أقرأ أيضاً
التاريخ: 30-12-2015
3663
التاريخ: 30-9-2019
5239
التاريخ: 30-12-2015
2912
التاريخ: 30-12-2015
3641
|
هو الاسود بن يعفر بن عبد الاسود بن جندل
بن نهشل بن دارم من بني تميم، وأمه رهم بنت العبّاب؛ كان متزوّجا امرأة من بني نهد
سباها في غارة. وكان الاسود مولعا بالقمار قد أضاع فيه ماله، فكانت أمه تنصحه بأن
يترك القمار فلم يتركه، فرغبت إلى الذين يلاعبونه أن يكفّوا عن ملاعبته فغضب من
ذلك.
ويبدو أن الاسود بن يعفر لم يكن مقيما في
مكان يستقلّ به، بل كان يجاور الأقوام: جاور بني قيس بن ثعلبة ثم بني مرّة بن عباد
بالقاعة (شرقي بلاد العرب) وغيرهم.
واتّصل الاسود بن يعفر بمسروق بن المنذر بن
سلمى بن نهشل فكان مسروق يعطيه ويبرّه، ومات مسروق فرثاه الاسود. وكذلك حظي عند
النعمان ابن المنذر.
وقد أسنّ الاسود بن يعفر ثم كفّ بصره قبل
أن يتوفى (نحو 585 م).
الاسود بن يعفر شاعر غير مكثر ولكنّه فصيح
مجيد، وفي شعره غناء؛ وقصائده طوال. وفي شعره مدح ورثاء، وكان شديد الهجاء بارعا
فيه حتّى سمّي ذا الآثار لأنه ما هجا أحدا إلاّ ترك فيه آثارا (ألزمه الهجاء وأضرّ
به). وهو بارع أيضا في الأدب (الحكمة). وقد اختار المفضّل الضبّي للأسود قصيدتين،
إحدى هاتين القصيدتين «نام الخليّ وما أحسّ رقادي»، وهي معدودة من مختار أشعار
العرب وحكمها.
- المختار من شعره:
قال الاسود بن يعفر يذكر شبابه ويبث أشجان
نفسه ويذكر الموت والأمم التي سبقت ثم زالت:
نام الخليّ وما أحسّ رقادي... والهمّ محتضر
لديّ وسادي (1)
من غير ما سقم؛ ولكنّ شفّني... همّ أراه قد
أصاب فؤادي
ومن الحوادث، لا أبا لك، أنني... ضربت عليّ
الأرض بالأسداد (2)
ولقد علمت، سوى الذي نبّأتني... ان السبيل
سبيل ذي الأعواد (3)
إن المنيّة والحتوف كلاهما... يوفي المخارم
يرقبان سوادي (4)
لن يرضيا مني وفاء رهينة... من دون نفسي،
طارفي وتلادي (5)
ما ذا أؤمّل بعد آل محرّق... تركوا
منازلهم، وبعد إياد (6)
أهل الخورنق والسدير وبارق... والقصر ذي
الشرفات من سنداد (7)
أرضا تخيّرها لدار أبيهم... كعب بن مامة وابن
أم دؤاد
جرت الرياح على مكان ديارهم... فكأنّهم
كانوا على ميعاد (8)
نزلوا بأنقرة يسيل عليهم... ماء الفرات
يجيء من أطواد (9)
فإذا النعيم وكلّ ما يلهى به... يوما يصير
إلى بلى ونفاد
__________________________
1) الخلي: الذي لم يعشق، الذي لا هموم له.
ما أحس رقادي: لا أجد سبيلا إلى النوم (لكثرة همومي). محتضر لدى وسادي: ملازم لي
حاضر عند مخدتي التي أنام عليها.
2) ضربت على الأرض بالأسداد: قامت دوني
سدود لا أستطيع أن أتصرف في الحياة بحرية، لأنه كان قد عمي في آخر حياته.
3) أن السبيل سبيل ذي الاعواد: ان طريق
الناس كلهم الموت (الاعواد يحمل عليها الميت: التابوت).
4) الحتف (الموت) يوفي (يعلو) المخارم
(الطرق في الجبال-يستطيع الموت في أن ينفذ إلى الانسان من كل طريق مهما كانت صعبة).
السواد: شخص الانسان. يرقبان سوادي. المنية والحتف يرصداني حتى يأخذا نفسي.
5) وهما لا يقبلان مالي الطريف والتليد (الجديد
والقديم-كل ما أملك) بدلا عن نفسي.
6) آل محرق: المناذرة (كانوا ملوكا فماتوا،
فكيف أرجو أن أنجو أنا من الموت).
7) الخورنق والسدير: قصران. بارق وسنداد:
نهران.
8) جرت الرياح على مكان ديارهم: عفت عليهم
الرياح، أزالتهم عن مساكنهم، ذهبت بهم-ماتوا. فكأنهم كانوا على ميعاد (مع الموت).
9) أنقرة: بلد قرب الحيرة (غير أنقرة التي
في آسية الصغرى). الاطواد جمع طود: الجبل. يسيل عليهم ماء (نهر) الفرات (كناية عن
الخصب والنعيم).