المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



النزاع بين الزوجين  
  
1116   09:25 صباحاً   التاريخ: 2023-03-07
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : الشباب وقضايا الزواج
الجزء والصفحة : ص113 ــ 119
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الزوج و الزوجة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-12-2020 1761
التاريخ: 16-12-2018 2088
التاريخ: 2024-10-16 368
التاريخ: 11-12-2018 1846

من الأسباب المهمة التي تؤدي إلى نشوب النزاع في الحياة الزوجية، وفي هذا الفصل سوف نتناول طائفة من الأسباب التي يمكن أن تكون باعثا على النزاع بين الزوجين وخاصة لدى الشباب، وقد تبدو هذه الأسباب ثانوية أو هامشية إلا أنها تكشف عن الجانب العجيب في الطبيعة البشرية.

أـ على صعيد الممارسة الذاتية:

1ـ عدم القناعة:

عدم القناعة قد يرافق الإنسان منذ طفولته، إذ أننا نشاهد أفراداً لا يقنعون بحقهم بل أنهم يتجاوزون حدهم ويطلبون من الآخرين أن يوافقوهم في ذلك، فإذا ما حدث العكس ثاروا في وجوههم وكأنهم أصحاب حق، فيبدأ فصل من النزاع.

2ـ البحث عن العيوب:

قد ينشب النزاع في بعض الأحيان بسبب البحث عن العيوب أو التنقيب عن النقائص فترى أحد الزوجين ولا هم له سوى نصب الكمائن والترصد ومراقبة الطرف الآخر فإذا وجد زلة شهر به وهذه العادة تدفع بالزوج أو الزوجة إلى الكراهية والحقد والعداء ولا ينجم عنها سوى الشعور بالمهانة والإذلال وربما دفعت بالضحية إلى التمرد والنزاع.

3ـ التقريع واللوم:

إن تصور الزوجة أو الزوج إنساناً معصوماً عن الخطأ أمر بعيد عن الواقع، فالإنسان مخلوق يخطئ ويصيب، يمشي ويكبو، بالرغم من السعي نحو الكمال والتكامل ومحاولة الحد من الأخطاء، وإذن فإن احتمالات الخطأ واردة وهي طبيعية جداً فإذا صدر خطأ ما فلا يستحق الأمر تقريعاً أو لوماً يعكر من صفو الحياة.

4ـ الطموح اللامعقول:

وهذا أمر عادة ما يقود إلى نشوب النزاع، فقد يؤكد أحدهما مثلا على ضرورة الإفراط في التمجيد والاحترام، والمظاهر الفارغة، وتقليد الآخرين والزواج الجديد والإفراط في مسائل الذوق.

ب- على صعيد العلاقة المشتركة:

ينبغي أن تكون العلاقة الزوجية قائمة على المودة والألفة والطمأنينة وتربية الجيل، غير أن هناك أسباباً صحية أو اجتماعية تؤثر على مستوى العلاقة الزوجية وتقود أحد الزوجين إلى تناسي الآخر وعدم الإهتمام به ومن بينها العجز، وغياب الانسجام، واضمحلال العاطفة الأمر الذي يؤدي إلى التنازع.

كما أن الإعراب عن الاستعداد لتلبية الحاجة الزوجية قولاً وعملاً أمر ضروري، حتى لو كان هناك إرهاق بسبب العمل أو السفر، وأن يكون هناك نوع من التضامن بين الزوجين ومحاولة كل منهما دعم الآخر، فالمكاسب التي يحصل عليها أحد الطرفين لابد وأن تشمل الآخر.

إن روح الإستعلاء والرغبة في إبراز الأنا حالة تدعو إلى النفور، خاصة في الحياة الزوجية، ذلك أن هذه الروح تقضي على الصميمية في العلاقات.

إن محاولة أحد الطرفين لإثبات قدراته وامتيازاته يفجر في قلب الآخر الشعور بالحسد والحقد، الأمر الذي يجرّ إلى النزاع.

ج- مسائل خارجة عن الإرادة:

قد يحدث النزاع بسبب أشياء ليس للإنسان دخل في صنعها فمثلا تنجب المرأة بنتاً في حين يرغب الرجل أن يكون المولود صبياً مما يدفعه إلى لوم زوجته والحط من شأنها، في حين أن الأمر برمته خارج عن إرادتها، كما أن الوليد هو هبة من الله سبحانه سواء كان ولداً أم بنتاً.

وربما يحاول الأب وانطلاقاً من إيمانه بضرورة تنبيه ومعاقبة ابنه أو ابنته كأسلوب تربوي ولكنه يجد زوجته تقف سداً حائلاً دون ذلك، فإذا حصل وارتكب الطفل خطأ ما صب الأب لعناته على زوجته واعتبرها السبب في كل ذلك.

د- الحياة الاجتماعية:

كثير هي الأسباب التي تفجر النزاع في الحياة الزوجية في هذا المجال، ومن جملتها:

1ـ الفضائح:

إن قيام أحد الزوجين بكشف أسرار الآخر عند الآخرين أو محاولة تضخيمها مما يتسبب في إحداث فضيحة في الأمر يؤدي إلى تزلزل الحياة الزوجية وتعريضها إلى الخطر.

لقد صور القرآن الكريم العلاقة بين المرأة والرجل بأدق التصاوير وذلك في قوله تعالى: {هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ}[البقرة: 187]، فالمرأة ستر للرجل كما أن الرجل ستر للمرأة، أحدهما يستر عيوب الآخر ونقائصه، ولذا ففضح الأسرار تترتب عليه آثار لا تحمد عقباها أبداً.

2ـ المضايقات:

قد ينشب النزاع بسبب المضايقات المستمرة كإقدام الرجل - مثلا - على فتح أبواب منزله لمن هب ودب من الأصدقاء والمعارف ما يحمّل المرأة أعباء استقبالهم والقيام على خدمتهم.

أو تقوم المرأة بدعوة أهلها وأقربائها باستمرار مما يؤدي إلى إرهاق الرجل اقتصادياً، ولذا فمن الواجب مراعاة هذه المسألة وأخذ الإمكانات بنظر الإعتبار واحترام الزوجين لمشاعر بعضهما البعض.

3ـ العلاقات الاجتماعية:

وهي مسألة ينبغي أن تخضع لضوابط عديدة، وعلى الزوجين مراعاة ذلك، خاصة في ما يتعلق بالروابط ومعاشرة الآخرين؛ فليس من حق الرجل أن يقضي جل وقته مع هذا وذاك بعيداً عن المنزل، فلا يعود الا بعد منتصف الليل دون أن يحسب لزوجته حسابا؛ كما ليس من حق المرأة أن تصرف أوقاتها مع هذه وتلك دون أدنى احترام واهتمام بزوجها أو منزلها، ومن الطبيعي أن تقود مثل هذه الحالات إلى البرود في العلاقات الزوجية، ومن ثم تفكك الأسرة.

4ـ الانحرافات:

يتفجر الخلاف بين الزوجين أحياناً عندما يتعرض أحدهما إلى اتهام الآخر بالانحراف عن الطريق، حيث يثور الآخر من أجل كرامة الأسرة، وقد ينشب العراك إذا فكر أحد الطرفين بالانتقام من صاحبه، وعلى أساس ما يسمعه من القيل والقال وسوء المقال؛ وفي مثل هذه الحالات ينبغي التحقق بهدوء وموضوعية ومعالجة الأمر بتعقل وشفافية بعيداً عن التوتر والتشنج

5ـ تدخل الاخرين:

إن السماح للآخرين بالتدخل في الحياة الزوجية هو من أكبر الأخطار التي تواجه الأسرة، خاصة تلك التدخلات التي تتخذ جانب التحريض والإيحاء السلبي؛ وفي هذه المناسبة سنشير إلى بعض صور هذا التدخل.

1ـ الإعلان عن الرأي:

حيث يقوم والد المرأة او الرجل بإسداء النصح فيما ينبغي فعله، وقد تصطدم هذه الآراء مع آراء أحد الطرفين، وعندها ينشب النزاع.

إننا ننصح الآباء والأمهات وحتى الأخوة والأخوات بعدم التدخل في شؤون الأسرة التي تشكلت حديثا، وأن يعطوا للزوجين فرصة لانتخاب الحياة التي يفضلانها - إن الهمس والتحريض والنصح الذي لا يجد تجاوباً من أحد الطرفين لا يؤدي إلى شيء سوى تفجير الوضع وخلق جو متوتر في حياة الأسرة الجديدة.

2ـ الحسد:

وقد يأتي التدخل انطلاقاً من الشعور بالحسد فهناك - ومع الأسف - أفراد لا يمكنهم تحمل سعادة الآخرين، ولذا يبدأون تحركهم لتقويض تلك السعادة من خلال التدخلات في حياة الزوجين مما يخلق حالة من النفور بينهما، وهناك الكثير من الوسائل الشيطانية التي يمكن من خلالها تعكير صفو الاسرة الناشئة.

3ـ إظهار التعاطف:

يتخذ التدخل أحياناً شكلاً من أشكال التعاطف مع أحد الزوجين إذ يقوم أحدهم بإظهار تعاطفه وصداقته وحبه لأحد الزوجين لاكتساب ثقته، وبعدها يقوم بعمله ونفث سمومه من خلال ذلك؛ فمثلاً يقول للمرأة: منذ زواجك وحالتك الصحية تسير نحو الأسوأ.. إن زوجك لا يليق بك أبداً.. إنه يؤذيك ولا يعرف قدرك.. لو كان يعرف قدرك لفعل هذا، وجاء بذاك.

إن الإصغاء لمثل هذه الأحاديث المسمومة تؤدي بطبيعة الحال إلى إضعاف العلاقات الزوجية وخلق حالة من أزمة الثقة وبالتالي بداية نشوب النزاع في الحياة الأسرية.

4ـ انتظار الفرص المناسبة:

ربما يحصل سوء تفاهم بين الزوجين يصل إلى إسماع الآخرين حيث تتنوع المواقف وتختلف ردود الفعل بين ناصح ومشفق وبين حاسد لا يبغي سوى تقويض العلاقات بينهما، ولذا فهو يعتبرها فرصة ذهبية للهجوم على أحد الزوجين ونعته بأقذع الكلمات واتهامه بأنه لا يعرف قدر زوجه أبداً، الأمر الذي يرضي الطرف الآخر وفي نفس الوقت يكون قد دق أسفيناً في حياتهما المشتركة، وعندها تتعقد المشكلة ويصعب حلها.

و-عوامل اخرى:

وهناك جوانب أخرى تؤدي إلى النزاع، منها الإصغاء لآراء الآخرين؛ الميل وحب النزاع، الجهل، وجود بعض المشاكل؛ الأمراض المزمنة التي تضعف من قابلية الإنسان على التحمل؛ الشعور بالمرارة التي تنشأ عن الخلافات خارج الأسرة؛ وأخيراً الرغبة في التسلط وإثبات القدرة والسيطرة.

توصيات عامة:

الحياة الزوجية المترعة بالآلام والمشاكل، الزاخرة بالنزاعات والأحقاد التي لا أثر فيها من حب أو احترام أو مودة؛ لا يمكن أن نعتبرها حياة، فضلاً عن اعتبارها حياة أسرية؛ ذلك أنها تفتقد إلى مقومات الأسرة، حيث يغرق الطرفان في بحر من المآسي ويغرقان معهما أطفالهما.

إن على الزوج إذا كان يحب زوجته أن يقرر استيعابها وتحملها، وانتهاج الطريق السليم الذي يصلحها؛ وعلى المرأة إذا كانت تفضل الحياة مع زوجها أن تتحمل بعض أخطائه من أجل أطفالها على الأقل.

إن تربية الأطفال ورعايتهم مسؤولية كبرى يجب أن يضحي الزوجان في سبيلها وأن يتحمل أحدهما الآخر من أجلها.

وأخيراً فإن النزاع ليس الوسيلة الوحيدة التي من شأنها إصلاح الأسرة بل هو معول هدام لا يرحم، يقوض أساس الأسرة ويؤدي إلى انهيارها. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.