أقرأ أيضاً
التاريخ: 27-7-2021
4474
التاريخ: 21-5-2017
6888
التاريخ: 1-8-2016
3576
التاريخ: 30-5-2017
9637
|
نظام تربية ورعاية الأسماك
هناك عدة نظم لرعاية وتربية الأسماك وهي:
أولا: تربية ورعاية الأسماك بالطرق الطبيعية المسيطرة (النظام غير المكثف).
ويعتبر هذا النظام من أسهل الطرق المتبعة لتربية الأسماك حيث تعتمد فيه الأسماك في تغذيتها على ما هو متوفر من الغذاء الطبيعي في أحواض التربية ذات المساحات الكبيرة والتي تتوفر بها كمية مناسبة وهنا لا تقدم أي أغذية إضافية للأسماك وتكون كثافة الأسماك بالأحواض قليلة والغذاء الطبيعي للأسماك يشمل كل ما هو معلق وهائم في المياه من كائنات حية (البلانكتون) نباتية المنشأ (الفيتوبلازنكتون) وحيوانية المنشأ (زوبلانكتون).
وهذا يشكل معظم الغذاء الطبيعي ليرقات الأسماك في الماء وهذه الكائنات الحية الدقيقة مع الديدان وكائنات القاع والحشرات ويرقاتها تعتبر غذاء بدوره إلى الأسماك الكبيرة وكذا أيضا النباتات المائية الصغيرة العائمة وكثيرا من الأعشاب والحشائش والطحالب وغيرها التي تتواجد في أحواض رعاية الأسماك.
وبصدد دراستنا لهذا النظام سوف تلقى الضوء على بعض الايضاحات الآتية:
1ـ دورة إنتاج الأسماك الطبيعية: توضح الدورة البيولوجية لإنتاج الأسماك طبيعيا وكذا الغذاء الطبيعي في مياه تربية الأسماك أن هناك سلسلة متصلة الحلقات يكون نتيجتها هو توافر الغذاء الطبيعي باستمرار للأسماك في البيئة الطبيعية التي تعيش فيها من بحار أو برك أو أنهار أو خلافه. حيث تبدأ السلسلة الغذائية تحت تأثير ضوء الشمس كما هو واح في الشكل التالي حيث نجد أن الأملاح الغذائية (1) المذابة في الماء (تيارات الحمل) يستفيد بها الفيتوبلانكتون (2) ليحولها إلى مواد عضوية غذائية حيث ينمو ويتكاثر ويكون الفيتوبلانكتون هذا (والذي يعتبر غذاء مباشر لبعض أنواع الأسماك) غذاءا رئيسيا إلى الزوبلانكتون (3) الذي يعتبر بدوره إذا مباشر لبعض أنواع الأسماك وغذاءا رئيسيا إلى صغار الأسماك (4) وبعض من صغار الأسماك هذه إلى جانب ديدان القاع (5) والقواقع وبعض المحارات وكذا النباتات المائية (6) التي تتغذى بدورها على هذه الأملاح الغذائية وأيضا الطحالب وغيرها من الحشرات ويرقاتها في الماء (7) تكون هذه غذاءا طبيعيا رئيسيا إلى الأسماك وخاصة الكبيرة منها ويتغذى كل نوع من هذه الأسماك على ما يفضله على حسب طبيعته فنجد أن هناك أسماك أكلات للحشائش والطحالب مثل مبروك الحشائش والمبروك الفضي (8).
- وأسماك رمية أكلات لكل شيء مثل المبروك العادي (9).
- وأخرى أسماك أكلات اللحوم مثل القراميط (10).
وفي حالة نفوق هذه الأسماك وأيضا البراز والإفرازات المختلفة لهذه الأسماك ترسو على القاع ومعها أي مواد عضوية أخرى نتيجة لنفوق أي أحد من الكائنات الحية الدقيقـة الأخرى أو النباتات وخلافه في المياه، فإن ذلك يتحلل بفعل البكتريا وتبقى الأملاح الغذائية (1) والتي تحتوي على الفسفور والنيتروجين والبوتاسيوم وغيرها لتبقى هكذا سلسلة التغذية الطبيعية مستمرة حيث أن نمو الأسماك وعددها في الطبيعة يتوقف على الكمية المتوفرة من الغذاء الطبيعي لهذه الأسماك.
شكل يبين دورة انتاج الأسماك الطبيعية وسلسلة الغذاء الطبيعي
كما وجد أيضا أن هناك بعض من الزوبلانكتون (الزوبلانكتون المفترس) التي لم تتغذى على الفيتوبلانكتون وإنما تتغذى على أنواع أخرى من الزوبلانكتون وأيضا بعض الأسماك (الغير مفترسة) التي لم تتغذى فقط على الزوبلانكتون والكائنات الحيوانية المائية الصغيرة والنباتات وإنما أيضا يمكنها أن تتغذى على بعض من الأسماك الصغيرة.
وقد أوضحت الأبحاث في هذا المجال أن الأطوار أو الحلقات المختلفة من الكائنات المائية التي تتغذى على الحلقات الأخرى التي تسبقها في الترتيب في السلسلة الغذائية هذه تستهلك كميات كبيرة من تلك الأخيرة تقدر بنسبة 1 : 10 تقريبا.
(۲) البلانكتون وسلسلة الغذاء الطبيعي:
يعرف البلانكتون: بأنه جميع الكائنات الحية الدقيقة الهائمة ( العائمة ) في الماء ومنها:
أولا: الفيتوبلانكتون: (البلانكتون النباتي):
وهي كائنات نباتية دقيقة وحيدة الخلية أو عديدة الخلايا وهي تشمل الطحالب والبكتريا التي تلعب دورا هاما في تحليل المواد العضويـة (هوائي أو لا هوائي) إلى أملاح غذائية (مواد غير عضوية) تستفيد بها الكائنات النباتية كما سبق شرحه في السلسلة الغذائية.
والطحالب هي نباتات وحيدة الخلية (طحالب ميكروسكوبية) أو عديدة الخلايا (مثل الطحالب الخيطية والتي منها الطحالب الزرقاء والخضـراء وغيرها).
بعض من أنواع الطحالب الزرقاء تظهر في فصل الصيف بكثرة شديدة وهذا ينعكس أثره على الأسماك حيث يؤدي في بعض الأحيان إلى الطعم الغير مستساغ إلى لحم الأسماك المرباه في هذه المياه وبعض من الطحالب إما عائمة هائمة في الماء أو بعض منها ملتصق على الأحجار المغمورة في الماء أو على الأجزاء من النباتات المائية في المياه.
وهذا يعتبر بدوره كغذاء لبعض أنواع الأسماك مثل مبروك الحشائش أو المبروك الفضي (الطحالب الميكروسكوبية).
لقد أشارت الدراسات في هذا المجال أنه بدون الكائنات النباتية (والتي تحتوي على اليخضور أو الكلورمفينكول) التي تحول المواد الغير عضوية إلى مواد عضوية لا يمكن أن يكون هناك حياة للكائنات الحيوانية والإنسان.
ثانيا: الزوبلانكتون (البلانكتون الحيواني)
وهي كائنات حيوانية دقيقة يمكن رؤيتها بالعين المجردة كأحجام صغيرة جدا عند النظر إليها في عينة ماء أحواض تربية الأسماك ولكن بالميكرسكوب يمكن رؤيتها تفصيليا وأهم هذه الكائنات هي براغيت المساء ( الدافينا ) وسيكولويس.
وهذه تتواجد بكثرة في المياه الراكدة (بصفة رئيسية) وأيضا في المياه الجارية بجوار جذور النباتات المائية وقريبة إلى قاع هذه المياه حيث تتراوح أطوالها من 0.5 إلى 3 مم ونظرا لصغر حجمها (الوزن يتراوح من 1 ملجم إلى 1/40 ملجم) وبطء حركتها في الماء فهي تعتبر ليرقات الأسماك (المبروك) في أيامها الأولى مهمة جدا لأنها تمثل مصدر الغذاء الرئيسي لها هذا والبلانكتون الحيواني يتغذى على الطحالب (الميكرسكوبية) الهائمة أو العائمة في الماء لتنمو وتتكاثر بسرعة هائلة وخاصة في فصل الربيع.
(ب) إنتاجية الأسماك في ظل النظام غير المكثف:
تتوقف إنتاجية الأسماك في ظل هذا النظام على مدى الخصوبة الطبيعية لتربة أحواض تربية الأسماك حيث وجد أنه كلما كانت خصوبة الأرض جيدة طبيعيا كلما توافر الغذاء الطبيعي للأسماك كلما ازدادت إنتاجية الأسماك ففي أوربا (المانيا الغربية) ذكر أن إنتاجية أسماك المبروك في السنة تتراوح من 50 : 400 كجم/هكتار بإتباع هذا النظام بينما في إسرائيل قد وجد أن إنتاجية أسماك المبروك تتراوح من 65 : 130 كجم هكتار.
وفي إيطاليا قد ذكر أن إنتاجية أسماك البوري في ظل هذا النظام تتراوح من 90 : 200 كجم/هكتار وحيث يتراوح وزن السمكة حوالي 60 جراما بينما في مصر ذكر أن إنتاجية الأسماك لهذا النوع تحت ظل هذا النظام تصل إلى أقل من 132 كجم/هكتار وهذا الاختلاف بالطبع يمكن أن يرجع إلى اختلاف نوعية المياه وخصوبة تربة أحواض المزارع السمكية من مكان ومدى توفر الغذاء الطبيعي وكذا كثافة الأسماك بالأحواض.
(جـ) مميزات النظام غير المكثف وعيوبه:
(۱) مميزات تربية الأسماك بالطريقة الطبيعية المسيطرة:
1. الأخطار الناجمة عن هذا النظام لتربة الأسماك مثل نفوق معظم الأسماك أو ظهور الأمراض أو خلافه تعتبر بسيطة جدا بمقارنتها بالأنظمة الأخرى نظرا لقلة كثافة الأسماك.
2. لا يحتاج هذا النظام في تربية الأسماك إلى تكنيك معين ولا متطلبات خاصة بمقارنتها بالأنظمة الأخرى.
3. العمالة المطلوبة قليلة جدا ولا تحتاج إلى خبرة معينة مسبقة.
4. قلة رأس المال المطلوب لإقامة المزارع السمكية على هذا النظام.
5. لا يتطلب كميات وفيرة من المياه.
(۲) عيوب تربية الأسماك بالطريقة الطبيعية المسيطرة:
1. لا يمكن الاعتماد عليه كمصدر من مصادر زيادة البروتين الحيواني ولا تعتبر وسيلة فعالة لتنمية الثروة السمكية فكمية الأسماك المنتجة / هكتار تعتبر قليلة جدا وذلك بمقارنتها بالأنظمة الأخرى.
2. يحتاج هذا النظام في تربية الأسماك إلى مساحة أرض كبيرة.
3. صعوبة التحكم في عمل برنامج وقائي علاجي وكذا صعوبة التحكم في مقاومة أعداء الأسماك الطبيعية.
ثانياً: تربية ورعاية الأسماك بالطريقة شبه المكثفة (النظام شبه المكثف)
ويعتمد هذا النظام على ما هو متبع في النظام غير المكثف ولكن نظرا لأن كثافة الأسماك هنا أعلى منها في النظام غير المكثف فإنه يتم تربية الأسماك تحت هذا النظام في أحواض ذات المساحات الكبيرة والتي تتراوح من 4 إلى 8 هكتار وكثافة الأسماك بها أعلى ما هو في النظام غير المكثف ونظرا لتنافس الأسماك على الغذاء الطبيعي الذي تتناقص كميته وتفاديا لذلك ولمواجهة النمو المستمر للأسماك في أحواض التربية لهذا النظام يتم إتباع الآتي:
تسميد الأحواض وكذا تزويد الأسماك بالأغذية الإضافية
أولا: تسميد الأحواض:
ويقصد بذلك إضافة المخصبات غير العضوية أو المخصبات العضوية إلى ماء أحواض رعاية الأسماك وذلك لإضافة بعض العناصر الغذائية الهامة والضرورية مثل ( الفوسفور والبوتاسيوم والكالسيوم والنيتروجين ) لنمو الغذاء الطبيعي وتوافره بها حيث أن هذه العناصر الغذائية هي حجر الأساس لنمو وتكاثر الفيتوبلانكتون والذي هو أساسا في نمو الزوبلانكتون بأحواض الأسماك.
1- المخصبات غير العضوية: ( الأسمدة غير العضوية )
وهذه تعتبر مصدرا هاما للعناصر الغذائية الضرورية لنمو الغذاء الطبيعي اللازم لنمو الأسماك ومن هذه المخصبات (الأسمدة) الآتي:
(1 - 1) الأسمدة النيتروجينية الصناعية:
النيتروجين أحد العناصر الضرورية الرئيسية لنمو الفيتوبلانكتون ويمتص النيتروجين على صورة نترات أو أمونيوم ويدخل النيتروجين في بناء الكلورفيل النباتي ولذلك فإن عناصر النيتروجين يزيد ويشجع النمو الخضري بشكل كبير.
إن المركبات التي تضم النيتروجين كثيرة منها الأسمدة النيتروجينية غير الصناعية مثل الأسمدة النيتروجينية الطبيعية والتي توجد مترسبة في أنحاء مختلفة من العالم مثل نترات الصوديوم ونترات الكالسيوم والبوتاسيوم وأيضاً الأسمدة النيتروجينية العضوية والتي تشمل روث الحيوانات ومخلفات المجازر وبقايا النباتات ومياه المجاري ومخلفاتها أما الأسمدة النيتروجينية الصناعية فهي تشمل أنواعاً كثيرة منها اليوريا، ونترات الأمونيوم، وكبريتات الأمونيوم والأمونيا السائلة وغيرها.
هذا ويجب إضافة واحد جزء في المليون من النيتروجين إلى ماء الحـوض أسبوعيا وذلك لضمان نمو الفيتوبلانكتون بها.
هذا ويعتبر النيتروجين عامة أكثر العناصر الغذائية انتشارا في الطبيعة حيث يتراوح متوسط كمية النيتروجين الكلي في التربة ما بين 0.03 إلى 0.1٪ في الظروف الطبيعية الاعتيادية.
(1-2) الأسمدة الفوسفاتية: Phosphate fertilizer
يوجد الفسفور بالتربة بكميات أقل بكثير من كمية النيتروجين أو كمية البوتاسيوم ويعد الفسفور من العناصر الغذائية الأساسية والضرورية لنمو الفيتوبلانكتون (النباتي) حيث يساعد الفسفور في عملية تكوين وانقسام الخلايا النباتية.
ونظرا للوظائف العديدة والمختلفة التي يقوم بها الفسفور في عمليات البناء الحيوية فإن نقص الفسفور بالتربة أو التجهيز بالكمية غير المناسبة لنمو النبات يؤثر تأثيرا سلبيا في نمو وتطور النبات في المجال الزراعي إذا يجب أن تكون في التربة كمية جيدة من الفسفور الجاهز لسد احتياجاته من هذا العنصر.
كما يعتبر الفسفور من أهم العناصر الضرورية في تسميد الأحواض ولذا ينصح بإضافة واحد جزء في الميلون من بيتا أوكسيد الفسفور (فو2أ5) (P2O5) بصفة دورية طوال موسم التربية في أحواض الأسماك والأمدة الفوسفاتية تضم كثيرا من الأنواع تذكر منها السوبر فوسفات الاعتيادي وسوبر فوسفات المركز وفوسفات الأمونيوم الثنائية.
(1 - 3) الأسمدة البوتاسية:
ويعتبر عنصر البوتاسيوم هام وضروري حيث يساعد في عملية النمو الخضري للفيتوبلانكتون وانقسام الخلايا الحية للنبات.
ونظرا لأن عنصر البوتاسيوم كثير الانتشار في التربة حيث أن محتوى التربة المعدنية من البوتاسيوم في المعتاد أكثر بكثير من محتواها من النيتروجين أو الفسفور ولذلك فإن أهميته تكون أقل من أهمية الفسفور أو النيتروجين الضرورية لنمو البلانكتون ولكن عندما ينقص هذا العنصر في الماء أو أرضية حوض الأسماك فإنه من الأفضل إضافة الأسمدة البوتاسية.
وتضم الأسمدة البوتاسية أنواعا عديدة منها سلفات البوتاسيوم أو كبريتات البوتاسيوم والتي تحتوى على 43٪ بوتاسيوم، 16٪ كبريت وبعض المعادن الأخرى وأيضا من الأسمدة البوتاسية ما يعرف بملح بيتر وهو سماد نترات البوتاسيوم الذي يحتوى على 36٪ بوتاسيوم، 13٪ نيتروجين.
(1 - 4) أسمدة الكالسيوم: يعتبر الكالسيوم من أحد العناصر الضرورية الهامة في أحواض الأسماك فهو لازم لنمو الفيتوبلانكتون والزوبلانكتون والأسماك حيث يدخل في بناء هيكلها العظمي كما أن وجود كربونات الكالسيوم بكمية مناسبة في ماء الحوض (100 - 175 ملجم / لتر) تحافظ على عملية تنظيم درجة الاس الايدروجيني إلى الوسط المناسب لنمو الغذاء الطبيعي والأسماك بالمزرعة السمكية وأيضا يستخدم الجير الحي في تطهير الأحواض من الطفيليات والميكروبات التي تفتك بحياة الأسماك.
إن محتوى التربة من عنصر الكالسيوم مختلف باختلاف نوعيتها كما أن مصادر كالسيوم التربة هي الصخور والمعادن الأولية والثانوية التي تحتوي على الكالسيوم.
وأسمدة الكالسيوم متنوعة وكثيرة نذكر منها الجير الحي (الجير المحروق) والجير المطافئ (الجير الزراعي) الحجر الجيري (كربونات الكالسيوم) والجبس (كبريتات الكالسيوم). وعلاوة على ذلك فتوجد بعض الأسمدة التي تحتوي على عنصر الكالسيوم مثال نترات الكالسيوم والسوبر فوسفات الاعتيادي والسوبر فوسفات الثلاثي وكلوريد الكالسيوم وغيرها.
(2) المخصبات العضوية أو الأسمدة العضوية:
تعتبر مصدرا جيدا للعناصر الغذائية وخاصة النيتروجين والفوسفور والبوتاسيوم وبعض الأملاح الأخرى.
كما أن استخدام السماد العضوي بأحواض التربية يساعد على توافر الغذاء الطبيعي وخاصة الزوبلانكتون في وقت قصير عن استخدام السماد الغير عضوي.
عند تحلل المواد العضوية ينتج عن ذلك ثاني أكسيد الكربون والذي يساعد على نمو الفيتوبلانكتون بأحواض الأسماك.
كما أن الأسماك يمكن لها أن تتغذى على جزء من المادة العضوية كأغذية إضافية حيث تنمو البكتريا والبروتوزا عليها.
كما أن المادة العضوية تحتوي على مواد منشطة للنمو مثل الهرمونات والفيتامينات.
إن مصادر المادة العضوية كثيرة ومتنوعة منها:
(2 - 1) السماد الحيواني أو سماد الاسطبل:
وهذا السماد يشمل اخراجات الحيوانات الصلبة (الروث) وإفرازات الحيوانات السائلة (البول) والمواد التي توضع تحت أقدام الماشية في الاسطبل لامتصاص المواد السائلة ونجد أن النيتروجين والفسفور والبوتاسيوم في زرق الدواجن أعلى منها في سعاد الماشية.
(2 - 2) الأسمدة الخضراء:
تستعمل عادة النباتات البقولية مثل (فول الصويا ـ الفول الحراتي) أو الغير بقولية مثل ( الشعير ـ الذرة الصفراء والبيضاء ) حيث تزرع هذه النباتات في تربة الأحواض قبل ملئها بالماء ثم تقلب في تربتها في مرحلة من مراحل نموها أو يطلق عليها الماء لكي تتحلل سريعا وتضيف العناصر الغذائية لنمو الغذاء الطبيعي بالأحواض.
(3-2) سماد المجاري:
تجمع محتويات مجاري المدن (مخلفات الإنسان) ويتم توصيلها إلى أحواض الأسماك بعد معالجتها حيث يتم استخدامها كسماد عضوي وهنا يجب أن تكون خالية من التلوث بالمعادن الثقيلة أو غيرها والتي تضر بصحة الأسماك والانسان عند استهلاه لهذه الأسماك.
(2-4) بعض المصادر الأخرى للمادة العضوية:
هناك بعض المصادر الأخرى للمادة العضوية مثل مخلفات المجازر والمدابغ وأيضا بقايا النباتات المخمرة وهي من المواد التي تستعمل في تحضير السماد العضوي مثل الحشائش الخضراء وورق الشجر والخضروات وتبن البرسيم والفول وعروش الفاصوليا والفول السوداني وغيرها من بقايا النباتات وكذلك الكائنات الحية النافقة في ماء الحوض بما فيها الكبيرة والدقيقة وأيضا قمامة المدن والتي تضم بقايا حيوانية ونباتية والتي يمكن تحويلها إلى سماد عضوي عن طريق التخمير اللاهوائي والهوائي باستعمال الماء فقط أو استعمال الماء وبعض المواد الكيماوية غير العضوية أو مع ماء المجاري وهذه الطريقة تعتبر من صور الاستغلال الاقتصادي للقمامة. بتحويلها إلى سماد للاستفادة بها. كما تعد أيضا بقايا النباتات والأعشاب المائية في ماء أحواض التربية مصدرا رئيسيا للمادة العضوية بعد تحللها.
ثانيا: تزويد الأسماك بالأغذية الإضافية:
إلى جانب التسميد يتم تقديم الغذاء المكمل أو المدعم وهي إضافة مصادر مكملة للبروتين مثل البقوليات وأيضا مصادر غنية بالدهون والكربوهيدرات مثل بعض أنواع من الحبوب وغيرها وفي بعض المزارع السمكية المتبعة لهذا النظام يتم تقديم المخلفات النباتية وكذلك المخلفات الحيوانية. وهذا النظام منتشر في دول عديدة بالعالم الثالث لإنتاج الأسماك (الرمية) التي تتغذى على كل ما هو بالوسط المائي إلى جانب الأسماك العشبية والتي تتغذى على الحشائش والأعشاب الطرية.
(ب) إنتاجية الأسماك في ظل النظام شبه المكثف:
تزداد إنتاجية الأسماك المرباه تحت هذا النظام طبقا لعملية التسميد الدورية للأحواض وتوافر الغذاء الطبيعي بها اللازم لنمو الأسماك. هذا بالإضافة إلى تزويد الأسماك بالأغذية الإضافية الأمر الذي يؤدي إلى زيادة إنتاجية الأسماك عما هو بالنظام غير المكثف.
فنجد أن مزارع الأسماك في أوربا تزيد إنتاجية الأسماك من 300 إلى 500 كجم/هكتار في العام وتصل أحيانا إلى 1000 كجم/هكتار وذلك عند تسميد الأحواض دوريا ويمكن أن تصل إلى 1500 كجم / هكتار فذلك عند تزويد الأسماك بالتغذية الإضافية جنبا إلى التسميد (1/2 طن زيادة في وزن الأسماك نتيجة للغذاء الطبيعي في الحوض + 1/2 طن زيادة في وزن الأسماك نتيجة للتسميد الدوري + 1/2 طن زيادة الأسماك نتيجة لإضافة العلائق الاضافية = 1500 كجم من الأسماك / هكتار.
وفي إسرائيل عند التسميد فقط لأحواض المبروك قد تصل إنتاجية الأسماك إلى أكثر من 470 كجم سمك / هكتار في العام.
وعند إضافة التغذية الإضافية إلى جانب التسميد ترتفع إنتاجية الأسماك لتتراوح من 550 إلى 2000 كجم سمك / هكتار وفي مزارع أسماك البوري في مصر ذكر أن إنتاجية الأسماك بعد عملية التسميد تصل إلى أكثر من 345 كجم / هكتار ونسبة تصل إلى أكثر من 75% عن الأحواض التي لم يتم تسميدها.
وفي تايوان وهونج كونج ذكر أن إنتاجية أحواض البوري تزداد بنسبة أكبر من 95٪ بإضافة التسميد.
(ج) مميزات النظام شبه مكثف وعيوبه:
(أ) مميزات تربية الأسماك في ظل النظام الشبه مكثف:
1. إنتاجية الأسماك في ظل هذا النظام أعلى منها عن النظام غير المكثف حيث يعتبر هذا النظام لدى كثير من الدول النامية مصدرا هاما لإنتاج البروتين الحيواني من الأسماك وخاصة أكلات الحشائش والأعشاب والأسماك الرمية أمثال المبروك والبلطي والبوري وغيرها.
2. في ظل هذا النظام يتم استغلال مواد لا تصلح لغذاء الحيوان أو الانسان في إنتاج البروتين الحيواني السمكي مثل السماد العضوي وغيرها.
3. المقومات الأساسية المطلوبة لتربية الأسماك تحت ظل هذا النظام متوافرة وغير مكلفة.
(ب) عيوب النظام شبه المكثف:
1. إن عملية استخدام مياه المجاري التربية الأسماك في ظل هذا النظام قد يتسبب عنها إضرار بالصحة العامة ولذا يجب مراعاة ذلك عند تسويق الأسماك لبيع فمثلا توضع هذه الأسماك في أحواض ذات مياه عذبة نظيفة لمدة لا تقل عن أربعة أسابيع قبل طرحها في الأسواق.
2. إن عملية الإفراط في التسميد يتسب عنها أضرار جسيمة للأسماك منها نقص الأكسجين الذائب والذي يمكن أن يصل إلى درجة حرارة يؤدي إلى نفوق الأسماك وكذا أيضا عملية إضافة الأسمدة العضوية إلى أحواض الأسماك تخلق وسطا مناسبا لإصابة الأسماك بالطفيليات التي تؤثر على معدلات نموها وفي بعض الأحيان قد تؤدي إلى نفوقها. وقد ذكر في السودان أن زيادة التسميد بزرق الدواجن في أحواض تربية البلطي النيلي قد أدى إلى ظهور بعض الإصابات في خياشيم الأسماك (Gill Lesions).
3. تحتاج احواض التربية الى مساحات ارض واسعة وكمية مياه وفيرة والتي قد تصعب عملية التحكم في عملية التحكم في عمل برنامج وقائي علاجي للاسماك بها نظرا لكبر مساحتها.
4. لا يعتبر هذا النظام مناسبا لتربية وانتاج بعض انواع الاسماك مثل الاسماك اكلات اللحوم (القراميط او غيرها) ولا يعتبر ايضا وسيلة هادفة لتنمية الثروة السمكية اذا ما قورن بالنظام المكثف.
ثالثا: تربية ورعاية الأسماك بالطريقة المكثفة (النظام المكثف)
وينتشر هذا النظام في المزارع السمكية بدول العالم المتقدم حيث يتم الاعتماد على العليقة الصناعية المتزنة (الغنية بالبروتين) والتي تناسب احتياجات الأسماك الغذائية في أعمارها المختلفة ويتم وضع كثافات عالية من الأسماك تصل إلى 20000 فأكثر / هكتار وهنا يتم تزويد أحواض الأسماك بمضخات للتهوية ويجب مراعاة أن تكون المياه ذات نوعية جيدة دائما ويتم الاستعانة بأحدث وسائل التكنولوجيا اللازمة للوصول إلى أقصى إنتاجية للأسماك في أقل وحدة مساحة يكن استغلالها لإنتاج الأسماك. ويلزم لاتباع هذا النظام مزارع سمكية نموذجية يمكن الاعتماد عليها للحصول على عائد اقتصادي.
إنتاجية الأسماك في ظل النظام المكثف:
نظرا لتقديم العلائق المتزنة والغنية بالبروتين والمواد الغذائية للأسماك فيتوقع زيادة إنتاجية الأسماك عن ما هو الحال في النظام غير المكثف والشبه مكثف ففي أوربا يتم تقديم العلائق المتزنة في مزارع المبروك المكثفة حيث تتراوح إنتاجية الأسماك من 3000 كجم / هكتار إلى 5000 كجم / هكتار أو أكثر في العام.
وفي إسرائيل يتم تقديم علائق الأسماك المتزنة إلى جانب تسميد الأحواض في مزارع المبروك وتصل إنتاجية الأسماك إلى أكثر من 2400 كجم / هكتار سنويا. إلا أنه قد ذكر عند الاستعانة بالوسائل الحديثة مع الكثافة العالية للأسماك في المزارع السمكية المكثفة يمكن الوصول إلى إنتاجية تصل إلى 20 طن من الأسماك / هكتار في العام الواحد.
وفي اليابان ذكر أن تربية أسماك البوري على عذراء ديدان الحرير Sillk worn pupac بكمية 0٫3 - 2 كجم/م2 وبكثافة الأسماك 2 سمكة /م 2 ووصلت إنتاجية الأسماك إلى أكثر من 25,1 طن / هكتار.
وفي الولايات المتحدة الأمريكية تصل إنتاجية أسماك القراميط تحت النظام المكثف إلى ما يقرب من ثلاثة ونصف طن لكل هكتار سنويا.
(ج) مميزات النظام المكثف وعيوبه:
(أ) مميزات تربية الأسماك في ظل النظام المكثف:
1. إنتاجية الأسماك في ظل هذا النظام أعلى منها من النظام غير المكثف والشبه مكثف وهو الوسيلة الفريدة لرفع إنتاجية الأسماك بالمزارع السمكية والوصول إلى الأمل المنشود بتوفير البروتين الحيواني للاستهلاك الآدمي (صناعة الأسماك).
2. لا يحتاج إلى مساحات أرض كبيرة وإنما بمساحات أرض صغيرة يمكن استغلالها لتربية المكثفة (أي زيادة كثافة الأسماك في وحدة المساحة).
3. يمكن التحكم بسهولة في عمل برنامج وقائي وعلاجي للأسماك بالأحواض.
4. سهولة صيد وجمع الأسماك.
(أ) عيوب النظام المكثف:
1. يحتاج الى كمية من علائق الأسماك المتزنة أكثر مما هو متبع في النظام غير المكثف وشبه المكثف.
2. يحتاج الى عمالة فنية متدربة للفحص الدوري للماء والرعاية الدورية للأسماك بالأحواض.
3. مشكلات التغيير في العوامل البيئية مثل نقص الأكسجين وغيرها يسبب أضرارا جسيمة للأسماك ويؤدي إلى نفوق معظمها في وقت قصير في حالة عدم تفادي ذلك.
4. تشكل أمراض الأسماك في هذا النظام خطورة بالغة على حياتها نظرا للكثافة العالية للأسماك بالأحواض ويجب مراعاة ذلك جيدا حتى لا ترتفع نسبة النفوق في الأسماك.
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|