المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

تعليق تحريك الدعوى على اذن
11-1-2021
استعمالات الشعير
13-3-2016
الافات الحشرية التي تصيب الموالح وطرق مقاومتها
2023-11-19
قصة الجمال
17-4-2016
المقجّع البصريّ
16-7-2019
مخاطبات بين ابن البناء ولسان الدين
2024-08-31


عوامل تقوية صفة السخرية والاستهزاء  
  
1062   09:08 صباحاً   التاريخ: 2023-03-06
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : الاسرة والمشاكل الأخلاقية للأطفال
الجزء والصفحة : ص190 ــ 191
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-1-2016 2066
التاريخ: 29-1-2023 1289
التاريخ: 2023-03-23 1332
التاريخ: 17-1-2016 2066

في بعض الأحيان يقوم الطفل بعمل يكون سُلماً لتصرفاته وسلوكه اللاحق. فضحك الذين يحيطون به وتأييد الآخرين له والثناء عليه في حضور الآخرين. كل هذه الممارسات لها تأثير في هذا النطاق.

فاذا ما قام الطفل بالتقليد والاستهزاء من الآخرين وأحاط به الكبار وطلبوا منه تكرار فعلته والاستمرار بها فإن الطفل يعتبر عمله بمثابة نجاح وتفوق فيسعى إلى تكرار ذلك.

والنقطة الحائزة على الاهمية في هذا المجال هو ان الطفل ينظر إلى والديه ومن يحيط بهم في أي عمل يقوم به فاذا ما لاقى استحسانهم فإنه سيواظب عليه. وإذا ما رأى عدم التوجه والبرود في التفاعل مع سلوكه أو عدم الاهتمام أو التوبيخ فعند ذلك سيترك هذا السلوك. وهذا من أسس تعليم الحسن والقبح للطفل.

المضاعفات

ان التقليد والاستهزاء له مضاعفات وعوارض كثيرة وبدون أي نفع أو فائدة تذكر. ومن أقل هذه المضاعفات: تضعيف قيمته الوجودية والشخصية وفقدان كرامة نفسه وعزته. يتعود على الذلة والتلوث الأخلاقي فينجر الامر إلى ان يكون الشخص بعيداً عن الآداب فيأخذ بالسخرية من الناس واهانتهم.

ففي المدرسة والصف يشغلون أنفسهم بالسخرية والغوغاء فيكونون بعيداً عن السعي والجد في الدرس وهمهم الوحيد جلب نظر وتوجه الآخرين لهم. وحتى إذا أرادوا الاقلاع عن هذه الصفة فسوف يجدون أنفسهم في ظروف تمنعهم من ذلك.

وفي بعض الأحيان ينقلب سلوكهم إلى إراقة ماء الوجه والعراك فيعرض عزته وكرامته وكرامة الآخرين وعزتهم للجرح وتكون شخصيته وحيثيته محلاً للاستفهام والسؤال. فيفشي اسرار الآخرين على الملأ ليضحك الغير وهذا ما لا يُقره المجتمع.

ان اعتياد هؤلاء على هذا السلوك يتم في ظروف لا يستطيعون معها ترك ذلك الاعتياد، فمثلا يقلدون دور المشلول والزحف على الأرض و... 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.