أقرأ أيضاً
التاريخ: 1-12-2016
3063
التاريخ: 24-5-2017
9986
التاريخ: 2024-09-15
175
التاريخ: 2024-06-24
518
|
قد يكون السؤال الذي توارد هو: (ما تلك الطريقة السحرية التي بها يتحقق التعاون؟)، وهذا هو الوقت المناسب لتقديم الشرح. يقوم الحب الحازم على تقنيتين الأولى (قف وفكر)، والثانية (التعامل)، إن هذه هي الطريقة التي يجب أن تطبق منذ الطفولة المبكرة فصاعدا، ولكن مع إجراء بعض التعديلات التي تناسب نمو الطفل في كل مرحلة، مما يعني أنها قابلة للتطبيق في سن المراهقة وسن النضج. بل إن القدرة على (الوقوف والتفكير)، و (التعامل)، سوف تتحول بالفعل إلى أحد المصادر الداخلية الأساسية التي يعتمد عليها طفلك على مدار حياته الناضجة، حيث تساعده على النضج، والتفكير، والحكمة في التعامل مع كل أمور الحياة، دعنا نكتشف كيف يمكن تحقيق ذلك.
(لوسي)، تنجح في التواؤم
تعبث (لوسي)، التي يبلغ عمرها عشرين شهراً بأسلاك المسجل الخلفية، إنها لا تفعل ذلك في هدوء أو خلسة بل على مرأى كامل من أمها وأبيها المنهمكين في حديث ما. تراها أمها فتناديها قائلة: (لوسي، ارفعي يديك عن نهايات الأسلاك وتعالي هنا والعبي بألعابك)
ولكن (لوسي)، لا تلقي بالاً إلى أمها. تقف الأم وتتجه نحو ابنتها وتقول (لوسي)، ارفعي يديك عن نهايات الأسلاك وتعالي هنا. فتنظر (لوسي)، إلى أعلى ولسان حالها يقول - وهي تنظر إلى أمها:(وما الذي يمكنك فعله حيال هذا الأمر؟)، فتحاول أمها للمرة الثالثة وتقول :(ابتعدي عن نهايات الأسلاك!)، فتعود لوسي - أدراجها لكي تعيد الأسلاك وهي تهمس خلسة:( كلا، كلا، كلا!).
لم تكن (لوسي)، ـ حتى هذه اللحظة - قد فعلت أي فعلة صبيانية سخيفة. كان بوسع أمها أن تلهيها أو تتفاوض معها لمواجهة أية مشكلة، غير أن هذا اليوم كان أول اختبار للتهذيب بالنسبة لها. إنها تدفع أبويها للتشاجر معها لأنها تريد ذلك.
وحان وقت العمل، تتحرك الام نحو (لوسي)، بسرعة وتحملها من خصرها من خلف يديها، تم ترفعها وتضعها في الجانب المقابل من الغرفة (يجب أن تحتوي كل غرفة معيشة على مكان خال)، ولكن هذا السلوك لا يلقي ترحاباً من قبل الفتاة؛ فتصرخ وتصيح، وتضرب، وتطيح، شأن جميع الأطفال الصغار (مما يدفع أمها إلى الإمساك بها من الخلف!)، تواصل الأم أحكام قبضتها على بنتها ولكن بطريقة آمنة وتقول لها: (عندما تكونين على استعداد لأن تهدأي؛ يمكنك الخروج).
تقوم لوسي بالكثير من (الحركات)، التي قد تكون مألوفة بالنسبة لك مثل: البصق، والعض، ومحاولة تقيؤ العشاء، بينما قد يسعى غيرها من الأطفال لكتم أنفاسه أو الشتم وهكذا، إن الفتاة لم تخضع ولم تشعر بالخوف، وإنما اعتراها الغضب، فكيف يجرؤ أي شخص على التصدي لها؟!، تنظر (لوسي)، إلى والدها الذي ظل واقفاً في الخلف وأخذت تقول: (أبي؛ ساعدني!)، ، فيأتي والدها ويساعد الأم في الإمساك بها، ويكرر نفس ما كانت الأم تقوله بصوت هادف ونبرة واثقة: يجب أن تبقي بعيدة عن أسلاك المسجل يا (لوسي)، وبعد مرور ما بدا لهم أنه يقرب من عشر دقائق - غير أنه لم يتعدى في واقع الأمر سوى دقيقة واحدة ـ توقفت (لوسي)، عن المقاومة وهدأت.
كانت أمها طوال الوقت تكرر عليها في صوت ناعم عندما تكونين على استعداد لأن تهدأي، سوف أسمح لك بالخروج (أما الآن فهي تسأل ـ لوسي - بشكل مباشر: والآن هل ستبقين بعيدة عن نهايات أسلاك المسجل؟)، (نعم!).
عند هذا الحد يتراجع الأبوان إلى الخلف، ثم يقولان: (أنت فتاة جيدة)، ويراقبان ما ستفعله. تنظر (لوسي)، إلى نهايات الأسلاك ثم تنظر إلى أبويها، ثم تنظر إلى العابها على الجانب الآخر من الغرفة وتتجه اليها مباشرة، يتنفس أبواها الصعداء ويجلسان من جديد. سوف تسعى (لوسي)، من جديد على مدار الأسابيع التالية العبث في أسلاك المسجل؛ غير أنها ستتوقف على الفور عندما يطلب منها أبواها ذلك.
سوف تبقى (لوسي)، للعديد من الأسباب - متأرجحة داخل وخارج (المكان المخصص للتفكير)، عدة مرات قبل أن تبلغ الخامسة. وبمجرد أن تبلغ عامين ونصف، سوف تذهب إلى المكان المخصص للتفكير عندما يطلب منها ذلك، وسوف تقف وتفكر فيما يجب أن تتعلمه. ومع بلوغ الخامسة؛ ستكون قد تعلمت أن تفكر وتقيم أفعالها وتراعي شعور الآخرين مما سيجعلها سعيدة وتلقائية وسهلة المراس.
بدون إيذاء، أو لوم، أو خوف
كان حمل الصغيرة (لوسي) على (الوقوف والتفكير)، مفاجأة بالنسبة لها غير أن كرامتها فقط هي التي مُست ولبضع دقائق ليس أكثر.
أما بالنسبة لصغار الأطفال: فقد يتطلب الأمر أحياناً التدخل البدني، ولكن بشكل آمن دائما بعيد كل البعد عن الترهيب. عندما تحمل طفلك الذي شرع في الصياح خارج المتجر لأنه يود البقاء هناك. أو عندما تمنعه من سكب الشراب في أذن الكلب النائم، أو تمنعه من العراك داخل أرض الملعب: يجب أن يكون تدخلك هذا بدنيا لكي نعلم الطفل (أن هذا التصرف غير مقبول). يجب أن نسعى للجمع بين الفعل والقول مع صغار الأطفال. تحرك بهدوء دون أن تؤذيه (حتى عندما تكون غاضبا)، بل إنه من الأفضل دائما أن تتصرف في مرحلة مبكرة قبل أن تفقد السيطرة على أعصابك، أما إن كنت تشعر أنك في حالة ثورة؛ تجاهل خطوة التعامل واكتف بوضع الطفل في غرفته إلى أن يهدأ.
عما قريب ستصبح قادرا على أن تخبر أبنك ببساطة أن يتوجه إلى بقعة بعينها داخل الغرفة وأن (يقف ويفكر)، سوف يستجيب أبنك لأنه يعلم أن ليس أمامه خيار، ولأنه يعلم أيضاً أن الأمر بسيط ولن يستغرق طويلا، وأنه ليس نوعا من أنواع العقاب، بل مجرد طريقة لمعالجة المشاكل. إن أهم ما في الأمر أن يتوصل الطفل إلى حل مقبول.
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|