المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

تفسير الآية (15-22) من سورة السجدة
29-5-2020
Truncated Octahedral Number
25-12-2020
تحدّي القرآن بعدم الاختلاف فيه‏
23-04-2015
المراد من «اللبوس»
21-10-2014
النهوض من الانتكاسات الاجتماعية
3-6-2020
تعريفات اللغة
28-8-2021


أسباب وعوامل العجب  
  
1048   08:10 صباحاً   التاريخ: 18-1-2023
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : الاسرة والمشاكل الأخلاقية للأطفال
الجزء والصفحة : ص227 ــ 232
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-02-07 1892
التاريخ: 14-11-2016 3081
التاريخ: 11-3-2019 5440
التاريخ: 13-1-2023 1336

للعجب والغرور عند الاطفال عوامل وعلل متعددة. نذكر فيما يلي أهمها:

1ـ العوامل النفسية: إلى سنة 1943، يعتقد علماء النفس بان هذه الحالة ناتجة من ضعف نفسي يظهر لدى الاطفال أو عامل نفسي بطيء أو تخلف ذهني خفيف، لكن البحوث المعاصرة اثبتت خلاف ذلك حيث نرى هذه الحالة لدى افراد يتمتعون باستعدادات ذهنية جيدة نسبياً، وحتى أحياناً لديهم تقدماً في بعض المجالات.

- أحياناً يكون هذا الأمر بسبب الشعور بالقوة أو تخيل وفرض انه ذو قدرة عالية.

- وأحياناً يكون بسبب مرض نفسي معروف (بارانوئيد). حيث ان المصاب بهذا المرض يشعر بالغرور الطبيعي وحب الذات والاحساس بعدم الأمن بصورة كبيرة وكذلك لديهم منطق غلط وخاص بهم.

- احتمال أن يكون هؤلاء من الأشخاص الغير موزونين، لأنهم لا يشعرون بالحاجة ويتصورون بأنهم هم الأفضل والأعظم ويرغبون في التظاهر بشكل أفضل مما هم فيه ويتفاخرون على الآخرين.

- ضعف معلوماتهم وإراداتهم جعلهم يقبلون العفو ويتأثرون بالقاءات وايحاءات الآخرين.

- عقدهم النفسية أوصلتهم إلى وضع يتصورون أنفسهم من ذوي الاهمية القصوى.

2ـ العوامل التربوية: في الكثير من الأحيان فان للعجب جذوراً تربوية، وكما يلي:

- تنزيه الوالدين للطفل من العيوب واعتباره مهماً أكثر من الحد المطلوب والثناء عليه وتدليله يعتبر من العوامل التربوية المؤثرة في هذا المجال.

- تملّق وثناء الآخرين أوصله إلى هذا الحد بحيث ابتلى بهذه الصفة. وعلى القاعدة فان افراداً من هذا القبيل عندما يسمعون مدحاً وثناءاً عليهم فانهم لا يصدقون ابتداءاً ولكن بالتدريج تظهر عليهم علامات التسليم والقبول وبعدها يحسبون لكلام الآخرين الحساب. فمثلاً يقولون له انت ذو ذكاء خارق او انك لا تعرف قدر نفسك أو انّك من الصنف الفلاني أو كان أبوك هكذا و...

- الاهتمام الزائد بالطفل وتركيز الخدمات والاهتمام الفائق للعادة به يؤدي إلى بروز هذه الحالة. فعندما يكون الوالدين إلى اقصى حد في طاعة ابنائهم فانهم يصلون بصورة غير ارادية إلى نتيجة مفادها سلطة الآباء عليهم اصبحت باطلة فيلتبس عليهم الامر.

- الاشادة بأعمال الطفل أمر جيد. ولكن الافراط ممكن أن يجره إلى الغلو بشخصيته.

- الاصرار على ان الطفل تعلم كل مبادئ الآداب. بإمكانه أن يجر الطفل إلى السقوط أحياناً.

- أحيانا يسعى الطفل إلى أن يطبق مبادئ الآداب، ويوفق في هذا المجال حسب نظر الآخرين فيكون معجباً ومفتخراً بنفسه.

وأخيراً فان سلوك الوالدين والمربين أحياناً يكون غير مناسباً لأنهم لا يقدرون قابلية طفلهم، فيخاطبون طفلهم وهم يتصوّرون كمالات وهمية يتمتع بها الطفل، وعلى هذا الاساس يواصلون عملهم. فالأطفال في ظروف واوضاع لا يملكون القابلية على تقييم كل ما يسمعونه، فأحياناً يشتبه عليهم الأمر فيكون حكمهم خاطئاً.

3ـ العوامل العاطفية. ان المحبة حق من حقوق الطفل وعلى الأبوين أن يبذلوا قصارى جهدهم في هذا المجال، ولكن هنا بالإمكان بروز خطأين: الأول: النقص في المحبة والثاني: الافراط في المحبة.

- فالمحبّة الزائدة عن الحد من قبل الوالدين والمرين لطفلهم. أحيانا تكون خارجة عن الحد بحيث لا يستطيع الطفل هضم ذلك وهذا الأمر يكون بمثابة الأرضية لتسلط الطفل على والديه ويصبح كثير التوقع والانتظار. وأخيراً يصل الأمر إلى مرحلة العجب والغرور. فالمحبة الزائدة عن الحد تكون سبباً في بروز هذه العادة بعدها يتحول الطفل إلى انسان معقد، حيث يمثل هذا أحد عوامل العجب.

- أما المحبة القليلة والنقص في المحبة يوجب بروز هذه الصفة ولكن في هذه الحالة فإن الخلل يبرز عند الطفل أسرع من الحالة الأولى بقليل. وقد جلب هذا الأمر انتباه علماء النفس. فهم يذهبون إلى أن العجب والغرور ينشأ أحياناً من عقدة الحقارة والذي يمثل مصدراً للمخاطر الكبيرة للإنسان.

- الدقّة والحماسية تكون في موارد عديدة بمثابة علاقة بين العلة والمعلول والعكس صحيح.

- المحبّة الغير مبرمجة والغير محسوبة من قبل الآخرين في زمن الطفولة وايجاد السرور المفرط لدى الطفل والتملق الغير محسوب يؤثر تأثيراً بليغاً في هذا المجال. طبعاً في كل هذه الموارد يجب الاهتمام بالتربية الأولية. من باب كونها أمراً مصيرياً.

4ـ العوامل الثقافية: وفي هذا الجانب يمكننا ذكر مسائل متعددة منها:

- ان الجهل يمثل علة العلل. والجهل هنا أن يجهل الفرد مكانته، أو يجهل ظروفه وأوضاعه وأحواله ويجهل قدراته وامكاناته. الجهل يعمي ويصم الانسان ولا يجعله يفقه شيئاً عن واقع الحال ولا عن أحواله.

- ورد في الروايات الاسلامية ان ضعف العقل يسبب الجهل واعجاب المرء بنفسه جهل. عن الامام علي (عليه السلام) (اعجاب المرء بنفسه دليل على ضعف عقله)، والنتيجة تكون كما يلي:

- العوارض والاضرار الفردية: يعبر الغرور والعجب عن هفوة وخطأ، يُلحق بالفرد مضاعفات واضرار كثيرة ومن بينها:

- يجعله يعتمد على نفسه أكثر من اللازم، وهذا الأمر يسبب اغفالاً وصدمات كثيرة له.

- يمنع الانسان من السعي والجد والعمل والنشاط ومن تحمل المسؤولية.

- يتخلف عن درسه لأنه لا يحاول السؤال من معلمه وكذلك يأنف من المذاكرة والمباحثة مع أقرانه من التلاميذ فيبقى لا يفهم ولا يفقه شيئاً.

- لا يستطيع اصلاح نفسه لأنه لا يدرك خطأه. وهذا أحد عوامل سقوطه.

- لا يعبأ بالقبيح من الأعمال لذلك فانه لا يستطيع اصلاح ما يفسد وبالنتيجة يكون فاسداً.

- لا يذعن ولا يسلم لرأي من يكبره بالسن وهذه الحالة ستتأصل عنده ويصر ولا يسلم عليها في المستقبل.

- يرى عيوبه حُسناً وفي بعض الأحيان يحسبها فضيلة.

- تظهر على عواطفه واحاسيسه وروحيته تغييرات سيئة ولا يظهر حبّه لشخص أبداً.

ينزوي في مخبأ كي يبتعد عن الواقع.

يرضى عن نفسه ويتفاخر بهذا الرضا، فيصاب بالعظمة، ويحسب الاعمال التي يقوم بها عظيمة وفي كل مكان يتكلم عن نفسه وتطورها ولا علم له بما يجري في الأمور الاخرى.

- لا يعتبر نفسه مسؤولاً عن اي تقصير وعن أي أمر وكل تصرفاته تجري طبق آرائه. ولا يحاول إعادة النظر في سلوكه وضعف عقله يجعله لا يستطيع تقييم أوضاعه فيستمر في عمله وفق برنامج وتفكير.

- احيانا يكون الفرد من الذين تعرضوا للتحقير والمذلّة. وفي المدرسة أو المسابقة حاز على درجات ضعيفة لكنه حصل على مكانة أصبح معها في نظر الآخرين مهماً واخذوا يثنون عليه ثناءاً منقطع النظير. فيسقط في أحابيل العجب لأنه لا يقدر على تحمل ذلك.

5ـ العوامل الاخرى: هناك موارد اخرى في هذا الباب تستحق الذكر:

- الجانب الوراثي. حيث يرى البعض ان هذا الأمر له ارتباط بالعامل الوراثي لكن هذا الادعاء لا يملك دعماً علمياً وشرعياً.

- والبعض من علماء النفس ذهبوا إلى أن هذا الأمر نابع من تفاعلات كيميائية داخل الطفل تبرز نتائجها على أعصاب الطفل. فتجعله يلجاً إلى الانتحار. وهذا الرأي ضعيف ولا يوجد ما يعززه.

- ذكرو أن الطفل إذا كان وحيداً لأبويه وأصبح الاهتمام به زائداً عن الحد فيكون ذلك عاملاً لسقوطه في العجب.

- المعاملات المبنية على الاحترام من قبل الآخرين للطفل بسبب حصول والده على مكانة سياسية مثلاً فيضعون تحت اختياره سائقاً ومراسلاً. وبالنتيجة فإن الطفل لا يملك القابلية النفسية على تحمّل وهضم ذلك فيتصور نفسه شخصاً ذو أهمية بالغة. وهذا ما نشاهد مظاهره في المدارس حيث يأتي الطفل بسيارة خاصة يقودها سائق خاص ويلبس الملابس الفخمة والثمينة حيث لا يتصور الآخرين بأن داخل هذه الملابس انساناً.!!




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.