المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



التربية الاجتماعية للشباب  
  
1122   09:22 صباحاً   التاريخ: 2023-03-06
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : تربية الشباب بين المعرفة والتوجيه
الجزء والصفحة : ص340ــ345
القسم : الاسرة و المجتمع / المراهقة والشباب /

يجاهد الاسلام لتربية اتباعه في كافة المجالات الانسانية ويبذل جهودا كبيرة من اجل ذلك سالكاً سبلاً خاصة تنتهي الى وعي الحقوق الفردية والواجبات الملقاة على عاتق الشاب ثم معرفة علاقته مع المجتمع بناءً على اساس العيش المشترك في اجواء السلم والتفاهم.

والاسلوب التربوي الاسلامي وخصوصاً بالنسبة للشباب ينحو نحو تحويلهم الى نماذج انسانية راقية تتحلى بالشرف والاصالة والاخلاص والطهارة والامانة والاعتدال والادارة الجيدة والسيطرة على الذات.

التربية الاجتماعية للشباب ضرورة حيوية لأن الشباب على وشك الارتباط بقوة في المجتمع وسيتحملون مسؤوليات معينة لابد من الاضلاع بها طبقاً لقواعد الشرع والعرف والتفكير العميق وسنبحث في هذه المسائل في الصفحات التالية:

• امكانية التربية الاجتماعية:

في فترة الشباب تبرز الاستعدادات للنمو في مختلف المجالات ومنها المجال الاجتماعي. ويكونوا في وضع يمكنهم من ادراك اهمية رعاية الضوابط الاجتماعية انهم يدركون جيداً أن حياتهم الاجتماعية ستشرع في هذه المرحلة وأن تكون مضبوطة بضوابط المجتمع الذي يعيشون فيه، وهم ذوي قدرة على اكتشاف السلوك الحسن والعواطف الخيرة ازاء الاخرين ثم الانتباه الى دورهم المهم في ذلك ويدركون ايضاً ضرورة الانسجام مع المحيط والتخلص من التعارض معه تدريجياً ويشعرون بقدرتهم على امتلاك اراء صحيحة ومهمة بخصوص القضايا المعروضة، وهذه ارضية للالتحاق بالنشاط الاجتماعي وبصورة مقبولة.

• اصول التربية الاجتماعية:

لقد اختلفت الاجابات حول ماهية الضوابط والاصول في التربية الاجتماعية بحسب المذاهب والافكار. ونحن سنستند الى المباني الاسلامية ومواقفه في مقابل الآراء الاخرى. كما مشار اليها في الآتي:

• ١- رعاية الاحترام:

من وجهة نظر الاسلام أن الانسان كائن محترم سواء امام الوالدين او امام الخالق جل وعلا.

وفي هذا الاطار تتظافر روايات المعصومين وافعالهم واعمال الرسول (صلى الله عليه وآله) وتؤكد على تكريم شخصيات الشباب ومعاملتهم بالحسنى والتفاهم لأن ذلك يقربنا الى قلوبهم الامر الذي يسهل عملية التربية والتوجيه من قبل المربي.

• 2- اشراكهم في بعض الامور:

الشباب لم يعودوا صغاراً لكي لا يشتركوا في اتخاذ القرارات في البيت والمدرسة بحجة عجزهم عن الادراك الصحيح والعميق، اذ انهم اصبحوا كبارا وظروف الحياة تقتضي أن لا يبتعدوا عن المشاركة في اتخاذ القرارات. فبواسطة اشراكهم في البرامج الجماعية والمسيرات وتشييع الجنائز والامور المرتبطة بالتعاون الاجتماعي يمكن الانتفاع من امكانياتهم المتنوعة، وفي نفس الوقت تعليمهم الاعراف الاجتماعية ونمنحهم الثقة بالنفس.

اذ ان الكثير منهم كسالئ وسلبيون لا يتقدمون للمشاركة في هذه الفعاليات اذا لم نسعى الى تحريكهم اليها فاذا لم نفعل فان الامور قد تتكرس لديهم ويبتعدون كلياً عنها.

• 3ـ تحميلهم المسؤوليات:

لابد من تحمل الشباب بعض المسؤوليات وأن يطلب منهم اداءها بأفضل اداء، فمنذ البداية يجب تعويدهم على الاطلاع بوظائفهم في البيت والمدرسة ومحلات العمل او في النشاط الاجتماعي لكي يتاح لهم اثبات صلاحيتهم بصورة عملية ثم الافتخار بهذه القدرات.

وقد لا يصادف البعض منهم النجاح في اداء المسؤوليات الموكلة اليهم، وفي مثل هذه الحالة يجب أن لا يتعرض الى العقاب لأنه قد يرفض تحمل المسؤولية لاحقا او قد يصل الى الانحراف بسبب ذلك، لأن عدم تحمل المسؤوليات هو بحد ذاته ارضية للانحراف.

• 4- الحرية المحدودة:

في المرحلة هذه لابد من تخفيف القيود المفروضة على الناشئة لانهم اصبحوا في سن تحتاج الى مزيد من الحرية وبحدود الحاجة وبمقدارها، وان يساهم الناشئ هو ايضاً في تحديد الحرية اعتمادا على ضميره ومدركات عقله وبمقدار ايمانه وقوة اعتقاده، كما يجب ان يمنح حرية تعادل مسؤوليته، وان يقوم بحل مشاكله بنفسه، وعندما يريد ان يضحي من اجل اهداف سامية فعلينا أن نسمح له بذلك ونزيل القيود التي تعترض هذه المواقف والقرارات.

• ٥- العلاقات والارتباطات:

يحتاج الشباب الى معلومات بخصوص اسلوب الارتباط بالأفراد والجماعات وماذا يتوجب من اجل ذلك. ومن جملة ذلك ان يعرف الطلبات الصحيحة من سواها، والطموحات السليمة من عداها وحقوقه وحقوق الاخرين واجراء العدالة والواجبات المتعينة في هذا الاطار.

نحن نعلم أن الاسلام حدد واجبات كل فرد وكل جماعة بدقة وعن هذا الطريق يتم السعي لتجاوز الميول المتناقضة وعناصر الاختلاف وخلق الانسجام بقدر الامكان وأن تنشأ العلاقات ضمن قواعد واساليب يحكمها الوعى والاحساس بالمسؤولية.

٦- الاهتمام بالمظاهر:

علينا أن نُعلّم الشباب الاهتمام بمظاهرهم. وخصوماً بالنسبة للنظافة والملابس. وأن هذا الامر الاجتماعي المهم يؤكده سلوك النبي (صلى الله عليه وآله) اذ انه من عادته قبل أن يلتقي بالآخرين أن ينظر بالمرأة ويصلح وضعه الظاهر ان كان يحتاج الى اصلاح. ومما اكده الاسلام لبس الملابس الجميلة. واستعمال المسواك وتمشيط الشعر واستخدام العطر وقد وضع ذلك كجزء من البرنامج اليومي للإنسان المسلم.

ويجب ان نراعي ذوق الشباب حين نريد أن نهيئ لهم الملابس فحين اشترى الامام علي (عليه السلام) ثوبين قال سأعطي قنبر احدهما ليفرح. خلاصة القول هي ضرورة مراعاة رغبات الشباب في هذا الجانب.

• ٧- بناء الاسر:

بعد ان يتعلم الشباب العلاقات وحدود الواجبات فانه سيصل الى الاستعداد لتأسيس الاسرة. فسنين البلوغ يخلق الرغبة لتأسيس حياة مشتركة.

ويتعلم الشباب ما يلزم لذلك عن طريق الوالدين وخصوصاً الواجبات ازاء الزوجة والاولاد ثم كيفية السلوك في الحياة المشتركة وما هي الأهداف من وراء بناء الاسرة وما هي المسؤوليات التي يفرضها هذا التأسيس.

فالحياة العائلية هي عبارة عن مدرسة تُعلم اسلوب الحياة واسس السعادة او التعاسة وكل ذلك يساهم فيه الاباء سواء بالنسبة للتفاؤل او التشاؤم لما يأتي به المستقبل.

المحاذير اللازمة:

في الجانب الاجتماعي من الضروري أن توجد محاذير وتتحصر بمراكز ثلاثة هي:

١- العائلة:

فالبيت عبارة عن دولة صغيرة، لكل فرد فيها واجبات تتناسب مع ادرا كه وقدراته وان اداء هذه المسؤوليات يتم تبعا لضوابط خاصة.

ان الوصايا التي تعمل في هذا الجانب لابد من أن تحافظ على احترام الشباب وتوفر الراحة النفسية لهم واطمئنان الضمير، وهنا لا يجب أن يشعر الشاب بالنقص وحتى لو وجد هذا الاحساس فان عزة النفس وقوة الشخصية يجب أن تغطي عليه.

على الوالدين أن يقضوا بعض اوقاتهم الى جانب الابناء ويساهموا في خلق الانس لديهم وأن يحترموا عواطفهم، ثم لا ضرورة من حبسهم في البيت لأن ذلك يقلص من فرص الاطلاع والنمو لديهم أو يؤخر منه على الاقل.

2- في المدرسة:

المدرسة ايضاً تساهم في تنمية شخصية الشباب وانسجامهم وخلق القدرة لديهم على التفاهم. وحسن النية عند المربين يشكل عامل مهم في التربية.

وللمدرسة دور هام في بناء شخصية الشباب اذ توجد فيها افكار متضادة واختلاف في الرأي والاذواق، وهم لكي يعيشوا في هذه الاجواء لابد لهم من الاطلاع على كل ذلك وعدم التنافر معه.

كما يجب ان نوفر اوضاع يتمكن فيها هؤلاء من اكتشاف اخطائهم وان يتبادلوا مع الاخرين الافكار ووجهات النظر وأن يساعد اولياء المدرسة على الاستيناس بآرائهم بدون قسوة أو تحقير لأن ذلك يدفعهم الى العناد وخلق المشاكل.

• ٣- في المجتمع:

مدرسة المجتمع اهم مدرسة ينهل منها الشباب وتنبني فيها شخصياتهم، فيتعلمون الالتزام بالقوانين والضوابط بصورة عملية. فالذي يتعلمونه في المدرسة نظرياً يصار الى تطبيقه عملياً بإشراف المجتمع.

ان المحافل والتشكيلات قد تؤدي الى نمو وتطور الشباب او الى ترديهم وسقوطهم فمن المهم أن نعرف الى اين يذهبون وماذا يفعلون واي شيء يتعلمون. خصوصاً اننا نعلم ان قسماً من السلوكيات غير المطلوبة تتسرب اليه عبر الآخرين. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.