الصحفي المتخصص... التأهيل والمهام

إن التحرير المتخصص يقتضي من العاملين فيه:

- إجادة الكتابة الصحفية وشروطها من حيث عناصر الخبر والالتزام بالصياغة الصحفية.

- التمكن اللغوي ثقافة ونحوا وصرفا.

- العمل على تبسيط المصطلحات العلمية انسجاماً مع مستوى الجمهور المخاطب الذي يتعامل مع وسائل الاعلام.

- التدرب على التحرير بسرعة وتنافسية مع عدم التضحية بعنصر الدقة في المعلومات.

- التمكن من الصياغة الصحفية الملائمة للعناوين الاخبارية.

- التدرب على كتابة المقدمات الاخبارية التي تتضمن أهم المعلومات الواردة في الخبر، ملخصة دالة مشجعة على الاستمرار في قراءة تفاصيل الخبر الى نهايته.

- أهمية التمكن من أسلوب التشويق في عرض المعلومات الأساسية الواردة في الخبر واختيار الكلمات المناسبة المعبرة تماما عن المعلومات الواردة في الخبر.

- التدرب على كيفية التعامل مع الوثائق والاستفادة منها وتوظيفها في التقارير الصحفية والاخبارية المتخصصة.

- التدرب على كيفية تغطية الندوات والمؤتمرات المتخصصة، وعدم الاكتفاء بالكلمات الافتتاحية التي تقال بل الدخول الى معترك النصوص والمناقشات المعمقة للأوراق العلمية المقدمة في هذه الندوات.

- إن على المحرر الانخراط بقوة في الميدان المتصل باختصاصه لكي يتعايش تماماً مع الأنشطة والأدبيات والمعلومات ومصادر الأخبار والمصطلحات والخلفيات العلمية للتخصص، الذي يقوم بتغطيته ومعالجة مواده الصحفية، لكي يتمكن من التعامل معه في مجالات التحليل والتعليق.

وعليه، كذلك، بناء ثقافة متخصصة، من خلال القراءة والمتابعة والتوثيق لكل ما تصدره الهيئات المتخصصة من معلومات وأرقام وإحصائيات يمكن البناء عليها لتشكل بذلك للصحفي بنك بيانات متخصصة، يعرف كيف يوظفها في الوقت المناسب.

يشير(عبد العزيز شرف) إلى أهمية التحرير الاعلامي، وجوهره هو الاعلام ورواية الأحداث وتفسيرها باستخدام الأشكال والفنون التحريرية المختلفة ووجدنا أن هذه الماهية تنص بالضرورة على ارتباط التحرير الاعلامي بالجمهور. ولذلك كانت أهم خصائصه معالجة الأمور الصعبة بأسلوب سهل. وتفسير الأحداث العظيمة بعبارات سلسة بسيطة.

والتحرير الاعلامي فن عملي اجتماعي يقصد الى التبسيط للجماهير من خلال واقعيته وعموميته وهو فن تطبيقي يهدف الى الاتصال بالجماهير ونقل المعاني والأفكار إليهم، فهو فن وظيفي وليس فنا جماليا يقصد لذاته.

وعلى هذا الأساس، يمكن للتحرير الصحفي المتخصص الذي تقدمه وكالات الأنباء، التوسع في مجالات التحرير المتخصص من صحة وتكنولوجيا وثقافة ونقد وطاقة وتعليم وزراعة واقتصاد وكل ما يتصل بأدوات الانتاج والمرافق وأشكال التجارة والصناعة ونسق الانتاج السائد في المجتمع إضافة الى الفنون والآداب والتراث والسياحة... الخ.

خصوصاً مع تعدد وسائل الاعلام والدور الذي تأخذه شبكات الاتصال الاجتماعي، من المساحة الزمنية في حياة الناس، رغم التفاوت في مستويات ما تنشره من مواد كتابية ومصورة وفيلمية، إضافة الى الأشياء الغريبة والطريفة ومواد اخبارية متعددة المسارب والنكهات والمصادر.

ونتساءل هل يمكن لمعاهد الاعلام وكلياته في الوطن العربي تخريج الصحفيين المتخصصين في فروع الأخبار والأنشطة الثقافية والعلمية وفي الحق فإن هذه الكليات بمناهجها الراهنة تخرج القادرين على القيام بأعمال المندوبين الصحفيين العامين، الذين يحتاجون الى تأهيل نظري وعملي يؤهلهم في العمل التحرير المتخصص من هنا كان اقتراح عدد من المختصين (( بأن تقتصر دراسة الصحافة على الدراسات العليا فقط من مختلف الكليات والتخصصات لمن يرغب منهم ويتوسم في نفسه الموهبة للعمل الصحفي)) . ثم إن مرحلتي الماجستير أو الدبلوم العالي التي تتيحها بعض كليات الاعلام في الوقت الحاضر يمكن أن توفر عدداً من العاملين في التحرير المتخصص، إذا ما أضافوا التعليم العالي والرسائل الجامعية في الاعلام وفروعه المختلفة الى الدرجات الجامعية التي حصلوا عليها في غير اختصاصات الصحافة والاعلام. علماً بان هناك جهوداً كبيرة تبذل لتجسير الفجوة بين النظرية والتطبيق في الدراسات الاعلامية، من خلال زيادة ساعات التدريب العملي في مناهج تدريس الاعلام، واتاحة فرصة كافية لتدريب خريجي الاعلام في مراكز التدريب المؤهلة بعد تخرجهم، وقد أوصت لجنة متابعة تطبيق الاستراتيجية الوطنية للإعلام في الأردن بأن تكون دراسات الاعلام تحت مسمى الدراسات التطبيقية لأهمية ذلك واتصاله الوثيق بطبيعة التخصص.