم صرفهم ، وبعد أسبوع حضر الناس وجلسوا ، كل في موضعه ، وجلس المأمون ثم جيء بالامام الرضا ( عليه السّلام ) فجلس وهو لابس الخضرة وعلى رأسه عمامة مقلد بسيف ، فأمر المأمون ابنه العباس بان يكون أول من يبايعه ( عليه السّلام ) ، فرفع الإمام ( عليه السّلام ) يده وحطها من فوق ، فقال له المأمون : ابسط يدك فقال الإمام ( عليه السّلام ) : « هكذا كان يبايع رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) يضع يده فوق أيديهم » ، فقال المأمون : افعل ما ترى .

ثم وزعت الهدايا على الحاضرين ، وقام الخطباء والشعراء فذكروا ولاية العهد ، وعدّدوا فضائل ومآثر الإمام ( عليه السّلام ) .

وطلب المأمون من الإمام ( عليه السّلام ) أن يخطب الناس ، فقام ( عليه السّلام ) فحمد اللّه واثنى عليه وعلى نبيه ( صلّى اللّه عليه واله ) ثم قال : « أيها الناس انّ لنا عليكم حقا برسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) ، ولكم علينا حق به ، فإذا أدّيتم الينا ذلك ، وجب لكم علينا الحكم والسلام »[1].

ثم صعد المأمون المنبر فقال : ( أيها الناس جاءتكم بيعة علي بن موسى ابن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ( عليه السّلام ) ، واللّه لو قرأت هذه الأسماء على الصم البكم لبرؤوا بإذن اللّه عزّ وجل )[2].

وقد توقع الإمام ( عليه السّلام ) ان ولاية العهد لا تتم ، فحينما رأى سرور بعض مواليه ، قال له بهمس :

« لا تشغل قلبك بشيء مما ترى من هذا الأمر ولا تستبشر ، فإنّه لا يتم »[3].

وبالفعل فقد صدق ما قاله ، فإنه توفّي قبل وفاة المأمون .

فقرات من كتاب العهد بخط المأمون

كتب المأمون كتاب العهد بخط يده ، ووضّح فيه سبب اختياره للإمام ( عليه السّلام ) ، وإليك فقرات منه : وكانت خيرته . . . علي بن موسى الرضا بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، لما رأى من فضله البارع ، وعلمه الذايع ، وورعه الظاهر الشايع ، وزهده الخالص النافع ، وتخليته من الدنيا ، وتفرده عن الناس ، وقد استبان ما لم تزل الأخبار عليه مطبقة والألسن عليه متفقة والكلمة فيه جامعة ، والأخبار واسعة ولما لم نزل نعرفه به من الفضل ، يافعا وناشئا وحدثا وكهلا ، فلذلك عقد بالعهد والخلافة من بعده . . . ودعا أمير المؤمنين ولده وأهل بيته وخاصته ، وقواده ، وخدمه فبايعه الكل مطيعين مسارعين مسرورين . . .[4].

فقرات مكتوبة بظهر كتاب العهد بخط الإمام ( عليه السّلام )

كتب الإمام بخطه على ظهر كتاب العهد كتابا جاء فيه « . . . انه جعل اليّ عهده والامرة الكبرى ان بقيت بعده . . . وخوفا من شتات الدين واضطراب أمر المسلمين ، وحذر فرصة تنتهز وناعقة تبتدر ؛ جعلت للّه على نفسي عهدا ان استرعاني أمر المسلمين وقلدني خلافة العمل فيهم . . . ان اعمل فيهم بطاعة اللّه تعالى وطاعة رسوله ( صلّى اللّه عليه واله ) ، ولا اسفك دما حراما ، ولا أبيح فرجا ، ولا مالا الّا ما سفكته حدوده ، وأباحته فرائضه ، وأن أتخير الكفاة جهدي وطاقتي . . . وإن أحدثت أو غيّرت أو بدّلت كنت للعزل مستحقا ، وللنكال متعرّضا . . . وما أدري ما يفعل بي وبكم ، إن الحكم إلّا للّه ، يقصّ الحق وهو خير الفاصلين . . . »[5].

فقد وضّح الإمام ( عليه السّلام ) للأمة المنهج السياسي للحاكم الإسلامي ، ودوره في تطبيق أحكام الشريعة ، وأسباب عزله وغير ذلك من المفاهيم السياسية ، وكان الكتابان قد كتبا في السابع من شهر رمضان سنة ( 201 ه ) .

أوامر المأمون بعد البيعة

أمر المأمون بطرح السواد وهو شعار العباسيين ، واستبداله بالخضرة ، وأمر الجميع بذلك وبالبيعة للإمام ( عليه السّلام ) وكتب إلى الأمصار بذلك ، وضرب الدارهم باسم الإمام ، فلما وصل كتابه إلى بغداد أجابه البعض وامتنع البعض الآخر[6].

وقام المأمون بسجن ثلاثة من قواده لرفضهم البيعة[7].

وتمرّد العباسيون على المأمون رافضين للبيعة وبايعوا لإبراهيم بن المهدي في بغداد[8].

وتمرّدوا في الكوفة وكان شعارهم يا إبراهيم يا منصور لا طاعة للمأمون[9].

ولم يستطيعوا الاستمرار في التمرّد ، فقد أطاعت جميع الأمصار المأمون ، وبايعت للامام بولاية العهد ، وكان الدعاء للإمام ( عليه السّلام ) بالصورة التالية :

« ولي عهد المسلمين علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن عليّ بن الحسين بن علي عليهم السلام .

ستة آباءهم ما هم * أفضل من يشرب صوب الغمام »[10]

أحداث ما بعد البيعة

بحلول العيد أي بعد ثلاثة وعشرين يوما من كتابة العهد بعث المأمون إلى الإمام ( عليه السّلام ) يسأله أن يصلي بالناس صلاة العيد ويخطب ليطمئن قلوب الناس ، ويعرفوا فضله ، وتقرّ قلوبهم على هذه الدولة ، فبعث اليه الإمام ( عليه السّلام ) بالقول : « قد علمت ما كان بيني وبينك من الشروط في دخولي في هذا الأمر » ، فقال المأمون : انما أريد بهذا ان يرسخ في قلوب العامة والجند والشاكرية هذا الأمر ، فتطمئن قلوبهم ، ويقرّوا بما فضّلك اللّه به .

فلم يزل يرادّه الكلام في ذلك ، فلما الحّ عليه ، قال : « . . . إن أعفيتني من ذلك فهو أحبّ اليّ ، وإن لم تعفني خرجت كما كان يخرج رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) وكما خرج أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السّلام ) » ، فقال المأمون : اخرج كما تحب .

وأمر المأمون القوّاد والناس فقعدوا عند باب الإمام ( عليه السّلام ) وفي الطرقات والسطوح ، فلما طلعت الشمس ، خرج الإمام متعمّما بعمامة بيضاء والقى طرفا منها على صدره وطرفا بين كتفه ، ورفع ثوبه وهو حاف ، ومعه مواليه على نفس الحالة ، ثم رفع رأسه إلى السماء ، وكبّر أربع تكبيرات ، وقال : « اللّه أكبر اللّه أكبر اللّه أكبر على ما هدانا ، اللّه أكبر على ما رزقنا . . . » ورفع صوته فأجهش الناس بالبكاء والعويل ، ونزل القوّاد عن دوابهم وترجّلوا ، وضجّت مرو ضجّة واحدة ، ولم يتمالك الناس من البكاء والضجيج ، وكان الإمام ( عليه السّلام ) يمشي ويقف في كل عشر خطوات وقفة ، ولما سمع المأمون بذلك ، قال له الفضل بن سهل : يا أمير المؤمنين ان بلغ الرضا المصلّى على هذا السبيل افتتن به الناس ، فالرأي أن تسأله أن يرجع ، فبعث اليه وسأله الرجوع ، فدعا الإمام ( عليه السّلام ) بخفّه فلبسه ورجع[11].

واستطاع الإمام ( عليه السّلام ) بفعله هذا ان يعيد سنّة رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) في صلاة العيد ، بعد ان اندثرت معالمها لعدم اهتمام الحكّام والولاة بها ، واستطاع الإمام ( عليه السّلام ) أن يدخل إلى قلوب الناس ، في هذا العمل الآني ، فقد تأثر به الجميع بما فيهم قوّاد المأمون .

 

[1] الارشاد : 2 / 262 وعنه في إعلام الورى : 2 / 74 وفي الفصول المهمة : 255 - 256 ، وانظر خطبته في عيون أخبار الرضا : 2 / 146 .

[2] عيون أخبار الرضا : 2 / 147 .

[3] الارشاد : 2 / 263 عن المؤرخ المدائني وعنه في إعلام الورى : 2 / 74 وعن الارشاد في بحار الأنوار : 49 / 147 وفي الفصول المهمة : 256 .

[4] الفصول المهمة : 258 .

[5] الفصول المهمة : 258 - 259 وانظر صورة الكتابين في عيون أخبار الرضا : 2 / 154 - 159 .

[6] الكامل في التاريخ : 6 / 326 .

[7] عيون أخبار الرضا : 2 / 150 .

[8] الكامل في التاريخ : 6 / 327 .

[9] تاريخ الطبري : 8 / 560 .

[10] عيون أخبار الرضا : 2 / 145 وفي مقاتل الطالبيين : 565 وفي الارشاد : 2 / 262 والشعر للنابغة الذبياني والمستشهد به حاكم المدينة عبد الجبّار سعيد المساحقي .

[11] عيون أخبار الرضا : 2 / 150 - 151 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.