المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27

Borel Hierarchy
13-1-2022
Cell Fusion, Cell Hybrids
20-12-2015
ما جاء في المعوذتين
4-12-2021
حركية "هول" Hall mobility
26-11-2019
طلاب المحبة العاجزون
2024-09-30
مكونات النظام الصحي - الدعم المالي والتمويل
2023-02-16


الوعي الديني لدى الشباب  
  
2197   09:37 صباحاً   التاريخ: 2023-03-01
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : تربية الشباب بين المعرفة والتوجيه
الجزء والصفحة : ص157ــ164
القسم : الاسرة و المجتمع / المراهقة والشباب /

كل علماء النفس يربطون بين البلوغ وبروز العواطف الدينية حتى انهم يقولون أن الحركات الدينية تلاحظ عند البعض ممن كانوا مسبقاً غير مهتمين بتعاليم الدين اذ تستفيض نزعات الايمان فيتجه لإدراك مفاهيم الدين وتصوراته. فمن هو خالق العالم... وما هي العبادات وما الموت والحياة وما هي فلسفة الوجود.

ان تفتح التوجهات الدينية يقود للبحث عن الحق واتباع الحقيقة وتشجع الشباب في هذا السن على الزهد والعبادة ويجتهدون في طرق ابواب المعرفة.

• الخصوصيات:

تشتد عند الشباب حالة الارتباط بالله وتختلف عما كانت عليه في السنين السابقة. اذ تظهر مظاهر التعبد ويمسون كأي متصوف من حيث العبادة والزهد.

فعلاقة الانسان بالله وقبل هذه السن تكون غير مفهومة الا انها تصبح لديهم واضحة ويبدؤون بالارتباط بالأبعاد التي يعرفونها عن عالم الدين ونلاحظ استغراقهم في العبادة. واحياء الليل. والبكاء وربما تفرح والديهم اذا كانوا متدينين أو تقلق آخرين.

ولا شك بأن هذه الحالات مهمة ولكن بالنسبة لدوامها لابد من الانتظار. اذ ربما رأينا في السنين القادمة أوضاع مغايرة وغير متوقعة وطبعاً أن عوامل متعددة تقف وراء التغيير.

وكما يرى بعض علماء النفس أن هذه العواطف تبرز في حدود سن (١٦) سنة اما اخربن فيقولون أن سن (١٢) سنة هو الذي تبدأ فيه تلك العواطف ومع مرور الاعوام فإنها تبدأ تتركز، وكلما اشتدت فان دور الايمان يتضاعف في افكاره وافعاله.

• منشأ هذه العواطف:

في هذا الصدد توجد اراء متعددة ومتناقضة احياناً من قبيل اراء فرويد التي تقول بأن اليأس في الجنس المخالف هو الذي يسبب بروز هذه العواطف اذ يلجأ الانسان إلى الله وبيته... وينسى انها تظهر حتى عند المتزوجين. ومن وجهة نظرنا وبقية الالهيين فان هذه العواطف تتولد عند الحاجة الروحية وتنبثق عن الفطرة الانسانية. وهي طبعاً لا تحتاج الى تعلم وتدريب وتوجد عند كل انسان وهناك جوانب تؤكد هذه الحقيقة، كالصدق، والامانة، والطهارة، والعدالة، والشهامة، والاحسان و...

هذه الجوانب توجد في الانسان بصورة فطرية وعندما تستفيض فيه فإنها تحفزه للبحث عن الحقائق فيما يتعلق بالخالق وقضايا الدين وفيما يتعلق بقدرة الله فإنها تخلق حالة التواضع امامها.

فقيم ما وراء الطبيعة والدين إلى جانب المثل الأخلاقية لدى الشباب تخلق سلوكية خاصة تبدو لدى الاخرين كحركة دينية تلاحظ عند الشباب ممن نشأ حتى في أوساط العوائل غير المتدينة وربما قبل العوائل الأخرى احياناً.

وهي تكون عند البنات مترافقة مع افكار الزهد التي قد تلوح كالهامات دينية دقيقة وحتى ادق مما هو عند الكبار.

• المشاركة في الاجتماعات:

لشدة حب الشباب للدين فانهم يشاركون في الاجتماعات والابحاث والحوارات التي تدور فيها ولهذا فان دور التجمعات والمنظمات الدينية أمر حيوي ومهم.

وفي هذه الاجتماعات تبرز العواطف الدينية حتى أن لم يمارسون الشعائر الدينية فإنهم في اطار هذه الاجتماعات يشرعون بأداء الشعائر.

ويتميز هؤلاء في كل الأعمال والبرامج بجانب افراطي أو تفريطي حتى في العبادة واحياء الليل، فقد نراهم يواظبون على أداء كل المستحبات أو يتخلون عن كل اللذائذ ويتجهون الى الزهد، وطبعاً أن توجه من هذا النوع ليس محباً كثيراً للشباب وقد يؤدي إلى عوارض غير مقبولة.

ان العلاقات مع المتدينين مفيدة جداً وذات أثار مهمة على السلوك.

وعلى المربين أن يلتفتوا الى تلك الأهمية وأن يسعوا إلى الاستفادة منها في التربية عن طريق تطوير الميول الفطرية.

فوائد قوة الايمان:

لقوة الايمان فوائد كبيرة بالنسبة للشباب يمكن أن تعدد منها ما يلي:

- انها ضمانة تفيد التعاليم الدينية والاجتماعية.

- انها تؤدي إلى التقليل من المخالفات والتصرفات غير المطلوبة.

- انها عنصر للتطور والاستقلال والثقة بالنفس.

- عنصر لضبط الحرية وتقيدها بقيود معقولة.

- انها تنمي الطاقة الروحية والتقدم نحو الاهداف.

- سبب للاطمئنان وزوال الاضطراب والتشويش.

- ثم انها تسبب بناء شخصية - الشباب الانسانية - وتهيئتهم للانسجام مع المجتمع.

وفي حالة الافتقاد إلى الايمان فإننا نستطيع تخيل حجم الاضرار والمخاطر اذ يهوون كالغراقى في المشاكل والتيه.

ظهور الشكوك:

يعاني كثير من الشباب من الشكوك في صحة العقائد والأفكار الدينية. مع انهم لا يصنفون ضمن اللا دينيين ولا يريدون أكثر من التأكد من صحة ما يدينون به ويريدون الاستفادة من القوى العقلية التي لديهم في التحقق من الدين واكتشاف جوهره أو أن يتوصله إلى تفاسير جديدة لكل ذلك.

ان الشاب يشك بالمعتقدات التي لقنها له الاباء والمعلمين انه يظن انهم لم يعلموه الاسلام كما هو وكما يجب أن يتم التعليم فضلاً عن رفضه لسؤال الاخرين لاعتقاده بأن ذلك يحطم كبرياء ولهذا فان وظيفة المربين نفرض عليهم الاجابة هذه التساؤلات.

واحياناً نرى الشاب يتخوف من طرح الاسئلة لأن ذلك قد يقود إلى الصدام بالمتعصبين الذين ربما اتهموه بالإلحاد.

وهكذا فان الشباب يعيشون مرحلة ازمة بالنسبة للإيمان والعقيدة اذ يرى التعارض بين المعارف السابقة والحالية. ولهذا فان احتمال تغيير العقلية في هذه المرحلة كبير جداً على الخصوص أن القيم الدينية والدنيوية من وجهة نظرهم معقدة جداً مفعمة بالمجاهيل.

• القضايا الدينية:

لقد كبروا الشباب واصبحوا رجالاً ونساءً يتوقع منهم الجميع الاطلاع على بعض المعارف والعلوم الدينية كما انهم ينطرون في انفسهم، الاطلاع على تلك المعارف. بينما لا يرون في انفسهم مثل هذا الاطلاع بل أن رؤوسهم تزدحم فيها عشرات الاسئلة التي يعجزون عن الاجابة عليها.

أن المراهق والشاب قد لا يفهم الكثير من المسائل الاسلامية كما انه لا يستطيع بجعل الاستدلال على الفروع والاصول. فالموت والحساب والجنة والنار بالنسبة له معضلات، فانه لا يعرف الحياة بعد الموت لذا فإنه يعاني من الحيرة ولا يميز بدقة بين الخير والشر والطريق القويم من الطريق غير القويم. ويتمنى أن يعرف ما يجهله من اسرار الوجود.

انه يريد ان يعرف كيفية الاستفادة من البرنامج الاسلامي، ماذا يفعل لكي يصبح مسلماً ويصل إلى النعيم؟ بماذا سيجازئ على الذنوب التي ارتكبها؟ كيف ستكون العدالة الالهية؟ كيف سيطبّق التعاليم الاسلامية في المجتمع؟...

هذه الاسئلة واسئلة اخرى تشغل ذهنه باستمرار وإذا علم بوجود مكان يحصل فيه على اجوبة لتساؤلاته فإنه يسرع اليه وإذا ادعت جماعة امتلاك هذه القدرة فإنه يلجأ اليها ايضاً.

• ضرورة التوجيه:

تجب عملية التوجيه من منطلق اسلامي أو انساني، فان الفطرة تدعو لاكتساب المعرفة وإذا لم يضطلع الاباء والمربين بهذه الواجبات فمن ذا الذي سيضطلع بذلك؟

ان الشاب في هذه السن يحتاج إلى معلومات واضحة عن الله والدين، لأن روح معرفة الحق تدفعه للحصول على المعلومات لذا فإنه يبدي رغبة بقراءة الكتب الدينية بهدف اكتشاف اسرار الوجود.

تقع على المربين مسؤولية توجيه الشباب واطلاعهم على الكتب التي تتفهم في هذا المجال أو المحاضرات الجيدة التي تطرح مفاهيم دينية صحيحة.

لا شك بأن المدارس يتوجب أن تحتوي على كتب دينية تدرس خلال المناهج الدراسية إلى جانب الكتب العلمية، وأن نلقن الشباب المفاهيم بما يتلاءم ومدى تفكيرهم، كما يجب في الجانب العملي أن نعلمهم التقوى والتفكر والشجاعة والزهد.

انخفاض المحبة:

عند المراهق يوجد فراغ في الجانب الديني. فإذا ملأناه فإنه يرتاح ويطمئن، اما إذا لم يحصل ذلك أو تم ملئه بمعلومات غير منظمة فإننا سننتظر نتائج غير مطلوبة.

فالشاب حينما يواجه الاقران ويعجز عن تقديم عقيدته بطريقة منطقية فإنه سيشعر بأن كرامته قد هدرت وعندئذ لا يجد سبيلاً للحفاظ عليها سوى انكار علاقته بالدين وهذه علامة على الاحساس بالنقص امام الاخرين.

وعندماً يؤدي العبادات فإنه ينتظر من الله مكافأة اذ يعتقد أن احياء الليل والصلاة والصيام يعطيه منزلة عند الله تجعل كل ادعيته مستجابة فوراً وبدون تأخير. ونحن نعلم ان الله يستجيب الادعية تبعاً للمصلحة ولا نرى ان الله يستجيب كل الادعية. فانتظار الاجابة وقلة الوعي الديني بسبب قلة الايمان وضعفه.

• الاستفادة من الحماس الديني:

من الواجب دينياً تزويد الشباب بالمعلومات اللازمة لخلق الوعي الصحيح، فلابد من السعي أن تقدم له معلومات بطريقة مقبولة ولكن صحيحة عن الايمان والعقيدة والمبدأ والمعاد. بواسطة الاجابة السليمة عن الاسئلة التي تدور في ذهنه، وباختصار ملأ الفراغ بنحو معقول ولائق بالاستفادة من الحماس الديني لدى الشاب.

كما يجب الاستفادة من هذا الحماس في اصلاحه وارشاده وتوفير سبل كماله وسعادته مراعاة لمصلحة الفرد والمجتمع ولابد أن نضع الشاب على طريق التعاون، والتحرر والنضال ضد الاستغلال ونوفر له مستلزمات التسامي والنمو.

هذا العمل أن تم عن طريق المربين الخيرين والحريصين، فان الشاب ومجتمعه سينالان الخير لأن أي خطر يتعرض له الشاب سيصل إلى المجتمع أيضاً. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.