العوامل المؤثرة في قيام الزراعة في العالم- العوامل الطبيعية- المناخ |
2398
09:37 صباحاً
التاريخ: 14-1-2023
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 30-6-2021
1942
التاريخ: 17-7-2022
1387
التاريخ: 1-5-2020
2074
التاريخ: 1-10-2018
1559
|
المناخ: يُعد المناخ بعناصره المختلفة أحد العوامل الهامة التي تؤثر في الإنتاج الزراعي مباشرةً، وذلك لاعتبارين أساسيين هما:
الأول: أن سلطة الإنسان على تغير المناخ محدودة للغاية.
الثاني: أن المناخ يؤثر في الإنتاج بطريق غير مباشر لتأثيره على العوامل الطبيعية والبشرية.
وللمناخ عناصر متعددة تتفاعل مع بعضها البعض في علاقات تؤدي إلى تيسير عملية الإنتاج، وأهم هذه العناصر الضوء والحرارة والمطر والرطوبة والندى والثلوج والتبخر والضغط الجوي والرياح، وتتفاعل هذه العناصر مع بعضها في علاقات تؤدي إلى نجاح العملية الزراعية، إلا أن لكل عنصر من هذه العناصر له تأثيره الخاص بشكل يفوق عناصر المناخ الأخرى، فعلى سبيل المثال يؤثر الضوء بشكل مباشر على الإنتاج، لأنه ضروري لإتمام عملية التمثيل الضوئي للنبات (الكلوروفيلي) التي يمكن بواسطتها تحويل المواد الغذائية التي يمتصها النبات من التربة إلى عناصر غذائية تعمل على نمو النبات، فإذا كان الضوء كافياً أسرع النبات في عملية النمو، وأعطى إنتاجاً جيداً، ففي السويد والنرويج ساعد طول النهار صيفاً على تعويض انخفاض درجة الحرارة، ونجاح زراعة القمح الربيعي.
ومثال على ذلك القطن المصري والسوداني طويل التيلة لأنه يحصل في فصل النمو على كمية ضوء كافية تتراوح ما بين 2400- 2500 ساعة فيعطي إنتاجاً ونوعية أفضل من تلك النوعية المزروعة في ولاية تكساس في الولايات المتحدة الأمريكية، أو في الهند التي لا تحصل إلا على 2000- 1500 ساعة ضوء، لهذا هو من القطن متوسط التيلة، وقصير التيلة على التوالي.
أما الرطوبة فلها أثر كبير على الزراعة والصناعة أيضاً، فارتفاع الرطوبة في آب (أغسطس) يسرع في نضج كثير من المحاصيل الصيفية كالعنب والصبر مثلاً، كذلك تؤثر الرطوبة على زراعة القطن في مصر فمنطقة الدلتا تخصصت بزراعة قطن طويل التيلة لارتفاع نسبة الرطوبة في الجو، أما القطن الأقل جودة فزرع في جنوب الدلتا لقلة الرطوبة بها.
أما الثلج فيؤثر على الزراعة من حيث سقوطه وتراكمه وتحوله إلى جليد، وبفعل الضغط يقضى على الزراعات المختلفة، والثلج في حد ذاته يعتبر طبقة عازلة تحمى التربة وتعزلها عن درجة حرارة الهواء المنخفضة، فيؤخر هذا الوضع التغلغل العميق للصقيع، ويعمل الغطاء الثلجي على حماية الحبوب التي تبذر في الخريف في المناطق الباردة لأنه يحميها من الصقيع ومن الرياح الجافة التي قد تسبب موت النباتات بالجهات قليلة الرطوبة، لأنها ترفع من معدل التبخر، والثلج ضار بالزراعة عندما يساعد على نمو بعض الحشائش الضارة بالمحاصيل التي يزرعها الإنسان، كما يترتب على ذوبان الثلج كثير من الفيضانات والتي تضر بالأراضي الزراعية.
أما الصقيع فيعتبر من أخطر العوامل المناخية على النباتات، ويحدث الصقيع نتيجة تحول بخار الماء من الحالة الغازية إلى الصلبة مباشرة دون المرور بالسيولة، وتزداد خطورة الصقيع إذا حدثت موجاته خلال فصل الخريف، أي في المراحل الأولى لنمو النبات، وقبل أن يكون في حالة تمكنه من مقاومة شدة البرودة، كما يكون الصقيع خطيراً إذا جاء في أواخر فصل الربيع، أي في وقت الحصاد فهو في هذه الحالة يضر بالثمار، وقد يكون الضرر بسبب تجمد التربة، ولذلك يحاول الزراعيون استنباط سلالات وفصائل نباتية تنضج في فترة زمنية قصيرة حتى لا تتأثر بالصقيع مما يساعد على إمكان التوسع في الزراعة، ويؤثر الصقيع في الزراعة في المناطق المرتفعة بينما تتعرض المنخفضات التي ينصرف عليها الهواء البارد للإصابة بالصقيع، وسفوح المنحدرات لا يصيبها الصقيع إلا نادراً ، ولذلك فإن السفوح تناسب زراعة الفاكهة لأنها محاصيل حساسة جداً للصقيع.
وتؤثر الحرارة في نمو المحاصيل الزراعية ونضجها، وذلك لأنها تسهم في النشاط الحيوي للتربة، ويحتاج كل محصول إلى درجة حرارة عظمى ودرجة حرارة دنيا (صفر النمو) ينمو من خلالها، وقد أدى هذا إلى ظاهرة التخصص الزراعي، وارتباط المحاصيل الزراعية بدرجات حرارة معينة، وكلما زادت قدرة النبات على تحمل درجات الحرارة المتفاوتة كان أوسع انتشاراً، فالأقاليم الحارة التي لا تقل درجة الحرارة فيها طوال العام عن 26° مئوية تتخصص في إنتاج المحاصيل الزراعية الحارة كالمطاط وجوز الهند وقصب السكر والقطن والشاي والأرز والبن.
أما الأقاليم المعتدلة فتتخصص في إنتاج الغلات المعتدلة كالحبوب والبنجر والبطاطس والشوفان، كذلك الحال لكل نبات درجة حرارة دنيا وقصوى فمثلاً هناك محاصيل تذبل وتموت إذا ارتفعت الحرارة عن المعدل العام لها كالقمح مثلاً لأن ارتفاع الحرارة يؤدي إلى التبخر، وانخفاضها يؤدي إلى التجمد، من هنا نجد أن أنجح المناطق للزراعة هي المناطق البعيدة عن مناطق التجمد في شمال وجنوب العالم، كذلك يقصر فصل النمو كلما اتجهنا شمالاً أو جنوباً من القطبين، وأخيراً أن تأثير درجة الحرارة يتوقف عند درجة 5° مئوية والمعروفة بصفر النمو، وتوجد هذه المناطق بالقرب من خط الثلج الدائم.
أما الرياح فتؤثر في المحاصيل الزراعية بطريقة مباشرة وغير مباشرة فهي تمثل لواقح للأزهار، أو تعيق الحشرات من أداء وظيفتها في تلقيح الأزهار، كما تعمل على نقل البذور من مناطقها إلى مناطق جديدة، أما إذا كانت عاتية فتسبب الأضرار فتعمل على تكسير وتدمير الممتلكات مثل أعاصير ترنيدو التي تهب على منطقة المسيسبي الأدنى في الولايات المتحدة، أو تجفف الرطوبة إذا كانت ساخنة كرياح الخماسين بمصر، أو متربة فتقتل الخلايا النباتية وبخاصة في الخضروات، كذلك تسوق الغيوم لمناطق بعيدة تمطر عليها، وبتالي تزود التربة بالرطوبة اللازمة للزراعة، وهذا ما نجده في المناطق الحدية القريبة من الصحراء إذا ما وصلها المطر بفعل الرياح، كما تستخدم الرياح في رفع المياه عن طريق المراوح الهوائية، والتي لا زالت مستخدمة في هولندا واستراليا للوقت الراهن.
أما الأمطار فهي أهم أنواع التساقط التي تؤثر على الإنتاج في الزراعة البعلية من حيث كميتها ووفرتها وموسمها ومواعيدها، فإذا قلت كمية الأمطار عن 10بوصات (25سم) لا تقوم حرفة الزراعة، مثال على ذلك الأمطار في المناطق الحدية القريبة من الصحراء، وأمطار البحر المتوسط غير الثابتة والمتذبذبة الأمر الذي تؤثر على الزراعة المطرية أو الرعي في الإقليم, وليست كمية المطر دليلاً على نجاح الزراعة، إذ المهم أن تسقط هذه الكمية في الوقت المناسب الذي تشتد فيه الحاجة للمياه، فكمية الأمطار 100سم تصلح للزراعة في المناطق المعتدلة الباردة ولا تصلح للزراعة في المناطق الحارة بسبب البخر.
ولكل نوع زراعي حاجته الخاصة من المياه فالقطن وقصب السكر والأرز يحتاج إلى مياه وفيرة تزيد عن 60بوصة من الأمطار، أما القمح فيحتاج 10بوصات من الأمطار لزراعته. هذا ويرتبط بالتساقط كل من الندى والثلج والبرد. أما نقيض التساقط فهو الجفاف الذي يؤثر على الزراعة بشكل مباشر، إذ يعيق استغلال الأراضي للزراعة بشكل كبير، ففي أمريكيا الوسطى تصل نسبة الأراضي غير المستغلة للزراعة بسبب الجفاف نحو 36%، وفي إفريقيا تصل النسبة 47%، وفي غرب آسيا تصل النسبة إلى 18%.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|