المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

أهميّة الأبحاث الأخلاقيّة القرآنيّة
2024-09-21
Connectivity-k-connected graphs
28-7-2016
أخوة المؤمن
2023-03-20
بيان غسله وتكفينه وتشيعيه ودفنه
19-01-2015
لوعة الزهراء (سلام الله عليها)
10-10-2017
هيئة مالكي سندات القرض في الشركة المساهمة
11-10-2017


زمان ظهور صفة السخرية والاستهزاء  
  
1084   08:59 صباحاً   التاريخ: 2023-03-01
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : الاسرة والمشاكل الأخلاقية للأطفال
الجزء والصفحة : ص184 ــ 186
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-1-2016 2281
التاريخ: 2024-08-15 498
التاريخ: 14-11-2016 2117
التاريخ: 13-1-2018 3147

ان زمان بروز حالة التقليد لدى الطفل بشكل صوري في عمر الستة أشهر الاولى. أما في سن الثالثة والرابعة فما فوق فإن الطفل يضطلع بدور ويكون له قرار في اسلوب التقليد والاذى.

وفي السنين التي يصبح فيها الصبي مميزاً فإن هذه الحالة تأخذ أبلغ صورها. وفي سنين الـ(18) يكون التقليد لغرض السخرية والخصومة حيث تتجسد في حب الذات وحب السيطرة وتحقير الاخرين، حيث يسعى الطفل بهذا الاسلوب والسلوك ان يظهر بشكل شخص مهم وأرجح من غيره.

وهذه الظاهرة تبرز لدى الأطفال الاذكياء أسرع من غيرهم. وشيوعها بالأحوال الاعتيادية يكون في سنين 8 ـ 12 وهو يسعى في هذه الحالة إلى تحكيم وتقوية موقعيته وتضعيف مكانة وموقعية الآخرين. وبالنتيجة اخضاع الآخرين إلى نفوذه وسلطته. وهذا السلوك يبدو محدوداً في سنين الصبا والبلوغ وفي نفس الوقت يتم بالاستفادة من اعضاء البدن حيث يقوم بحركات معينة. ولا يمارس هذه الحركات ابتداءاً في جمع من الحاضرين. يل يقتصر على بعض أصدقائه ورفاقه وبالأخص عندما يتخاصم مع شخص آخر فإن هذه الحالة تكون مشهودة أكثر طبعاً في سنين البلوغ والشباب تبدأ هذه الحالة بالانحسار التدريجي ويستطيع صاحبها أن يتركها. حتى نرى انه من النادر وجود شخص قد كبرت معه هذه الحالة واصبحت ملازمة له.

صنف وسنخ هؤلاء

الأطفال الذين يمارسون عملية التقليد والسخرية نجدهم في المجاميع التالية:

ـ الأطفال اليتامى والقاصرين وفاقدي العوائل والغير طبيعيين.

ـ الأطفال الذين لم ينالوا قسطاً من المحبة.

ـ الأطفال الذين لم ينالوا نصيباً من التربية، اي تسامح وتساهل الآباء والمربون في تربيتهم.

ـ الأطفال الذين لا يتمتعون ببسطة في الجسم والفكر والروح والذين لا يستطيعون الدفاع عن أنفسهم.

ـ الأطفال الذين تأخروا في التكلم والمشي.

ـ الطفل الذي تعرض لسخرية الآخرين والآن اخذت احساساته السابقة تنعكس على شخصيته الحالية. أو انه تعرض إلى عذاب وأذى من يكبره وبعدها كبُر فجاء دوره ليؤذي من هو أصغر منه.

ـ الأطفال اللاأباليين والذين يتدخلون فيما لا يعنيهم وكثيرو الحركة وذوو الشرور.

ـ الأطفال المعروفون بالمبالغة والجزاف في القول والذين يهمهم جلب رضا الآخرين.

ـ أغلب الأطفال ذوي المستوى المعيشي المنخفض والمحرومين في المجتمع.

ـ السذج وسريعو التصديق والبلداء وطيبوا القلوب الذين يتأثرون بالتلقين والوسوسة والايحاء.

ـ البعض من هؤلاء الأطفال وضيع ودنيء ولئيم. حيث هانت في نفسه شخصيته (من هانت عليه نفسه فلا ترج خيره) (غرر الحكم).

ـ الذين يرغبون بالاختلاط في الناس ويبغون من خلال ذلك ابراز وجودهم.

ـ الأطفال الذين يحاولون التغلب على الموانع التي تعتري طريقهم والذين صمموا على إزالتها.

المكان

عادة تتم عرض حالات التقليد والتهريج والسخرية ضمن مجموعة يحسّ هؤلاء بأن شخصيتهم في تلك المجموعة قد سُحقت وتعرضت للخطر أو في ظروف يحس هؤلاء بأنهم مورد قبول هذه المجموعة.

وكذلك يعرضون فعالياتهم في مجالس الضيافة المحلية. حيث يرومون ابراز وجودهم. فيقومون بالصراخ والصياح وافتعال الأدوار والأطوار لكي يفرغوا ما في داخلهم من عقد. يتحينون الفرص ليتظاهروا امام الغير لكي يعترف الآخرين بمكانتهم.

أحياناً يبصقون على شخص محترم يسير في الشارع امام مرأى ومنظر الجميع لكي يلفتوا انتباه الآخرين، فيضحكون الآخرين ويحدثون ضجة وحركة وذلك لعرض قابلياتهم وقدراتهم ليثني عليهم الغير. وفي المدرسة هم على وضع لا يحسدون عليه، فيسعون للحصول على شخص ضعيف فيسخروا منه ويستهزؤا به. أو عندما يرون شخصاً في الشارع أو الزقاق يصعب عليهم جلب نظره فإنهم يقومون بحركات من شأنها جلب نظر ذلك الشخص. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.