المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

طريق تحصيل الشكر
26/9/2022
الكواركات هي وحدات المادة البنائية
2023-03-13
Kelvin Functions
25-3-2019
نقض العهد يورث النفاق
3-8-2019
خصائـص الاهـداف السـتراتيجـية
22-4-2022
لماذا الغرب يخافون من الإسلام؟
2023-04-11


الأسود بن يعفر  
  
5733   08:13 صباحاً   التاريخ: 27-09-2015
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج1، ص158-160
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 30-12-2015 3663
التاريخ: 30-9-2019 5239
التاريخ: 30-12-2015 2912
التاريخ: 30-12-2015 3641

هو الاسود بن يعفر بن عبد الاسود بن جندل بن نهشل بن دارم من بني تميم، وأمه رهم بنت العبّاب؛ كان متزوّجا امرأة من بني نهد سباها في غارة. وكان الاسود مولعا بالقمار قد أضاع فيه ماله، فكانت أمه تنصحه بأن يترك القمار فلم يتركه، فرغبت إلى الذين يلاعبونه أن يكفّوا عن ملاعبته فغضب من ذلك.
ويبدو أن الاسود بن يعفر لم يكن مقيما في مكان يستقلّ به، بل كان يجاور الأقوام: جاور بني قيس بن ثعلبة ثم بني مرّة بن عباد بالقاعة (شرقي بلاد العرب) وغيرهم.
واتّصل الاسود بن يعفر بمسروق بن المنذر بن سلمى بن نهشل فكان مسروق يعطيه ويبرّه، ومات مسروق فرثاه الاسود. وكذلك حظي عند النعمان ابن المنذر.
وقد أسنّ الاسود بن يعفر ثم كفّ بصره قبل أن يتوفى (نحو 585 م).
الاسود بن يعفر شاعر غير مكثر ولكنّه فصيح مجيد، وفي شعره غناء؛ وقصائده طوال. وفي شعره مدح ورثاء، وكان شديد الهجاء بارعا فيه حتّى سمّي ذا الآثار لأنه ما هجا أحدا إلاّ ترك فيه آثارا (ألزمه الهجاء وأضرّ به). وهو بارع أيضا في الأدب (الحكمة). وقد اختار المفضّل الضبّي للأسود قصيدتين، إحدى هاتين القصيدتين «نام الخليّ وما أحسّ رقادي»، وهي معدودة من مختار أشعار العرب وحكمها.
- المختار من شعره:
قال الاسود بن يعفر يذكر شبابه ويبث أشجان نفسه ويذكر الموت والأمم التي سبقت ثم زالت:
نام الخليّ وما أحسّ رقادي... والهمّ محتضر لديّ وسادي (1)
من غير ما سقم؛ ولكنّ شفّني... همّ أراه قد أصاب فؤادي
ومن الحوادث، لا أبا لك، أنني... ضربت عليّ الأرض بالأسداد (2)
ولقد علمت، سوى الذي نبّأتني... ان السبيل سبيل ذي الأعواد (3)
إن المنيّة والحتوف كلاهما... يوفي المخارم يرقبان سوادي (4)
لن يرضيا مني وفاء رهينة... من دون نفسي، طارفي وتلادي (5)
ما ذا أؤمّل بعد آل محرّق... تركوا منازلهم، وبعد إياد (6)
أهل الخورنق والسدير وبارق... والقصر ذي الشرفات من سنداد (7)
أرضا تخيّرها لدار أبيهم... كعب بن مامة وابن أم دؤاد
جرت الرياح على مكان ديارهم... فكأنّهم كانوا على ميعاد (8)
نزلوا بأنقرة يسيل عليهم... ماء الفرات يجيء من أطواد (9)
فإذا النعيم وكلّ ما يلهى به... يوما يصير إلى بلى ونفاد
__________________________
1) الخلي: الذي لم يعشق، الذي لا هموم له. ما أحس رقادي: لا أجد سبيلا إلى النوم (لكثرة همومي). محتضر لدى وسادي: ملازم لي حاضر عند مخدتي التي أنام عليها.
2) ضربت على الأرض بالأسداد: قامت دوني سدود لا أستطيع أن أتصرف في الحياة بحرية، لأنه كان قد عمي في آخر حياته.
3) أن السبيل سبيل ذي الاعواد: ان طريق الناس كلهم الموت (الاعواد يحمل عليها الميت: التابوت).
4) الحتف (الموت) يوفي (يعلو) المخارم (الطرق في الجبال-يستطيع الموت في أن ينفذ إلى الانسان من كل طريق مهما كانت صعبة). السواد: شخص الانسان. يرقبان سوادي. المنية والحتف يرصداني حتى يأخذا نفسي.
5) وهما لا يقبلان مالي الطريف والتليد (الجديد والقديم-كل ما أملك) بدلا عن نفسي.
6) آل محرق: المناذرة (كانوا ملوكا فماتوا، فكيف أرجو أن أنجو أنا من الموت).
7) الخورنق والسدير: قصران. بارق وسنداد: نهران.
8) جرت الرياح على مكان ديارهم: عفت عليهم الرياح، أزالتهم عن مساكنهم، ذهبت بهم-ماتوا. فكأنهم كانوا على ميعاد (مع الموت).
9) أنقرة: بلد قرب الحيرة (غير أنقرة التي في آسية الصغرى). الاطواد جمع طود: الجبل. يسيل عليهم ماء (نهر) الفرات (كناية عن الخصب والنعيم).
 




دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.