المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



المسيَّب بن علس  
  
11699   09:17 صباحاً   التاريخ: 27-09-2015
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج1، ص155-156
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-06-2015 2233
التاريخ: 10-04-2015 2970
التاريخ: 12-08-2015 2079
التاريخ: 26-1-2016 2298

كان المسيّب، وهو زهير بن علس بن مالك بن عمرو من بني مالك بن ضبيعة البكري، من أهل العراق. وكان المسيّب خال الأعشى ميمون ابن قيس، وكان الأعشى راوية له.
والمسيّب بن علس جاهلي لم يدرك الإسلام، كان معاصرا لعمرو بن هند، وقد التقى بطرفة والمتلمّس عنده، أو في طريقه اليه. ورحل المسيّب بشعره يتكسّب من العرب ومن الفرس: قيل مدح بعض الاعاجم فأعطاه. ثم انه أتى عدوّا له من الاعاجم يسأله فدسّ له سمّا فمات، نحو عام 42 ق. ه‍. (580 م).
المسيّب شاعر مشهور من فحول الشعراء المعدودين في بني بكر. وهو شاعر مقلّ مجيد، وأغراضه تدور على المدح في الأكثر وعلى الرثاء والحكمة، وله غزل رائق ووصف بارع للنحل وللؤلؤ. وشعره عذب سهل.
- المختار من شعره:
قال المسيّب بن علس يمدح القعقاع:
أرحلت من سلمى بغير متاع... قبل العطاس ورعتها بوداع (1)
من غير مقلية، وانّ حبالها... ليست بأرمام ولا أقطاع (2)
ومنها:
فلأهدينّ مع الرياح قصيدة... منّي مغلغلة إلى القعقاع (3)
ترد المياه فما تزال غريبة... في القوم بين تمثّل وسماع (4)
وإذا الملوك تدافعت أركانها... أفضلت فوق أكفّهم بذراع
ولأنت أجود من خليج مفعم... متراكم الآذيّ ذي دفّاع (5)
ولأنت أشجع في الأعادي كلّها... من مخدر ليث معيد وقاع (6)
ولذلكم زعمت تميم أنه... أهل السماحة والندى والباع
ويستحسن ابن قتيبة (الشعر والشعراء 82) قول المسيّب بن علس في المديح:
تبيت الملوك على عتبها... وشيبان ان غضبت تعتب (7)
وكالشهد بالراح أخلاقهم... وأحلامهم منهم أعذب (8)
وكالمسك طيب مناماتهم... وريّا قبورهم أطيب (9)
___________________________
1) المتاع: الزاد، الطعام (المقصود هنا: توديع المحبوبة). العطاس: الصبح. رعتها بوداع: رحلت من غير أن أعلمها بذلك، فارتاعت لما علمت.
2) فارقتها من غير بغضة. والمودة التي كانت بيني وبينها لا تزال سليمة (لا متهرئة ولا مقطعة).
3) رسالة مغلغلة محمولة من بلد إلى بلد (القاموس 4:26).
4) ترد المياه (الاماكن التي يجتمع الناس فيها في البادية) فيراها الناس غريبة فيكثرون من سماعها وانشادها.
5) الخليج: النهر. مفعم: مملوء، ممتلئ. الآذي: الامواج. دفاع: تيار.
6) المخدر: الليث الذي يعيش في الأجمة (كأنها له خدر). معيد (مكرر) وقاع (وقائعه وافتراسه).
7) عتبها: غضبها. تعتب: يعتذر اليها وتسترضي.
8) الشهد (بفتح الشين أو كسرها أو ضمها): العسل ما دام في الشمع.
9) المنامات: جمع منامة: موضع النوم. ريا: رائحة.
 
 




دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.