أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-05-2015
![]()
التاريخ: 15-05-2015
![]()
التاريخ: 15-05-2015
![]()
التاريخ: 15-05-2015
![]() |
لقد تنوعت ضغوط هارون على الإمام هو في السجن ، ونجد الإمام ( عليه السّلام ) وهو في أوج المحنة يتحدّى كبرياء هارون بكل صلابة وشدّة حتى فشل هارون بكل ما أوتي من حول وقوّة ولم يجد أمامه حلّا ينسجم مع نزعاته إلّا سمّ الإمام ( عليه السّلام ) واغتياله .
وإليك جملة من ضغوط هارون على الإمام الكاظم ( عليه السّلام ) وهو في السجن :
1 - إرسال جارية له
« أنفذ هارون إلى الإمام ( عليه السّلام ) جارية وضّاءة بارعة في الجمال والحسن ، أرسلها بيد أحد خواصّه لتتولى خدمة الإمام ظانّا أنه سيفتتن بها ، فلما وصلت إليه قال ( عليه السّلام ) لمبعوث هارون :
قل لهارون : بل أنتم بهديتكم تفرحون ، لا حاجة لي في هذه ولا في أمثالها .
فرجع الرسول ومعه الجارية وأبلغ هارون قول الإمام ( عليه السّلام ) فالتاع غضبا وقال له :
ارجع إليه ، وقل له : ليس برضاك حبسناك ولا برضاك أخدمناك واترك الجارية عنده ، وانصرف .
فرجع ذلك الشخص وترك الجارية عند الإمام ( عليه السّلام ) وأبلغه بمقالته .
وأنفذ هارون خادما له إلى السجن ليتفحص عن حال الجارية ، فلما انتهى إليها رآها ساجدة لربّها لا ترفع رأسها وهي تقول في سجودها : قدوس ، قدوس .
فمضى الخادم مسرعا فأخبره بحالها فقال هارون : سحرها واللّه موسى ابن جعفر ، عليّ بها .
فجيئ بها إليه ، وهي ترتعد قد شخصت ببصرها نحو السماء وهي تذكر اللّه وتمجّده ، فقال لها هارون :
ما شأنك ؟ !
قالت : شأني الشأن البديع ، إني كنت عنده واقفة وهو قائم يصلّي ليله ونهاره ، فلمّا انصرف من صلاته قلت له : هل لك حاجة أعطيكها ؟
فقال الإمام ( عليه السّلام ) : وما حاجتي إليك ؟
قلت : إني أدخلت عليك لحوائجك .
فقال الإمام ( عليه السّلام ) : فما بال هؤلاء - وأشار بيده إلى جهة - فالتفتّ فإذا روضة مزهرة لا أبلغ آخرها من أولها بنظري ، ولا أولها من آخرها ، فيها مجالس مفروشة بالوشي والديباج ، وعليها وصفاء ووصايف لم أر مثل وجوههنّ حسنا ، ولا مثل لباسهنّ لباسا ، عليهن الحرير الأخضر ، والأكاليل والدر والياقوت ، وفي أيديهن الاباربق والمناديل ، ومن كل الطعام ، فخررت ساجدة حتى أقامني هذا الخادم ، فرأيت نفسي حيث كنت .
فقال لها هارون وقد اترعت نفسه بالحقد :
يا خبيثة لعلّك سجدت ، فنمت فرأيت هذا في منامك !
قالت لا واللّه يا سيدي ، رأيت هذا قبل سجودي ، فسجدت من أجل ذلك .
فالتفت الرشيد إلى خادمه ، وأمره باعتقالها واخفاء الحادث لئلّا يسمعه أحد من الناس ، فأخذها الخادم ، واعتقلها عنده ، فأقبلت على العبادة والصلاة ، فإذا سئلت عن ذلك قالت : هكذا رأيت العبد الصالح »[1].
2 - محاولة سم الإمام ( عليه السّلام )
ولم يتحمل الرشيد سماعه لمناقب الإمام ومآثره وانتشارها بين الناس فعزم على قتله ، فدعا برطب وأخذ رطبة من ذلك الرطب المهيّأ له ، فوضع فيها سما ، وقال لخادمه احمله إلى موسى بن جعفر وقل له :
إنّ أمير المؤمنين أكل من هذا الرطب ويقسم عليك بحقه لمّا أكلته عن آخره فاني اخترته لك بيدي ولا تتركه يبقي شيئا ولا يطعم منه أحدا .
فحمل الخادم الرطب وجاء به إلى الإمام ( عليه السّلام ) وأبلغه برسالة هارون فأخذ الإمام يأكل من الرطب وكانت للرشيد كلبة عزيزة عنده ، فجذبت نفسها وخرجت تجرّ بسلاسلها الذهبية حتى حاذت الإمام ( عليه السّلام ) فبادر بالخلال إلى الرطبة المسمومة ورمى بها إلى الكلبة فأكلتها فلم تلبث أن ضربت بنفسها الأرض وماتت ، واستوفى الإمام باقي الرطب وباء مخطط الرشيد بالفشل والخيبة فلم تنجح محاولته في اغتيال الإمام ( عليه السّلام ) فأنقده اللّه منه وصرف عنه السوء[2].
3 - توسط لإطلاق سراحه
واستدعى الرشيد وزيره يحيى بن خالد[3] فقال له :
يا أبا علي أما ترى ما نحن فيه من هذه العجائب ؟ ألا تدبّر في أمر هذا الرجل تدبيرا تريحنا من غمّه ؟
فأشار عليه بالصواب وأرشده إلى الخير فقال له :
الذي أراه لك يا أمير المؤمنين إن تمنن عليه وتصل رحمه فقد واللّه أفسد علينا قلوب شيعتنا وكان يحيى يتولّاه وهارون لا يعلم ذلك .
فاستجاب الرشيد لنصحه وقال له :
انطلق إليه وأطلق عنه الحديد وأبلغه عني السلام وقل له : يقول لك ابن عمّك :
إنه قد سبق مني فيك يمين أني لا أخليك حتى تقرّ لي بالإساءة وتسألني العفو عمّا سلف منك وليس عليك في اقرارك عار ولا في مسألتك إيّاي منقصة ، وهذا يحيى بن خالد ثقتي ووزيري وصاحب أمري فاسأله بقدر ما أخرج من يميني . وانصرف راشدا .
ولم يخف على الإمام ذلك لأنه يريد أن يأخذ من الإمام ( عليه السّلام ) اعترافا بالإساءة ليتخذها وسيلة إلى التشهير به ومبرّرا لسجنه له .
فلما مثل يحيى عنده وأخبره بمقالة الرشيد .
فقال له الإمام ( عليه السّلام ) : « أولا سيجري عليك أنت وأسرتك من زوال النعمة على يد هارون ، وحذّره من بطشه » ثم ردّ ثانيا على مقالة الرشيد قائلا :
« يا أبا علي ، أبلغه عنّي : يقول لك موسى بن جعفر : يأتيك رسولي يوم الجمعة فيخبرك بما ترى - أي بموته - وستعلم غدا إذا جاثيتك بين يدي اللّه من الظالم والمعتدي على صاحبه والسلام »[4].
4 - رسالة الإمام موسى الكاظم ( عليه السّلام ) لهارون :
وكتب الإمام موسى الكاظم ( عليه السّلام ) رسالة من داخل السجن لهارون جوابا منه ( عليه السّلام ) لمحاولات هارون الفاشلة بالاغراء أو التنكيل بالإمام بأنها لا تقدم ولا تؤخر شيئا .
عن محمد بن إسماعيل قال : بعث موسى بن جعفر ( عليه السّلام ) إلى الرشيد من الحبس رسالة كانت : « انه لن ينقضي عني يوم من البلاء إلّا انقضى عنك معه يوم من الرخاء ، حتى نقضي جميعا إلى يوم ليس له انقضاء يخسر فيه المبطلون »[5].
[1] الحلبي في مناقب آل أبي طالب : 4 / 322 عن العامري في كتاب الأنوار .
[2] عيون أخبار الرضا : 1 / 101 - 102 وعنه في بحار الأنوار : 48 / 223 ح 26 .
[3] أبو الفضل البرمكي مربّي الرشيد ومؤدبّه ومعلّمه ، ولد سنة 120 وتوفي في سنة 190 ه .
[4] الغيبة للطوسي : 24 ، و 25 ح 4 و 5 عن ابن خالد البرقي عن ابن عباد المهلّبي عن ابن يحيى البرمكي . وعن الغيبة في بحار الأنوار : 48 / 231 باب 43 ح 37 .
[5] تاريخ بغداد : 13 / 32 وعنه في تذكرة الخواص : 314 ، وكشف الغمة : 3 / 8 عن الجنابذي عن أحمد بن إسماعيل وعنه في بحار الأنوار : 48 / 148 ، والفصول المهمة : 222 والبداية والنهاية : 10 / 183 ، والكامل : 6 / 164 وسير أعلام النبلاء : 6 / 283 .
|
|
التوتر والسرطان.. علماء يحذرون من "صلة خطيرة"
|
|
|
|
|
مرآة السيارة: مدى دقة عكسها للصورة الصحيحة
|
|
|
|
|
نحو شراكة وطنية متكاملة.. الأمين العام للعتبة الحسينية يبحث مع وكيل وزارة الخارجية آفاق التعاون المؤسسي
|
|
|