أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-8-2016
4608
التاريخ: 19-05-2015
3926
التاريخ: 2-8-2016
3499
التاريخ: 28-1-2023
1441
|
انحدر الإمام علي بن موسى الرضا ( عليه السّلام ) من سلالة طاهرة مطهرة ، ارتقت سلّم المجد والكمال ، وكان أبناؤها قمة في جميع مقومات الشخصية الإنسانية ؛ في الفكر والعاطفة والسلوك ، فهم نجوم متألّقة في المسيرة الإنسانية ، والقدوة الشامخة في تاريخ الإسلام ، استسلموا للّه واقتدوا برسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) وكانوا عدلا للقرآن الكريم .
أبوه الإمام موسى بن جعفر الكاظم ( عليه السّلام ) الوارث لجميع الخصال والمآثر الحميدة كما وصفه ابن حجر الهيثمي قائلا : « وارث أبيه علما ومعرفة وكمالا وفضلا ، سمّي الكاظم لكثرة تجاوزه وحلمه ، وكان معروفا عند أهل العراق بباب قضاء الحوائج عند اللّه ، وكان أعبد أهل زمانه وأعلمهم وأسخاهم »[1].
وامّه أم ولد سمّيت بأسماء عديدة منها : نجمة ، وأروى ، وسكن ، وسمان ، وتكتم ، وهو آخر أساميها[2] ، ولما ولدت الرضا ( عليه السّلام ) سمّاها الإمام الكاظم ( عليه السّلام ) بالطاهرة[3].
ولد ( عليه السّلام ) في مدينه رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) سنة ( 148 ه )[4] ، وقيل سنة ( 151 ه ) وقيل : ( 153 ه )[5] ، والقول الأول هو الأشهر[6].
وحينما ولد هنّأ أبوه امّه قائلا لها : « هنيئا لك يا نجمة كرامة ربّك » ، فناولته إياه في خرقة بيضاء ، فأذّن في أذنه اليمنى وأقام في اليسرى ، ودعا بماء الفرات فحنّكه به ، ثم قال : « خذيه ، فإنّه بقية اللّه تعالى في أرضه »[7] ، وسمّاه باسم جدّه أمير المؤمنين ( عليه السّلام ) .
وقد لقّب بألقاب كريمة أشهرها : الرضا ، الصابر ، الزكي ، الوفي ، سراج اللّه ، قرة عين المؤمنين ، مكيدة الملحدين ، الصدّيق ، والفاضل[8].
وأشهر كناه : أبو الحسن . وللتمييز بين الإمام الكاظم ( عليه السّلام ) والرضا ( عليه السّلام ) يقال للأب : أبو الحسن الماضي ، وللابن : أبو الحسن الثاني[9].
ولد ( عليه السّلام ) بعد ستة عشر عاما من سقوط الدولة الأموية وتأسيس الدولة العباسية ، في ظروف اتّسع فيها الولاء لأهل البيت ( عليهم السّلام ) وتجذرت مفاهيمهم في عقول الأغلبية العظمى من المسلمين ، وكان التعاطف معهم قائما على قدم وساق ، وذلك واضح من حوار هارون العباسي مع الإمام الكاظم ( عليه السّلام ) حيث قال له : أنت الذي تبايعك الناس سرّا ؟ ، فأجاب ( عليه السّلام ) : « أنا إمام القلوب وأنت إمام الجسوم »[10].
وكانت الأنظار متوجهة إلى الوليد الجديد الذي سيكون له شأن في المسيرة الإسلامية ؛ لترعرعه في أحضان العلم والفضائل والمكارم .
وكان الرضا ( عليه السّلام ) كثير الرضاع ، تام الخلق ، فقالت امّه : أعينوني بمرضع ، فقيل لها : أنقص الدرّ ؟ ! فقالت : ما أكدب ، واللّه ما نقص الدرّ ، ولكن عليّ ورد من صلاتي وتسبيحي ، وقد نقص منذ ولدت[11].
وفي ظلّ المكارم والمآثر ترعرع الإمام الرضا ( عليه السّلام ) ، وتجسّدت فيه جميع القيم الصالحة بعد أن نهلها من المعين الزاخر بالتقوى والاخلاص والسيرة الصالحة مقتديا بأبيه الكاظم للغيظ وأجداده العظام ، وكان الإمام الكاظم ( عليه السّلام ) يحيطه برعاية فائقة وعناية خاصّة .
فعن المفضّل بن عمر قال : « دخلت على أبي الحسن موسى بن جعفر ( عليه السّلام ) ، وعلي ابنه في حجره ، وهو يقبّله ويمصّ لسانه ويضعه على عاتقه ويضمه اليه ، ويقول : بأبي أنت وأمي ما أطيب ريحك وأطهر خلقك وأبين فضلك ! قلت : جعلت فداك لقد وقع في قلبي لهذا الغلام من المودّة ما لم يقع لأحد إلّا لك ، فقال ( عليه السّلام ) : يا مفضل هو منّي بمنزلتي من أبي ( عليه السّلام ) ذرية بعضها من بعض واللّه سميع عليم ، قلت : هو صاحب هذا الأمر من بعدك ؟ قال : نعم »[12].
وكان الإمام الكاظم ( عليه السّلام ) يحيط ابنه الرضا ( عليه السّلام ) بالمحبة والتقدير والتكريم ويخاطبه بلقبه وكنيته ، فعن سليمان بن حفص المروزي قال : « كان موسى بن جعفر بن محمد . . . يسمّي ولده عليا ( عليه السّلام ) : الرضا ، وكان يقول : « ادعوا اليّ ولدي الرضا ، وقلت لولدي الرضا ، وقال لي ولدي الرضا ، وإذا خاطبه قال له :
يا أبا الحسن »[13].
وكان يلهج بذكره ويثني عليه ويذكر فضله ليوجّه الأنظار إلى دوره الرائد في المستقبل القريب وكان يبتدئ بالثناء على ابنه علي ويطريه ، ويذكر من فضله وبرّه ما لا يذكر من غيره ، كأنه يريد أن يدلّ عليه[14].
[1] الصواعق المحرقة : 307 .
[2] عيون أخبار الرضا : 1 / 17 .
[3] عيون أخبار الرضا : 1 / 15 .
[4] الوافي بالوفيات : 22 / 248 .
[5] شذرات الذهب : 2 / 6 .
[6] الحياة السياسية للإمام الرضا : 140 .
[7] عيون أخبار الرضا : 1 / 20 .
[8] حياة الإمام علي بن موسى الرضا : 1 / 23 - 25 .
[9] حياة الإمام علي بن موسى الرضا : 1 / 125 .
[10] الصواعق المحرقة : 309 .
[11] عيون أخبار الرضا : 1 / 24 .
[12] عيون أخبار الرضا : 1 / 32 .
[13] عيون أخبار الرضا : 1 / 14 .
[14] عيون أخبار الرضا : 1 / 30 .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي يصدرُ مجموعةَ أبحاثٍ علميَّةٍ محكَّمةٍ في مجلَّة الذِّكرِ
|
|
|