النقل بالأنابيب: Pipelines

يُعد النقل بالأنابيب خطوة هامة متقدمة في مجال النقل, فبعد أن كان النقل بالأنابيب مقصوراً علي نقل الماء أصبح البترول كذلك، وبعد أن كان ينقل بواسطة العربات التي تحمل البراميل، كما كان ينقل بواسطة السكك الحديدية، أو بالسفن فقد تغير الوضع بعد ذلك، بعد أن اكتشف حقول جديدة للبترول في مناطق نائية وبعيدة عن المناطق الصناعية وعن المناطق العمران، أو في مناطق صحراوية تتطلب جهداً كبيراً لنقل البترول بوسائل النقل التقليدية إلى مناطق الاستهلاك أو إلى مواني التصدير، فكان من الضروري البحث عن وسائل خاصة تستطيع نقل كميات كبيرة من البترول ولمسافات بعيدة وبتكلفة أقل، ومن هنا بدأ النقل بالأنابيب ينال أهمية كبيرة، ولم يصبح مقصوراً علي البترول بل امتد إلى نقل الغاز الطبيعي.

وترجع فكرة استخدام الأنابيب في الولايات المتحدة إلى عام 1826عندما أنشئ أول خط للأنابيب عندما تم نقل الغاز الطبيعي من بئر للغاز الطبيعي علي ضعاف بحيرة إيري) وذلك بواسطة أنابيب من خشب الصنبور الأبيض لمسافات نحو كيلو متر لإضاءة فنار على شاطئ البحر، كما استخدم الغاز لتبخير مياه البحر للحصول علي ملح طعام.

ولكن أول خط طويل للأنابيب أنشئ في عام 1858 لنقل الغاز الطبيعي ، وأخر بطول 25كم أنشئ في عام 1870 وكان مصنوعا من الخشب، ومنذ عام 1872 بدأ استخدام أنابيب من الحديد بقطر نحو 5سم، ثم أنشئت أنابيب لنقل الغاز الطبيعي بقطر أكبر في عام 1890.

ومنذ عام 1925 بدأ استخدام أنابيب طويلة من الحديد الصلب لنقل الغاز، ثم لنقل البترول، ونقل البترول والغاز الطبيعي بالأنابيب أفضل وسيلة للنقل من حيث تكلفة النقل وتجنب التلوث والأخطار التي يمكن التعرض لها عندما ينقل بالسيارات أو بالناقلات البحرية.

وتقوم الأنابيب الآن بنقل البترول إلى معامل التكرير، وإلى مواني التصدير علي شواطئ البحار, ومع زيادة الكشف عن البترول وزيادة الدول المنتجة في العالم وزيادة الاستهلاك، زاد الاهتمام بإنشاء الأنابيب وتوسع إنشاء شبكات الأنابيب في العالم.

وتُعد الولايات المتحدة من أكبر دول العالم استخداماً للأنابيب، فهناك خط للأنابيب بطول 1300كم لنقل البترول من حقوله في الشمال إلى خليج ألاسكا، ثم توسعت الأنابيب لتشمل جميع أرجاء الولايات المتحدة، حيث تبلغ ألان نحو 350الف كم، كما توسعت في إنشاء أنابيب الغاز الطبيعي لتضم أكبر شبكة لنقل الغاز الطبيعي في العالم حيث بلغت أطولها نحو 950الف كم، وفي كندا يوجد خط للأنابيب بطول نحو 3000كم لنقل البترول من البحيرات العظمي إلى ولاية ويسكونس، وخط يعبر سيبريا وآخر من روسيا إلى أوروبا بطول 4800كم، ولم تعد هناك عقبات أمام شبكة الأنابيب فهي تعبر الأنهار كما تعبر البحار.