المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تخزين البطاطس
2024-11-28
العيوب الفسيولوجية التي تصيب البطاطس
2024-11-28
العوامل الجوية المناسبة لزراعة البطاطس
2024-11-28
السيادة القمية Apical Dominance في البطاطس
2024-11-28
مناخ المرتفعات Height Climate
2024-11-28
التربة المناسبة لزراعة البطاطس Solanum tuberosum
2024-11-28



الحارث بن عُبَاد البكري  
  
9105   08:34 صباحاً   التاريخ: 27-09-2015
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج1، ص127-128
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-06-2015 4432
التاريخ: 21-06-2015 2231
التاريخ: 13-08-2015 1984
التاريخ: 28-12-2015 21097

هو أبو المنذر الحارث بن عباد بن قيس بن ثعلبة البكري، من أهل العراق. كان الحارث من سادات العرب وحكمائها وشجعانها. اختلف في شبابه مع معمر بن سوّار غلام الفضيل بن عمران السدوسي على سقيا الإبل فقتل معمرا والفضيل، فثارت بذلك الحرب بين سدوس وبين بكر وتغلب ثم اتسعت واشتدّت. وقتل في هذه الحرب عباد، والد الحارث، فتولى الحارث رئاسة قومه.
ولمّا نشبت حرب البسوس اعتزلها الحارث بن عباد زمنا حتى أسرف المهلهل في القتل وقتل بجير بن الحارث بن عباد (او ابن أخيه) غدرا في غير معركة. فحزن الحارث بن عباد ودخل الحرب يوم قضّة، أو يوم تحلاق اللمم، فدارت الدائرة على تغلب.
وكانت وفاة الحارث بن عباد نحو عام 72 ق. ه‍. (550 م).
والحارث بن عباد من فحول شعراء الجاهلية؛ وشعره سهل قليل الغريب، وأكثره-ان صحّ كل ما لدينا منه-في الحماسة والفخر والرثاء.
- المختار من شعره:
في أثناء حرب البسوس أرسل الحارث بن عباد ابنه بجيرا (أو ابن أخيه على الاصح) برسالة إلى مهلهل يسأله فيها أن يكفّ عن عناده في الاستمرار في الحرب. ثم قال له: اقتل بجيرا إذا شئت بثأر أخيك كليب على شرط أن تقف الحرب. فقتل المهلهل بجيرا ثم استمرّ في الحرب. فقال الحارث (1):
قرّبا مربط النعامة منّي... لقحت حرب وائل عن حيال (2)
لا بجير أغنى فتيلا، ولا رهـ...ـط كليب تزاجروا عن ضلال
لم أكن من جناتها علم اللّه... وإني بحرّها اليوم صال (3)
وقيل إن هذه الأبيات هي الثابتة على القطع؛ ولكنّ في الروايات أبياتا مثلها، منها:
أصبحت وائل تعجّ من الحر... ب عجيج الجمال بالأثقال
قد تجنّبت وائلا كي يفيقوا... فأبت تغلب عليّ اعتزالي
وأشابوا ذؤابتي ببجيرٍ... قتلوه ظلما بغير قتال
قرّبا مربط النعامة منّي (4) ... لاعتناق الابطال بالأبطال
رب جيش لقيته يمطر المو... ت على هيكل خفيف الجلال
سائلوا كندة الكرام وبكرا... واسألوا مذحجا وحيّ هلال
 
______________________
1) راجع تفصيل ذلك في تاريخ الجاهلية للمؤلف، ص 101-102.
2) النعامة: فرس للحارث بن عباد. قربا مربط الفرس مني (كناية عن الاستعداد للحرب). لقحت (بكسر القاف) تلقح (بفتح القاف): حملت، أصبحت حبلى. الحيال في القاموس: جمع حائل: حبلى. والمعنى يقتضي أن يقال: في الوقت المناسب.
3) لم أكن من جناتها: من باعثيها ومسببيها. صلي بالنار: أصابه حرها؛ وهنا (آذته الحرب).
4) يكرر الحارث بن عباد هذا الشطر كثيرا.




دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.