النظم الاجتماعية والعادات والتقاليد:

إن للنظم الاجتماعية أثراً كبيراً في الإنتاج الاقتصادي، فبعض المجتمعات البدائية تعتمد في إنتاجها على نظام الأسرة، وتسعى في إنتاجها إلى توفير احتياجاتها البسيطة بهدف الاكتفاء الذاتي كما هو الحال بين الأقزام في الكونغو والملايو، وبعض المجتمعات الرعوية يسودها النظام القبلي، وملكية الأرض مشاع بين القبيلة بخلاف المجتمعات الزراعية التي يسودها الملكية الفردية للأرض أو تصبح الدولة هي المالكة للأرض، حيث تسود الزراعة الجماعية أو الزراعة الحكومية.

وللمجتمع دور كبير في تحديد نوع الحرفة أو العمل، فبعض المجتمعات الرعوية تحتقر العمل الزراعي وترفض الاستقرار، كما يحتقر بعضها العمل اليدوي والصناعة. كما أن بعض الشعوب تعودت على أنواع معينة من الغذاء، كما هو الحال في دول آسيا الموسمية التي اعتادت على الاعتماد على الأرز كغذاء رئيسي، لذلك وجدنا أن الأرز يحتل مكانة هامه في هذه الدول، وقد تقوم بعض الدول بإنتاج الأرز خصيصاً من أجل تصديره للدولة المستهلكة لهذا المحصول، كما يحدث نفس الشيء بالنسبة للدول المستهلكة لمحصول القمح. وهناك بعض أنشطة اقتصادية ارتبطت بالعنصر كأن تقوم صناعة أو حرفة معينة في مكان معين هاجرت إليه مجموعة من السكان من مكان إلى آخر، وانتقلوا بحرفتهم إلى هذا المكان، كما يبدو من إنتاج الألبان في المنطقة التابعة لإقليم البحر المتوسط في كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية على خلاف ما هو معروف في مناطق البحر المتوسط الأخرى، وذلك لارتباطها بالعناصر الهولندية والدنماركية التي استوطنت هذه المناطق.