المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
نظرية الغبار البركاني والغبار الذي يسببه الإنسان Volcanic and Human Dust
2024-11-24
نظرية البقع الشمسية Sun Spots
2024-11-24
المراقبة
2024-11-24
المشارطة
2024-11-24
الحديث المرسل والمنقطع والمعضل.
2024-11-24
اتّصال السند.
2024-11-24

المياه الصناعية المعدومة العضوية
2024-01-24
Filoviruses (Marburg and Ebola Viruses)
20-11-2015
توقعات بانخفاض درجة حرارة الأرض القياسية عام 2017
20-9-2016
Vowels START
2024-03-01
مخاطر تقنية النانو الصحية
2023-10-07
تشغيل الأجانب
23-2-2017


فضائل الأندلس / عن الحجاري  
  
1412   01:33 صباحاً   التاريخ: 2023-02-16
المؤلف : أحمد بن محمد المقري التلمساني
الكتاب أو المصدر : نفح الطِّيب من غصن الأندلس الرّطيب
الجزء والصفحة : مج3، ص:155
القسم : الأدب الــعربــي / الأدب / الشعر / العصر الاندلسي /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-08-12 405
التاريخ: 18-1-2023 1162
التاريخ: 2024-01-13 927
التاريخ: 2024-02-24 731

فضائل الأندلس / عن الحجاري

ومن كلام الحجاري في " المسهب ": الأندلس عراق' المغرب عزة أنساب ، ورقة آداب ، واشتغالا بفنون العلوم ، وافتناناً في المنثور والمنظوم ، لم تضق لهم في ذلك ساحة ، ولا قصرت عنه راحة ، فما مر فيها بمصر إلا وفيه نجوم وبدور وشموس ، وهم أشعر الناس فيما كثره الله تعالى في بلادهم ، وجعله نصب أعينهم من الأشجار والأنهار والأطيار والكؤوس ، لا ينازعهم أ في هذا الشان ، وابن خفاجة سابقهم في هذا المضمار الحائز فيه قصب الرهان وأما إذا هب نسيم ، ودار كأس في كف ظبي رخيم ، ورجع بم وزير ، وصفق للماء خرير أو رقت العشية ، وخلعت السحب أبراد ها الفضية والذهبية ، أو تبسم عن شعاع ثغر نهر ، أو ترقرق بطل جفن زهر، أو خفق بارق ، أو وصل طيف طارق ، أو وعد حبيب فزار من الظلماء تحت جناح ، وبات مع من يهواه كالماء والراح إلى أن ودع حين أقبل رائد الصباح . أو أزهرت دوحة السماء بزهر كواكبها ، أو فوضت عند فيض نهر الصباح بيض مضاربها ، فأولئك هم السابقون السابقون، الذين لا يجارون" ولا يلحقون ، وليسوا بالمقصرين في الوصف إذا تقعقعت السلاح ، وسالت خلجان الصوارم بين قضبان الرماح ، وبنت الحرب من العجاج سماء ، وأطلعت شبه" النجوم أسنة" وأجرت شبه الشفق دماء ، وبالجملة فإنهم في جميع الأوصاف والتخيلات أئمة ، ومن وقف على أشعارهم في هذا الشأن فضلهم فيه على أصناف الأمة، وقد أعانتهم على الشعر أنسابهم العربية ، وبقاعهم النضرة وهممهم الأبية.  ولشطار الأندلس من النوادر والتنكيتات والتركيبات وأنواع المضحكات ما تملأ الدواوين كثرته، وتضحك الثكلى وتسلي المسلوب قصته ، مما لو سمعه الجاحظ لم يعظم عنده ما حكى وما ركب ، ولا استغرب أحد" ما أورده ولا تعجب ، إلا أن مؤلفي هذا الأفق طمحت هممهم عن التصنيف في هذا الشأن فكاد يمر ضياعاً ، فقمت محتسبا للظرف فتداركته جامعا فيه ما أمسى شعاعا، انتهى.

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.