الكفاءة المهنية الصحفية 

تظهر بجلاء الكفاءة المهنية لوكالات الأنباء والصحافة من خلال مراعاة معايير أبرزها دقة المعلومات والتعمق في المحتوى الإخباري وسرية المصادر والنزاهة والمصلحة العامة إلى جانب وضوح الرؤية واستشعار المسؤولية القانونية والمجتمعية واستخدام التقنية.

وهناك عوامل مساعدة على الوصول إلى مستويات عالية من الكفاءة أهمها الإدارة وإدراك طبيعة الرسالة الإعلامية والعلم والتدريب وفرق العمل أو كوادر المؤسسة والتمويل والمقر وشمولياته من أجهزة ومعدات مع وجود أهداف إستراتيجية طويلة الأجل وأخرى تكتيكية أو قصيرة الأجل .. غير أن إدارة المؤسسات الإعلامية الناجحة لا تستطيع أن تحقق أهدافها بمعزل عن تأثيرات البيئة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والقانونية .

إن ممارسة العمل في وكالات الأنباء وفي الصحافة بشكل عام تؤكد الترابط الوثيق بين الأخلاقية والكفاءة .. إن القواعد الأخلاقية لا تهدف إلى فرض معايير قابلة للتطبيق قانونيا بقدر إعطاء الصحفي إطار عمل لمساعدته على تقرير ما يجب كتابة تقرير بشأنه وكيفية القيام بذلك.

إن أخلاقيات العمل الصحفي أصبحت مشكلة عالمية في عالم الصحافة ذلك أن الكثير من العاملين في وسائل الإعلام والاتصال لا يراعون الأخلاقيات السليمة للمهنة خلال مزاولتهم لأعمالهم لأسباب عديدة ومعقدة .. وهذا الوضع يمثل خروجاً على ما يتعارف عليه المجتمع من قيم ومعايير ومثل تربوية سليمة.

وفي ظل الثورة الإعلامية والمعلوماتية والاتصالية الحديثة يتجه العديد من الاتحادات والمؤسسات الصحفية في العالم نحو مراجعة مواثيقها المهنية استجابة للتطورات المتلاحقة في الساحة السياسية والإعلامية العربية والدولية وعملاً على إرساء مبدأ الالتزام بالمسؤولية وتدعيم التزام الإعلاميين بالقيم والمعايير الأخلاقية للمهنة وسعياً لزيادة وعيهم وتقديراً لأمانة الكلمة .