أقرأ أيضاً
التاريخ: 8/11/2022
1494
التاريخ: 18-1-2023
1144
التاريخ: 28-1-2023
1103
التاريخ: 15-7-2022
2120
|
عبد الله بن إبراهيم و علماء عصره
وذكر الحافظ الحجاري في " المسهب " أنه سأل عمه أبا محمد عبد الله بن إبراهيم(1) عن أفضل من لقي من أجواد تلك الحلبة، فقال يا ابن أخي، لم يقدر أن يقضى لي الاستمطار بهم ، في شباب أمرهم ، وعنفوان رغبتهم في المكارم ، ولكن اجتمعت بهم وأمرهم قد هرم ، وساءت بتغير الأحوال ظنونهم ، وملوا الشكر ، وضجروا من المروءة ، وشغلتهم المحن والفتن ، فلم يبق فيهم فضل للإفضال وكانوا كما قال أبو الطيب:
أتى الزمان بنوه في شبيبته فسرهم وأتيناه على الهرم
فإن يكن أناه على الهرم فإنا أتيناه وهو في سياق الموت، ثم قال: ومع ، فإن الوزير أبا بكر ابن عبد العزيز، رحمه الله تعالى كان يحمل نفسه ما لا يحمله الزمان، ويبسم في موضع القطوب ، ويظهر الرضى في حال الغضب. ويجهد ألا ينصرف عنه أحد غير راض، فإن لم يستطع الفعل عوض عنه القول.
قلت له : فالمعتمد بن عباد كيف رأيته ؟ فقال : قصدته وهو مع أمير المسلمين يوسف بن تاشفين في غزوته للنصارى المشهورة ، فرفعت له قصيدة منها:
لا روع الله سربا في رحابهم وإن رموني بترويع وإبعاد
ولا سقاهم على ما كان من عطش إلا ببعض ندى كف ابن عباد
ذي المكرمات التي ما زلت تسمعها أنس المقيم وفي الأسفار كالزاد
يا ليت شعري ماذا يرتضيه لمن ناداه يا موثلي في جحفل النادي
570
فلما انتهيت إلى هذا البيت قال: أما ما أرتضيه لك فلست أقدر في هذا الوقت عليه، ولكن خذ ما ارتضى لك الزمان، وأمر خادماً له فأعطاني ما أعيش في فائدته إلى الآن ، فإني انصرفت به إلى المرية، وكان يعجبني سكناها والتجارة بها ، لكونها ميناء لمراكب التجار من مسلم وكافر ، فتجرت فيها فكان إبقاء ماء وجهي على يديه، رحمة الله تعالى عليه. ثم أخذ البطاقة وجعل يطيل النظر والفكر في القصيدة ، وأنا مترقب لنقده ، لكونه في هذا الشأن من أئمته ، وكثيراً ما كان الشعراء يتحامونه لذلك إلا من عرف من نفسه التبريز، ووثق بها، إلى أن انتهى إلى قولي:
ولا سقاهم على ما كان من عطش إلا ببعض ندى كف ابن عباد
فقال: لأي شيء بخلت عليهم أن يسقوا بكفته ؟ فقلت : إذن كان يلحقني من النقد ما لحق ذا الرمة في قوله:
ولا زال منهلا بجرعائك القطر(2)
وكان طوفان نوح أهون عليهم من ذلك ، فتألقت غرته ، وبدت مسرته ، وقال : إنا لله على أن لم يعينا الزمان على مكافأة مثلك . قال : وكنت ممن زاره بسجنه بأغمات ، وحملتني شدة الحمية له والامتعاض لما حل به أن كتبت على حائط سجنه متمثلا:
فإن تسجنوا القسري لا تسجنوا اسمه ولا تسجنوا معروفه في القبائل
ثم تفقدت الكتابة بعد أيام ، فوجدت تحت البيت : لذلك سجناه(3):
571
ومن يجعل الضرغام في الصيد بازه تصيده الضرغام فيما تصيدا
فما أذرى من جاوب بذلك ثم عدت له ووجدته قد محي، وأعلمت بذلك ابن عباد ، فقال: صدق المجاوب، وأنا الجاني على نفسه، والحافر بيده لرمسه ، ولما أردت وداعه أمر لي بإحسان على قدر ما استطاع، فارتجلت :
آليت لا أقبل إحسانكم والدهر فيما قد عراكم مسي
ففي الذي أسلفتم غنية وإن يكن عندكم قد نسي
قال: وفيه أقول من قصيدة:
يا طالب الإنصاف من دهره طلبت أمراً غير معتاد
فلو يكون العدل في طبعه لما عدا ملك ابن عباد
وللحجاري المذكور كتاب في البديع سماه الحديقة، وأنشد لنفسه فيه(4):
وشادن ينصف من نفسه أمني من سطوة الدهر
ينام للشرب على جنبه ويصرف الذنب إلى الحمر
وله في فرس :
ومستبق يحار الطرف فيه ويسلم في الكفاح من الجماح
كان أديمه ليل بهيم تحجل باليسير من الصباح
إذا احتدم التسابق صار جرماً تقلب بين أجنحة الرياح
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- ترجمة أبي محمد عبد الله بن إبراهيم الحجاري في المغرب ٢ : ٣٤.
2- صدر البيت : لا يا اسلمي يا دار مي على اليل
3- البيت التالي للمتنبي.
4- البيتان في المغرب ٢ : ٣٤.
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|