المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



حالات الشباب  
  
1116   09:00 صباحاً   التاريخ: 2023-02-16
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : تربية الشباب بين المعرفة والتوجيه
الجزء والصفحة : ص103ــ110
القسم : الاسرة و المجتمع / المراهقة والشباب /

المسائل المتعلقة بالمراهقين والشباب كانت من المسائل التي اثارت اهتمام العديد من علماء النفس. وكما قلنا أن بعض اصحاب الرأي يرون ان هذه فترة مستقلة من حياة البشر، فهي متممة طبعاً لفترة الطفولة وبدابة لفترة الرجولة. تبرز فيها عواصف الحياة وتتحرك بسرعة فائقة، فتجعل من اصحابها مثلها في حالة من التغير السريعة. وعلينا أن ننتظر سنين عديدة لكي يتاح لنا رؤية هدوء هذه العواصف في جوانب الروح والجسم.

وثمة حالات تظهر عند هؤلاء تكون في السنين المتقدمة من العمر اقل واهدأ. من قبيل انحراف الاخلاق، لاندفاع للنقاش والرياضة. وفي نفس الوقت الاحساس بالحياء والخجل المفرط. وهو طبعاً لا يظهر بصورة ثابتة ومستقرة. بل ربما كان على العكس من ذلك، وخصوصاً عند تعرض مصالح ابناء هذا السن الى الخطر، اذ تنقلب الى وقاحة غير قابلة للتغير.

ـ الاختلاف في الحالات:

ان الاختلاف في حالات المراهقين والشباب وسلوكياتهم في المراحل التي تسبق هذه السن وفي المراحل التي تليه واضح وكبير. ويتجلى احياناً في تفاوت الميول والاماني والرغبات وطراز التفكير، والنظر الى العالم وكذلك في القدرات البدنية التي تجلب معها الغرور وكذلك تلاحظ في الحالات النفسية.

في الشباب يلاحظ الاندفاع وفي الكهولة التأني، في الشباب البحث عن الجديد وفي الكهولة الارتباط بالتقليدي، وفي الشباب الحماسة والنشاط، وفي الكهولة الميل الى الراحة. في الشباب تتحكم العواطف والرغبة في اللعب والضوضاء، الارتباط بالخيال. وغالبا يلوح عليهم التفاؤل والاستغراف في اللذة الآنية، التهور والاقدام. عدم الاستقرار والتردد. اما الكهولة ففيها البحث عن الحكمة والارتباط بالتقاليد والاستغراق في الماضي، ومساحة من التشاؤم والتحكم بالنفس. كذلك الهدوء والسكون والاتزان والخبرة ومراعاة الضوابط . وإختلاف الكهل والشباب عن الطفل يمكن النظر اليها في زاوية اخرى فمثلاً أن الطفل محدود الرؤية اما المراهق والشاب فانه ذا رؤية اكثر اتساعاً. وكذلك فان الطفل والمراهق كلاهما يتعلق باللذة لكنهما يختلفان في نوع اللذة. ففيهما تستيقض الغرائز وتظهر مختلف مظاهر الحياة بصورة تختلف عن السنين الاخرى وتوصلها الى الحالة الفعلية مقرونة بصعوبات كثيرة ومتعددة.

ـ حالة التشاؤم:

قد تظهر على المراهقين والشباب مظاهر التشاؤم واليأس من الحياة. لكنها يمكن أن تكون مصطنعة ولأجل الضغط على الوالدين. إلا أن الحقيقي منها ناشئ عن الاحساس بتفاهة الحياة والضياع وربما الانحراف.

هؤلاء ربما عاشوا حياة طفولة مرعبة ومعذبة ومريرة ورزحوا تحت وطأة الخوف من الاختلاط بالناس، فتركت لديهم انطباعاً غير عقلاني عن الحياة ومظاهرها. فهذا الانقطاع عن الناس يجعلهم ذوي حياة تفتقر الى اساس قيم بعيد عن الواقعيات، فيحلقون في سماء الخيال ويرفضون العودة الى ارض الواقع.

هؤلاء في بعض الاحيان يبدون كالأطفال ويتصرفون بسذاجة فيسقطون في الفشل واليأس. هذا اليأس ينتهي بهم الى الاحساس بالحقارة والانكار والعذاب، وفي بعض الاحيان تبرز عليهم علائم لا أبالية وجمود في العواطف يتذرعون بها كسلاح دفاعي ينجيهم من الغرق والمتاعب. وهذه الحالة تعتبر عندهم نوع من التسلية، ومن جهة اخرى نوع من الانتقام موجه ضد عناصر عدم الانسجام فيهم.

ـ حالة الانزواء:

الشاب والمراهق لأجل التغلب على العجز وجبران ذلك فانه يختار طرق مختلفة منها قبول رغبات جديدة واحياء شخصياتهم التي يرون انهم خسروها. منها اللجوء الى الخيال والاحلام، نسج الادلة وقبول التافهة منها، العودة الى زمن الطفولة، البكاء، وافتعال الضجيج، و اللعب بالأصابع او قضم الاظافر. انكار الواقعيات. الاستعداد للهجوم واستخدام الخشونة، واحيانا الغرق في عالم العزلة والانزواء.

وغالباً ما تستند عملية العزلة الى اساسيين هما:

١- الاختلاء لأجل معرفة النفس والبحث عن حلول للمشاكل والتفكير في المصاعب. واحيانا يأتي البكاء والتخفيف عن الاحزان بسبب بعد النظر. وهو غالباً ما يحصل في سنين البلوغ.

٢- الانتفاع من الخلوة والانزواء كملجأ لقراءة كتب ممنوعة وتدخين السكائر، واعداد الخطط التخريبية. والتفكير في كيفية ممارسة الطغيان والعصيان. وقد يحصل الانزواء بحيث يستغرق المراهق فيه حتى يبدو كأنه غافل عن نفسه.

وفي كل الاحوال انهم يعيشون خوفاً كبيراً من الوحدة المطلقة. من الزنزانة المفردة والانقطاع الطويل. انهم يريدون أن يبقوا كالأطفال عند الاخرين وفي حمايتهم. وحينها كانوا قد انفصلوا عن كل الاقارب ومع ذلك يحسون بالراحة مع الاصدقاء ويشعرون باللذة من اللقاء بهم.

ـ الاحلام والاعمال الخفية:

قد يعرف الشباب بسن الاحلام والتحليق في عالم الخيال وقد قلنا انهم في بعض المواضع يظلون اسرى عالم الخيال فيعيشون في عالم الاماني الذي تشجعهم عليه قابليتهم القوية على التخيل فكأنهم حلو المستقبل الى حاضر وصاروا يعيشون فيه.

انهم ببساطة يخرجون من دنيا الحقيقة ويردون الى دنيا الاوهام، فهناك يحققون امانيهم، ويشعرون بالفرح والسعادة. ثم يعودون بسرعة حزانا ومهمومين.

الفرح او الانفعالات عموماً تمتاز بالحدة والقوة. فهذه الاحلام تأتي غالباً في اعقاب الحوادث التي تقع في اليقظة والرغبات التي تتحرك في اعماقهم. فهم يضعون خططاً لإخفاء اعمالهم في الخيال، وكأنهم قد تعلموا من الاصدقاء والمحيطين بهم من الناس شيئاً ما. وفي الاساس فان طراز تفكير وعمل المراهق والشاب يبدو بصورة تجعله يريد أن يضفي على اعماله وتصرفاته قالباً من الاسرار ويسلك لذلك سلوكاً عجيباً وغريباً.

فالأعمال التي يخفونها كثيرة ولديهم مهارة في هذا المجال تجعل من حياتهم فترة من الاسرار تجعل علماء النفس يتحدثون عن وجود حقائق مجهولة حول هؤلاء نفس هذه الاعمال السرية تجبرهم على التجسس والنفاق، والنميمة، ويستمرون على لعب هذه الادوار مدة بنجاح كامل ويتقدمون في هذا الاتجاه بحيث لا يتمكن الاخرين من الاطلاع على اعمالهم.

فبعضهم ينفذون الى المنظمات والجماعات مكرسين لديهم هذا الاحساس بالقدرة على النفوذ. لذا فان الكثير من النقاط السوداء تعيق معرفتهم.

ـ حالة التردد:

ان عمر الشباب هو عمر التردد والشكوك للوصول الى الحقائق المجهولة فالشباب وبسبب الشك المتأصل في نفوسهم يبذلون جهوداً كبيرة لمعرفة ما يلقى عليهم من قبل الاباء والمربين ليتأكدوا ان كان ذلك حقيقة ام لا.

انهم يشكون أيضاً في قدراتهم ومستوى طاقتهم على الفهم والادراك لذا فان مشاجراتهم. ورفعهم للأثقال. وابراز قواهم. ومشاركتهم في المسابقات المختلفة. والسعي لمعرفة قوة عضلاتهم غالباً ما يحصل لهذ السبب الانف ذكره.

وكذلك فانهم يشكون في المعتقدات الدينية وفي نفس الوقت يسعون أن لا يقعوا تحت وطأة الاحساس بالذنب. انهم فاقدي الثقة بالنفس. لا يعتنون بمسألة لانسجام في تصرفاتهم. فهم على علم بالعنفوان المتغير لديهم ولذا فانهم يشكون في كل ما يتعلق بهم.

ـ الالحاح وحب التسلط:

في كثير من الموارد نشاهد لدى المراهقين والشباب مواقف تدل على الاستخفاف الذي يثير غضب الكبار اذ طالما يدعون ادعاءات كبيرة ويصرون على تحقيقها، وهذا السلوك يجلب لهم العداء، واذا لم يطلع احد على حقيقة دواخلهم فانه يشعر بالامتعاض الشديد منهم.

انهم في بعض الاحيان يتصرفون كأطفال ويصرون على تحقيق كل ما يريدونه، او أن ينفذوا بأنفسهم ما يقنعون به، وحتى اذا لم يكن منطقي او عملي. أما في المنزل فانهم يحاولون التأمّر على الاطفال الصغار ولعب دور الرئيس عليهم، وربما سعى الى الاستهزاء بهم وايذائهم. يمثلون حركاتهم ويشعرون بلذة حينما يرون أن اوامرهم قد نفذت.

ونطالع لدى علماء النفس قالوا اذا بلغ الاحساس بالصغار حدا يتجاوز الحد المعقول فيمكن أن يشرك الفرد مع اقاربه في نزاعات فيفقده تعادله. وفي رأينا أن التفسير الثاني يقترب من المعقول في حال كون المحيط التربوي له دور كبير في عدم ضبط وتعديل هذه التحولات، وطبعاً ان الاحقاد والعداوة ناشئة عن الاحساس بفقدان العدالة والمساواة، ويمكن أن تؤدي الى خلق هذه الحالات النفسية.

ـ النزوع للسبق والغلبة:

المراهق والشاب من اجل اثبات عظمته وقوة شخصيته يلجأ الى اساليب متعددة. فهم يعشقون عزة النفس والعلو. وأن اي استصغار يواجهونه، يعد مصيبة بالنسبة لهؤلاء، ومن هنا فإنهم ومن اجل الانتقام لا يتورعون عن اي فعل.

فهؤلاء يريدون أن يصلو الى منتهى القوة والعلو ويسير سعيهم الرئيسي موجهاً نحوا الحصول على المقام الاجتماعي. ولهذا فانهم يشتركون في مسابقات عديدة. والقيام بأعمال (اكروباتيه). والقهقهة بصوت عال. ويبرزون احساساتهم العدائية بوضوح يريدون في كل الاحوال اشباع رغبتهم للتعالي.

انهم يريدون ان يظلوا دائما محط نظر المجتمع. ولهذا ايضا فانهم يشاركون في مسابقات خطرة. واذا علموا بأننا على اطلاع على الدوافع التي تحركهم فانهم يصابون بحالة من الخجل الشديد، تحمر وجوههم وربما دخلوا معنا في نزاع. لابد من اجتناب تشجيع الشباب لتحقيق الارقام القياسية او كسر هذه الارقام، لأن الفوز والخسارة في المسابقات كلاهما يشكلان خطر عليهم. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.