المقومات البشرية لتقييم الوزن السياسي للدولة- التركيب الاثنوغرافي للسكان – الدين |
864
01:22 صباحاً
التاريخ: 2023-03-01
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 28-1-2016
2368
التاريخ: 4-1-2022
1667
التاريخ: 13-5-2022
1534
التاريخ: 17-1-2016
8211
|
الدين:
الدين من الظواهر البشرية المهمة التي تحدد سلوك الملايين من الناس حتى لينعكس اثره بصورة واضحة على الخارطة السياسية للعالم وترجع معظم الحروب التي حلت بالعالم في الماضي الى المنازعات الدينية اما في العصر الحديث فقد بدأت الاديان تفقد اهميتها كعامل يؤثر في الجغرافية السياسية للدول او بكلمة أخرى لم يعد قوة سياسية ، ويرجع سبب ذلك الى اطراد النزعة العلمانية وانتشار الوعي القومي وتناميه وولادة الايديولوجيات القومية التقدمية ، ثم حلول العوامل الاقتصادية والسياسية مكان الاديان كعوامل مؤثرة في جغرافية الدول السياسية ، كما اصبح التسامح الديني امراً مقبولاً ومتفقاً عليه في المجتمع الدولي الحديث ، حيث نرى كثيراً ما يوجد عدد من العقائد او المذاهب الدينية جنباً إلى جنب في تعايش سلمي داخل اطار الوحدة السياسية.
ولكن يلاحظ في الوقت نفسه ان المشاعر الدينية لا تزال تلعب دورها في بعض الدول ذات المجتمعات المحافظة كما انه قد تبدو بعض المشكلات الدينية على سطح العلاقات الدولية الراهنة في صورة مستترة ، أو قد تكون الدوافع الدينية من بين اسباب بعض المشكلات الدولية مثل مشكلة الهند وباكستان الذي كان اساس وجود دولة باكستان ( في نيسان عام 1947) وانفصالها عن الهند هو النزاع الديني الحاصل بين المسلمين والهندوس . ولا بد من الاشارة هنا الى ان النزاع العربي - الصهيوني ليس نزاعاً دينياً او عنصرياً على الاطلاق (من جانبنا) بل هو صراع قومي وحضاري استغلت الصهيونية الدين اليهودي كأساس لحركة عنصرية قومية عدوانية تستهدف - وبالتنسيق والتعاون مع الامبريالية - وجود الامة العربية القومي والحضاري، كما انه صراع تحرري تخوضه الامة العربية ضد الصهيونية كحركة استعمارية استيطانية توسعية احتلت ارضنا العربية في فلسطين وشردت شعبها، فصراعنا اذن مع الصهيونية انما هو صراع من اجل التحرر من اطماع الصهيونية والامبريالية ولا خلاف في ان الانسجام الديني يؤدي القوة السياسية للدولة، وعلى عكس ذلك فان التعقيد الديني والمذهبي فانه يقود الى ضعفها، لان التعصب الديني ومحاولة التخلص من الاقليات الدينية يؤدي الى خسائر كبيرة, وبالتالي يكون سبباً في تفكك الوحدة الوطنية او القومية.
وفيما عدا ذلك فان الدين يشكل مصدر قوة الدولة ، فبالنسبة الى الاسلام فانه قوة اجتماعية اساسية تدخل في تلاحم الشعب العربي ووحدته في كل مكان لأنه التجربة الثورية العظيمة التي خاضتها امتنا العربية والتي يزخر بها تراثنا القومي، فالإسلام ثورة بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى ، من حيث الصيغة والمبادئ والاداة، فهي ثورة شارك فيها الوجدان العربي بكل اصالة ونكران ذات من اجل خدمة الامة العربية والانسانية جمعاء، وبالتالي فانه عنصر موحد للأمة العربية وباعث لنهضتها ومجدد لحيويتها لأنه يشكل نقطة بارزة في تاريخ امتنا النضالي والبطولي العريق.
والتداخل الديني عبر الحدود الدولية هو ا السمة البارزة التي تطبع خارطة العالم السياسية ، لأن توزيع الاديان لا يتفق مع توزيع الحدود السياسية ، ولهذا نجد أن الحدود السياسية تفصل بين عشرات الدول المتجاورة تتداخل دينياً شأنها في ذلك شأن التداخل الحاصل بين شعوبها في كثير من الاحيان . وسكان العالم اليوم الذي تعداده يبلغ أكثر من ثلاث مليارات ونصف المليار نسمة يتوزع على الاديان الرئيسة التالية ( خارطة رقم ٩ ) .
بوذيون وهندوس 42% ، ومسيحيون 32.5% ، ومسلمون 15% ، ووثنيون 10% ، ويهود 5%.
ويمكن تقسيم الدول من حيث الدين وعلاقته بالسياسة الى ثلاث مجموعات:
1- دول يسود فيها دين واحد ، وهي التي يعتنق اكثر من 90% من سكانها ، دين واحد ينطبق ذلك على الاقطار العربية وتركية وايران واندونيسيا و افغانستان كما ينطبق على اسبانيا وايطاليا وفرنسا (الكاثوليكية) ، والسويد ، والنرويج (البروتستانتية ... الخ).
2- دول يتفوق فيها دين على آخر وهي الدول التي يعتنق ما يتراوح بين60 – 80% من سكانها دين واحد معين و ينطبق ذلك على الولايات المتحدة حيث يوجد اكثر من 65% من سكانها يعتنق المذهب البروتستانتي، والبانيا فيها 70% مسلمون و 20% وأرثوذكس و 10% كاثوليك وغيرهما.
3- دول تتعدد فيها الاديان ولا تظهر فيه غلبة دين على آخر كما هو الحال في كندا وسويسرا، ولاتفيا، ويوغسلافيا حيث يوجد في الدولة الاخيرة على سبيل المثال 49% وأرثوذكس و 39% كاثوليك و 12% مسلمون.
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|