المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
الخرشوف Artichoke (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-24
ميعاد زراعة الجزر
2024-11-24
أثر التأثير الاسترجاعي على المناخ The Effects of Feedback on Climate
2024-11-24
عمليات الخدمة اللازمة للجزر
2024-11-24
العوامل الجوية المناسبة لزراعة الجزر
2024-11-24
الجزر Carrot (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-24



نشأة الإمام الرضا ( عليه السّلام )  
  
1787   05:45 مساءً   التاريخ: 28-1-2023
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 10، ص45-48
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن موسى الرّضا / الولادة والنشأة /

انحدر الإمام علي بن موسى الرضا ( عليه السّلام ) من سلالة طاهرة مطهرة ، ارتقت سلّم المجد والكمال ، وكان أبناؤها قمة في جميع مقومات الشخصية الإنسانية ؛ في الفكر والعاطفة والسلوك ، فهم نجوم متألّقة في المسيرة الإنسانية ، والقدوة الشامخة في تاريخ الإسلام ، استسلموا للّه واقتدوا برسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) وكانوا عدلا للقرآن الكريم .

أبوه الإمام موسى بن جعفر الكاظم ( عليه السّلام ) الوارث لجميع الخصال والمآثر الحميدة كما وصفه ابن حجر الهيثمي قائلا : « وارث أبيه علما ومعرفة وكمالا وفضلا ، سمّي الكاظم لكثرة تجاوزه وحلمه ، وكان معروفا عند أهل العراق بباب قضاء الحوائج عند اللّه ، وكان أعبد أهل زمانه وأعلمهم وأسخاهم »[1].

وامّه أم ولد سمّيت بأسماء عديدة منها : نجمة ، وأروى ، وسكن ، وسمان ، وتكتم ، وهو آخر أساميها[2] ، ولما ولدت الرضا ( عليه السّلام ) سمّاها الإمام الكاظم ( عليه السّلام ) بالطاهرة[3].

ولد ( عليه السّلام ) في مدينه رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) سنة ( 148 ه )[4] ، وقيل سنة ( 151 ه ) وقيل : ( 153 ه )[5] ، والقول الأول هو الأشهر[6].

وحينما ولد هنّأ أبوه امّه قائلا لها : « هنيئا لك يا نجمة كرامة ربّك » ، فناولته إياه في خرقة بيضاء ، فأذّن في أذنه اليمنى وأقام في اليسرى ، ودعا بماء الفرات فحنّكه به ، ثم قال : « خذيه ، فإنّه بقية اللّه تعالى في أرضه »[7] ، وسمّاه باسم جدّه أمير المؤمنين ( عليه السّلام ) .

وقد لقّب بألقاب كريمة أشهرها : الرضا ، الصابر ، الزكي ، الوفي ، سراج اللّه ، قرة عين المؤمنين ، مكيدة الملحدين ، الصدّيق ، والفاضل[8].

وأشهر كناه : أبو الحسن . وللتمييز بين الإمام الكاظم ( عليه السّلام ) والرضا ( عليه السّلام ) يقال للأب : أبو الحسن الماضي ، وللابن : أبو الحسن الثاني[9].

ولد ( عليه السّلام ) بعد ستة عشر عاما من سقوط الدولة الأموية وتأسيس الدولة العباسية ، في ظروف اتّسع فيها الولاء لأهل البيت ( عليهم السّلام ) وتجذرت مفاهيمهم في عقول الأغلبية العظمى من المسلمين ، وكان التعاطف معهم قائما على قدم وساق ، وذلك واضح من حوار هارون العباسي مع الإمام الكاظم ( عليه السّلام ) حيث قال له : أنت الذي تبايعك الناس سرّا ؟ ، فأجاب ( عليه السّلام ) : « أنا إمام القلوب وأنت إمام الجسوم »[10].

وكانت الأنظار متوجهة إلى الوليد الجديد الذي سيكون له شأن في المسيرة الإسلامية ؛ لترعرعه في أحضان العلم والفضائل والمكارم .

وكان الرضا ( عليه السّلام ) كثير الرضاع ، تام الخلق ، فقالت امّه : أعينوني بمرضع ، فقيل لها : أنقص الدرّ ؟ ! فقالت : ما أكدب ، واللّه ما نقص الدرّ ، ولكن عليّ ورد من صلاتي وتسبيحي ، وقد نقص منذ ولدت[11].

وفي ظلّ المكارم والمآثر ترعرع الإمام الرضا ( عليه السّلام ) ، وتجسّدت فيه جميع القيم الصالحة بعد أن نهلها من المعين الزاخر بالتقوى والاخلاص والسيرة الصالحة مقتديا بأبيه الكاظم للغيظ وأجداده العظام ، وكان الإمام الكاظم ( عليه السّلام ) يحيطه برعاية فائقة وعناية خاصّة .

فعن المفضّل بن عمر قال : « دخلت على أبي الحسن موسى بن جعفر ( عليه السّلام ) ، وعلي ابنه في حجره ، وهو يقبّله ويمصّ لسانه ويضعه على عاتقه ويضمه اليه ، ويقول : بأبي أنت وأمي ما أطيب ريحك وأطهر خلقك وأبين فضلك ! قلت : جعلت فداك لقد وقع في قلبي لهذا الغلام من المودّة ما لم يقع لأحد إلّا لك ، فقال ( عليه السّلام ) : يا مفضل هو منّي بمنزلتي من أبي ( عليه السّلام ) ذرية بعضها من بعض واللّه سميع عليم ، قلت : هو صاحب هذا الأمر من بعدك ؟ قال : نعم »[12].

وكان الإمام الكاظم ( عليه السّلام ) يحيط ابنه الرضا ( عليه السّلام ) بالمحبة والتقدير والتكريم ويخاطبه بلقبه وكنيته ، فعن سليمان بن حفص المروزي قال : « كان موسى بن جعفر بن محمد . . . يسمّي ولده عليا ( عليه السّلام ) : الرضا ، وكان يقول : « ادعوا اليّ ولدي الرضا ، وقلت لولدي الرضا ، وقال لي ولدي الرضا ، وإذا خاطبه قال له :

يا أبا الحسن »[13].

وكان يلهج بذكره ويثني عليه ويذكر فضله ليوجّه الأنظار إلى دوره الرائد في المستقبل القريب وكان يبتدئ بالثناء على ابنه علي ويطريه ، ويذكر من فضله وبرّه ما لا يذكر من غيره ، كأنه يريد أن يدلّ عليه[14].

 

[1] الصواعق المحرقة : 307 .

[2] عيون أخبار الرضا : 1 / 17 .

[3] عيون أخبار الرضا : 1 / 15 .

[4] الوافي بالوفيات : 22 / 248 .

[5] شذرات الذهب : 2 / 6 .

[6] الحياة السياسية للإمام الرضا : 140 .

[7] عيون أخبار الرضا : 1 / 20 .

[8] حياة الإمام علي بن موسى الرضا : 1 / 23 - 25 .

[9] حياة الإمام علي بن موسى الرضا : 1 / 125 .

[10] الصواعق المحرقة : 309 .

[11] عيون أخبار الرضا : 1 / 24 .

[12] عيون أخبار الرضا : 1 / 32 .

[13] عيون أخبار الرضا : 1 / 14 .

[14] عيون أخبار الرضا : 1 / 30 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.